من هي عائشة رضي الله عنها

من هي عائشة رضي الله عنها؟ وما فضائل وصفات السيدة عائشة؟ كانت عائشة -رضي الله عنها- إحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى المُسلم أن يكُن على دراية بالمعلومات عن الصحابي والصحابيات، كما أن عائشة كانت تتصف بالكثير من الصفات الحميدة التي كانت السبب في حُب الرسول لها والتي يجب الاقتداء بها من أجل الاتصاف بالأخلاق الحميدة، ومن خلال موقع زيادة سوف نذكر كافة المعلومات الواردة عن السيدة عائشة.

من هي عائشة رضي الله عنها؟

عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن كعب بن كنانة، وعائشة كانت زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبنة الخليفة الذي تولى الخلافة من بعد وفاة الرسول أبو بكر الصديق، وكانت أُمها أم رومان بنت عامر الكنانية، وقد ولدت عائشة في مكة المُكرمة بعد أربعة سنوات من البعثة الإسلامية.

قد تربت في بيت كريم وعظيم وبين أهل يدينون بالدين الإسلامي، وقد رباها أباها وأمها على أصول الإسلام والقرآن الكريم، وكانت عائشة كثيرة اللعب واللهو، على الرغم من ذلك كانت تتصف بالأخلاق الحميدة والأدب، وهاجر أبو بكر الصديق مع أبنته عائشة رضي الله عنه قبل هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة.

كما قام الخليفة أبو بكر الصديق بتزويج ابنته عائشة من الرسول وذلك كان بعد وفاة زوجة الرسول السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وتزوج الرسول عائشة بوحي من الله تعالى، وورد عن قول الرسول لعائشة رضي الله عنها أن الرسول قال:

رَأَيْتُكِ في المَنامِ يَجِيءُ بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فقالَ لِي: هذِه امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ عن وجْهِكِ الثَّوْبَ فإذا أنْتِ هي، فَقُلتُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ.

كانت عائشة تبلغ من العمر تسع سنوات، فتزوجت من الرسول حتى مماته وكانت في الثامنة عشر، بينما كان يُطلق علي عائشة -رضي الله عنها- لقب أم عبد الله نسبةً إلى ابن أختها أسماء عبد الله بن الزُبير رضي الله عنه، حيث إن السيدة عائشة طلبت من الرسول أن يكون لها كنية كباقي النساء.

جاء قول عائشة (يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ صَوَاحِبِي لَهُنَّ كُنًى، قَالَ: “فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ- يَعْني ابنَ أُختِها (، بالفعل أطلق الرسول عليها كنية أم عبد الله وقامت عائشة بإحضار عبد الله بن الزبير بعد ولادته مُباشرةً إلى الرسول فتفل في فمه حتى يُصبح ذلك أول شيء قد دخل إلى بطنه.

اقرأ أيضًا: قصة زواج النبي من عائشة رضي الله عنها

فضائل السيدة عائشة رضي الله عنها

استكمالًا للتعرف على إجابة سؤال من هي عائشة رضي الله عنها، نوضح في تلك الفقرة فضائل السيدة عائشة، حيث ذُكر أن من أهم أفضالها أن الرسول قد تزوجها بأمر من الله تعالى، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يُحب عائشة حبًا جمًا، وجاء في رواه عن عبد الله بن عمرو بن العاص في صحيح الترمذي قال:

“يا رسول الله من أجل الناس إليك؟ قال: عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أبوها”، وكان الناس جميعًا يعلمون مدى حب الرسول لها حتى في آخر أيام حياته، قد توفى وهو في حجرها ورأسه على صدرها، وما روي عن عروة بن الزبير في الجامع الصحيح أنه قال:

“كل الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة، فقلن: يا أم سلمة، والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله أن يأمر الناس: أن يهدوا إليه حيثما كان، أو حيثما دار، قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي، قالت: فأعرض عني، فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل على الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها”

عائشة كانت من أحب النساء إلى رسول الله، ولم يتزوج الرسول بكرًا غير عائشة، كما أن لم ينزل عليه الوحي إلا وهو في أحضانها، وعندما أنزل الله آية التخيير قد بدأ بتخيير عائشة رضي الله عنها، فقال: ” ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك” قالت عائشة: أفي هذا استأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستن بها”.

قد برأ الله عائشة من الأقاويل التي أطلقها عليها أهل الإفك، وأنزل وحيًا في سورة النور في عذرها وبراءتها يتلوها المسلمين في المحاريب والصلوات إلى يوم القيامة، ووعدها الله بالمغفرة والرزق الكريم وقال لها أن تلك الأقاويل خيرًا، كما أنها رفعتها عند الله درجات وعظمت من شأنها، وصار لها الذكر الطبيب بين أهل الأرض والسماء.

صفات عائشة رضي الله عنها

أثناء الإجابة عن سؤال من هي عائشة رضي الله عنها يجب أيضًا معرفة صفاتها، حيث كانت تتحلى عائشة بالصفات الحميدة الطيبة التي جعلت مكانتها عند رسول الله لا تتشابه مع مكانة أي أنسان آخر على وجه الأرض، ومن تلك الصفات ما يلي:

1- الزهد في الدنيا

أثناء الإجابة على من هي عائشة رضي الله عنها وذكر صفاتها، نجد أنها كانت تتصف بزهدها للدنيا وكانت كثيرة الكرم، وفي أحد الأيام جاء إليها عبد الله بن الزبير ابن أختها أسماء بالكثير من المال في غرارتين وكان حوالي 100 ألف، وقامت عائشة بدعوته إلى تناول هذا الطبق وكانت عائشة في ذلك اليوم صائمة.

في وقت المساء قالت: “يا جارية هاتي لي فطري، قالت الجارية أم ذرة: يا أُم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت ن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه؟ فقالت عائشة: لا تعنفيني، لو كنت أذكرتني لفعلت”.

اقرأ أيضًا: من الزبير بن العوام حواري رسول الله

2- علم وفقه عائشة

لمعرفة من هي عائشة رضي الله عنها بشكل عميق يجب أن نعلم علمها، حيث إنها كانت من أفقه الصحابيات وأكثرهم علمًا وذلك بسبب أنها روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يقارب 2200 حديث شريف وكانت تتصف بالفصاحة وصاحبة البلاغة والبيان، وقيل عن عائشة رضي الله عنها:

كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامّة”، كما قال أبو موسى الأشعري عن عائشة: ما أشكَل علينا أصحابَ رسولِ اللهِ حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا وذلك بسبب أن عائشة كانت من أكثر النساء والصحابة علمًا في مُختلف العلوم.

3- حياء السيدة عائشة

كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- تتصف بكثرة الحياء حيث إنها كانت ترتدي جميع ملابسها أثناء تواجدها في البيت، وجاء في الحديث الشريف أن عائشة قالت: “كُنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني واضع ثوبي وأقول: إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر رضي الله عنه معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة على ثيابي حياء من عُمر”

4- اجتناب الشُبهات

أثناء التطرق إلى معرفة من هي عائشة رضي الله عنها، نجد أن إحدى صفاتها هي اجتناب الشبهات، حيث كانت حريصة كُل الحرص على البُعد عنها واجتناب الذنوب وقد أظهرت تلك الصفة شدة تديُن عائشة وخوفها من فعل أي ذنب، وذات يوم جاء إلى بيت عائشة أخيها في الرضاعة فمنعته من الدخول إلى البيت حتى أن تستأذن من الرسول.

أخبرها الرسول بجواز إدخاله إلى البيت، ومن شدة اجتناب عائشة -رضي الله عنها- الشُبهات كانت تضع الحجاب وكامل ملابسها أمام العُميان وقولها حتى إذا هو لن يستطيع رؤيتي فأنا أستطيع رؤيته فيجب أن أتحجب أمامه.

5- صبر عائشة

كانت عائشة -رضي الله عنها- تتصف بالصبر عند تعرضها للمحن والابتلاءات، وظهر صبر عائشة في حادثة الإفك عندما تعرضت إلى أقاويل المُنافقين وعلى الرغم من ذلك صبرت وتحملت تلك الاتهامات حتى نالت أعظم الدرجات ورد حقها كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة النور.

حيث إن آيات سورة النور تبرئ السيدة عائشة من أقاويل مُنافقين الإفك وأن الله سبحانه وتعالى قد رفعها درجات وقد عُظم من شأنها أيضًا، وكانت لا ينطق لسانها في حادثة الإفك سوى بقول يعقوب عليه الصلاة والسلام: ” فصبرٌ جميل والله المُستعان على ما تصفون”

اقرأ أيضًا: لماذا تزوج الرسول عائشة وهي طفلة

وفاة السيدة عائشة رضي الله عنها

بعد معرفة من هي عائشة رضي الله عنها، نصل إلى وفاتها فقد توفت في السنة الثامنة والخمسين من بعد الهجرة النبوية أثناء خلافة مُعاوية بن أبي سفيان، في ليلة الثلاثاء اليوم السابع والعشرون من شهر رمضان المُبارك، وقبل وفاتها دخل عليها عبد الله بن عباس، ودار في ذلك الوقت ما يلي:

قال: “أبشري “، قالت عائشة: بماذا؟، قال: ما بينك وبين الله أن تلتقي محمدًا والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، وكنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحب إلا كُل طيبًا، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء.

فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم، فكان ذلك في سببك وما أنزل الله من الرخصة لهذه الأمة، وقد أنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات، جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله لا يُتلى فيه آناء الليل وآناء النهار، قالت عائشة: دعني منك يا ابن عباس، والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسيًا منسيًا.

هذا يُبين علوا مكانتها عند الله عز وجل، حيث كانت أطهر وأفضل وأحسن النساء حينها، تحملت عائشة الكثير من المصائب والابتلاءات حتى جازاها الله تعالى بذلك في مكانتها عند مماتها، وكيف لينسى المؤمنين من هي عائشة رضي الله عنها.

إن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت واحدة من أحب زوجات النبي وأٌربهم إلى قلبه، وذلك لاتصافها بالعديد من الصفات الحميدة، وكانت تقف بجواره كثيرًا على الرغم من صغر سنها عند الزواج.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.