الزواج العرفي حلال أم حرام
هل الزواج العرفي حلال أم حرام؟ وهل هناك شروط من شأنها أن تحله؟ حيث انتشرت ظاهرة الزواج العرفي في المجتمع خلال الآونة الأخيرة، الأمر الذي دفعنا إلى تسليط الضوء عليه، لذا ومن خلال موقع زيادة سوف نتعرف على إجابة سؤال هل الزواج العرفي حلال أم إنه أمر محرم من ناحية الشريعة الإسلامية.
الزواج العرفي حلال أم حرام
شرع الله الزواج في الإسلام على أن يكون شرعيًا، حيث قال في محكم التنزيل في سورة الروم الآية رقم 21:”وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ“.
الزواج الشرعي هو الذي يتم فيه الزواج على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أن يتم ذلك من خلال توثيقه في الهيئات المختصة، والجدير بالذكر أنه يجب فيه حضور الشهود والإشهار، إلا أن الزواج العرفي يفتقر إلى بعض من تلك الأمور، والتي من شأنها أن تجعله محرم في بعض الحالات، والتي سنتعرف عليها سويًا من خلال الفقرات التالية.
هذا يثبت أنه من الممكن أن يكون ذلك الزواج حلالًا إذا استوفى شروطًا معينة، وقد يكون حرامًا إن افتقدها، هنا نكون قد أجبنا على سؤال هل الزواج العرفي حلال أم حرام، إلا أن الأمر من شأنه أن يحتاج إلى التحدث باستفاضة، لذا سنتعرف من خلال ما يلي على الحالات المختلفة التي من شأنها أن تحل أو تحرم الزواج العرفي.
اقرأ أيضًا: هل الزواج العرفي حرام
الزواج العرفي الحلال
في إطار الجواب على سؤال الزواج العرفي حلال أم حرام، علينا أن نعلم أنه قد اختلف الكثير من الفقهاء وعلماء الدين في أمر الزواج العرفي، إلا أنه أقر أشهرهم أنه زواج سليم إذا استوفى الشروط التالية:
1– موافقة ولي أمر المرأة
من أهم الشروط لإحلال الزواج العرفي أن يكون ولي أمر الزوجة على علم بهذا الزواج، وأن يوافق عليه دون إجبار، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تزوِّجُ المرأةُ المرأةَ ولا تزوِّجُ المرأةُ نفسَها فإنَّ الزَّانيةَ هيَ الَّتي تزوِّجُ نفسَها” (صحيح) رواه أبو هريرة.
في رواية أخرى عن عائشة رضى الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” أيُّما امرأةٍ نُكِحت بغيرِ إذنِ وليِّها فنكاحُها باطلٌ نِكاحُها باطلٌ، ولها مهرُها بما أصاب منها، فإنِ اشْتجروا فالسلطانُ وليُّ مَن لا وليَّ له” (صحيح).
من الأحاديث النبوية السابقة نستنتج أنه من الضروري أن يكون هناك ولي من أجل أن يكون الزواج حلالًا سواء كان الزواج شرعيًا أو عرفيًا على الرغم من كراهته، كون الشباب يعملون على استغلاله بنحو يخالف الشريعة الإسلامية من أجل ضياع حقوق المرأة التي يكفلها لها الزواج الشرعي.
2– إشهار الزواج
في سياق التعرف على سؤال الزواج العرفي حلال أم حرام، نجد أنه من الممكن أن يكون حلالًا إن تم الإشهار به، وعدم إخفاءه وجعله زواجًا سريًا، لذا في تلك الحالة يجب أن يكون هناك شاهدين على عقد القران كما في الزواج الشرعي، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” لا نكاحَ إلا بِوَلِيٍّ وشَاهِدَي عدْلٍ وأيُّمَا امرأةٍ أنكَحَهَا وَلِيٌّ مَسخُوطٌ فنِكَاحُهَا باطِلٌ” (صحيح) رواه عبد الله بن عباس.
3– قبول الزوجة
يجب على الزوجة أن تكون موافقة على الزواج بتلك الطريقة، والتي تعتبر مضيعة لحقوقها التي كفلها الدين لها، إلا أن موافقتها من الأمور الضرورية من أجل أن يكون الزواج العرفي حلالًا.
اقرأ أيضًا: حكم الزواج العرفي
الزواج العرفي المحرم
من خلال ما سبق تعرفنا على الشروط التي تجعل من الزواج العرفي أمرًا حلالًا، إلا أن هناك بعض الأساليب الملتوية التي من شأنها أن تجعله محرمًا بإجماع الفقهاء، حيث تمثل ذلك فيما يلي:
1– الزواج السري
هو أن يطلب الرجل من المرأة أن تتزوجه زواجًا عرفيًا من خلال كتابة عقد زواج لا يمت إلى الأساليب القانونية بصلة، ويطلب منها التوقيع عليه وقول صيغة الزواج دون أن يكون هناك ولي أو أي من الشاهدين، فهو زواج سري لا يعلم به أحد، وفي تلك الحالة فإن الزواج من شأنه أن يكون باطلًا.
كما أنه يُعتبر نوع من أنواع الزنا التي تستوجب العقوبة، سواء من خلال تطبيق حد الله في الزنا، والذي ورد في سورة النور الآية رقم 2: “ ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِى فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَٰحِدٍۢ مِّنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَةٍۢ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ“.
كذلك من شأن القانون أن يفرض عليهما العقوبة كونهما قد اقترفا جريمة الزنا، التي تضر المجتمع الإسلامي وتلحق الفتن به، والجدير بالذكر أنه في تلك الحالة إن حدث حمل للمرأة فإنه من الممكن إثبات نسب الطفل إلى والده من خلال إبراز العقد المبرم، حتى وإن كان ليس هناك شهود أو ولي.
2– الزواج الشفهي
هو نوع من أنواع الزواج العرفي المحرم، وفيه يقول كلا الزوجين صيغة الزواج، ويمارسا سويًا علاقة المتزوجين، والتي تُعتبر في تلك الحالة زنا، وهذا أمر لا شك فيه.
كما أنه في تلك الحالة إن حدث الحمل، فإنه يصعب على المرأة أن تقوم بإثبات نسب الجنين إلى الأب، إلا أن قامت بعمل تحليل DNA، وهو من السبل التي تضيع حق المرأة وتفقدها كرامتها وعزتها التي يمنحهما إليها الزواج الشرعي.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الزواج بالكلام فقط؟
آثر الزواج العرفي على المجتمع
يجب أن نعلم أن الزواج العرفي بكافة أحواله، من شأنه أن يضُر بالمجتمع، حيث يتسبب فيما يلي:
- ضياع حق المرأة، سواء في الزواج أو الطلاق، حيث لا يمكنها أن تحصل على المهر أو النفقة أو المؤخر وكافة الحقوق الشرعية التي يكفلها لها الزواج الرسمي.
- ضياع حقوق الأطفال، سواء في حالة القدرة على إثبات نسبهم أم لا، كما أن ذلك الوضع من شأنه أن يكون مكروهًا عند كبر الأولاد وعلمهم بالأمر.
- الزواج العرفي من شأنه أن ينشر الفتن بين الشباب كونه الطريق الأسهل لإقامة العلاقة المحرمة تحت مسمى الزواج العرفي، دون توفر أي من الشروط التي من شأنها أن تجعله حلالًا، والتي تعرفنا عليها من خلال ما سبق.
يجب على المرأة أن تضع نصب أعينها أنه من يود أن يصونها، سوف يتزوجها على كتاب الله وسنة رسوله أمام العالم أجمع، وإلا فبيت أبيها بها أولى.