شرح قصيدة لامية العجم
شرح قصيدة لامية العجم للشاعر مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي الطغرائي، وعارض فيها قصيدة لامية العرب للشنفري وهو من شعراء الصعاليك في العصر الجاهلي، ولد في بلاد فارس عام 1061، وتعد قصيدة لامية الأفعال من أهم كتابات الشاعر، ومن خلال هذا الموضوع في موقع زيادة سنتعرف على شرح مفصل لقصيدة لامية العجم للطغرائي.
شرح قصيدة لامية العجم
تكثر الأغراض الشعرية في قصيدة لامية العجم فهي تعد من القصائد الطوال، لذلك تحتوي على كثير من الموضوعات التي تدور في ذهن الشاعر.
ذكر الشاعر غرض المديح كثيرًا في الأبيات وهو يعد من أهم الأغراض الشعرية التي كتب عنها العرب قديمًا، ويشكو الشاعر في القصيدة حاله وحال قومه، وفيما يلي سنعرض لكم شرحًا مفصلًا للأبيات.
اقرأ أيضًا: شرح قصيدة المساء لخليل مطران
شرح القصيدة من البيت الأول إلى الرابع
يمدح الطغرائي في نفسه ويمدح صفاتها في هذه الأبيات، وسنعرض لكم شرح الأبيات بالتفصيل في إطار موضوع شرح قصيدة لامية العجم.
أصالةُ الرأي صانتْنِي عن الخَطَلِ
وحِليةُ الفضلِ زانتني لدَى العَطَلِ
يوضح الطغرائي في أبياته الأولى أن حكمته ورأيه السديد، وتفكيره كان سببًا في حمايته من الوقوع في الخطأ أمام الناس وكان سببًا في بقائه على الطريق الصحيح القويم.
يتزين الشاعر بصفة الفضيلة التي ميزته عن قومه حينما ذهب الفضل من أرواحهم، ويتزين الشاعر بالفضل لأنه زينة يتزين بها المرء وتغنيه عن وسائل التزيين.
في هذه الأبيات صور الشاعر الطغرائي الرأي السديد كأنه درع يحتمي به الشخص من الوقوع في الخطأ، وصور صفة الفضيلة على أمها الزينة والحلي الذي يتزين به الإنسان.
شرح القصيدة من البيت الخامس إلى العاشر
يصف الشاعر في هذه الأبيات حاله الذي يمر به بصياغة رائعة ويعرض صفاته، ويوضح أهمية الاتصاف بخلق الفضيلة، وسنعرضها لكم فيما يلي من ضمن موضوع شرح قصيدة لامية العجم.
مجدي أخيرًا ومجدِي أوّلاً شَرَعٌ
والشمسُ رأْدَ الضُحَى كالشمسِ في الطَفَلِ
فيمَ الإقامُة بالزوراءِ لا سَكَني
بها ولا ناقتي فيها ولا جَملي
نَاءٍ عن الأهلِ صِفْرُ الكفِّ منفردٌ
كالسيفِ عُرِّيَ متناهُ من الخَللِ
يوضح الشاعر الطغرائي حرصه على التزين بمكارم الأخلاق لأن مجده وسمعته أهم شيء لديه، ويصور الشاعر مجده وخلقه بالشمس التي تطلع في النهار ثابتة ولا تتغير مهما تغيرت عوامل المناخ والوقت وترددت بين الشروق والغروب.
يبين الشاعر في أسلوب فني رائع وحدته في هذه الأرض حيث إنه مقيم بالزوراء وهي مدينة ببغداد، وليس لديه منزل أو ناقة أو أصدقاء فقد قطع علاقته بين الأشخاص من حوله وعاش مع وحدته.
يشكو الشاعر في آخر بيتين بعده عن أهله ووطنه وعيشه منفردًا بالزوراء ولا يملك شيئًا سوى الحنين لذكرياته، ويقوم بوصف غربته على أنها كالسيف الذي خرج من غمده بعيدًا، أو كالسيف الذي ليس به نقوش محفورة وكلمة صفر الكف تدل على أنه وحيد ليس معه أحد.
في آخر بيت تصوير جميل من الشاعر الطغرائي لغربته وعدم رفقة أحد معه بالسيف الذي يخرج من غمده، أو السيف الذي لم ينقش عليه ليصير جذابًا في نظر الناس.
اقرأ أيضًا: شرح قصيدة إمام العلم والرأي المجلي
شرح البيت الحادي عشر إلى السادس عشر
يكمل الشاعر الطغرائي شكواه في الأبيات التالية وحال غربته ورفقته ويعطي بعض الصفات الإنسانية للجمادات، وسنتعرف على ذلك فيما يلي في إطار موضوع شرح قصيدة لامية العجم.
فلا صديقَ إليه مشتكَى حزَنِي
ولا أنيسَ إليه منتَهى جذلي
طالَ اغترابيَ حتى حنَّ راحلتي
ورحُلها وقرَى العَسَّالةِ الذُّبلِ
وضَجَّ من لَغَبٍ نضوي وعجَّ لما
يلقَى رِكابي ولجَّ الركبُ في عَذَلي
يكمل الشاعر شكواه ويعبر عن مدى ألمه وحزنه وأن الدنيا ضاقت به لأنه لا يملك صديقًا يشكوا له أمره ولا أنيسًا يفرح قلبه ويسعد معه.
أضفى الشاعر الطغرائي بعض الصفات الإنسانية في الجمادات والحيوانات مثل رمحه وناقته، ويبين أنه ليس فقط من يشعر بالحنين إلى وطنه وأهله، ولكن كل شيء يحمله كان يشعر بنفس الشيء فهم يشتاقون لوطنهم وأهلهم، وأصدقائهم مثل الناقة التي تحمل المتاع والرماح التي تهتز فوقها.
يستكمل الشاعر تصويره لكل ما حوله، فيرى أن ناقته التي تحمل المتاع أعلت صوتها وشكواها من تعبها والإبل أصبحت تشتكي بسبب ترحاله المستمر بين البلاد، وأصبح صوت الشكوى يزعج الشاعر لأنه عال.
شرح البيت السابع عشر إلى الثاني والعشرون
يحكي الشاعر في هذه الأبيات الحوار الذي دار بينه وبين الدهر وصوره بشخص حكيم يقدم له بعض النصائح، ويقبل بها الشاعر، سنعرض لكم تفصيلًا للأبيات فيما يلي من ضمن موضوع شرح قصيدة لامية العجم.
أُريدُ بسطةَ كَفٍ أستعينُ بها
على قضاءِ حُقوقٍ للعلا قِبَلي
والدهرُ يعكِسُ آمالِي ويُقْنعُني
من الغنيمةِ بعد الكَدِّ بالنّفَلِ
وذِي شِطاطٍ كصدرِ الرُّمْحِ معتقلٍ
لمثلهِ غيرَ هيَّابٍ ولا وَكِلِ
يوضح الشاعر أنه لم يسلم من ضيق العيش لأنه يريد أن يحافظ على مكارم أخلاقه التي عرف بها مثل إكرام الضيف، وإطعام الفقير ومساعدة المحتاجين وكل هذا يسعى إليه ولكن ضيق حاله وقلة ماله تمنعه من ذلك.
يصف الشاعر أن الزمان يقف ضده فيما يريد ويسعى ويلوي ذراعه فلا يستطيع أن يحقق ما يريد وكلما سعى وبذل الجهد يجد أن الدهر قد قلبه عليه فيلق منه الانغلاق، والإعراض عنه، ويظن الشاعر أن الدهر يقنعه بالرجوع إلى بلدته والتوقف عن السفر.
صور الطغرائي في الأبيات الدهر كأنه إنسان حكيم يقدم النصيحة وله رأيه ووجهة نظره في الحياة، ويقنع الأشخاص بالرضى بالقليل في الدنيا واقتنع الشاعر بهذا.
يتحدث الشاعر في الأبيات الأخيرة عن صديقه أنه شجاع لا يوجد مثله في الشجاعة ويشبه نفسه برأس الرمح الحاد، ويجعل رمحه على أهبة الاستعداد للهجوم في كل الأوقات.
في آخر الأبيات قدم الشاعر الطغرائي تشبيهًا يمدح به صاحبه في السفر فيشبهه بالرمح الطويلة الممشوقة، التي ما إن يحملها أحد حتى تساعده على التقدم للأمام بسبب خفتها وقوتها.
اقرأ أيضًا: شرح قصيدة كعب بن زهير بانت سعاد (البُردة)
شرح البيت الثالث والعشرون إلى الثامن والعشرون
يتابع الشاعر في الأبيات التالية وصفه لصاحبه في السفر ويظهر لنا بعض من صفاته، سنوضحها لكم من خلال شرح الأبيات في إطار موضوع شرح قصيدة لامية العجم.
حلوُ الفُكاهِةِ مُرُّ الجِدِّ قد مُزِجتْ
بقسوةِ البأسِ فيه رِقَّةُ الغَزَلِ
طردتُ سرحَ الكرى عن وِرْدِ مُقْلتِه
والليلُ أغرَى سوامَ النومِ بالمُقَلِ
والركبُ مِيلٌ على الأكوارِ من طَرِبٍ
صاحٍ وآخرَ من خمر الهوى ثَمِلِ
يكمل الشاعر الطغرائي فخره بصديقه، ويوضح أن لديه روح الفكاهة وذلك بجانب قوته وبسالته، وقد مزج الشاعر بين صفات الحدة والجد واللين والعطف ففي جده تجد القوة والشدة وفي لينه تجد الفكاهة والمرح.
صور الشاعر في الأبيات صورة جميلة لصاحبه حيث مزج في وصفه له حس الفكاهة والمرح، والعطف مع القسوة والشدة في الأوقات الصعبة.
لا ينتهي الشاعر من وصف صديقه فهو يوضح أنه دائمًا يكون منتبهًا ولا تغفل عيناه أبدًا لأي شيء، وإن غلبه النعاس في مرة يستطيع أن يقضي عليه، ولا يقدر أن يأتيه النعاس مرة أخرى، ومهما كان في الليل من مغريات مثل السكون، والهدوء الذي يساعد على النوم فالشاعر قادر على التغلب على نومه.
صور الشاعر الطغرائي النوم كأنه قطيع من الذئاب يحاول السيطرة على وعيه، ويصور مقل عين صاحبه على أنهما منبع الماء الذي يريد الذئاب الوصول إليه.
بعد ذلك ينتقل الشاعر لوصف الأشخاص الذين يشاركونه في السفر فيقسمهم إلى نوعين أحدهما نائم على ناقته مثل الذي سكر أو ثمل، والآخر مثل الأشخاص الذين في بداية إفاقتهم من الثمالة والسكر فهم يتمايلون يمينًا على نوقهم.
شرح البيت التاسع والعشرون إلى الرابع والثلاثون
يعاتب الشاعر صديقه في رحلته بحسن صياغة للكلمات، سنعرض لكم الأبيات من ضمن موضوع شرح قصيدة لامية العجم.
فقلتُ أدعوكَ للجُلَّى لتنصُرَنِي
وأنت تخذِلُني في الحادثِ الجَلَلِ
تنام عيني وعينُ النجمِ ساهرةٌ
وتستحيلُ وصِبغُ الليلِ لم يَحُلِ
فهل تُعِيُن على غَيٍّ هممتُ بهِ
والغيُّ يزجُرُ أحيانًا عن الفَشَلِ
يقول الشاعر الطغرائي أنا أدعوك أيها الصديق لتساعدني وتمد لي يد العون ولكنك تخذلني، وتتخلى عني في أقل المواقف، وهذا أعظم الخزي ترى الشاعر يمزج بين العتاب والمدح لصديقه في هذا البيت.
يكمل الشاعر عتابه حيث يقول لصديقه أنه ينام ويتخلى عنه في وقت حاجته إليه فيطلب منه المعونة على في رحلته وسفره، حتى إن كانت هذه الرحلة سوف تجلب له المتاعب والأهوال، ويخبره أن إعانة المحتاج على غيه تحول دون الفشل.
شرح البيت الخامس والثلاثون إلى الأربعون
يحكي الشاعر الطغرائي قصته مع قوم بني ثعل بن عمرو يؤخذ من هذه القصة الأحداث التاريخية التي وقعت قديمًا، وفيما يلي سنقدم لكم الأبيات في إطار موضوع شرح قصيدة لامية العجم.
إني أُريدُ طروقَ الحَيِّ من إضَمٍ
وقد رَماهُ رُماةٌ من بني ثُعَلِ
يحمونَ بالبِيض والسُّمْرِ اللدانِ بهمْ
سودَ الغدائرِ حُمْرَ الحَلْي والحُلَلِ
فسِرْ بنا في ذِمامِ الليلِ مُهتديًا
بنفحةِ الطِيب تَهدِينَا إِلى الحِلَلِ
يقص الشعار الطغرائي في الأبيات الأولى حكايته مع قوم بني ثعل بن عمرو، واستخدم أسلوب السرد في هذه الأبيات ليسرد قصة قوم بني ثعل معه، كان قوم بني ثعل يقيمون بواد قرب جبل وقام رماتهم بحمايته من البلاء حينما جاءهم ليلًا وهذه الأبيات تعبر عن أحداث تاريخية واقعية.
يكمل الشاعر مدحه في هؤلاء القوم، حيث وصفهم بالكرم والأخلاق الكريمة، ويبين أن هؤلاء القوم مسلحون برماحهم وسيوفهم، وهذه الأسلحة يحمون بها من في القرية من نساء وشيوخ، وأطفال، واللاجئين المستضعفين.
يقول الشاعر الطغرائي لصديقه في السفر أن يسير معه إلى مكان هؤلاء القوم الطيبون في هذا الليل المظلم لأن هؤلاء القوم تفوح منهم رائحة الطيب والكرم، ومن يتبع رائحة الطيب الرائحة لا يضل طريقه أبدًا ويهدى إلى الطريق القويم.
اقرأ أيضًا: شرح قصيدة ابن زيدون الى ولادة بنت المستكفي
شرح البيت 40 إلى البيت 50
ينتقل الشاعر في هذه الأبيات إلى غرض الغزل، ويتغزل في محبوبته ويصور لنا عشقه بصورة بلاغية جذابة، وفيما يلي سنعرض لكم الأبيات في إطار موضوع شرح قصيدة لامية العجم.
فالحبُّ حيثُ العِدَى والأُسدُ رابضَةٌ
نِصالُها بمياه الغَنْجِ والكَحَلِ
قد زادَ طيبَ أحاديثِ الكرامِ بها
ما بالكرائمِ من جُبنٍ ومن بُخُلِ
تبيتُ نارُ الهَوى منهنَّ في كَبِدٍ
حرَّى ونار القِرى منهم على القُلَلِ
يقتُلنَ أنضاءَ حبٍّ لا حَراكَ بها
وينحرونَ كرامَ الخيلِ والإِبِلِ
يُشفَى لديغُ العوالي في بُيوتهِمُ
بنهلةٍ من لذيذِ الخَمْرِ والعَسَلِ
بعد أن انتهى الشاعر الطغرائي من غرض المدح، والفخر انتقل إلى غرض الغزل وخلق الشاعر صورة فنية رائعة بصياغة جذابة، حيث يتغزل في محبوبته وجمالها، فيقول إنها جالسة في مكان حصين بعيدًا عن أعين الناس رغم أنها تملك أخطر الأسلحة في نظر الطغرائي وهو الجمال والدلال.
يوضح الشاعر حبه للنساء اللواتي يتصفن بالبخل والجبن وهذه من الصفات الحميدة التي كانت عند نساء العرب قديمًا حيث يكونون جبناء فيبقون في حمى أزواجهم، ولا يمكنهم التمرد عليهم ويكونون بخلاء فيحرصون على أموال الزوج ولا ينفقونها، ويقول إن أحاديث القوم الذين معه تزداد حلاوة كلما ذكرت النساء فيها.
في الأبيات الأخيرة قام الشاعر الطغرائي بالمقارنة بين نارين بين نار قلوبهم التي تمزج بالحب داخل أجسادهم، والنار التي تستخدم لطهي الطعام لإكرام الضيوف من القرية.
يكمل الشاعر في البيت الأخير تغزله في النساء، فيقول إنهم يشفون المصابين حينما يأتون لبيوتهم ويشربون من أيديهم الخمر والعسل، فجمع الشاعر الطغرائي، وصفين للنساء أنهم يقتلن الرجال ويشفينهم.
شرح من البيت 51 إلى58
يصور الشاعر الطغرائي النساء الحسناوات، أنهم يقتلونه عشقًا وحبًا بصياغة بلاغية جميلة، سنعرضها لكم من ضمن فقرات موضوع شرح قصيدة لامية العجم.
لعلَّ إِلمامةً بالجِزعِ ثانيةً
يدِبُّ فيها نسيمُ البُرْءِ في عللِ
لا أكرهُ الطعنةَ النجلاءَ قد شُفِعَتْ
برشقةٍ من نِبالِ الأعيُنِ النُّجُلِ
ولا أهابُ صِفاح البِيض تُسعِدُني
باللمحِ من صفحاتِ البِيضِ في الكِلَلِ
ولا أخِلُّ بغِزلان أغازِلُها
ولو دهتني أسودُ الغِيل بالغيَلِ
يخبر الشاعر صديقه بالذهاب إلى هذه القرية الطيبة لعلهم يعالجون جروح قلبي الذي جمعت فيه كل هذه السنوات، ولعل نسيمًا طيبًا يهبو إلى الشاعر فيشفيه من آلامه.
مع كل تلك الجروح المصاب بها الشاعر، فهو لا يبالي إن طعنته واحدة من نساء القرية الجميلات، بعد أن نال الكثير من الطعنات من النساء قبلهن، ولا يخشى الشاعر أن تضربه النساء بالسيف إن كان هذا السيف هو جمالهن أسفل ردائهن.
في الأبيات تصوير جميل من الشاعر الطغرائي لأعين النساء الحسناوات، حيث شبهها بالنبال التي تصيب العدو فيموت منها فالشاعر الطغرائي كذلك يموت عشقًا من نظرات الحسناوات.
يبالغ الشاعر بشكل كبير في البيتين الأخيرين حيث يقول إنه يحب التغزل في نساء القرية، ولا يهمه إن اجتمعت القرية بأكملها لضربه وقتله فكل هذا لن يبعده عن النظر إلى جمالها.
اقرأ أيضًا: شرح قصيدة واحر قلباه للمتنبي
شرح من البيت 59 إلى 64
يسخر الشاعر في الأبيات التالية من الأشخاص التي تحب السلام وتخاف المخاطرة ويرى أنهم ليس لهم الحق بالعيش في هذه الحياة، وفيما يلي سنعرض لكم شرحًا للأبيات بالتفصيل في إطار موضوع شرح قصيدة لامية العجم.
حبُّ السلامةِ يُثْني همَّ صاحِبه
عن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَسلِ
فإن جنحتَ إليه فاتَّخِذْ نَفَقاً
في الأرضِ أو سلَّماً في الجوِّ فاعتزلِ
ودَعْ غمارَ العُلا للمقديمن على
ركوبِها واقتنِعْ منهن بالبَلَلِ
بعد أن انتهى الشاعر من غرض الغزل اتجه إلى غرض الحكمة من خلال تجاربه وخبراته في الحياة حيث يقول إن المحب للسلامة والحريص على الابتعاد عن المخاطر، تجعله ضعيف الهمة ويصبح كسولًا ولا يستطيع أن يتولى المهام الصعبة وهذا خزي كبير له.
يسخر الشاعر الطغرائي في الأبيات من الأشخاص المحبة للسلامة والتي تخشى المخاطر، فيقول لهم إن أردتم أن تكونوا محبين للسلامة فاحفروا نفقًا في الأرض واهربوا به بعيدًا عن أعين الناس، أو قوموا بصناعة سلم لتصلوا به إلى أعالي السماء، فتبتعدوا عن جميع الأشخاص وتصيروا وحدكم وتحققوا السلام.
يلجأ الشاعر في الأبيات الأخيرة للأسلوب الإنشائي المتمثل بأفعال الأمر وينصح بشكل ساخر الأشخاص الذين يريدون السلام، ويبحثون عنه أن يتركوا طريق العلا والتقدم لمن هو أهل له لأن طريق العلا مليء بالمخاطر والصعوبات والشدائد، وعيشوا أنتم حياة البسطاء التي تبحثون عنها.
شرح من البيت 65 إلى 72
يكمل الشاعر في الأبيات سخريته وتوبيخه للأشخاص المحبة للسلام التي تبتعد عن المخاطر، ويصور الشاعر في هذه الأبيات العلا بأنه فتاة تخاطبه وتنصحه، وسنعرض لكم الأبيات فيما يلي استكمالًا لموضوع شرح قصيدة لامية العجم.
رضَى الذليلِ بخفضِ العيشِ يخفضُه
والعِزُّ عندَ رسيمِ الأينُقِ الذُلُلِ
فادرأْ بها في نحورِ البِيد جافلةً
معارضاتٍ مثاني اللُّجمِ بالجُدَلِ
إن العُلَا حدَّثتِني وهي صادقةٌ
في ما تُحدِّثُ أنَّ العزَّ في النُقَلِ
لو أنَّ في شرفِ المأوى بلوغَ مُنَىً
لم تبرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الحَمَلِ
لا يزال الشاعر الطغرائي يكمل حكمته، فيقول إن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتهم ويرضون بالهوان ويريدون السلام هؤلاء الأشخاص هم أذلاء لأنفسهم، أما الأشخاص الذين يسيرون رافعين رأسهم بشموخ وقوة ويسعون إلى أهدافهم هؤلاء الأشخاص يتذلل لهم العز وليس هم من يذلون إليه.
يقول الطغرائي لصاحبه في السفر أن يأخذ الإبل ويتحكم باللجام الذي يربطها كما يريدون، ويسير بها ليصلوا إلى هدفهم وإلى الخير الذي ينتظرهم.
صور الشاعر الطغرائي العلا بالفتاة الصادقة التي لا تكذب ابدًا، صورها وهي تخاطبه لتقنعه بأهمية السفر لتحقيق غاياته.
يلجأ الطغرائي لأسلوب التجسيد حيث قام بجعل العلا شخصًا يحدثه وينصحه وهي براعة من الشاعر، وجعل العلا تحثه على السفر، والترحال والانتقال من مكان إلى مكان آخر، وأن يترك وطنه واستجاب الشاعر الطغرائي لما قالته له العلا لأن العلا صادقة بلا شك في نصحها.
يلجأ الشاعر الطغرائي في آخر بيتين إلى استخدام أسلوب الأمثلة في شعره ليدعم ما يقول، ينصح فيهما الشاعر الطغرائي الأشخاص بقوله الذين يريدون الوصول إلى ذروة المجد وتحقيق أهدافهم لا يمكنهم ذلك وهم واقفون مكانهم لا يتحركون فعليهم أن يبذلوا جهدهم لأجل ذلك.
يضرب الطغرائي مثالًا لهؤلاء الأشخاص بقوله إذا كان الشخص يستطيع أن يحقق أهدافه دون أن يترك مكانه لما كانت الشمس تبرح مكانها كل يوم.
اقرأ أيضًا: قصيدة إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه كاملة
شرح القصيدة من البيت 73 إلى 79
يشكو الطغرائي في الأبيات التالية من سوء حظه الذي لا يساعده في مشاق الحياة، وأن الحظ يساعد فقط الجاهلين والمغفلين، وفي الأبيات التالية سنتعرف بشكل أوضح عن الألم الذي يشعر به الشاعر.
أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمِعاً
والحظُّ عنِّيَ بالجُهَّالِ في شُغُلِ
لعلَّهُ إنْ بَدا فضلي ونقصُهُمُ
لعينهِ نامَ عنهمْ أو تنبَّهَ لي
أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها
ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ
في أول هذه الأبيات يشكو الطغرائي من سوء حظه، ويقول إنه ظل يناديه حتى يستجيب له لكنه لم يلتفت إليه واستجاب للأشخاص الجهلة وقليلي الخبرة ويشكو من السفر، والغربة أنهما يعودان على الشخص بالخير الوفير، فهما لم يعودان عليه سوى بالتعب والمشقة.
يواسي الشاعر الطغرائي نفسه، ويظل متعلقًا بحظه وينادي عليه عسى أن يستجيب له، ويترك هؤلاء الجهال الذين لا يملكون ما يؤهلهم للسفر والمخاطر.
مع كل هذه المشقة والتعب التي تواجه الطغرائي، يظل صامدًا ومتعلقًا ببعض الآمال التي تساعده في الصمود مهما كانت هذه الآمال ضعيفة أو مستحيلة، ورغم أنه يعيش المرار والضيق، إلا أن هذه الآمال هي التي تدخل على قلبه الاطمئنان وانتظار المستقبل.
شرح الأبيات من 80 إلى 85
يفخر الشاعر الطغرائي في الأبيات بزهد نفسه في هذه الحياة وأنه سيظل يتصف بالفضيلة ويحفظ نفسه وسيحاول الوصول إلى هدفه، وسنعرض لكم شرح للأبيات بالتفصيل فيما يلي.
لم أرتضِ العيشَ والأيامُ مقبلةٌ
فكيف أرضَى وقد ولَّتْ على عَجَلِ
غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها
فصُنْتُها عن رخيصِ القَدْرِ مبتَذَلِ
وعادةُ النصلِ أن يُزْهَى بجوهرِه
وليس يعملُ إلّا في يدَيْ بَطَلِ
يوضح الشاعر الطغرائي زهده في حياته التي عاشها أيام شبابه وأنه لم يهنأ بها، ولم يقبل على أن يعيش أيام حياته حينما كانت مقبلة عليه وهو الآن وقد وصل إلى شيخوخته فلن يقبل بها أيضًا، وسيظل يجتهد ليصل إلى هدفه.
يفخر الشاعر الطغرائي بنفسه حيث يراها غالية ويعز من قدرها ويعلم أحقيتها ولا يقلل من شأنها، ويعلم الطغرائي أن واجبه عليها أن يصونها ويحفظها من الخذلان، ويبرر الشاعر أن كل ما يواجه من صعوبات في هذه الحياة كان بهدف صون نفسه.
يستمر الشاعر بالفخر بنفسه، ويرى أنه بطل خلقت يداه لحمل النصال والشاعر الطغرائي لديه همة عالية، ومستعد كامل الاستعداد ليصل إلى مرتبة الرفعة والسيادة، ولكنه يحتاج إلى من يعاونه لتحقيق ذلك ويضرب مثلًا بالسيف الذي يحتاج لضاربه.
اقرأ أيضًا: أجمل قصيدة شعر لتميم برغوثي عن فلسطين
شرح القصيدة من البيت 86 إلى 96
يصف الشاعر في هذه الأبيات حسرته على ما وصل إليه الزمان منذ أن كان يحمل أشخاصًا كرماء طيبون أصبح يحمل فاسدين، وسنتعرف على شرح الأبيات فيما يلي.
ما كنتُ أُوثِرُ أن يمتدَّ بي زمني
حتى أرى دولةَ الأوغادِ والسّفَلِ
تقدَّمتني أناسٌ كان شَوطُهُمُ
وراءَ خطويَ إذ أمشي على مَهَلِ
هذا جَزاءُ امرئٍ أقرانُه درَجُوا
من قَبْلهِ فتمنَّى فُسحةَ الأجلِ
وإنْ عَلانِيَ مَنْ دُونِي فلا عَجَبٌ
لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشمس عن زُحَلِ
فاصبرْ لها غيرَ محتالٍ ولا ضَجِرٍ
في حادثِ الدهرِ ما يُغني عن الحِيَلِ
يتحسر الشاعر في الأبيات الأولى على ما وصل إليه الزمان الذي يعيش فيه من انتشار الطغاة والفاسدين والجاهلين والأوغاد، وعلى الرغم من جهلهم وفسادهم، ينالوا من الحظ واعتلاء المناصب ما لم ينله الشاعر الطغرائي ولم يعطوه حقه.
يكمل الشاعر حسرته على هذا الزمن الذي يعيش فيه الذي جعل هؤلاء الجهلة الفاسدين يتقدموا عليه في الحياة، ويتأخر هو عنهم ولكن رغم هذا يظل عظيم أمرهم حقيرًا بالنسبة للشاعر الطغرائي.
يدخل الشاعر في حالة من الندم أنه لم يقدر على اللحاق بأقرانه الذين وافتهم المنية رغم أنه أحبهم، وأحب الحياة معهم بسبب طيب خلقهم إلا أنه قد طمع بالحياة، والعيش أكثر فبسبب ذلك لقي من الحياة أشد المآسي والصعاب.
يأخذ الشاعر لنفسه عبرة من الحياة ويعلم أن هذه هي طبيعة الحياة التي يتقدم فيها الأوغاد، ويرجع فيها الشجعان ويواسي الشاعر الطغرائي نفسه، بقوله إن الشمس قد تأخرت عن كوكب زحل رغم أن الشمس لها فضل عظيم على سائر الكواكب.
في آخر الأبيات يصف الشاعر الطغرائي ردة فعل الناس له بعد أن قال شكواه أنهم نصحوه وأخبروه أن يعيش الحياة كما هي، ويصبر فيها وأن يشغل نفسه عن المتاعب والمشاق في الحياة بما يملكه بين يديه وأن يحتال على مصاعبهم.
شرح القصيدة من البيت 97 إلى البيت 103
يقدم الشاعر في الأبيات القادمة نصيحة مهمة لكل إنسان، سنتعرف عليها فيما يلي في إطار موضوع شرح قصيدة لامية العجم.
أعدى عدوِّكَ أدنى من وَثِقْتَ به
فحاذرِ الناسَ واصحبهمْ على دَخَلِ
وإنّما رجلُ الدُّنيا وواحِدُها
من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على رَجُلِ
وحسنُ ظَنِّكَ بالأيام مَعْجَزَةٌ
فظُنَّ شَرّاً وكنْ منها على وَجَلِ
يقدم الشاعر الطغرائي نصيحة في الصداقة بسبب خبرته ومعاناته في الحياة، وينصحنا أن نحذر من الأصدقاء، ومن الناس مهما رافقناهم وعاشرناهم فهذا أقل شرًا من عدم الحذر.
يذم الشاعر الطغرائي في الأبيات الرجال الذين يتعمدون على الآخرين لقضاء حوائجهم، وتعد هذه الخصلة من الخصال الذميمة التي يعار بها الرجال في القبائل، ويرى الطغرائي أن الرجل هو الذي لا يتكل على الآخرين في أموره، ويلزم الحذر في التعامل مع الناس، حتى لا يلقى غدرًا من أحد.
يستكمل الشاعر نصحه بعدم الوثوق بالأيام، لأنها دائمة الغدر ومتقلبة وإذا راضتك يومًا غدرت بك في اليوم التالي، فعلى الإنسان أن يظل حذرًا من الدنيا ومن أيامها.
اقرأ أيضًا: شرح قصيدة عن التنمر للشاعر هريدي أبو عطية
شرح القصيدة من البيت 104 إلى البيت 110
يعود الشاعر الطغرائي للشكوى من حال الناس في هذا الزمن، وما أصبحوا عليه من صفات الغدر، والخيانة، وأصبحوا يقولون ولا يفعلوا بقولهم، وسنعرض لكم شرح الأبيات بالتفصيل استكمالًا لموضوع شرح قصيدة لامية العجم.
غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ وانفرجتْ
مسافةُ الخُلْفِ بين القولِ والعَمَلِ
وشانَ صدقَك عند الناس كِذبُهمُ
وهل يُطابَقُ معوَجٌّ بمعتَدِلِ
إن كان ينجعُ شيءٌ في ثباتِهم
على العُهودِ فسبَقُ السيفِ للعَذَلِ
الشاعر الطغرائي يشكو من حال هذا الزمان عما كان عليه، فيقول إن الوفاء والأمانة بين الرجال قد اندثرت في هذا الزمان وأصبح الناس يعتادون إخلاف الوعود، ولا يراعون حقوق غيرهم وانتشرت أقوال الناس وقل عملهم فلم يعودوا يفعلوا بما يقولوا.
في الأبيات الأولى تصوير من الشاعر الطغرائي للغدر، والوفاء حيث صور الوفاء بالماء الذي جف من الأرض، فلم يبق له أثر وصور الغدر بالنهر الذي فاض فأغرق الأرض كاملة.
يوضح الطغرائي أن الناس هم من اعتزلوه، وليس هو من اعتزلهم وذلك بسبب صدقه وأمانته التي لم تعد توجد بين البشر، وضرب مثالًا في البيت ليمثل حاله، وحال البشر أن الأشياء المعوجة مثل العود المعوج لا يشبه العود المستقيم.
يهجو الشاعر الطغرائي في الأبيات الأخيرة الرجال الظالمين الفاسدين، ويقول إنه لا يمكن أن يعالجوا من فسادهم إلا باستخدام السيف أي بقتل هؤلاء الرجال، فهذا هو الحل الوحيد لإصلاح المجتمع.
شرح القصيدة من البيت 111 إلى البيت 117
يعود الشاعر الطغرائي لعتاب نفسه، لأنه أضاع شبابه في الدنيا وبذل فيه الجهد، وأنفق ما عنده إلى أن أصبح كبيرًا يعاني من مشاق الحياة، وغدرها ويصور لنا حاله بصياغة جذابة، سنعرضها لكم فيما يلي في إطار موضوع شرح قصيدة لامية العجم.
يا وارداً سؤْرَ عيشٍ كلُّه كَدَرٌ
أنفقتَ عُمرَكَ في أيامِكَ الأُوَلِ
فيمَ اعتراضُكَ لُجَّ البحرِ تركَبُهُ
وأنتَ تكفيك منه مصّةُ الوَشَلِ
مُلْكُ القناعةِ لا يُخْشَى عليه ولا
يُحتاجُ فيه إِلى الأنصار والخَوَلِ
يعاتب الطغرائي نفسه في الأبيات الأولى، أنه قد أضاع شبابه، وأنفق كل ما لديه، وأعطى كل ما عنده في هذا الشباب، إلى أن وصل لأيام كبره وشبهها بأنها أيام كدر وهم وأصبح لا يملك شيئًا وكثير الشكوى.
يستكمل الشاعر الطغرائي شكواه، وكيف أنه أصبح غير قادر على مواجهة الحياة كما كان في أيام قوته وشبابه، وشبه الشاعر ضغوطات ومتاعب الحياة بلج البحر وهذا يدل على تعبه الكبير فيها.
دل الشاعر على اضطراب الأيام فهي لا تأتي كما نشاء، ولكنها تتقلب وشبهها بالموج الذي يضرب البحر والصخور، وشبه نفسه براكب الأمواج الذي لا يوقفه شيء.
يمدح الشاعر نفسه لاتصافه بصفتي القناعة، والرضا، فهم كنز هذه الدنيا، وأن من يتحلى بالقناعة يكون مثل الملك الذي لا يحتاج لأشخاص يساندوه، ولكنه يعتمد على ذاته ويستطيع القيام بما يريد وحده.
اقرأ أيضًا: اجمل قصيدة غزل من العصر الجاهلي
شرح القصيدة من البيت 118 إلى آخرها
يختم الشاعر قصيدته الرائعة بحكمة للأشخاص الذين يريدون رغد الدنيا ويطمعون في امتلاك كل شيء، ويوضح لهم أن الدنيا زائلة وكل ما فيها زائل، ويكمل الأبيات بنصيحه للأشخاص الذين يشبهونه في حكمته، وخبرته أن يبتعدوا عن الأشخاص الفاسدين الذين يتصفون بالغدر، والخيانة، ويكملوا في طريقهم ليصلوا إلى أهدافهم.
سنتعرف فيما يلي في إطار موضوع شرح قصيدة لامية العجم شرحًا مفصلًا للأبيات الأخيرة من القصيدة.
ترجو البَقاءَ بدارِ لا ثَباتَ لها
فهل سَمِعْتَ بظلٍّ غيرِ منتقلِ
ويا خبيراً على الأسرار مُطّلِعاً
اصْمُتْ ففي الصَّمْتِ مَنْجاةٌ من الزَّلَلِ
قد رشَّحوك لأمرٍ إنْ فطِنتَ لهُ
فاربأْ بنفسكَ أن ترعى مع الهَمَلِ
يعطي الشاعر الطغرائي في أول الأبيات حكمة مهمة لكل الذين يطمعون في العيش والذين يتمتعون برغد الحياة ويبحثون عن الغنى والثراء فكل هذا فان والدنيا زائلة لا محالة وكلما تبحث عنه سينتهي.
يكمل الشاعر حكمه بنصحه للناس ذوي الخبرة والحكمة في هذه الحياة أن يلزموا الصمت لأنه آمن من الوقوع في الخطأ، فما أخطأ الناس إلا بكثرة كلامهم، أما الصامت فيكون في مأمن من ذلك.
يختتم الشاعر الطغرائي قصيدته بنصيحة للإنسان صاحب الخبرة، والحكمة، والعقل الراجح، يخبره أنه يحمل مهمة في هذه الدنيا عليه بتنفيذها، وحتى يتمكن من تنفيذها عليه أن يبتعد عن السير في الطريق الخاطئ والأشياء المهملة.
معاني المفردات في قصيدة لامية العجم
تتمتع القصيدة بالعديد من الكلمات ذات المعنى العميق والقوي التي أثرت في بناءها وجعلتها تحمل عِبرًا، وفي إطار موضوع شرح قصيدة لامية العجم سنعرض لكم بعض معاني المفردات من القصيدة.
- الخطل: الاعوجاج والخطأ.
- العطل: العري.
- شرع: على السواء.
- رأد الضحى: أول النهار.
- ناء: بعيد.
- الخلل: نقوش السيف.
- جذلي: فرحي.
- قرى: ظهر.
- ضج: رفع صوته.
- لغب: تعب.
- النضو: المهزول.
- بسطة: سعة.
- النفل: الهبة والعطية.
- الشطاط: البعد.
- الوكل: العاجز الكسول.
- البأس: العذاب.
- الكرى: النعاس.
- الكور: الرحل.
- الجلي أو الجلل: الأمر العظيم.
- غي: ضلال.
- الزجر: المنع.
- الحلل: رداء أو إزار.
- رابضة: طاوية قوائمها.
- الكلل: الستر الرقيق.
- جنحت: ملت.
- غمار: شدائد.
- القدر: قيمة الشيء ومبلغه.
- غاض: نقص.
اقرأ أيضًا: شرح قصيدة وصف الطبيعة للشاعر احمد شوقي
الفكر الرئيسة في قصيدة لامية العجم
تحتوي القصيدة على العديد من الفكر والأغراض التي نظم بها الشاعر كلامه، وفي إطار موضوع شرح قصيدة لامية العجم، سنقدم لكم بعض الفكر التي تكلم عنها الطغرائي في قصيدته.
- يفخر الشاعر الطغرائي بحكمته وخبرته في أمور الحياة.
- الميل إلى السلام والبعد عن المخاطر يجعل صاحبه كسولًا لا يقدر على عيش الحياة.
- الدنيا فانية والإنسان لا يمكن أن يملك فيها شيئًا فلا يطمع في خيراتها.
- حزن الطغرائي بسبب فراقه لوطنه وشكواه بسبب قسوة الحياة والصعاب التي يعيشها.
- تقدير مكانة النفس والحفاظ عليها من كل شيء رخيص يقلل من قيمتها.
- تكلمه مع صديقه والاشتكاء له من متاعب الحياة.
- يتذكر الشاعر ما يملكه من خبرة في الحياة ومن أخلاق كريمة باتت معدومة في هذا الزمن الذي يعيش فيه.
- صبر الشاعر على جور الظالمين والفاسدين الجهال الذين يحظون بالحظوظ التي لا يستحقونها.
- الرجل الأصيل والخبير في هذه الحياة هو الرجل الذي يعتمد على نفسه ولا يتكل على الآخرين في مهامه.
- يعطي الشاعر الطغرائي في الأبيات حكمة للأشخاص ألا يرضوا بالذل والهوان وأن يعزوا من قدر أنفسهم وأن يغادروا الأماكن التي لا يوجد بها تقدير لهم.
الشعر هو من أعظم فنون الأدب وكان قديمًا كالسيف في الحروب، وبعض الأشعار والقصائد تحكي عن أحداث واقعية وتاريخية، لذلك فإن الاطلاع على الشعر يزيد من الثقافة.