علم الفلك عند المسلمين في العصر الاسلامي الذهبي
علم الفلك عند المسلمين في العصر الإسلامي الذهبي من بداية القرن الثامن إلى نهاية القرن الخامس عشر كان هناك إسهامات فلكية كبيرة فقد جمع العلماء المسلمين المواد العلمية الأجنبية من الحضارات القديمة وابتدأوا في عمل تطورات علمية كبيرة واضافة الكثير فى علم الفلك خلال هذه الفترة فقد كان العلماء يدرسون حركة النجوم والكواكب ويراقبون والمذنبات والمجرات وفى هذا المقال نستعرض أهم العلماء الذين ساهموا بشكل كبير فى علم الفلك فى العصر الاسلامى.
تعرف على الدولة الفاطمية وتاريخ نشأتها من خلال قراءة هذا الموضوع: الدولة الفاطمية في مصر التاريخ والنشأة
علم الفلك عند المسلمين
- يعتبر علم الفلك هو من أهم الدراسات الكونية والتحليلات العلمية، حيث يقوم بمتابعة ما يحدث في الغلاف الجوي والفضاء الخارجي بما يشمله من حركة النجوم، وحجم الكواكب، وحركة المذنبات وأحوال المجرات، وما يتم حدوثه حول كوكب الأرض من تغييرات وظواهر وأشياء غريبة يتم معرفتها عبر الرصد الفلكي، فكان منذ القدم يرصد ويرى بالعين المجردة من المناطق المرتفعة، مثل: العراق ودول الفرس.
- ومع تطور العلوم الفلكية بشكل حديث كان من الضروري اختراع التلسكوب وغيره من المعدات الفلكية التي تقوم على متابعة الملاحة الفضائية وعلوم الفلك، ولكن ذلك العلم كان له أعظم بدايات أدت وصوله إلى هنا.
- ومن أكثر العلماء المشهورين الذين كان لهم دورٌ كبير في ذلك التطور العظيم هم علماء الفلك المسلمين.
- كان العرب الأوائل يقوموا باستخدام نظاماً بدائياً لمعرفة مرور الوقت وذلك بالاستناد إلى مصدرين، أول مصدر هو ظاهرة تعرف بالغروب الأفولي لعدد من النجوم أو الكويكبات النجمية وذلك ليحددوا بداية الأوقات الزمنية ويطلق عليها النوء، لكن مدة دوام النوء الحقيقية في هذه الأوقات قد تصل إلى يوم حتى سبعة أيام.
- وكانت النجوم نفسها هي المسؤولة عن نزول المطر، وكانوا يتضرعون إليها بطقوس الاستمطار، وقد استفاد البدو من معرفة هذه الأجواء التي منحتهم خبرة المعرفة بحالة الطقس خلال فترة زمنية محددة.
- أما ثاني مصدر كانوا يعتمدون عليه هو ظاهرة الشروق الاحتراقي لعدد نفس النجوم، أو الكويكبات النجمية على فترات تصل حوالي ستة أشهر من أجل تحديد السنة الشمسية، وذلك من خلال تثبيت أرقام الدورات عند ثمانٍ وعشرين دورة تقريباً، كما تشير بعض الآثار المتبقية على أن ذلك كان أساس التقويم.
تعرف على أشهر علماء المسلمين في الط ومساهمتهم من خلال قراءة هذا الموضوع: أشهر علماء المسلمين في الطب ومساهماتهم
أهم علماء الفلك المسلمين
- عبد الرحمن الصوفي الرازي
عبد الرحمن الصوفي هو أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن سهل الصوفي الرازي أحد أبرز وأشهر العلماء الفلكيّين، وهو من أهم علماء الفلك بدول الفرس، وكانت نشأته بالري في بلاد فارس في التاسع من محرم عام 291هجرياً، وكان على تواصل بشكل دائم مع عضد الدولة البويهي، وهو من الذين قالوا ” إنَّ الأرض كروية” بعد العالم الفلكي الشهير ” إراتوستينس” الذي أثبت أن الأرض كروية.
لقد كان الرازي مصاحباً للخليفة البويهي لفترة من الزمن، فقد ساعد ذلك على توليه المهام الفلكية بالدولة لمعرفة أماكن النجوم والكواكب والأجرام الفلكية المتنوعة، وقد قام الخليفة في ذلك الوقت ببناء مرصداً خاصاً للرازي في شيراز، مما أدَّى ذلك إلى تزايد العديد من إنجازاته ومهاراته الفلكية، وعلى الرغم من أنه كان يتحدث الفارسية إلا أنه قام بتقديم مجموعة من الكتب العلمية باللغة العربية، لأنها كانت اللغة الأساسية للعلوم في عصر الإسلام.
- الخوارزمي
كان أبو عبد الله الخوارزمي والذي كان يعرف بلقب أبي جعفر هو من أحد العلماء الذين ساهموا في العلوم الفلك.
كما أنّه من أهم علماء الرياضيات، حيث قام بالمشاركة فقام بتأليف ما يزيد عن 37 فصلاً يتحدث فيها عن الحسابات الفلكية والتقويم ومعلومات عن الفلك التنظيمية.
كما أنّه قام بوضع الجداول والآلات التي تعمل على اختصار الوقت أثناء إجراء الحسابات، والتي منها كان بشكل خاص أوقات الصلاة في دور الصلاة، كما أنّه قام باختراع أداة من أجل تحديد الارتفاع الخطي للجسد بمدينة بغداد.
- ابن الهيثم
أبو علي الحسن بن الهيثم هو من أهم العلماء الذين ساهموا في علوم الفلك بجانب العديد من العلوم المختلفة، حيث قام بنقد نظرية بطليموس في مخطوطته التي قام بنشرها، حيث قام بتوضيح العديد من المتناقضات، كما أنّه قام بإضافة بعض المعادلات الرياضية وقام بربطها مع علم الفلك وهي النظام الفيزيائي.
وأيضاً كتب نقداً مشهوراً حول الواقع المادي للنظام الفلكي الذي قام بوضعه بطليموس، كما أنّه قام بتقديم العديد من المخطوطات والانتقادات ومن أشهرها: مخطوطة تكوين العالم، و مخطوطة نماذج حركات الكواكب السبعة.
كما أنّه انتقد كتاب المجسطي، وأوضح الفرق بين علم التنجيم وعلم الفلك، فقال أنّ التنجيم يكون نتيجة عن التخمين وليس الدخول في تجربة.
وقام بكتابة كتاب دروب التبانة، والذي قام فيها بحل كثير من المسائل المتعلقة بالمجرة، وأيضاً صحح كثير من الاعتقادات في درب التبانة لأرسطو.
- الحسن علاء الدين الأنصاري
الحسن علاء الدين الأنصاري الملقب بابن الشاطر وهو عالم فلكي مشهور مسلم نشأ في دمشق، وقام بصناعة ساعة شمسية لضبط مواعيد الصلاة أطلق عليها اسم الوسيط.
كما أنّه قام بتصحيح نظرية بطليموس الفلكية حيث قام بتوضيح أنّ الشمس تدور حول الارض وليس عكس ذلك.
كما أنّه سبق العالم كوبرنيكوس بأعوام عديدة في النماذج الحسابية في علم الفلك والمسائل التي تتعلق بالحسابات الفلكية، كما اكتشفوا العلماء أنّ كوبرنيكوس كان يقوم بنقل نظريات ابن الشاطر دون أن يفهمها وكان ينسب إليه بعد أن يقوم بترجمتها، كما أنّه قام بتأليف العديد من الكتب التي ترجمت إلى كثير من اللغات وأصبحت دليل كبير وواضح في مجال علم الفلك.
- البيروني
أبو الريحان محمد بن أحمد البَيْرُوني هو من أهم علماء المسلمين، ورحالة وفيلسوف وفلكي وجغرافي مشهور، وصيدلي ومؤرخ ومترجم لجميع الثقافات الهندية.
وتم وصفه بأنه أعظم وأهم العقول التي شهدها تاريخ العلوم الإسلامي بسبب إنجازاته وقدراته الخاصة في مجال علم الفلك.
تعرف على أكبر كوكب في الكون وترتيب المجموعة الشمسية من خلال قراءة هذا الموضوع: اكبر كوكب في الكون وترتيب المجموعة الشمسية
اهتمام الإسلام بتاريخ علم الفلك
- أما علم الفلك فقد نال اهتمام كبير من أهل الإسلام منذ قديم الأزل، إذا عُلِمَ أن القرآن الكريم أورد جمل كثير وعددًا كبيرًا من الآيات التي تتعلق بالكون والفلك، وإن كان المقصود بها فالأساس هو: الهداية للتي هي أقوم.
ومن أهم مظاهر اهتمام القرآن الكريم بالفلك في هذه الأمور الآتية :
- التأكيد على كل من (السماء) و (الكون) بما يتعدى كامل التركيز على (الإنسان)، فمن ذلك قوله سبحانه وتعالى: ( أأنْتـُمْ أَشـَدُّ خَلْقًا أمِ السَّمَآءُ بَنَاهَا*رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا*وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) (النازعات 27 ـ 29).
- وما ذكر في القرآن الكريم: ( لَخـَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النــَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النــَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (غافر: 57).
- وورد أيضاً العديد من المفردات الفلكية في القرآن، فلفظ (السماء) و (السموات) تم ذكره في القرآن 310 مرة.
- ولفظ (الشمس) ورد 33 مرة، ولفظ (القمر) ورد 27 مرة، ولفظ (النجم)، (النجوم) وردت 13 مرة.
- كما تم تسمية;’ بعض سور القرآن بـمسميات فلكية وظواهر كونية مثل: (القمر، النجم، الشمس، المعارج، التكوير، الانفطار، البروج، الانشقاق).
- كما وردت في بعض الآيات التي تدعو إلى النظر في السماء والتفكر في بنائها ورفعها المحكم، وما تحتويه على مناظر مذهلة، كما يدعو إلى النظر والتفكر في ظواهر الكون المختلفة، مثل قول الله عز وجل شأنه: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)، ( الأعراف: 185).
- أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ { سورة ق: 6 }
- إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { آل عمران: 190، 191، }.
- أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ { الغاشية: 17، 18،}.
- هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) يونس:5).
تعرف على العالم العربي الشهير الذي ألف مكتبة على حسابه الخاص من خلال قراءة هذا الموضوع:
من هو العالم العربي الذي ألف مكتبة على حسابه الخاص
فى هذا المقال تحدثنا عن علم الفلك عند المسلمين كذلك تحدثنا عن اهتمام المسلمين بتاريخ الفلك، وأهم علماء المسلمين الذين اهتموا بعلم الفلك.
,