الأسباب المعينة على طلب العلم
الأسباب المعينة على طلب العلم كثيرة ومتعددة، ولا شك أن طلب العلم من الأشياء التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولطلب العلم فضل كبير عند الله سبحانه وتعالى، لذلك سوف نتعرف إلى هذه الأسباب من خلال المقال التالي عبر موقع زيادة مع ذكر أهمية طلب العلم في الإسلام.
الأسباب المعينة على طلب العلم
لا شك أنه منذ العصور القديمة يبحث الإنسان عن العلم بالفطرة، فمنذ القدم وهم يبحثون وراء أخبار الأمم الماضية ويحاولون اكتشاف الأقمار والكواكب، وإن الجهل من الصفات الغير محمودة لذلك أوصى الله ونبيه بطلب العلم، فما الأسباب المعينة على طلب العلم؟ سوف نتعرف إلى هذه الأسباب من خلال الفقرات التالية:
1- الاستعانة بالله عز وجل
يعتبر العلم نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى التي من بها على عباده الموحدين به، لهذا السبب لا بد أن يستعين الإنسان بالله سبحانه وتعالى في تحصيل العلم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعين بالله تعالى في كل خطوة ويطل منه النفع بالعلم الذي علمه الله إياه.
كما لا بد أن ندعو الله عز وجل الثبات على العلم، حيث إن كثير من الناس يقبلون على طلب العلم بحماس ونشاط ثم بعد ذلك يتركونه ويتكاسلون عنه، ويأتي الثبات على الله سبحانه وتعالى والاستعانة به والتوكل عليه.
فقد يغتر الكثير من الناس بقدراتهم العقلية ومميزاتهم، وأمورهم المادية، بينما كل ذلك من عند الله سبحانه وتعالى، فالتوكل على الله والاستعانة به دائمًا يزيد العلم ويزيد المال ويثبت الأقدام على الخير.
اقرأ أيضًا: حديث شريف عن السخرية والاستهزاء
2- الإخلاص لله سبحانه وتعالى
إن العلم يعتبر عبادة لله عز وجل وكل العبادات لا بد أن يصاحبها الإخلاص والصدق، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم “ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ” ]البينة: 5[ ففي هذه الآية أمر من الله عز وجل بعبادته مع الإخلاص في الدين والعبادة، لذلك يعتبر الإخلاص لله من الأسباب المعينة على طلب العلم.
كذلك فقد أشار رسول الله سبحانه وتعالى إلى أهمية الإخلاص في طلب العلم لله عز وجل، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ تعلَّمَ العلْمَ ليُباهِيَ بِهِ العلماءَ، أوْ يُمارِيَ بِهِ السفهاءَ، أوْ يصرِفَ بِهِ وجوهَ الناسِ إليه، أدخَلَهُ اللهُ جهنَّمَ” رواه ابن ماجه، ففي ذلك الحديث تنبيه من الرسول صلى الله عليه وسلم أن من يطلب العلم من أجل أن يتفاخر به، أو من أجل أن يتجادل ويتخاصم مع الناس، أو حتى يعمل على لفت الأنظار إليه، سوف يدخل جهنم، وهذا جزاء من لم يكن مخلصًا لله في طلب العلم، ففي ذلك أمر بالإخلاص لله في طلب العلم.
3- الاجتهاد
لا شك أن العلم يحتاج إلى الجهد والكد، لا يجب أن ينشغل بأمور الدنيا ولا يجب أن يتكاسل، ومن صفات طالب العلم أن يحدث نفسه دائمًا بأنه سوف يفعل، كما أن العلم لا يمكن طلبه والجسد مرتاح.
فإن بحر العلم واسع مهما أعطيته من كل جهد ومال لا تنل منه سوى بعضه، فما الحال إذا لم تعطيه أي من الوقت والجهد؟ فلن تحصل على أي شيء، فلا بد أن تحرص على حضور المجالس التي يتم فيها تلقي العلم، فإن مجالس العلم تحل عليها بركة الله سبحانه وتعالى، ويحاط بالملائكة.
4- ترك المعاصي
من الأسباب المعينة على طلب العلم ترك المعاصي، فإن من يرتكب المعاصي ينسى العلم، ومن يتذكره ينسى الذنوب والمعاصي كلها، فإن السبب الرئيسي في حدوث المشكلات والمصائب في بيتونا، هي المعاصي التي نرتكبها والذنوب.
لذلك فإن العلم يلهي عن المعاصي والذنوب، ففي طلب العلم لا نتحدث إلا بما يرضي الله، ولا نذهب لأي مكان يغضب الله سبحانه وتعالى، وإذا حدث ذلك يسهل الله طريق العلم الذي نفتحه.
5- تقييد العلم بالكتابة
كذلك من الأسباب المعينة على طلب العلم، أنه يحتاج إلى الكتابة والتسجيل حتى لا يتم نسيانه، فقال عمرُ بن الخطاب: “قيِّدوا العلمَ بالكتاب” أي اكتبوا العلم فقد تم تشبيه طلب العلم بالصيد الذي لا بد من تقييده حتى لا يفلت منا.
اقرأ أيضًا: اسم يطلق على صلاة النافلة
أهمية طلب العلم في الإسلام
بعد أن تعرفنا إلى بعض الأسباب المعينة على طلب العلم، فمن الجدير بالذكر أن طلب العلم من الأشياء المهمة جدًا في الإسلام، وتتجلى أهمية طلب العلم فيما سوف نذكره من خلال الفقرات التالية:
1- معرفة الله وخشيته
يعتبر طلب العلم باب من الأبواب التي تساعد على معرفة الله والتقرب منه، فما من طريقة لمعرفة أحكام الدين والسنة والقرآن أفضل من العلم، كما أن العمل مع العلم يرفع المسلم في درجات الإيمان واليقين بالله سبحانه وتعالى، كما أن العلم يعتبر الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها معرفة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة.
لذلك فإن أصحاب العلم هم أكثر من يخشون الله سبحانه وتعالى فقال الله في كتابه الكريم “ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ] “فاطر: 28[ وفي هذه الآية دليل على أن العلماء يعرفون الله حق معرفة ويخشونه، فهناك علاقة قوية بين زيادة المعرفة والتقرب من الله عز وجل، فإن الخشية هي التي تمنعك من المعاصي والذنوب، حيث إن العالم يعرف الحق والباطل فلا يمكن أن يقع في المعاصي التي تحول بينه وبين رحمة الله عز وجل.
2- طلب العلم فريضة
لا بد أن يعرف المسلم أن طلب العلم فرض من الله، عليه أن يحافظ على طلب العلم ويزيد نفسه بالعلم قدر ما استطاع، وذلك لأن المسلم في أشد الحاجة إلى المزيد من العبادات للتقرب من الله عز وجل وطلب العلم يعتبر أحد هذه العبادات التي تساعده على ذلك.
لهذا السبب فإنه واجب على المسلم أن يتعلم ويتفقه أمور دينه بشكل جيد، فيجب على كل مسلم أن يتعلم أكثر عما يفعل.
3- تطور الأمم
لا جدال في أن العلم من أعظم ما يمكن فعله من أجل رفع الجهل عن الأمة، فعندما اهتم المسلمون بطلب العالم استطاعوا أن يسودوا العالم بأكمله، فلا بد أن تحرص الأمة على الاهتمام بالعلم من أجل أن تتطور وتتقدم، فإن العلم ينقل الإنسان من الظلم إلى النور، كما تتجلى خطورة الجهل في رفض الجاهل أن يسمع الحق.
4- الحصول على رضا الله
لا شك أن هدف الإنسان في الدنيا أن يحصل على رضا الله سبحانه وتعالى، والجدير بالذكر أن أحد الطرق التي تصل إلى رضا الله هو طلب العلم، فقد ذكر الله فضل من طلب العلم في آياته الكريمة فقال تعالى “ يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” ]المجادلة: 11[ فقد أشار الله سبحانه وتعالى في هذه الآية إلى أنه سوف يعلي من درجات من اجتهد في طلب العلم إضافة إلى الإيمان بالله.
كذلك فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف “ من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلم” رواه الألباني، فقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى يسهل الطريق إلى الجنة لمن يمشي في طريق طلب العلم.
5- محاربة الأفكار الهدامة
في نطاق ذكر الأسباب المعينة على طلب العلم، فإن العلم يعتبر الطريقة التي يمكن بها التمييز بين الخير والشر، فمن خلاله يمكن محاربة الأفكار السلبية والبعد عن الضلال، والسير في طريق نور الله عز وجل.
كذلك فإن العلم يعمل على نبذ كله الأفكار السيئة والمضللة والابتعاد عن الجهل، فمن أخذ أن يطلب العلب وهو مخلص إلى الله سبحانه وتعالى فإنه يرى ما يلقاه في حياته وآخرته من جزاء.
اقرأ أيضًا: قصص عن الاستغفار للزواج
6- الدعوة إلى الله
تتبعًا لذكر الأسباب المعينة على طلب العلم، فإن أعلى المستويات الأخلاقية تكمن في طلب العلم، وتتجلى أهميته في أن الله سبحانه وتعالى فضل طالب العلم عن غيره في كتابه الكريم فقد قال “ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ” ]الزمر: 9[ ففي هذه الآية إشارة إلى أن الشخص الذي يدعو إلى الله بعلم ونية صالحة، لا يستوي مع غيره، وطالب العلم لا يستوي عند الله مع الجاهل في المكانة والرضا.
إن طلب العلم من الأشياء التي أشار الله إلى ضرورة فعلها والتي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، ففيه طريق الهدى والصلاح والتقوى، كما يساعد طلب العلم في التقرب من الله وضمان المكانة في الجنة بإذن الله تعالى.