الحاجات الأساسية التي لا غنى للإنسان عنها
الحاجات الأساسية التي لا غنى للإنسان عنها، الحاجة: هي الرغبة التي تنشأ داخل الشخص، والتي ستختفي بمجرد إشباعها، لذلك، يعرّفها علماء النفس على أنها حالة نقص، أو اضطراب جسدي ونفسي، إذا لم يرضي الفرد بدرجة معينة، فإنه يثير نوعًا من الألم أو التوتر، أو اختلال التوازن، ويختفي بسرعة بمجرد تلبية الحاجة.
الحاجات الأساسية التي لا غنى للإنسان عنها
- الحاجات الأساسية، وفقًا لمدرسة تطوير المقاييس البشرية التي طورها Manfred Max-Neff وآخرون مثل: (أنطونيو إليز الذي، ومارتن هوبنهين).
- والحاجات الأساسية يجب أن موجودة؛ بسبب حالة كونك إنسانًا.
- وهي قليلة ومحدودة على عكس المفهوم التقليدي الحاجات الاقتصادية التقليدية غير المحدودة والتي لا تنفد، كما أنها مهمة لجميع الثقافات البشرية على مدى التاريخ.
- والذي يتغير بمرور الوقت بين الثقافات: هو الاستراتيجيات التي يتم بها تلبية هذه الحاجات.
- من المهم أن تفهم الحاجات البشرية لا يوجد لها تسلسل هرمي، كما افترض علماء النفس الغربيون مثل: ما سلو.
- لقد طور (مان فريد ماكس نيف) وزملاؤه الحاجات البشرية، وقالوا بأنها العملية التي تستطيع المجتمعات من خلالها تحديد ثروتهم أو فقرهم، وهذا يكون وفقًا لتلبية حاجات المجتمع الأساسية أم لا.
- وصنف ماكس نيف الحاجات البشرية الأساسية على النحو التالي:
- الحياة.
- الحماية.
- المودة (العاطفة).
- الإدراك (الفهم).
- المشاركة.
- الراحة.
- الإبداع.
- الهوية.
- والحرية.
ومن هنا يمكن قراءة موضوع عن التكنولوجيا في حياتنا والجانب السلبي للتكنولوجيا الحديثة في حياتنا: موضوع عن التكنولوجيا في حياتنا والجانب السلبي للتكنولوجيا الحديثة في حياتنا
الحاجات الأساسية للإنسان، وأهميتها
- إن إرادة الله هي خلق الإنسان، وإعطائه الحاجات التي يحتاجها للبقاء على قيد الحياة. لذلك، زينها الله له ليقبلها ويحبها، قال الله تعالي (﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾[الكهف: 7]. فقد عبر عنها القرآن على أنها زينة.
- وقد عبر عنها القرآن الكريم بأنها شهوة:﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾[آل عمران: 14].
- والإنسان في غريزته هذه الرغبات، التي هي جزء من تكوينه الأصلي، وهي ضرورية لحياته، والأجنة السابقة تؤكد ذلك.
- هنا يتميز الإسلام باحترامه للغريزة البشرية وقبوله لها، لأن هذه الرغبات هي دوافع عميقة من الغريزة، ولها وظيفة متأصلة في كيان الحياة البشرية، ولا يمكن تحقيقها إلا من قبلها، ولم يخلقها الله بالفطرة دون جدوى.
- ويجب على الإنسان أن يعرف أن لجسده عليه حقًا، ويجب أن يستمتع بكل الأشياء الدقيقة في الحياة، ولا يحظر على نفسه ما سمح الله به.
تنوع الاحتياجات البشرية
الاحتياجات البشرية متنوعة ومتعددة، بما في ذلك: –
- الحاجة للطعام والشراب، قال الله تعالي:﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى [طه: 118، 119].
- والحاجة للأمن والأمان، قال الله تعالي﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾[قريش: 3].
- وحاجة الأنسان الأساسية إلى الانتماء إلى الناس﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا … ﴾[الحجرات: 13].
ومن هنا سنتعرف على كيفية الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة: كيفية الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة
الاحتياجات البشرية كما يراها العلماء
- حاول علماء النفس تحديد وتصنيف الحاجات الأساسية التي لا غنى للإنسان عنها ومعرفة العلاقة بينهم.
- ومن أشهرهم العالم (ماسلو)، ويعتقد ماسلو أن هناك مستويات متتالية من الاحتياجات تنشأ على التوالي، وهي تأخذ مكانها في كل مرة يتقدم فيها الفرد في النمو والنضج، حيث نظم احتياجات البشر بترتيب تصاعدي بالتتابع.
- يظهر المستوى الأول من الاحتياجات البشرية في بداية الحياة، ويحتل موقعًا قياديًا، ثم تظهر المستويات التالية على التوالي، وتأتي الواحدة تلو الأخرى؛ حتى تصل إلى مستوى الإنجاز الذاتي للفرد الناضج، مما يجعل المستويات السابقة على التوالي أقل فعالية في تحفيز الفرد.
نقد التصور ماسلو للاحتياجات البشرية
- هذا التصور ليس صحيحا؛ لأنه غالبًا ما يتم تعطيل هذا التسلسل الهرمي للاحتياجات، فقد يحدث أن يمر بعض الناس من أدنى مستوى إلى الأعلى، دون المرور بالمستوى المتوسط بينهما.
- وهكذا ندرك أن هناك عيبًا في هذا التصور للاحتياجات البشرية، إذ أشار علماء المسلمون في كتاب ربهم الذي فيه الإرشاد والهداية الكاملة، أن تصور “ما سلو” اقتصر على الاحتياجات الغريزية الحيوانية، إذ تخيل ما سلو أن أعلى الاحتياجات هو تحقيق ما هو شخصي له فقط، ولكن نقول إن الثور في الغابة يصل في النهاية إلى ما يريد، حيث يتصارع مع بقية الثيران حتى يفوز لنفسه، بأن يكون سيد القطيع.
- ويأتي مفهوم “ما سلو” من الرؤية الداروينية للإنسان، الذي يعتبر الإنسان في أصوله، أنه حيوان (قرد)، وبالتالي تصورات “ما سلو” تمامًا مثل تصورات فرويد الذي فسر كل السلوك البشري كسلوك الحيوان يشبع غريزته فقط.
- لكن الشخص لديه تركيبة خاصة وفريدة تتجاوز التركيب العضوي الحيوي البسيط الذي يشاركه فيه بقية الأحياء، فإن له خاصية الروح الإلهية المودعة فيه، وهي خاصية تجعل هذا الشخص إنسانًا، وله أيضا احتياجاته الأساسية المختلفة التي تختلف عن الاحتياجات الأساسية للحيوان.
- لذلك، هناك احتياجات أخرى للإنسان أكبر من الاحتياجات التي حددها ماسلو سابقًا.
وللمزيد من المعلومات حول أفضل وأهم كتب في علم النفس وأهمية دراسة علم النفس: أفضل وأهم الكتب في علم النفس وأهمية دراسة علم النفس
احتياجات الشخص الأساسية التي تميزه عن الحيوان
حاجة الإنسان إلى حرية الفكر والاعتقاد والاختيار والإرادة:
- الحرية هي صدى للغريزة التي غزاها الله للناس، وهي معنى الحياة، لأن الإنسان منذ طفولته يشعر بأن كل نقطة من كيانه لها ما تنفعه به، فخلقت العين للبصر، والأذن للسمع، فخلق الله الإنسان ليكون فخوراً، وليس ليُذل، وأن يفكر بروحه، وأن يحب بقلبه، وأن يعمل بيده، وأن يشعر بأنه لا توجد سلطة أعلى تتحكم في تحركاته، إلا الله عز وجل.
- لقد وهب الله للإنسان الحرية الكاملة فلم يجبره على أي شيء، وترك له حرية الاختيار حتى في الإيمان.
حاجة الإنسان للشعور بالرضا:
- بالإضافة إلى مستوى حرية الفكر والمعتقد والاختيار والإرادة، هناك مستوى أعلى، يتمثل في مستوى الرضا الذي يشعر فيه الشخص بحاجته لإرضاء ربه. وواجبه عليه، وهو هدف يتجاوز الهدف الأول، هذا الرضا عن الله أعلى وأعظم من جميع السلع.
- قال تعالي﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾[آل عمران: 15].
- وقال تعالي:﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾} (التوبة: 72).
- هذا القناعة هي التي تطغى على النفس بالهدوء والراحة والفرح العميق. قال تعالي (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴾[الفجر: 27، 28].
وفي النهاية نكون قد عرفنا الحاجات الأساسية التي لا غنى للإنسان عنها، وعرفنا أن الإسلامُ يقوم بمراعاة الفطرةِ البشريَّة، وقَبولها بواقعِها، ومحاولة تهذيبِها، لا كَبْتها وقَمْعها؛ لذلك فقد ضمن الإسلام سلامة الإنسان من الصراع بين شطرَيِ النفس البشرية، وبين نوازع الشهوة واللَّذة الحسِّية، وحقَّق لهذه وتلك نشاطَهم المستمر في حدود التوسُّط والاعتدال.