دراسة جدوى مشروع صناعة السمن

دراسة جدوى مشروع صناعة السمن سهلة ولا تحتاج إلى الكثير من المجهود لعملها، فدراسة الجدوى مهمة للغاية لضمان نجاح المشروع وتجنب خطر الإغلاق أو التعرض لخسائر مالية كبيرة، كما أن الدراسات لأي مشروع تتم على عدة مراحل، وكل مرحلة مختصة بدراسة ناحية محددة في المشروع، لذا سنقوم من خلال موقع زيادة بذكر كيفية عمل دراسة جدوى مشروع صناعة السمن مع الأخذ في الاعتبار كل النواحي المهمة لقيام المشروع.

دراسة جدوى مشروع صناعة السمن

قبل أن نقرر إنشاء مشروع جديد يجب أن نقوم بكل التخطيطات والترتيبات اللازمة لهذا المشروع من الناحية المالية والتسويقية وكذلك التشغيلية، يمكن أن نقوم باختصار كل تلك التخطيطات في كلمة دراسة الجدوى فإن دراسة الجدوى لمشروعٍ ما تساعد كثيرًا على نجاحه، لذا سنقوم بعمل دراسة جدوى مشروع صناعة السمن فيما يلي:

أولًا: دراسة الجدوى من الناحية المالية

مشروع صناعة السمن يحتاج إلى دراسة متأنية من الناحية المالية، حيث إن التخطيط المالي هو أول وأهم الأمور التي يجب أن يتم التفكير فيها عندما نريد البداية في أي مشروع لنقوم بتحديد ما يلي:

1- التكاليف المالية

المقصود بها هو تحديد التكاليف التي سيدفعها صاحب المشروع في شراء المعدات اللازمة لصناعة الثمن وفي تأجير مكان مناسب لممارسة النشاط وأيضًا الرواتب التي سيتم دفعها للعمال القائمين على المشروع تعد من التكاليف الملزم صاحب المشروع بدفعها.

2- الميزانية المالية

إن الميزانية المالية ستعطي صاحب المشروع الصورة الكاملة أي سيعرف كم من المال سيحتاج منذ بداية التفكير في المشروع وحتى يبدأ في تحصيل الأرباح، لذا من المهم عدم أخذ أي خطوة قبل وضع ميزانية تقديرية للمشروع حتى لا تنصدم فيما بعد بأنك لا تملك المال الكافي لإكمال المشروع مما سيضعك في موقف سيئ وقد يؤدي ذلك إلى توقف المشروع نهائيًا وضياع كل الأموال.

3- العوائد المالية

في إطار التعرف على دراسة جدوى مشروع صناعة السمن، فيقصد بالعوائد المالية هنا هي الأرباح التي سوف يقوم المشروع بتحقيقها بعد أن يبدأ في العمل ولكن في الغالب لا يتم تحقيق أي أرباح في السنوات الأولى لأي مشروع، حيث إن الأرباح في تلك السنوات مهما كبر حجمها يتم استخدامها في سداد التكاليف والمصاريف التي دُفِعت على المشروع حتى قام.

على الرغم من ذلك يجب أن يقوم صاحب المشروع بتقدير حجم الإنتاج وحجم العوائد المالية التي ستنتج من بيع السلعة وهل ستكفي تلك الأرباح في تغطية التكاليف أم لا، مما سيساعده على تحديد عدد السنوات التي يحتاجها لسداد تكلفة قيام المشروع ليعلم تحديدًا متى يجب أن يبدأ في تحصيل الأرباح.

اقرأ أيضًا: دراسة جدوى مشروع صناعة الكراسات والكشاكيل

ثانيًا: دراسة الجدوى من الناحية الفنية

المقصود بدراسة الجدوى من الناحية الفنية هو تحديد العناصر الأساسية لمشروع صناعة السمن أي تحديد المتطلبات التي نحتاجها لعملية الإنتاج وكذلك لعملية البيع وتحصيل العائد، لذا سنذكر العناصر الأساسية التي نحتاجها لعمل دراسة جدوى مشروع صناعة السمن عبر السطور التالية:

1- بناء مصنع تصنيع السمن

إذا كنت حديث العهد في إدارة المشروعات والأعمال الخاصة يمكنك أن تبدأ بمصنع صغير لا يتخطى مساحته 1000 كيلومتر مربع، وحينما يأتي الأمر لمكان العمل أو المصنع فلديك اختيارين؛ الأول هو تأجير مصنع قديم أو مبنى كبير وتحويله إلى مصنع، وهذا الاختيار سيعطيك الحق في إنهاء المشروع بسهولة عن طريق التوقف عن دفع الإيجار وهذا في أسوأ الأحوال.

أما الاختيار الثاني فهو شراء قطعة أرض وبناء مصنع من البداية عليها وهذا الاختيار مكلف للغاية حيث يحتاج إلى مبلغ ضخم لشراء قطعة الأرض ثم مبلغ لسد تكاليف البناء ثم مبلغ آخر لتجهيز المصنع من الداخل فيكون الإجمالي التكلفة ضخمًا للغاية ولن يتم تغطيتها إلا إذا حقق المشروع نجاحًا باهرًا من إنتاج أول سنة.

فإن لم يحقق المشروع ربح ورغبت في إغلاق المصنع ستعاني لتجد من يشترى منك المصنع أو يؤجره بثمن أكبر من التكلفة التي تكفلت بها وبالتالي ستخرج من التجربة بخسارة ضخمة، لذا فإن اختيار التأجير أفضل بكثير من الشراء والبناء، كما هناك عدة أمور يجب أن تراعيها أثناء اختيار موقع المشروع من أهمها أن يكون المصنع على الطريق وليس في مكان مغمور.

كما يجب أن يكون المصنع به مصدر ثابت للماء ومولدات غير منقطعة للكهرباء حتى لا تفسد البضاعة المخزنة عند انقطاع الكهرباء، كذلك يجب أن يكون هناك مساحة جيدة لتسع سيارات النقل الكبيرة التي ستنقل المنتجات إلى منافذ البيع وتسع سيارات المديرين والحافلات التي تنقل العمالة من المصنع لبيوتهم والعكس.

2- الآلات المطلوبة في صناعة السمن  

من أكثر الأمور التي نحددها أو نخطط لها عند عمل دراسة جدوى مشروع صناعة السمن هي الآلات المستخدمة في الإنتاج حيث إن دراسة الجدوى لأي مشروع لا تقتصر فقط على تحديد الموقع والميزانية وما ذكرناه من قبل بل إن الآلات والمعدات من أهم الأشياء التي يجب أن نراعي توفرها بالكامل.

فإن نسيان أداة واحدة قد تؤدي إلى تعطيل العملية الإنتاجية مما سيؤدي إلى نقص حجم الإنتاج وبالتالي نقص كمية المبيعات ونقص الأرباح كنتيجة لذلك، ومن المعدات اللازمة في تجهيز مصنع صناعة السمن ما يلي:

  • غلايات بخارية مغلفة ويفضل أن تكون مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ حتى تعيش لفترة أطول.
  • صمامات التحكم بالبخار.
  • من الضروري للغاية تواجد ميزان حرارة ليساعد العمالة على مراقبة الحرارة أثناء الإنتاج منعًا لأي حوادث.
  • يجب شراء خلاطات للسمن.
  • شراء أنابيب مجوفة متحركة ممتلئة مركزيًا في الغلاية ويجب أن تكون مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ.
  • كذلك يجب ألا يخلو مصانع إنتاج السمن من أجهزة قياس الضغط والحرارة والتي تمنع حدوث الانفجارات والحوادث الناتجة عن زيادة الضغط داخل الأنابيب.
  • يجب أن تتواجد أجهزة قياس الوزن لتعبئة الصفائح بالوزن المحدد لها دون زيادة.

3- تسجيل المصنع قانونيًا

أيضًا من المهم للغاية قبل البداية في أي مشاريع جديدة أن نقوم بتسجيلها قانونيًا في السجل التجاري حيث إن شرعنا في بداية الأعمال ومزاولة الأنشطة دون الحصول على ترخيص يمكن أن يعرض صاحب المصنع إلى دفع غرامات كبيرة نتيجة مزاولة النشاط بطريقة غير قانونية حتى وإن لم يكن متعمدًا.

كما أن السبب الأساسي في شرط تسجيل المصنع أو المحل في السجل التجاري هو تهرب الكثير من أصحاب الأعمال من دفع الضرائب مما يؤدي إلى نقص الحصيلة الضريبية الموردة للدولة ويترتب عليها توقف الكثير من المشاريع الحكومية المهمة، لذا فإن عقوبة التهرب من دفع الضرائب هو دفع غرامة بمبلغ أكبر من الضرائب المتراكمة عليك.

بالإضافة إلى دفع الضرائب التي تهربت منها بالكامل ومع هذا قد تتعرض لعقوبة الحبس وقد يتم إغلاق مصنعك نهائيًا، لذا بغض النظر عن حجم مصنعك أو مشروعك يجب قبل أن تبدأ في مزاولة النشاط أن تقوم بتسجيل المصنع في السجل التجاري مع مراعاة الإجراءات التي تفرضها عليك لوائح القوانين التجارية الخاصة ببلدك كي تتمكن من الحصول على ترخيص تجاري.

حيث إن الترخيص التجاري مهم في الحصول على المواد الغذائية الخاصة بالإنتاج وكذلك مهم في التعاملات مع منافذ البيع وفي حال رغبت في تصدير منتجاتك لبلاد أخرى فأنت تحتاج إلى ترخيص لذلك أيضًا، وتعد هذه من أهم الأمور الواجب مراعاتها في دراسة جدوى مشروع صناعة السمن.

اقرأ أيضًا: دراسة جدوى مشروع محل عصير قصب

ثالثًا: دراسة الجدوى من الناحية التسويقية

دراسة الجدوى لأي مشروع في أي مجال لا يمكن أن تتم دون دراسة متأنية للناحية التسويقية أو بمعنى آخر دراسة سوق المنتجات المشابهة حيث إن دراسة السوق تساعد المُنتج في تحديد كمية الإنتاج وطريقة التسويق التي ستجذب انتباه المستهلكين وغيرها من الأمور التي سيتم على أساسها وضع الخطة التنفيذية والتشغيلية، وتتم دراسة جدوى مشروع صناعة السمن من الناحية التسويقية على مرحلتين فيما يلي:

1- دراسة المنافسين في نفس المجال

دراسة الشركات والمصانع المنافسة في أي مجال تؤدي إلى معرفة ما يجب فعله لمنتجات أو خدمات الشركة لكي تتميز على منافسيها في الأسواق فكانت هناك مقولة شهيرة تقول أعرف صديقك جيدًا وأعرف عدوك بشكلٍ أفضل، كما أن دراسة المنافسين بشكلٍ متأنِ سيعطيك إمكانية أكبر للدخول بينهم والتنافس معهم على المستهلكين وعلى احتلال الأسواق.

2- دراسة الفئة المستهدفة

دراسة الفئة المستهدفة مقصود بها معرفة احتياجات السوق، حيث إن كل مجموعة من الأشخاص تحتاج إلى منتجات بمواصفات معينة فمنهم من يحتاج منتجات صحية ومنهم من يحتاج منتجات كثيفة الدسم وغيرها من الطلبات والمواصفات التي تطلبها كل فئة من المجتمع.

لذا فإن دراسة المستهلكين يعطيك إمكانية اختيار الفئة الأكبر وإنتاج المنتجات بالمواصفات التي تطلبها تلك الفئة مما سيسهل عليك دخول سوق السمن والمنافسة مع الشركات الكبيرة على تلك الفئة من المستهلكين.

اقرأ أيضًا: دراسة جدوى مشروع مطعم وجبات سريعة في مصر

ما المقصود بصناعة السمن؟

في سياق التحدث عن دراسة جدوى مشروع صناعة السمن نتعرف على المقصود بمشروع صناعة الثمن، الجدير بالذكر أن أحدث الطرق التي يتم استخدامها مؤخرًا في صناعة السمن وهي طريقة التثبيط، وتقوم تلك العملية بخطوتين متتاليتين؛ الأولى فصل القشدة عن الحليب والأخرى هي استخلاص السمن من الكريمة.

حيث يتم استخدام الكريمة بأنواعها الناضجة والغير ناضجة في صناعة السمن مع الإشارة إلى أن السمن المصنوع باستخدام الكريمة الغير ناضجة يكون بجودة أفضل من ذلك المصنوع بالكريمة الناضجة كما يكون أطول، على الرغم من ذلك إلا أن السمن المصنوع من الكريمة الناضجة أكثر شهرة وانتشارًا بين المستهلكين.

صناعة السمن مثل أي صناعات أخرى انتشرت منذ الكثير من العصور ثم زادت وتطورت أكثر في الآونة الأخيرة مع كِبر حجم الأسواق المحلية والأسواق العالمية.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.