هل الدجاجة تبيض بدون ديك
هل الدجاجة تبيض بدون ديك؟ وكيف تتم عملية التكاثر لدى الدجاج؟ في الواقع يعد الدجاج من ضمن أكبر وأغنى مصادر الغذاء في العالم أجمع، ومن المؤكد أن هناك الكثير من الأسئلة التي تراودك فيما يخص البيض والدجاج، مثل هل الدجاجة تبيض بدون ديك؟ وهل البيض التجاري يتحول لكتاكيت إذا تُرك؟ لذا سنتعرف إلى كل ذلك عبر موقع زيادة.
هل الدجاجة تبيض بدون ديك؟
في الكثير من الأحيان نجد أن مزارع تربية الدجاج فيها بعض الديوك التي يقل عددها بكثير عن الدجاجات، وعلى الرغم من ذلك نجد الكثير من البيض الذي ينتج بشكل يومي عن هذه المزرعة، فهل من الضروري وجود ديك حتى تبيض الدجاجة؟ أم هل الدجاجة تبيض بدون ديك؟ قبل التعرف إلى إجابة هذا السؤال سنتحدث وإياكم عن عملية التكاثر الخاصة بالدجاج.
الدجاجة والديك مثلهما كمثل أغلبية الطيور التي تفتقر إلى وجود جهاز تناسلي أو أعضاء تناسلية خارجية وظاهرة، لذا يتكاثر الدجاج بما يعرف بقبلة المذرق، والمذرق هو فتحة خارجية خلفية، وهي الفتحة التي تقوم الطيور والبرمائيات بالإضافة إلى بعض الحيوانات الأخرى بالتزاوج والتكاثر من خلالها.
أغلبية المخلوقات من حيوانات وبشر يمتلكون أكثر من فتحة تعمل على إخراج الفضلات بالإضافة إلى أجزاء أخرى تمثل الجزء التناسلي الذي يتم التزاوج من خلاله، أما فيما يخص الطيور والدجاج على وجه التحديد فيُشكل المذرق المسار التناسلي والمسلك البولي، بالإضافة إلى مخرج الفضلات، وكل ذلك من خلال فتحة واحدة فقط.
عند تزاوج الدجاج والديك يقفز الديك على ظهر الدجاجة، ويستخدم مخالبه ومنقاره للإمساك بالدجاجة جيدًا، ومن ثم وبحركات سريعة يقوم الديك بملامسة المذرق الخاص به مع مذرق الدجاجة، وهذا يتسبب في انتقال الحيوانات المنوية من الديك إلى الدجاجة للتخصيب، ومن أكثر ما يميز الحيوانات المنوية الخاصة بالديوك هي قدرتها على البقاء في وضع النشاط لمدة تتراوح من أسبوعين حتى أربعة أسابيع.
بعد أن تعرفنا إلى طريقة تزاوج الدجاج والديوك، سنعود إلى موضوعنا وسؤال هل الدجاجة تبيض بدون ديك؟ في واقع الأمر الإجابة عن هذ السؤال هي نعم، فمن الطبيعي أن تقوم الدجاجة بوضع البيض بشكل دوري ويومي دون الحاجة لديك، فما هي أهمية الديك في المزرعة إذًا؟ سنتعرف إلى ذلك فيما يلي من سطور عبر مقالنا هذا.
اقرأ أيضًا: هل الدجاج البلدي يبيض كل يوم
وضع الدجاجة للبيض دون الحاجة لديك
في واقع الأمر يختلف الجهاز التناسلي الخاص بالدجاجة عن الغالبية العظمى لإناث الحيوانات والطيور الأخرى، فعلى الرغم من امتلاك جميع الحيوانات ومنهم الدجاج لمبيضين، إلا أن المبيض الأيمن للدجاجة يكون غير مكتمل النمو على عكس المبيض الأيسر الذي يكتمل نموه بمجرد خروج الدجاجة من البيضة.
فجهاز الدجاجة التناسلي يتكون من مبيض واحد سليم، بالإضافة إلى قناة البيض، أما المبيض الثاني فهو يتقلص إلى أن يصبح غير فعال وبلا قيمة.
المبيض الأيسر للدجاجة يكون مليء ببويضات يصل عددها إلى الآلاف، وكل بويضة منها تكون داخل حويصلة، وببلوغ الدجاجة لسن النُضج ـ وتنضج الدجاجة في فترة تتراوح من 20 أسبوع وحتى 22 أسبوعًا تقريبًا، أو ما يعادل 140 يوم، وقد تصل الفترة إلى ستة أشهر ـ فتبدأ البويضات باكتساب اللون الأصفر، وهذا بسبب تحولها إلى المُح أو ما يُعرف بصفار البيض اصطلاحًا.
لا تتحول البويضات جميعها إلى المُح أو الصفار، بل يحدث ذلك لمجموعة منها في خلال كل فترة، وعند اكتمال نُضح صفار البيض تنفجر الحويصلة ويخرج منها المُح حتى ينطلق من المبيض إلى قمع قناة البيض وتبدأ قشرة البيض بالتكون حتى تصل إلى الشكل الذي نعرفه الآن.
يمكننا أن نفهم مما تم ذكره أعلاه أنه لا حاجة للديك حتى تضع الدجاجة بيضًا، وهذا أمر صحيح وهي الإجابة عن سؤال هل الدجاجة تبيض بدون ديك كما ذكرنا أعلاه، فما هي الحاجة من وجود الديك في المزرعة الخاصة بالدواجن إذًا؟
اقرأ أيضًا: ماهى كمية البروتين في صدور الدجاج ؟
دور الديك في تكوين البيض وإنتاجه
تتعدد مراحل تكوين البيض، فهو في بداية الأمر يتكون كصفار أو مُح في مبيض الدجاجة، ومن ثم يخرج عندما يصبح ناضجًا حتى يصل إلى قناة البيض، بعد نصف ساعة تقريبًا تتحرك البويضة أكثر في قناة البيض، ويبدأ حينها الزُلال أو بياض البيض بالتكون، وبعد ثلاثة ساعات من هذه العملية يكون الزلال الأبيض السميك قد تكون بشكل كامل.
بعد تكون البياض أو الزُلال وبداخله مُح البيض أي صفاره، تتحرك البويضة إلى البرزخ، وفي هذه المرحلة يستمر الزلال في التكون وتبدأ أغشية الغلاف الداخلي والخارجي بالتشكل، وهي عملية تستغرق فترة تتراوح من ساعة وحتى ساعتين تقريبًا.
بعد الانتهاء من البرزخ تتوجه البويضة إلى مدخل المذرق أو الرحم الخاص بالدجاجة، وتبقى هناك لمدة تتراوح من 18 وحتى 24 ساعة، وفي هذه المدة تتكون القشرة الخارجية الصلبة، وبمجرد الانتهاء من هذه العملية تدفع الدجاجة البيض للخارج عبر فتحة المذرق التي تحدثنا عنها مُسبقًا، ولا دور للديك في أيٍ من هذه العملية.
على الرغم من قدرة الدجاجة على تكوين البيض دون الحاجة إلى ديك لقيام بذلك، إلا أن هذا البيض لا يكون مخصب، أي أنه من المستحيل أن يفقس لتخرج منه الكتاكيت فيما بعد، فالبيض الذي تُنتجه الدجاجة وحدها لا يصلُح للتكاثر أو زيادة نسل الدجاج.
هنا يأتي دور الديك، فوضع الديك لحيواناته المنوية داخل مذرق الدجاجة يعد الوسيلة الوحيدة لإنتاج البيض المخصب الذي يصلح للتكاثر وزيادة النسل.
كما ذكرنا أعلاه فالدجاجة تمتلك بالفعل البويضات التي تتحول مع الوقت إلى المُح الذي ينتج عنه البيض بعد ذلك، ويأتي دور الحيوانات المنوية لإخصاب البيض قبل إنتاج القشرة، فبعد بداية تكون المُح يكون هناك بقعة بيضاء صغيرة الحجم على سطحه تُعرف باسم البلادستودرمي أو القرص الجرثومي.
تخترق الحيوانات المنوية للديك البويضة من خلال هذه البقعة قبل تمام تكون المُح وبداية تحوله إلى بيض، ففي حال ما تكونت القشرة الداخلية على سطح المُح لا يمكن للحيوان المنوي الدخول، فينتج بيض غير مخصب، أما إذا دخل الحيوان المنوي إلى المح تسبب ذلك في تخصيب البويضة وإنتاج البيض الذي يتحول إلى كتاكيت من صغار الدواجن فيما بعد.
فنرى أن إجابة سؤال هل الدجاجة تبيض بدون ديك هي نعم بلا أدنى شك، ولكن البيض الذي يتم تكوينه حينها هو بيض غير مخصب، ومهمة الديك ووظيفته هي تخصيب البويضات الموجودة بالفعل منذ ولادة الدجاجة، وهذا عند بلوغ الديك لسن الخمسة أشهر، وهذه البويضات تبدأ فقط بالنشاط عند البلوغ الجنسي، فتعمل هرمونات النمو الجنسي حينها على تحويل البيض من بويضات إلى صورته التي نعرفها.
اقرأ أيضًا: السعرات الحرارية في الدجاج المقلي
الفرق بين البيض المخصب والبيض الغير مخصب
الجدير بالذكر أن كافة البيض الذي تُنتجه الدجاجة خلال حياتها موجود بداخلها بالفعل منذ ولادتها، لذا فهو ينفذ ببلوغها سن الثلاثة سنوات تقريبًا.
فبعد أن أجبنا عن سؤال هل الدجاجة تبيض بدون ديك، لاحظنا أن هناك نوعان من البيض، وهما بيض مخصب وغير مخصب، فما الفرق بينهما وما هي استخدامات كل نوع منها؟
في واقع الأمر الفرق الجوهري والأساسي هو أن البيض المخصب ينتج عنه كتاكيت والبيض الغير مخصب لا يفقس، ولكن هل هذا يعني أن البيض الغير مخصب لا فائدة له؟ بكل تأكيد هذا غير صحيح، فهناك مزارع تقوم بجمع الآلاف المؤلفة من الدجاج لإنتاج البيض الغير مخصب وبيعه في المحال التجارية.
استنتاجك هنا صحيح في واقع الأمر، فالبيض الغير مخصب هو البيض الذي نتناوله في المنزل ونبتاعه من المحال التجارية، فهناك تفكير شائع وسائد أن هذا البيض من الممكن أن يتحول إلى كتاكيت، وهناك من يخاف أن ينزل كتكوت من البيضة عند إعداده للفطور، وهذا لن يحدث بنسبة تفوق 99%.
احتمال وجود كتكوت في البيض التجاري المنزلي هو احتمال ضئيل لن يحدث إلا عن طريق الخطأ أو بتزاوج الدجاج التجاري مع ديك.
أما فيما يخص البيض المخصب فإنه يُنتج في مزارع لتسمين الدجاج وإنتاجه لبيعه فيما بعد عندما يكبر، وهذه المزارع من الضروري أن تجد فيها ديوك لتخصيب البويضات لدى الدجاج.
لا يُترك الدجاج ليرقد على البيض في هذا النوع من المزارع حتى لا يستهلك وقتًا طويلًا في الفقس أو تموت إحدى البيضات بانكسارها أو بإهمال الدجاجة لها نتيجة وضعها للكثير من البيض، ففي هذه الحالة تقوم المزارع باستخدام الحاضنات الخاصة بالبيض.
في الوضع الطبيعي تقوم الدجاجة الواحدة بوضع بيضة كل 26 ساعة أو يوم كامل تقريبًا، وهي الفترة التي تحتاجها الدجاجة لتكوين البيضة من البداية للنهاية، والدجاج بحاجة للشمس حتى يبيض، فهو لا يبيض إلا في الصباح عندما يعلم أن هذا هو الوقت المناسب لذلك.
تقوم المزارع الخاصة بالدجاج التجاري ببعض الحيل لتسريع عملية وضع الدجاج للبيض، فتضع بعض كشافات الأضواء والأنوار القوية الساطعة مثل أشعة الشمس حتى توهم الدجاج أنها في الصباح وأنه عليها أن تبيض، وهذه الحيلة فعالة للغاية ومن دورها أن تقوم بإنتاج ضعف كمية البيض في الواقع، وحجم البيض يزيد بزيادة سن الدجاجة.
في حال ما كنت تقوم بجمع البيض بشكل يومي فإنه من المستحيل أن تعثر على كتاكيت بداخلها ولن تكون البيضة مخصبة، والإنتاج اليومي هو من الأعمال التي تقوم بها مزارع إنتاج البيض التجاري الذي يصلح للأكل.