هل يجوز لِلْحَائِضِ الدعاء وهي ساجدة
هل يجوز لِلْحَائِضِ الدعاء وهي ساجدة؟ ما هي الأفعال المحرمة على الحائض؟ فالمرأة في فترة حيضها لا تقوم بفعل بعض العبادات المفروضة حيث جاء ذلك بأمر من الله رحمة بالنساء نظرًا للمشقة التي تعانيها في تلك الفترة، ومن المعروف أن الصلاة يلزم فيها الطهارة لذلك يختلف حكم سجود المرأة في وقت حيضها تبعًا لسبب السجود، وفيما يلي سوف نتعرف على إجابة سؤال هل يجوز لِلْحَائِضِ الدعاء وهي ساجدة من خلال موقع زيادة.
هل يجوز لِلْحَائِضِ الدعاء وهي ساجدة
من المعروف أن المرأة في فترة الحيض يكون محرم عليها فعل بعض الطاعات نظرًا لأنها تكون على غير طهارة في الطاعات التي تلزم ذلك حتى يتقبلها الله حيث لا يوجد عليها حرج في ذلك، أما الطاعات التي لا تلزم الطهارة يمكن أن تفعلها وهي حائض مثل الدعاء في أي وقت ولكن هل يجوز لِلْحَائِضِ الدعاء وهي ساجدة؟
فإن الدعاء لا يشترط فيه الطهارة ولكن الصلاة تشترط فيها الطهارة لذلك يختلف الحكم هنا باختلاف سبب سجود المرأة وقت الحيض ودعائها إلى الله حيث يمكن توضيح الحكم طبقًا لسبب السجود من خلال الآتي:
1- السجود من أجل الدعاء
في بعض الأحيان تريد المرأة أن تسجد إلى الله وتدعو له ولكن يختلف الأمر في فترة الحيض حيث يوجد اختلاف بين جمهور العلماء في جواز الدعاء بشكل عام للمرأة الحائض وهي ساجدة حيث أجاز ابن تيمية السجود للحائض من أجل الدعاء مع العلم أنها لا تفعل ذلك باستمرار لأنه غير مستحب حيث إن الدعاء في وقت الصلاة وعلى طهارة يكون أفضل.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة القرآن للحائض من الموبايل
2- سجدة التلاوة
قال ابن تيمية في هذا الموضوع أن سجدة التلاوة للمرأة الحائض لا يوجد فيها تحريم لأنها تعتبر من السنن المؤكدة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- حيث أكد على ذلك الكثير من الفقهاء لأنها لا تعتبر صلاة مع العلم أن سجدة التلاوة على طهارة تكون أفضل مستندين بذلك على ابن عمر الذي كان يسجد أحيانًا دون طهارة.
3- سجدة الشكر
في بعض الأحيان يسجد المسلمون سجدة الشكر عند حصولهم على نعمة كانوا ينتظرونها من الله فيكون ردة فعلهم هي السجود شكرًا لله، ولكن هل يجوز ذلك على الحائض أم أنه يلزمها الطهارة؟ في الحقيقة تطرق بعض أهل العلم أمثال ابن القيم وابن عثيمين وابن تيمية بل وبعض أهل المالكية أن سجدة الشكر لا يلزم لها طهارة لأنه لم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شيئًا في ذلك.
بالإضافة إلى أن السجود فقط لم يدخل في حكم الصلاة التي يشترط فيها الطهارة غير أن سجدة الشكر هي سنة عن الرسول الكريم ولم يأمر أصحابه بالطهارة فيها والدليل على ذلك: “عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سجد النبي صلى الله عليه وسلم فأطال السجود ثم رفع رأسه، فقال: “إن جبريل أتاني فبشرني فسجدت لله شكراً”.
هل يجوز السجود بلا سبب من أجل التقرب إلى الله
بعدما وضحنا إجابة سؤال هل يجوز لِلْحَائِضِ الدعاء وهي ساجدة سوف نوضح أيضًا الإجابة عن سؤال جواز السجود بغير سبب من عدمه حيث إن السجود من أجل التقرب إلى الله سواء في فترة الحيض أو بعد انتهاء الصلاة مكروه عند أكثر أهل العلم لأنه لم يرد عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- شيئًا في ذلك.
بل ورد عنه في صحيح مسلم: “ عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سَلْ. فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود“.
حيث يستند أهل العلم على هذا الحديث بأن المقصود هنا في قول رسول الله أعني على نفسك بكثرة السجود هي كثرة السجود في الصلاة سواء في الفرائض أو في النوافل ولم يكن المقصد هنا كثرة السجود في غير وقت الصلاة لذلك فإنه مكروه عند بعض أهل العلم والبعض الآخر يحرمه.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة القران للحائض من الجوال
ما هي الأفعال المحرمة على الحائض
لقد تطرقنا إلى إجابة سؤال هل يجوز لِلْحَائِضِ الدعاء وهي ساجدة سوف نتطرق الآن إلى الأفعال التي لا يجوز على المرأة فعلها أثناء فترة الحيض حيث إن المرأة في وقت الحيض يشرع لها أن تفعل الكثير من العبادات التي لا تلزم فيها الطهارة مثل ذكر الله من تسبيح وتحميد وتهليل وسماع القرآن والدعاء إلى الله.
بل يحل لها الحضور في جلسات العلم والمشاركة في الأعمال الخيرية مع العلم أنه يوجد بعض الأفعال التي حرمها الله ورسوله على المرأة في وقت الحيض والتي يمكن عرضها بالتفصيل من خلال الآتي:
1- الطواف في بيت الله الحرام
يجوز للحائض أن تقوم بمناسك الحج والعمرة جميعها من تلبية وذكر ورمي الجمار إلا أن تطوف بالبيت الحرام التي هي إحدى مناسك الحج حيث يجب الطهارة على كل مسلم يطوف عند الكعبة، والدليل على ذلك قول الرسول –صلى الله عليه وسلم- للمرأة الحائض في الحديث الشريف: “ افعلي ما يفعله الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري“.
2- الصلاة
من رحمة الله تعالى بالنساء أنه لم يأمرهم بالصلاة في وقت الحيض لعلمه الكافي بتعب المرأة في هذا التوقيت فقد أسقط من عليها الصلاة التي هي أحب الطاعات إليه بالإضافة إلى أن المرأة بعد انتهاء فترة الحيض غير ملزمة بقضاء ما فاتها من الصلوات.
حيث استند جميع أهل العلم في هذا الحكم على السيدة التي آتت لعائشة رضي الله عنها تسأل في هذا الأمر: “ سئلت عائشة رضي الله عنها قالت لها امرأة: يا أم المؤمنين! ما بالنا نقضي الصوم ولا نقضي الصلاة؟ فقالت لها عائشة رضي الله عنها: كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة” حيث توضح لنا عائشة أم المؤمنين أن الرسول الكريم لم يأمر النساء بقضاء الصلاة الفائتة في وقت الحيض.
3- الجماع
حرم الله تعالى جماع المرأة في وقت الحيض لأن الأعضاء التناسلية للمرأة في هذا التوقيت تكون حساسة أكثر من اللازم وتكون الأوعية الدموية ممتدة بداخلها وبالتالي فإن حدوث الجماع يؤدي إلى التعب الشديد التي تشعر به المرأة والذي يؤدي بها إلى النزيف وتعرض حياتها للخطر.
هذا بالإضافة إلى الالتهابات التي تحدث لها بسبب الميكروبات التي تتكون في منطقة المهبل، ولا سيما أن الرجل أيضًا يصاب بالالتهابات نتيجة دخول سائل الحيض في القضيب أثناء الجماع فيحدث له أمراض عديدة.
لذلك جاء الأمر من الله في سورة البقرة الآية 222 بعدم حدوث الجماع حيث قال تعالى: “ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ“.
4- الصوم
أمر الله تعالى النساء في وقت الحيض بعدم الصوم في رمضان نظرًا للمشقة التي تتعرض لها المرأة بالإضافة إلى أن الصوم يلزم فيه الطهارة حتى يكون صحيحًا حيث يجدر الإشارة إلى أن الله لم يأمرنا بقضاء الصلاة ولكنه أمرنا بقضاء الصوم لأن الصلاة موجودة طوال العام ولا تنقطع أما الصوم فإنه يأتي مرة واحدة فقط في العام.
اقرأ أيضًا: هل يجوز للحائض زيارة المقابر
5- قراءة القرآن
من الأفعال التي اختلف أهل العلم في جوازها من عدمه، فمنهم من يقول إنه جائز للمرأة أن تمسك المصحف وتقرأ فيه ولكن يجب أن تمسكه بحائل مثل أن ترتدي قفاز في يديها أو ما شابه لأن مس المصحف يلزمه طهارة مثله مثل الصلاة حيث إن هذا الرأي الذي يأخذ به أغلب الفقهاء.
البعض الآخر من العلماء يقول إنه لا يجب أن تمسك المصحف بأي حال من الأحوال بل مسموح لها أن تقرأ القرآن التي تحفظه عن ظهر قلب سواء كانت معلمة قرآن أو كانت طالبة تحتاج إلى قراءة القرآن، ولها أيضًا سماع القرآن سواء كان في التلفاز أو من خلال الهاتف المحمول.
مع العلم أن الحائض في هذه المسألة تختلف عن الجنب حيث إن قراءة القرآن للجنب غير جائزة على الإطلاق سواء كانت تتلو القرآن عن ظهر قلب أو تمسك المصحف بحائل وهذا بإجماع من الفقهاء حيث استند أهل العلم على ذلك بأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان لا يقرأ القرآن وهو جنب.
إن السجود من الأفعال المحببة إلى الله خاصةً في وقت الصلاة والسجود الوارد في السنة مع العلم أن السجود بغير سبب أو بعد انتهاء الصلاة محرم عند أكثر أهل العلم.