لماذا دفنت السيدة زينب في الشام

لماذا دفنت السيدة زينب في الشام؟ وما هي قصة وفاتها؟ لقد أقيم مقام زينب بنت علي بن أبي طالب في الشام وفق ما ذُكر في الكثير من الأقاويل حول هذا الموضوع، فبعض المؤرخين اختلفوا حول مكان وجود الضريح الحقيقي حتى أثبتت الأقاويل أنه بالفعل في الشام.
لكن اللغز الأكبر الذي ظهر هو لماذا دفنت السيدة زينب في الشام وليس غيرها من البلدان؟ لذا من خلال موقع زيادة سيتم مناقشة هذا الموضوع بشكل مستفاض.

لماذا دفنت السيدة زينب في الشام

لقد تعددت آراء كثيرة حول المكان الفعلي لقبر السيدة زينب، حيث هناك الكثير من المؤرخين الذين تعددت أقاويلهم مثل محمد بخيت مفتي الديار المصرية أن الطبري ذكر أن السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب وأخت الحسين قد عادت إلى المدينة مع أخوات الحسين وزوجاته بعدما تم قتل الحسين في أحد المعارك.

لكن ذكر مؤرخون آخرين أنها توفيت في الشام وتم دفنها هناك، ولكن كل من قام بزيارة الضريح في النهاية قد شهد على وجودها بالفعل في الشام، حيث تبعُد عن دمشق بمسافة سبعة كيلومترات من الجهة الجنوبية الشرقية، وقد سُميت المنطقة كلها بهذا الاسم تيمنًا بهذا المقام.

لكن لم يتم ثبوت أي من الأقاويل الأتية وظل الخلاف ما بين ضريحها في الشام والضريح الموجود في حي السيدة زينب في مصر.

على الرغم من وجود ضريحين للسيدة زينب إلا أنه لم يثبت صحة أيًا من الأقاويل التي نشرت عنهم، حيث إن من قاموا بنشر الأقاويل لم يستطيعوا الإتيان بأي إثبات من الصحة على كلامهم.

بل حتى لم يثبتوه إلى مؤرخ متقدم أو راوي ممن تتبعوا أحداث تلك الفترة وظل نفس السؤال يتداول بينهم لفترات وهو لماذا دفنت السيدة زينب في الشام؟ ولما لم يتوصلوا لإجابة مقنعة توضح تفاصيل القضية؟

من المرجح أن من ضمن الذين احتجوا عن وجود الضريح في الشام يتوقعون أنها سافرت مع زوجها عبد الرحمن ابن جعفر إلى الشام، حيث كان يمتلك بستان هناك وكان كل ذلك أثناء المجاعة التي أصيبت بها المدينة المنورة ثم مرضت هناك ودفنت مكان ضريح الشام الموجود ولكن كل ذلك لم يكن له أي أساس من الصحة.

أثبتت الصحف القديمة أن زوجها لم يكن له أي مزارع حتى إذا افترضنا ذلك، فلماذا لم يقم ببيع محصوله والذهاب إلى المدينة لينفق على أهله نسبةً إلى ما عرف عنه من السخاء الكبير، كما أن من بعض الأقاويل الأخرى عن ضريحها الموجود بحي السيدة زينب بالقاهرة، حيث إن هذا الخبر هو الأصدق والأدق والأقرب للحقيقة بسبب وجود رضي الله عنها في مصر قبل وفاتها بفترة وجيزة.

بسبب ما حدث معها في الشام قبل عودتها وليس هناك ما يثبت صحة رحيلها من مصر إلى الشام مرة أخرى ويظل السؤال متداول حتى الآن لماذا دفنت السيدة زينب في الشام؟ ولما لم تعد إلى موطنها الأصلي مرة أخرى؟

اقرأ أيضًا: أين دفنت السيدة زينب

موقف السيدة زينب في ثورة كربلاء

يعتبر دور السيدة زينب في ثورة الكربلاء من أعظم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما شاركها في دورها أخيها الحسين وأصحابه وقد واجهوا جميعًا صعوبة في نصرة الدين الإسلامي وقتها. وذكر المؤرخين أنها قد قادت الثورة بعد مقتل أخيها الحسين وأوضحت للناس سبب الثورة وأبعادها الحقيقة.

يُحكى أيضًا أنه عندما ذهب أخيها الحسين ليحارب ضد يزيد بن معاوية قد ذهبت معه شقيقته إلى كربلاء وشاركته في كل الجوانب خلال هذه الشدة وقد شهدت هذه الثورة كل مآسيها وقد رأت بأم عينيها في هذا اليوم كل أحبائها يستشهدون.

حيث قُتل وقتها ابنها وأخيها ومعظم بني هاشم فبعد المعركة قد رأت أجسادهم بدون رؤوس وأجسادهم ممزقة بالسيوف وكانت الأرامل من حولها في كل مكان يندبون قتلاهم والأطفال مذعورون من المشاهد. لكن السيدة زينب لم تستسلم لكل ما حولها واحتسبت الله فيما حدث وصمدت بشجاعة كبيرة.

عندما أُخذت السيدات سبايا في هذا الوقت إلى الكوفة دخلوا المدينة حين ذاك وقد خرج الناس أجمعين لرؤيتهم فأخذت النساء بالبكاء على أحوالهن، قالت زينب وقتها خطبتها الشهيرة وهي:” أتبكون وتنتحبون، اي والله فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلاً، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها ابداً، وأنى ترحضون، قتل سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة ومدرة حجتكم، ومنار محجتكم، وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم. وسيد شباب أهل الجنة إلا ساء ما تزرون.

فتعسًا ونكسًا وبعدًا لكم وسحقًا، فلقد خاب السعي، وتبت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله ورسوله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة.

ويلكم يا أهل الكوفة، أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟

وأي كريمة له أبرزتم؟

وأي دم له سفكتم؟

وأي حرمة له انتهكتم؟

لقد جئتم شيئًا اداً، تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هدّاً!

ولقد أتيتم بها خرقاء، شوهاء كطلاع الأرض، وملء السماء، أفعجبتم أن مطرت السماء دماً، ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون، فلا يستخفنكم المهل، فانه لا يحفزه البدار، ولا يخاف فوت الثأر، وان ربكم لبالمرصاد”

فكانت خطبتها في ذلك الوقت من أشد الخطب التي قد وُجهت للمسلمين في ذلك الوقت حيث انها استشهدت أيضا بآيات من القرءان الكريم.

اقرأ أيضًا: دعاء السيدة زينب لقضاء الحوائج

وفاة السيدة زينب

اختلف المؤرخون في إثبات سنة وفاتها حيث أثبت بعض المؤرخين أنها توفيت سنة 62، والبعض الآخر قد أثبت موتها في 56، ولكن الجميع قد اتفق على أنها توفيت في 15 من رجب.

كما اشتد الكثير من الخلافات حول مكان دفنها بعدها ما بين الضريح الموجود في مصر والضريح الموجود في الجهة الجنوبية الشرقية من الشام.

لقد توفيت السيدة زينب عند زوجها عبدا لله بن جعفر في دمشق وفقًا لبعض أقاويل المؤخرين وقيل: أنها قد توفيت في المدينة السنة الثانية والستين، قد ذكر مؤلف كتاب السيدة زينب: أن زينب بعد رجوعها من أسر بني أميّه إلى بدأت بانقلاب الناس على يزيد بن معاوية فخاف الحاكم وقتها أن ينجح الأمر وبعث يكتب إلى معاوية فبعثه معاوية بكتاب يأمر فيه الوالي بإخراج السيدة زينب من المدينة حيث أي مكان تريد، لكن السيدة زينب وقتها رفضت الخروج بشدة قائلة: لا أخرج وإن أهرقت دماؤنافتصدت لها زينب بنت عقيل قائلة: يا ابنة عمّاه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء، فطيبي نفساً وقرّي عيناً، وسيجزي الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هواناً؟ ارحلي إلى بلد آمن”.

بعدها بدأت النساء ثنيها عن قرارها بكل لطف وفي النهاية اختارت الذهاب إلى مصر، وخرج معها بعض النساء منهم فاطمة ابنة الحسين وسكينة، ودخلت بعدها مصر واستقبلها الوالي العثماني وقتها مسلمة بن مخلد الأنصاري مع بعض من حاشيته، ونزلت وقتها في بيته بالحمراء فمكثت به قرابة السنة وتوفيت بعدها مباشرة.

لكن هناك بعض المؤخرون التي تعددت بينهم الأقاويل حول أن من المحتمل خروج السيدة زينب إلى دمشق في ذلك الوقت قبل وفاتها، وهناك البعض الآخر الذين عارضوا القول ما بين انها توفيت في مصر وبقيت في قصر الوالي وتوفيت حينها هناك واستمر الولاة في تجديد الضريح في كل خلافة حتى وصل به الأمر إلى شكله الحالي في حي السيدة زينب.

اقرأ أيضًا: معلومات عن السيدة خديجة رضي الله عنها

من خلال كل ما ذُكر بالمقال عن وصف واحدة من أعظم ما ذَكر التاريخ، قد توصلنا لبعض الآراء التي قد تفيد حول لماذا دفنت السيدة زينب في الشام وذكر ما يثبت وما ينفي ذلك القول.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.