عدم حضور الزوجة جلسات طلاق الشقاق
عدم حضور الزوجة جلسات طلاق الشقاق هو من الأسئلة الشائعة لدى السيدات، حيث من الممكن أن تصل المرأة إلى حالة من عدم القدرة على رؤية الطرف الآخر بسبب ما ألحقه بها من أذى، ومفهوم هذا النوع من الطلاق هو وجود فجوة كبيرة قائمة بين الزوجين بسبب شدة الخلاف الواقع بينهما، والآن لنتعرف على تفاصيل موضوع عدم حضور الزوجة جلسات طلاق الشقاق من خلال موقع زيادة.
عدم حضور الزوجة جلسات طلاق الشقاق
لا شك أن هذا النوع من الطلاق هو الأسوأ بين جميع انماطه، نظرًا لانهيار كل الحب والمودة التي كانت ناشئة بين المرأة وشريك حياتها، مما يجعلهم في حالة تتطلب إحداث شق بينهم فينطلق كلًا منهما إلى إكمال حياته بعيدًا عن الطرف الآخر، وتوجد بعض النتائج على عدم حضور الزوجة جلسات طلاق الشقاق، والتي تتمثل في النقاط التالية:
- لا يتم قبول دعوتها لإعادة التدقيق في المشكلة إذا كان الحكم الأول غير مناسب لها.
- عدم مناداة القاضي على الشخص الغير موجود، وتتم إجراءات الحكم في المشكلة بشكل طبيعي.
- المحكمة غير ملزمة بإيصال القرار المتخذ من قبل القاضي في المشكلة الخاصة بها.
- خسارة القدرة على التبرير وإقناع القاضي بتحقيق رغبتها.
اقرأ أيضًا: طلاق الشقاق من طرف الزوجة
أسباب طلاق الشقاق والنزاع
في سياق التحدث عن موضوع عدم حضور الزوجة جلسات طلاق الشقاق، يجب ذكر الأسباب المؤدية لهذا النوع من الطلاق، والتي تتمثل في الآتي:
- الانفصال بسبب ترك شريك الحياة لامرأته فترة طويلة، بدون الاطمئنان عليها أو إخبارها بأحواله أو مراعاة شؤونها المادية.
- إلحاق الأذى بالمرأة بدنيًا، والذي يتمثل في ضربها ضرب مبرح يترك الآثار الواضحة في جسمها.
- توجيه الكلمات البذيئة والجارحة إلى المرأة، التي تتمثل في قول الفواحش.
- أن يتم إلزام السيدة بالقيام ببعض الأمور الغير مقبولة في الدين والعادات المتداولة في المجتمع.
- إظهار الكره في المعاملة، فلا يقوم بالاهتمام بها.
الحقوق المترتبة على طلاق الشقاق
في ضوء معرفة نتائج عدم حضور الزوجة جلسات طلاق الشقاق، يجب التحدث عن الحقوق المخصصة للمرأة بعد الانفصال، والتي تتبين في النقاط التالية:
- في حالة إثبات أن الرجل هو السبب في الخلاف كله، تأخذ المرأة الأموال التي يدفعها الرجل لها كفريضة كاملة بدون نقصان إذا حدثت بينهما علاقة جسدية، فإن لم تحدث بينهما علاقة جسدية فلها النصف.
- إذا كانت المرأة قد قامت بنصف الخطأ الذي أدى إلى تواجد الخلاف، فلها نصف الأموال التي تعهد الرجل على دفعها كفريضة.
- في حالة أنها قامت بإلحاق الأذى به كما قام هو بإلحاق الأذى بها فلا تأخذ أي أموال.
أحكام طلاق الشقاق والنزاع
سوف نتحدث عن كيفية حل القاضي لهذه المشكلة في إطار الحديث عن موضوع عدم حضور الزوجة جلسات طلاق الشقاق، ويتباين القرار الذي يأخذه القاضي على الحالتين الآتيتين:
الحالة الأولى
إن تتمكن المرأة من تأكيد ما ألحقه شريك الحياة بها من أذى ويتم ذلك من خلال قيام الرجل بالاعتراف بما قام به، وأن تتمكن المرأة من البرهنة على ما حدث بوجود بعض الإثباتات، هنا يقوم الحاكم بينهما بالمحاولة لمعالجة الأمر.
كما يقوم بوضع الحلول التي من الممكن أن ترضي الطرفين، وإذا لم يستطيع التوفيق بينهما وأبى الطرفين أن تستمر حياتهم سويًا، يحدث الانفصال.
الحالة الثانية
تتمثل هذه الحالة في عدم قدرة السيدة على تأكيد ما أصابها من أذى بواسطة شريك حياتها، وقيام شريك الحياة برفض التهم الموجه إليه، هنا يتم رفض طلب المرأة في الانفصال، ويوجب الحاكم عليها أن تعود إلى دارها.
عند عودة السيدة مرة أخرى لطلب الانفصال عن الرجل، تقوم الهيئة المسؤولة عن مشاكل الأزواج بطلب الشهادة من أحد أفراد عائلته وأحد أفراد عائلتها، وذلك امتثالا لقول الله تعالى: (إِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)) سورة النساء.
لكن يجب أن تتوافر بعض البنود في الشاهدين التي يتأكد منها القاضي بطريقته الخاصة، والتي تتمثل في النقاط التالية:
- أن يكون الشخص بالغ، ولا يتسم بالسفه، فلا يمكن أن يحكم فتى صغير أو شخص معروف بالسفه بين الآخرين.
- ينبغي أن يكونا على دين الإسلام.
- الاتسام بحسن الخلق، وعدم الكذب والخداع للآخرين، كما يجب أن يكونا من الناس التي تخاف الله عز وجل.
- الدراية الكاملة بشعائر الإسلام في مسألة الطلاق.
اقرأ أيضًا: طلاق الشقاق من طرف الزوج
أمور يجب على الزوج الدراية بها
في حالة قبول المرأة لأن تعود لشريك حياتها بعد إلحاق الأذى بها نتيجة الاستماع لنصيحة القاضي، واستجابتها لمحاولاته للإصلاح بينهما، فيجب أن يكون الرجل على معرفة كاملة بطريقة معاملة الزوجة قبل عودتها إلى دارها مرة أخرى، وهذا ما سوف نوضحه في إطار موضوع عدم حضور الزوجة جلسات طلاق الشقاق وتتمثل هذه الأمور في الآتي:
1ـ المعاملة بالود
لقد قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)) سورة الروم، يجب على شريك الحياة أن كون حنون على امرأته، فإذا قصرت في بعض الأمور يعفو عنها ولا يعنفها.
إذا قامت ببعض الأخطاء لا يبدأ يتطاول عليها باليد، فيجب في المقام الأول أن يحاول نصحها للخير بطريقة لطيفة، فإذا لم تستجيب لا يقيم مها علاقة حميمية وذلك للتعبير عن حزنه منها، فإذا لم تستجب يلجأ إلى الضرب.
لكن ليس بطريقة مبرحة بل تكن ضربة خفيفة لا تتسبب في إلحاق أذى كبير بها لكن فقط لتعلم كم هو حزين منها، وهذا في حالة الأخطاء الكبيرة أي قيام المرأة بالمعاصي والأمور التي لا يتوجب عليها فعلها وليس الإخفاقات اليومية العادية، فقد قال الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) [سورة النساء:34].
كما توضح الآية أنه في حالة توقف المرأة عن القيام بالذنب أو اعترافها بما فعلته من سوء، فيجب ألا يعيد الرجل على مسامعها قيامها بالذنوب، بل لا يذكرها بهذا الأمر ويبدأ معها بداية جديدة، يعينها فيها على التقوى وطاعة الله.
2ـ الإنفاق عليها
إن الكثير من طلبات الطلاق تكون بسبب عدم قيام الزوج بتوفير ما تحتاجه المرأة من مأكل وملبس ومأوى، فنجد كما ذكرنا أنه من الممكن أن يترك الرجل زوجته ويرحل لشهور، أو أن يقوم بالتواكل على غيره وعدم قيامه بأي مهنة يكتسب منها الرزق كما هو شائع في عصرنا هذا.
لكن بعض العيوب يمكن أن تتغير، لذلك يجب على الرجل أن يستعيد قوامته وأن وفر ما يحتاجه أهل بيته، وذلك يتمثل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقوا اللهَ في النساءِ؛ فإنَّكم أخذتُموهنَّ بأمانةِ الله، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ الله، وإنَّ لكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحًدا تكرهونَه، فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، ولهنَّ عليكم رِزقُهنَّ وكِسوتُهنَّ بالمعروفِ) الراوي: جابر بن عبد الله، المصدر: تفسير الطبري، فيتضح في الحديث أن على الرجال أن توفر ما تحتاج إليه النساء في حدود الاستطاعة.
اقرأ أيضًا: إذا رفضت الزوجة الصلح
3ـ المعاشرة بالمعروف
على الرجل الذي قام بإلحاق السوء بشريكة حياته أن يعرف جيدًا أن المرأة هي كائن رقيق، وهو الكائن القادر على إدخال السرور على قلبه إذا أحسن الاهتمام بها، فيجب عليه ألا يسمعها الكلام العنيف الثقيل الذي يشعر بالأذى ويجعلها تصل إلى حالة من الكره للرجل.
بل عليه أن يردد على مسامعها طيب الحديث، وعليه أن يشاركها ويأخذ برأيها في أموره اليومية، فقد قال رسول الله صلى الله وسلم: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا.) الراوي: أبو هريرة، المصدر: صحيح البخاري.
كما يجب عليه أن يقدرها، ولا يسمح لأحد ان يقوم ببعض السلوكيات التي تقلل من تقديرها، كما عليه أن يرعها عند الإصابة بآفة ما، فعن عبد الله بن عمر: (إنَّما تَغَيَّبَ عُثْمَانُ عن بَدْرٍ، فإنَّه كَانَتْ تَحْتَهُ بنْتُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ لكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وسَهْمَهُ.) المصدر: صحيح البخاري.
فيوضح هنا النبي أن من يقوم بالاعتناء بامرأته عندما تصاب بالأذى له أجر عظيم كمن قاتل في سبيل الله.
من ضمن الأسباب الرئيسية في حدوث طلاق الشقاق هو نقص الوعي عن الزواج، وعن دور الرجل والمرأة في الإسلام، لذلك يجب أن تقام الدورات التدريبية للمقبلين على الزوج.