ما هو حكم النسوية في الإسلام

ما هو حكم النسوية في الإسلام؟ وهل الإسلام سلب حق المرأة في الحرية؟ فإن الحركة النسوية تطالب بشكل واضح بحرية المرأة، وذلك ما قد اندرج تحته العديد من المبادئ والنظريات، مما يجعل من المهم تسليط الضوء على مثل تلك القضية المجتمعية الشائكة، لذا سوف نتطرق من خلال موقع زيادة إلى عرض إجابة سؤال ما هو حكم النسوية في الإسلام.

ما هو حكم النسوية في الإسلام

قد نشأت الحركة النسوية “فيمينيزم Feminism” في الغرب من سنين طويلة، تصل إلى أكثر من قرن تحديدًا في القرن التاسع عشر، وكان تعريفها هو احترام حق المرأة وخصوصيتها، والمطالبة بالمساواة في بعض الأمور المقبولة من قبل الشرع.

فقد هدفت بشكل أساسي لمنح المرأة الحق الأساسي في العمل والتعليم، التي قد حُرمت منها من قبل في الغرب، وذلك قبل أن تنشأ الثورة الصناعية، من ثم ظهرت بعض التطورات على الحركة النسوية، التي طالبت بالمساواة بين الرجل والمرأة في بعض الحقوق السياسية والتعليمية والاجتماعية.

على هذا فإن حكم نسوية في الإسلام جائز، ولا يوجد ما يحرمه بشكل قاطع، فإن الإسلام دين حق، وقد دافع عن المرأة منذ تحريم وأد البنات، وقد كرم الله تعالى المرأة وأعطاها كامل حقوقها أثناء الزواج أو التعامل معها، وذلك ما يجيب عن سؤال ما هو حكم النسوية في الإسلام.

لكن ما يحدث من تسلل للثقافة الغربية إلى المجتمع العربي هو ما يحرّمه دين الإسلام، ولا يقبل بأي فكر للتحرر غير مطابق للشريعة الإسلامية، فهناك العديد من الاعتقادات في النسوية تكون مخالفة وتشكك في الثوابت الدينية، وهنا يكون الشق الثاني من الإجابة عن سؤال ما هو حكم النسوية في الإسلام.

اقرأ أيضًا: حالات سقوط النفقة الزوجية في تونس

معنى وهدف النسوية

بعد الإلمام بإجابة سؤال ما هو حكم النسوية في الإسلام، نتطرق إلى عرض شق هام يوضح الإجابة أكثر، حيث إن النسوية عبارة عن مجموعة من النظريات الفلسفية والاجتماعية التي تناشد بحقوق المرأة في المجتمع، وتقوم تلك الحركة على حرية المرأة بشكل أكبر.

كما تطالب بوضع بعض القوانين التي تحمي حرية المرأة وحياتها في المجتمع، سواء كانت في التحرش، العمل أو غيرها، أي أن هدفها الأساسي هو التخلص من اضطهاد السيدات من المجتمع.

بالفعل قد تم نجاح تلك الحركة في بعض الأمور، فقد تم وضع بعض القوانين الصارمة تجاه التحرش أو المشاكل التي تحدث مع المرأة في العلاقة الزوجية، كما أن هناك قوانين نصت على العقوبات للزوج في حالة زواجه على المرأة مرة ثانية دون علمها.

المعتقدات النسوية التي لا يقبلها الإسلام

على الرغم من أن الحركة النسوية كان لها دور كبير في تحقيق العديد من الأهداف للمرأة، إلا أن هناك بعض المعتقدات الخاطئة التي تسللت إلى المجتمع العربي بسبب بعض المعتنقات للحركة النسوية بشكل خاطئ، حيث إن تلك المعتقدات تخص العادات التي لا تتوافق مع الدين الإسلامي.

كمطالبة بعض المدعيات أن هدفهن هو حرية المرأة، بأن يتم تحرر المرأة جسديًا، وبأن الحجاب من الأمور الغير شرعية والتشكيك فيه، وهو ما يخالف تعاليم الدين الإسلامي، ويجب على الفتيات الصغيرة عدم التصديق فيه.

كذلك هناك بعض النساء المعتنقات للحركة النسوية تشجعن على التحرر من بعض العادات والتقاليد المجتمعية بشكل خاطئ، كما أن بعضهن يحاربن مبادئ الدين بشكل صريح، ولا ينصتن لأية أدلة شرعية.

أي أن الحركة النسوية سلاح ذو حدين، وتعتمد على تفكير الشخص واعتناقه لمبادئها التي يؤمن بها، وعلى كل مسلمة أن تفكر بشكل جيد بخصوص المبادئ وعلاقتها بالدين الإسلامي، والرجوع إلى الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية.

اقرأ أيضًا: حكم إفساد الزوج على زوجته

خطر الحركة النسوية

بالحديث عن خطر الحركة النسوية هنا يكون المقصود هو التفكير الغير جيد والمبادئ المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، حيث إن أخطر ما ترسخه النسوية في أذهان الفتيات المراهقات هو كره الرجال، حيث إن الحركة النسوية الغير عادية تحاول بشكل دائم أن تشوه صورة الرجال في نظر السيدات.

كما أن هناك بعض السيدات اللاتي تدعو للتمرد على الرجال وقوامتهم، وهو ما يتسبب في زيادة نسبة الطلاق بالمجتمع، ومخاطبة الرجل بلغة قوة وانتقام، وبالتالي لا تستطيع تلك الفتيات أن تكون أسرة أو تحظى بالحياة المستقرة.

هل يجوز مطالبة المرأة بحقها في الدين؟

مطالبة المرأة بأن يتم رفع الظلم عنها أو أخذ حقها من الأمور المشروعة في الدين، فقد كان ولا يزال الإسلام ينص على حقوق المرأة وأن يتم معاملتها بالحسنى، وقد أنصف رسولنا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ المرأة.

أي أن مطالبة المرأة بحقها أمر جائز في الدين، وأية مبادئ تابعة للحركة النسوية جائزة وغير محرمة، على ألا تكون مخالفة لشرع الله تعالى، أو تدعو للتمرد والانحراف عن العادات والتقاليد وكره الرجال، فإنهم آبائنا وأخواتنا.

كما أن وقوع الظلم على المرأة بسبب رجل غير تقي، لا يعني أن تكره مبادئ دينها الإسلامي، أو تحاول التحرر منها، فتلك من الطرق الخاطئة لحل المشكلة، والأفضل هو التحلي بالصبر والحكمة.

محاولة التدبر في حق المرأة بالقرآن الكريم والسنة النبوية، وعدم لفت النظر للحركة النسوية الغير منضبطة، وعليها التيقن بأن الله تعالى عادل، وسوف يجلب حقها.

اقرأ أيضًا: لماذا حرم الله الذهب على الرجال دون النساء؟

هل الإسلام سلب من المرأة حريتها؟

على عكس ما تقوله بعض مبادئ الحركات النسوية، فإن الإسلام لم يلغِ أية حقوق تخص حرية المرأة، فقد أعطاها الله تعالى حق المشاركة في العديد من النشاطات الاجتماعية، السياسية أو العلمية منذ عهد الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ.

لكن ما يحدث في ذهن الفتيات والنساء ما هو سوى كره للعادات والتقاليد التي لا يتواجد لها أصل في الأدلة الشرعية، أو الأفعال التي يرتكبها الرجال تلك الأيام، دون مراعاة لأية حقوق شرعية أو إنسانية، ومن حرية المرأة في الإسلام ما يلي:

  • حق المرأة في التعليم: من ضمن الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة، هي أن لها حق في التعليم.
  • قد منح الإسلام المرأة الحق في نشر علمها بالمجتمع، أي أنه يمكن مشاركتها في الوظائف المختلفة.
  • من ضمن حقوق المرأة في الإسلام هو أن تبدي رأيها، ولا يتواجد أية كبت لحرية المرأة في التعبير بالإسلام، وإلا لم يكن رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ليتشاور مع نسائه.
  • قد ضمن الإسلام العديد من الحقوق للمرأة تجاه زوجها، فقد أمر بكتابة المهر لها والمؤخر.
  • أوصى النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن يتم معاملة المرأة معاملة طيبة، وأن يتقي الرجال الله في النساء، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ: اليتيمُ، والمرأةُ” [حديث صحيح جامع].

إن النسوية بشكل عام هي مجموعة من المبادئ والنظريات التي كانت ولا تزال تحاول الترسخ في ذهن الفتيات، وهي سلاح ذو حدين فبعض نظرياتها صحيحة بينما البعض الآخر مخالف لتعاليم دين الإسلام، لذا يُنصح بالبحث عن الأدلة الشرعية بخصوص حقوق المرأة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.