بحث عن أهرامات الجيزة

يعد تقديم بحث عن أهرامات الجيزة تلبية لموضع اهتمام وفضول دارسي التاريخ وخاصةً هؤلاء المهتمون بالاضطلاع على حقبة الحضارة الفرعونية منذ النشأة الأولى وحتى نهايتها، والآن سنقدم لكم من خلال موقع زيادة بحث عن أهرامات الجيزة يتناول كل ما يتعلق بأهرامات مصر الثلاثة الكبرى بشيء من الدقة والتفصيل، لكي يتثنى للمهتمين بعلم التاريخ إدراك معنى ومفهوم هذه الحضارة العظيمة.

بحث عن أهرامات الجيزة

تكمن أهمية كتابة بحث عن أهرامات الجيزة في القيمة التاريخية والحضارية التي تمثلها الأهرامات، بالنسبة إلى التاريخ المصري والحضارة الفرعونية التي أعجزت العالم بأسره من فرط إبداعها، الذي تخطى حاجز الزمان والمكان منذ فجر التاريخ وتتجلى عظمة هذا الإبداع والتحضر في جميع الآثار التي لا تزال قائمة حتى الآن منذ ما يربو عن سبعة آلاف سنة وحتى وقتنا الحاضر.

يشتمل بحث عن أهرامات الجيزة على الحديث عن مجمع الأهرامات المصرية بمنطقة الجيزة، حيث توجد الأهرامات في هضبة الجيزة التي تقع على مقربة من مدينة القاهرة، ويشتمل هذا المجمع على ثلاثة أهرامات كبرى وهي هرم خوفو وهرم خفرع وهرع منقرع، وأمامهم على مبعدة نسبية منهم يقع تمثال أبو الهول، الذي يأخذ جسمه شكل جسم الأسد بينما تأخذ رأسه شكل رأس الإنسان.

مدينة ممفيس أو مدينة منف هي المنطقة التي تقع فيها الأهرامات حاليًا وكانت في السابق مدينة مصرية قديمة، وكان الملك مينا موحد القطرين هو مؤسسها لكي تكون حاضرة لأول حكومة مركزية تؤسس في تاريخ البشرية المبكر وكان ذلك في عصر الدولة القديمة.

كما كانت تلك المدينة مقرًا لعبادة الإله بتاح وهي تقع حاليًا على مقربة من منطقة سقارة التي تبعد عن مدينة القاهرة بحوالي تسعة عشر كيلو متر إلى جهة الجنوب في قرية ميت رهينة.

اقرأ أيضًا: بحث عن العصور القديمة

كيف تم بناء أهرامات الجيزة؟

يهم كل من يقرأ أي بحث عن أهرامات الجيزة أن يعرف كيف تم بناء الأهرامات الثلاثة، وما هي القوة الخرافية والعقلية الإبداعية بعيدة الأفق التي أسست هذا الصرح بسواعد البشر، قبل أن توجد وسائل البناء والنقل والرفع الضخمة التي تسهل علينا مهام البناء في عصرنا الحالي.

لقد شيدت الأهرامات الثلاثة لكي تكون مقبرة عظيمة لثلاثة من ملوك الفراعين العظام، وذلك لأن المصريين القدماء كانوا يؤمنون بالبعث إلى الحياة الأخرى بعد الموت لذا يحتاج الميت إلى أن يأخذ معه أدواته التي كان يستخدمها في الحياة الأولى.

لقد شيدت أركان الأهرامات في اتجاه الجهات الأربعة الأصلية أي الشمال والجنوب والشرق والغرب، ولقد تبين علماء المصريات من أن حاصل ضرب ارتفاع الهرم في مليار ينتج عنه رقم يتساوى مع المسافة بين الأرض والشمس، كما أن قارات العالم تنقسم إلى قسمين متساويين في المدار الذي يمر من خلال مركز الهرم الأكبر.

كما نجد أنه في الهرم الأصغر منقرع توجد فتحة ذات شكل دائري مصممة خصيصًا لكي تكون فتحة تدخل منها أشعة الشمس إلى قبر الملك الفرعوني منقرع مرة واحدة في موعد محدد على مدار السنة.

لقد تم بناء الأهرامات الثلاثة باستخدام حجارة طينية مسخنة على درجة عالية الحرارة إلى حد كبير، ثم تم سكبها في قوالب خاصة لكي تتشكل فيما بعد وتجف وتتصلب وتأخذ شكل الحجارة، ولقد ورد ذكر هذا في القرآن الكريم بالفعل في قوله تعالى (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) [سورة القصص: الآية رقم 38]

1- الهرم الأكبر خوفو Great Pyramid of Khufu

إن أول ما يجب التطرق إلى الحديث عنه في ظل تقديم بحث عن أهرامات الجيزة هو هرم خوفو الهرم الأكبر، حيث إن هذا الهرم دونًا عن سائر الأهرامات الأخرى هو الوحيد الذي لا يزال قائمًا حتى الآن من عجاب الدنيا السبع، ويرجع بناء هرم خوفو إلى تاريخ عام ألفين وخمسمائة وستين قبل الميلاد، لكي يكون مقبرة للملك خوفو فرعون الأسرة الرابعة ولقد استغرق بناؤه قرابة العشرين عامًا.

لقد تأثر الملك خوفو بوالده الملك سنفرو إلى حد كبير في بنائه للهرم الخاص به وبعد أن توفي الملك سنفرو، اعتلى ابنه الملك خوفو عرش مصر لكي يكون هو الإله الحاكم الجديد، فبدأ يفكر فعليًا في بناء مقبرة له وكان بناء تلك المقبرة آنذاك بمثابة المشروع القومي الأول في الحضارة المصرية القديمة الذي شارك فيه نخبة عريضة من مهرة البنائين في مصر.

لقد بقي الهرم الأكبر على ارتفاعه الذي بلغ حوالي مائة وثمانية وأربعين مترًا، لكي يصبح أعلى بناء شيده الإنسان على ظهر الأرض على مدى ثلاثة آلاف وثمانمائة عام متواصلة، ولقد كان الأمير حم إيونو هو المهندس الخاص للملك خوفو الذي نحت له تمثالًا أكبر من الحجم الطبيعي وهو لا يزال محفوظًا حتى الآن في متحف رومر بيليزيوس في مدينة هيلدسهايم بألمانيا.

أرسل المهندسين والكهنة إلى مدينة أون لكي يقوموا باختيار اسم للهرم وكان هذا الاسم هو آخت خوفو أي أفق خوفو، لأنه بحسب معتقد الفراعنة كان ذلك هو الأفق الذي سوف يستقل منه الإله رع مراكب الشمس لكي يبحر بها وتجدف له النجوم، ويقوم بقتل الأرواح الشريرة الموجودة في العالم الآخر باستخدام مجاديفه لكي يقدسه شعبه.

وصف الهرم الأكبر

يجب في ظل كتابة بحث عن أهرامات الجيزة ألا نغفل ذكر التفاصيل الخاصة ببناء هرم خوفو، متطرقين في الحديث عن وصف الهرم من الداخل والخارج من شتى أبعاده، ولقد شيد هرم خوفو من عدد كبير من كتل الحجر الجيري قد عددها بحوالي مليوني وثلاثمائة ألف قطعة حجرية، وهي من الحجارة الأساسية الصلبة الخشنة وفيما بينها الجبس.

كما قد تم استخدام الحجر الجيري الأبيض ذو الملمس الناعم ولكن مع الأسف تمت إزالة طبقته منذ أمد بعيد، لكي يبقى اللون البني للحجارة هو المظهر السائد للسطح الخارجي للهرم، ولقد بلغ وزن الكتلة الواحدة من حجارة الهرم حوالي ألفي كيلو جرام أو ربما أكثر، كما لا يمكن قطع تلك هذه الحجارة إلا باستخدام أداة بالغة القوة والصلابة وأن تكون مصنوعة من النحاس الخالص.

يتميز هرم خوفو بمتانة وصلابة ليس لها مثيل ويعد نوع الحجر المستخدم في البناء وكذلك حجمه ووزنه، هو العامل الرئيسي والأول والأهم لكون هذا البناء الضخم لا يزال معمرًا حتى يومنا هذا، ولم تلحق به العوامل الزمنية والظروف الطبيعي القاسية إلا أضرارًا طفيفة جدًا.

التصميم الخارجي لهرم خوفو

إن تقديم بحث عن أهرامات الجيزة لا يجب أن يخلو من ذكر شتى التفاصيل الخارجية وكذلك الداخلية لهرم خوفو الأكبر، ونبدأ بقاعدة الهرم وهي مستطيلة الشكل ولها أربعة جوانب ترتفع لكي تتلاقى جميعها عند قمة الهرم، وللهرم أربع حواف ويبلغ متوسط طول الحافة الواحدة حوالي 230.360 مترًا.

يبلغ ارتفاع الحافة الشمالية للهرم حوالي 230.328 مترًا بينما يبلغ ارتفاع الحافة الشرقية حوالي 230.369 مترًا أما الحافة الجنوبية فيبلغ طولها حوالي 230.372 مترًا، أما بالنسبة إلى الحافة الغربية فيصل طولها 230.372 مترًا ومما سلف نستنتج أن الفرق في الطول بين جميع هذه الحواف لا يتعدى 4.4 سنتيمتر فقط.

هذا عن قاعدة الهرم أما ارتفاع الهرم بشكل مستقيم حاليًا بعد أن تعرض إلى الكثير من العوامل البيئية والتعرية فهو 138.75 متر، بينما يبلغ الارتفاع الجانبي للجوانب المائلة فيبلغ حوالي 186.42 متر، كما أن هرم خوفو ذو حجم كلي ضخم للغاية حيث يبلغ حجمه حوالي 2.592.43 متر مكعب.

التصميم الداخلي لهرم خوفو

في إطار عرض بحث عن أهرامات الجيزة، نوضح لكم أن هرم خوفو يشتمل من الداخل على تقسيمة منظمة جدًا من الممرات والحجرات والغرف، ولكل منها مساحة وحجم خاص ويختلف كل منها عن الأخرى كل الاختلاف، فمثلًا نجد حجرة الملكة وهي غرفة غي مكتملة تقع في قلب الهرم ومنتصفه، ومن الجدران الشمالية والجنوبية تنبثق قناتين تسميان بمهاوي الهواء وهي عبارة عن قنوات ذات شكل أسطواني تسمح بمرور الهواء بطريقة عامودية.

ثم يأتي بعد ذلك المعرض الكبير وهو يقع عند نقطة تقاطع الممرات الصاعدة والنازلة وهو عبارة عن مساحة واسعة وعالية مكشوفة السقف، ثم يأتي دور غرفة الملك وهي عبارة عن غرفة كبيرة يتم الوصول إليها عن طريق ممر أفقي منخفض يوجد في القسم العلوي من المعرض، ويوجد في هذه الغرفة تابوت ذو حجم ضخم مصنوع من الجرانيت من دون غطاء.

الممر الأفقي يمتد داخل قلب الهرم وكان ممتلئًا بعد كتل من حجر الجرانيت أما عن جدرانه في مكونة من الحجر الجيري، وينتهي هذا الممر إلى غرفة صغيرة الحجم شاغرة ذات شكل مربع ولقد عرفت فيما بعد هي الأخرى باسم غرفة الملكة، بعدها يأتي دور الممر التنازلي وهو يقع على مقربة من مدخل الهرم من الناحية الشمالية وينحدر بستة وعشرين درجة وهو ضيق جدًا.

في النهاية نجد الممر التصاعدي الذي يقع عند نهاية الممر التنازلي بالتقاطع حيث يوجد هنالك ثلاث كتل ضخمة من حجر الجرانيت، وينحني هذا الممر صعودًا بستٍ وعشرون درجة وهذا هو الممر الذي يؤدي إلى الدخول للساحة الهرمية الكبيرة أو للمعرض الكبير.

اقرأ أيضًا: بحث عن الأثار الفرعونية في مصر جاهز للطباعة

2- الهرم الأوسط خفرع Middle Pyramid of Khafre

في ظل ذكر بحث عن أهرامات الجيزة، يجب أن نتحدث عن هرم خفرع فهو الهرم الأوسط في ترتيب أهرامات الجيزة وصاحبه هو الملك خفرع ابن الملك خوفو باني الهرم الأكبر، وبالمقارنة الساذجة يتضح لنا أن هرم خفرع يحتل المركز الثاني تنازليًا بعد هرم خوفو من حيث الحجم والارتفاع، وهو يحتوي على مقبرة الملك خفرع كما أنه يقع إلى الناحية الجنوبية الغربية من هرم خوفو.

من الناحية الظاهرية يمكننا القول بأن هرم خفرع يبدو وكأنه أعلى من حيث الارتفاع مقارنة بهرم خوفو، ولكن هذا غير صحيح حيث إن هرم خفرع أقل ارتفاعًا من هرم الملك خوفو بنسبة ليست كبيرة، والسبب وراء ذلك هو أن الرقعة الأرضية التي شيد عليها الهرم الأوسط خفرع أكثر ارتفاعًا من نظريتها التي شيد عليها هرم خوفو.

ترتيب الملك خفرع هو الرابع بين ملوك الأسرة الرابعة ولقد تزوج الملك خفرع في حياة أبيه الملك خوفو من الأميرة مراس عنخ، ولقد تولى الفرعون خفرع حكم مصر لمدة ست وعشرون عامًا ولقد اعتزم على بناء هرم عظيم يشبه هرم والده لكي يكون مقبرة له بعد أن ينتقل إلى الحياة الخالدة الأخرى.

كان حال هرم خفرع كحال جميع الأهرامات المصرية بلا استثناء أي أنه تعرض إلى عمليات السطو والسلب والنهب السرقة، وكان ذلك بدءًا من الحقبة الانتقالية الأولى وبالتحديد خلال حكم الأسرة التاسعة عشر ولقد سميت تلك الحقبة بالفترة المظلمة، وأهم ما يميز هذا الهرم عن غيره من أهرامات مصر بأكملها هو أن تمثال أبو الهول يقع في المنطقة المقابلة له بشكل مباشر.

التصميم الخارجي لهرم خفرع

لقد تم تصميم هرم خفرع خصيصًا لكي يكون في المرتبة الثانية بعد هرم خوفو كأطول أهرام المنطقة، ولكي يتم تعويض فارق الطول والارتفاع الموجود بين هرمي خوفو وخفرع نتيجة لتناقص حاصل الأبعاد بينهما، تم تشييد الهرم عمدًا على أعلى جزء من الأرض يوجد في تلك الرقعة من الأرض.

صمم هذا الهرم من خلال إيجاد مسارات أفقية حيث تم تشييده بشكل متسلسل يؤدي في النهاية إلى قمة الهرم، لكي تكون الحجارة ذات الحجم الكبير موجودة في سفح الهرم بينما تكون الحجارة الأصغر حجمًا في القسم العلوي من الهرم.

يتميز هرم خفرع في تصميمه الخارجي عن سائر الأهرامات الأخرى فمثلًا نجد في هرم خوفو الكثير من المداخل والممرات السرية التي لا تلاحظ بسهولة، إلا إن هرم خفرع صمم به مدخلين رئيسيين ظاهرين للعين يؤدي كل منهما إلى حجرة الدفن الداخلية للهرم، والتي يوجد بها قبر الملك خفرع وليلاحظ أن عوامل الزمن قد تسببت في إحداث تغيرات سلبية وتآكل في مجسم الهرم وفي تماثيله المحيطة به كتمثال أبو الهول.

لقد تم استخدام نتوء صخري في القلب نتيجة انحدار الهضبة ولقد تم قطع الركب الشمالي الغربي، حوالي عشرة أمتار من باطن الصخور لكي يتم بناء الركن الجنوبي الشرقي، وسبق وذكرنا ان الهرم تم بنائه من مسارات أفقية بحيث تكون الأحجار المستخدمة في بناء القسم السفلي من الهرم أكبر حجمًا ويزداد نحافة كلما صعدنا إلى الأعلى.

تم تصنيع الطبقة السفلية لأحجار الغلاف الخارجي للهرم من الجرانيت ذو اللون الوردي، أما عن سائر الهرم فتم تغليفه بالحجر الجيري، ولقد كشف الفحص الدقيق أن حواف زوايا أحجار الغلاف المتبقية ليست كاملة الاستقامة، وهي متداخلة مع بعضها بمليمترات ولقد ذهبت بعض النظريات إلى أت هذا الوضع يرجع إلى الاستقرار بعد النشاط الزلزالي.

التصميم الداخلي لهرم خفرع

استكمالًا لتقديمنا بحث عن أهرامات الجيزة، سنوضح التصميم الداخلي لهرم خفرع بشيء من التبسيط والإيجاز الذي لا يخلو من دقة الوصف والشرح، يوجد مدخلان إلى غرفة الدفن أحدهما يبلغ ارتفاعه 11.54 متر في أعلى وجه الهرم/ أما الآخر فهو يوجد عند قاعدة الهرم ولا تتماشى تلك الممرات مع الخط المركزي للهرم، إلا أنها تقابلها ناحية الشرق بمسافة طولية تبلغ حوالي اثني عشر مترًا.

أما بالنسبة إلى الممر السفلي النازل فهو محفور بأكمله من حجر الأساس للهرم وهو ينزل ويمر بشكل أفقي ليصعد منضمًا إلى الممر الأفقي الذي يؤدي إلى غرفة الدفن، كما قالت إحدى النظريات في سبب وجود مدخلين إلى الهرم أنه كان من المفترض أن يكون حجم الهرم أكبر بكثير مع تحول قاعدته الشمالية إلى ثلاثين مترًا إلى ناحية الشمال لكي يكون هرم خفرع أكبر من هرم أبيه خوفو.

هذا من شأنه أن يجعل المدخل إلى الممر السفلي مندرجًا بشكل سفلي إلى داخل الهرم، هذا بينما يتم قطع حجر الأساس في منأى عن الهرم على الناحية الشمالية الغربية منه، وليس واضحًا أنه توجد مساحة كافية على الهضبة لجدار سياج الهرم وشرفته، اما النظرية الأخرى فتذهب إلى أن الوضع في هرم خفرع قريب الشبه إلى وضع كثير من أهرامات مصر حيث تم تغيير المخطط البنائي وبناءً عليه تم نقل المدخل الهرمي إلى منتصف الطريق أثناء البناء.

يوجد في داخل الهرم غرفة فرعية مساوية في طولها لغرفة الملك خوفو في هرمه وهي التي تفتح إلى الغب من الممر السفلي إلا أن الغرض من بنائها غير معروف حتى الآن، ولقد رجح علماء المصريات أن هذه الغرفة كانت مخصصة لتخزين القرابين أو ربما لتخزين معدات وأدوات الدفن ومن المحتمل أيضًا أن تكون غرفة سرداب.

الممر العلوي النازل للهرم تمت تغطيته بالكامل بالجرانيت ولقد تم نحت غرفة الدفن من الصخر، أما السقف فهو مبني من عوارض جملونية من الحجر الجيري والغرفة تأخذ الشكل المستطيلي وتبلغ مساحتها حوالي 14.15 متر في خمسة أمتار وهي موجهة فيما بين الشرق والغرب.

أما عن تابوت الملك خفرع فقط تم نحته من كتلة صلبة من حجر الجرانيت ولقد غرق بشكل جزئي في الأرض، ولقد وجد العالم الأثري بلزوني به عظامًا للحيوانات مثل عظام الثور، وكان هناك احتمال لوجود حفرة أخرى في الأرض تحتوي على صندوق كانوبي غطتها واحدة من ألواح الرصيف.

3- هرم منقرع Menkaure pyramid

هرم منقرع هو ختام بحث عن أهرامات الجيزة وهو ثالث أهرامات الجيزة الثلاثة وأصغرهم حجمًا، ولقد تم تشييد هذا الهرم لكي يكون مقبرة للملك منقرع ابن الملك خوفو الذي ينتمي إلى الأسرة الرابعة، ويبلغ الارتفاع الأصلي لهرم منقرع حوالي 65.5 مترًا أي ما يعادل مئتين وخمسة عشر قدمًا.

أما ارتفاعه الحالي فهو يبلغ حوالي 61 مترًا بينما تبلغ قعدته حوالي 108.5 متر وزاوية ميله تقدر بحوالي واحد وخمسون درجة، ولقد تم بناء هذا الهرم من الحجر الجيري من طرة وحجر الجرانيت من مدينة أسوان، كما تم صنع الدورات الستة عشر الأولى الارجية من الجرانيت الأحمر.

كما تم تغليف القسم العلوي بالطريقة التقليدية باستخدام الحجر الجيري من طرة بينما ترك فيه جزءًا من الجرانيت الخام، وبطبيعة الحال تساعد المشاريع الغير مكتملة مثل هذه علماء الآثار على فهم المواد التي تم استخدامها في البناء خلال تلك الحقبة الزمنية لبناء الأهرامات والمعابد.

يقع جنوب هرم منقرع عدد ثلاثة أهرامات أخرى تابعة له ويصاحب كل منها معبد وبنية تحتية خاصة به، ففي أقصى الشرق نجد الهرم الأكبر من بين هذه الأهرامات ولقد صنع غلافه الخارجي من الجرانيت بشكل جزئي مثلما هو الحال في هرم منقرع، ولقد ذهب علماء المصريات إلى أن السبب وراء اكتمال بناء هذا الهرم هو هرم الحجر الجيري الذي عثر عليه على مقربة منه.

اقرأ أيضًا: بحث عن آثار مصر الفرعونية القديمة

التصميم الداخلي لهرم منقرع

كان قبل الوصول إلى حجرة لدفن الجرانيتية بفترة قليلة كان الباب الموجود في الجدار الشمالي، يؤدي إلى قاعة المدخل من خلال سلم يتألف من ست درجات فقط إلى سلسلة من ست متاجر، تم ترتيبها بأسنان مشط منحوتة في الصخور ووجهتها التي عادةً ما تفسر على أنها الغرف التي يتم فيها الاحتفاظ بالجرار الكانوبية وتاج مصر العليا وتاج مصر السفلى.

من الواضح أن المشاريع الثلاثة كانت متتابعة وراء بعضها في مقبرة الملك، ويتضح هذا جليًا في أن أول حجم متواضع يتوافق كليًا مع الممر الغير المكتمل، وتوسيع ثانٍ للمشروع الأول مع غرفة انتظار وغرفة مسلفة وغرفة كبيرة تأتي قبل غرفة الدفن والتي سوف يتم التخلي عنها في نهاية المطاف.

أما أخيرًا فقد تم تضمين المشروع الثالث ودمجه بالمشروع الثاني عن طريق عمل ممر تحت الأرض يؤدي بشكل مباشر إلى حجرة الدفن الجرانيتية التي تم تجهيزها بالمخازن لاستقبال جنازة الملك الراحل، ولقد تم التخلي عن المشروع الأول بالفعل أما عن الثاني والثالث فقط كان التخطيط لهما والعمل بهما في نفس الوقت.

مما يعد تفسيرًا لأبعاد الغرفة المستطيلة الكبيرة التي من شأنها أن تكون غرفة مجاورة لترتيب الكتل، كما توجد عوارض من الجرانيت تغطي غرفة الدفن بأكملها من الداخل، ولقد لاحظ علماء المصريات أن تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها تطوير الشقق الجنائزية في هرم ملكي.

الدليل على ذلك أنه في غالبية المقابر الملكية التالية سوف تتطور الشقق الجنائزية كما تطورت مكوناتها في هرم منقرع، ومن الأمثلة على صحة هذا الأمر مقابر خنت كاوس وشبسسكاف، كما تحتفظ جميع الأهرامات الملكية للأسرة الخامسة بالعناصر الإرشادية بما في ذلك غرف التخزين التي لم يتضح الهدف من بنائها حتى الآن بالإضافة إلى حجرة الأمشاط والقبة التي تم تقسيمها إلى غرفة انتظار وغرفة تابوت.

لا تزال حتى الآن هناك زخارف في غرفة الانتظار الأولى وتابوت الملك منقرع وهي فريدة من نوعها إلى حد كبير، ومن المستحيل أن نجد زخارف احترافية النحت بهذا النمط في سائر الأهرامات الملكية الأخرى قبل بزوغ عهد الأسرة المصرية السادسة عقب مرور ما يزيد عن قرن ونصف من الزمان، لذا يعد هرم منقرع وبالإجماع من علماء المصريات وعلماء الآثار النموذج الأول للأهرامات الكلاسيكية.

يتضح من ضوء بحث عن أهرامات الجيزة أن الفراعنة المصريين كانوا يتمتعون بعقول سابقة لعصرهم وأوانهم، وهذا هو السبب الرئيس في حيرة ودهشة علماء الآثار حول العالم حتى الآن.