قصة زواج النبي من عائشة رضي الله عنها
قصة زواج النبي من عائشة رضي الله عنها بها حكمة وموعظة، حيث توضح رؤيا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منامه، ومن أجل التعرف إلى أصل القصة، وسوف يتم التطرق من خلال موقع زيادة إلى سرد قصة زواج النبي من عائشة رضي الله عنها بطريقة مُفصلة وواضحة.
قصة زواج النبي من عائشة رضي الله عنها
تشتمل حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الكثير من الحكم والمواعظ، التي يأخذ المُسلمين من خلالها الخبرة الكافية للتعرف إلى كيفية العيش بالحياة.
حيث إن قصة زواجه من السيدة عائشة رضي الله عنها بها الكثير من المعاني، وتوضح مدى العلاقة الوثيقة بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والله سبحانه وتعالى، ومن هنا نتطرق إلى عرض قصة زواج النبي من عائشة رضي الله عنها.
فقد تزوج النبي من السيدة عائشة وهي ابنة التسع سنوات، وتم عقد قرانه عليها وهي ابنة الست سنوات، وتم هذا الحدث في مدينة مكة المُكرمة.
حيث إن السيدة عائشة قد ذهبت مع أهلها مُتجهين نحو المدينة المنورة، وقد وصولوا إلى بني حرب، وهم من الخزرج، بينما كانت تلعب مع صديقاتها وتلهو أتت إليها أم رومان، وكانت عائشة لا تعلم لماذا أتت إليها، وماذا تفعل.
فقد أخذتها أم رومان وظلت تُنظف في ثيابها ورأسها من آثار اللعب بالماء، وذهبت بها إلى المنزل وكان يوجد به نساء من الأنصار، فقامت بتسليم السيدة عائشة رضي الله عنها إليهن، وكانت في ذلك الوقت ابنة التسع سنوات.
قامت السيدة أم رومان بفعل ذلك بعد أن توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها، وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حزينًا عليها حُزنًا شديدًا، فاقترحت عليه أم رومان الزواج، فقال لها الرسول مِن منْ؟
قالت له أم رومان ممن تريد الزواج امرأة بكر أم ثيب؟ فسألها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من البكر ومن الثيب؟ أجابت أم رومان قائلة البكر هي السيدة عائشة رضي الله عنها، أما الثيب فهي سودة بنت زمعة.
عندها ذهبت لإعطاء السيدة عائشة للنساء وأخبرتهم بهذا الأمر، فقد أجابت عليها خولة رضي الله عنها قائلة أنها سوف تنتظر أبي بكر رضي الله عنه لحين أن يأتي، وتعرض عليه أمر زواج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من عائشة رضي الله عنها.
فقال أبي بكر عندما علِم بالأمر كيف يتزوج مُحمد من عائشة وهو أخي، وطلب أن يأتي إليه رسول الله للتحدث معه في الأمر فقد كانوا في عصر الجاهلية يُحرم عليهم الزواج من بنات الأخ بالتآخي.
عندما ذهب إليه الرسول أخبره قائِلًا إنه أخيه بالإسلام، وهذا الأمر يختلف اختلافًا تامًا عن المؤاخاة بالدم، مما يجعل أمر الزواج من عائشة رضي الله عنها جائزًا ولا يوجد به حرمانية، وتزوج منها.
اقرأ أيضًا: فضل سورة الإسراء
رؤيا النبي الزواج من السيدة عائشة
كان النبي كثير الرؤى، حيث يُرشده الله سبحانه وتعالى نحو أفعال الخير، والأفعال الصالحة له من خلال الرؤى، ولم فلت أمر زواجه من هذا الاستدلال، فقد رأى النبي في منامه ما أرشده إلى الزواج من السيدة عائشة رضي الله عنها.
في إطار سرد قصة زواج النبي من عائشة رضي الله عنها، سوف يتم سرد الرؤيا التي دفعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نحو الزواج من عائشة، فلم يحدث كل هذا إلا بأمر من الله سبحانه وتعالى.
رؤيا النبي حق، وهذا ما استرشد به النبي في الزواج من عائشة فقد جاء عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال “أُرِيتُكِ قَبْلَ أنْ أتَزَوَّجَكِ مَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُ المَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فَقُلتُ له: اكْشِفْ، فَكَشَفَ فإذا هي أنْتِ، فَقُلتُ: إنْ يَكُنْ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ، ثُمَّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فَقُلتُ: اكْشِفْ، فَكَشَفَ، فإذا هي أنْتِ، فَقُلتُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ“.
إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى السيدة عائشة في منامه مرتين، فقد أتى بها رجلًا إليه، وكانت بقطعة من الحرير وقد أخبره الرجل في المنام أنها زوجته، فقد أمره رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يكشف عنها فوجدها السيدة عائشة، واعتد به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخذ مأخذ الوحي.
السبب في ذلك أن الرجل الذي قد أتى إليه في المنام بعائشة كان جبريل عليه السلام، وجاء بها مرتين، ووصف قطعة الحرير باللون الأخضر، وقال له إنها سوف تكون زوجةً له في الدنيا، والآخرة.
طالت فترة خطبة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من السيدة عائشة لأنها كانت صغيرة في السن، وقد وصلت المدة إلى عامين بناءً على ما ذكره المؤرخين في ذلك.
اقرأ أيضًا: قصة وفاة أبو بكر الصديق رضي الله عنه
حديث السيدة عائشة عن الزواج من الرسول
إن الحديث عن قصة زواج النبي من عائشة رضي الله عنها يفتح آفاقًا نحو التعرف إلى الشعور النبيل الذي كان يملأ قلب ووجدان السيدة عائشة حينها، كما أنه قد تطرق بنا نحو التعرف إلى البساطة والراحة التي كانت تكمن بباطن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
يُحكى عن لسان عائشة رضي الله عنها أنها كانت تُحب مُجالسة الرسول وزيارته لها كثيرًا، فكانت تتمنى أن ينعم عليها بزيارته أوقات الصباح والعشيّ.
كما أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقوم بتوصية أم رومان على السيدة عائشة، قائلًا “يا أم رومان، استوصي بعائشة خيرًا واحفظيني فيها“، حيث إنه قد قال ذلك عندما ذهب مع أبي بكر إلى المدينة، وبعد أن استقروا بها أرسل من يأتي بأهلهم للعيش معهم بالمدينة.
قالت السيدة عائشة في استعدادها للزفاف وأثناء تجهيز أمها لعرسها على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الآتي: ” أَرَادَتْ أُمِّي أَنْ تُسَمِّنَنِي لِدُخُولِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَلَمْ أَقْبَلْ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ مِمَّا تُرِيدُ حَتَّى أَطْعَمَتْنِي الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ فَسَمِنْتُ عَلَيْهِ كَأَحْسَنِ السَّمْنِ”
كما أن السيدة عائشة قد وصفت وليمة عرسها قائلة: ” والله ما نحرت عليَّ من جزور ولا ذبحت من شاة، ولكن جفنة كان يبعث بها سعد بن عبادة إلى رسول الله يجعلها إذ ذاك بين نسائه، فقد علمت أنه بعث بها”
كما أن مراسم العرس ومهر الرسول للسيدة عائشة يوضح كم كانت الحياة مليئة بالتواضع، فقد كان مهرها 12 أوقية ونصف وهو ما يعادي 500 درهم، وهذا يُعد أكبر دليل على المظاهر الخادعة والتي لا داعي لها التي قد انتشرت كثيرًا في عصرنا هذا.
ذكرت أسماء بنت زيد في قصة زواج النبي من عائشة رضي الله عنها أنها من قامت بتزيين عائشة للنبي في عرسها، قائلة: ” زينت عائشة لرسول الله ثم جئته فدعوته لجلوتها، فجاء فجلس إلى جنبها، فأتي بلبن فشرب ثم ناوله عائشة، فاستحيت وخفضت رأسها. قالت أسماء: فانتهرتها وقلت لها: خذي من يد النبي، فأخذت وشربت شيئًا، ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: أعطي أترابك“.
اقرأ أيضًا: بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته
الحكمة من زواج النبي من السيدة عائشة
لقد حمل أمر زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من السيدة عائشة حكمة واضحة في سرد قصة زواج النبي من عائشة رضي الله عنها.
هذه الحكمة تكمن في العديد من الأشياء التي منها قضاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على العادة التي كانت منتشرة في الجاهلية وهي عادة التآخي، وهذه العادة تُشير إلى أنه إذا تآخى رجل رجلًا آخر يكونان بذلك إخوة بالواقع، ولكن عندما تزوج الرسول من ابنة أبي بكر استطاع القضاء على هذه العادة.
الحكمة الثانية هي أنه رغم صغر سن السيدة عائشة إلا أنها كانت تتمتع بالحكمة والذكاء، والقدرة على تحمل المسؤولية، ومن ثم استطاع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأخذ برأيها في العديد من الأمور ومشورتها.
توطدت العلاقات بين أبي بكر والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وازدادت ترابطًا بعد أن تزوج الرسول من ابنته، حيث إن العلاقة قبل المصاهرة لم تكن متينة مثلما أصبحت بعد المصاهرة وهذا ما كان يتمناه أبي بكر.