من هو الشخص الذي يمكن أن يكون قدوةً لي
من هو الشخص الذي يمكن أن يكون قدوةً لي؟ وما هي أهم صفاته؟ عندما يحتاج الشخص أن يتخذ شخص ما كقدوة له، فلا بد أن يكون على علم تام بكل صفاته وكل ما يخص هذا الشخص، وذلك لأنه سوف يتبع نهجه في حياته ويسير مثلما هو يسير، لذلك سنعرض لكم إجابة سؤال من هو الشخص الذي يمكن أن يكون قدوةً لي من خلال موقع زيادة.
من هو الشخص الذي يمكن أن يكون قدوةً لي
عند الإجابة عن هذا السؤال فلا بد من ذكر شخص لا يوجد مثله، ولا ينقصه شيء، فبالتالي لا يوجد أمامنا سوى أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- ليكن خير إجابة عن سؤال من هو الشخص الذي يمكن أن يكون قدوةً لي.
فهو الذي يمكن أن يتخذه أي شخص كقدوة له، وذلك لأن رسول الله كان من أفضل خلق الله على الأرض لما يتمتع به من صفات وعادات جميلة.
ففي إطار حديثنا عن إجابة سؤال من هو الشخص الذي يمكن أن يكون قدوةً لي، سنعرض لكم بعض من صفات الرسول- صلى الله عليه وسلم- في الفقرات التالية:
1- الصدق والأمانة
من الجدير بالذكر أنه من ضمن ألقاب الرسول الكريم، هي الصادق الأمين، فهما من أهم وأوضح الصفات التي كان يتمتع بها الرسول، حيث عُرف بين الناس بصدقه وأمانته حتى قبل أن يُصبح نبي من أنبياء الله، يجدر بنا الإشارة أن ملك الروم هرقل قال عن الرسول إنه لا يمكن أن يكذب على الله لأنه لم يكذب على الناس قط.
كما قال عنه علي بن أبي طالب- رضي الله عنه وأرضاه- أنه كان أصدق الناس في كلامه وفعله، أما عن أمانته فكان يشهد بها جميع من حوله ومن عاصروا حياته، ولذلك وضعوه الناس موضع الحكم بين قبائل قريش عندما اختصموا في وضع الحجر الأسود.
من المواقف التي تثبت أمانته، هي موقف حديث بعد البعثة حيث استكمل تبليغ رسالة الله للناس، وتحمل التعب والمشقة الذي شاهده أثناء قيامه بذلك، وكان حريص كل الحرص على توصيل رسائل الله إلى الناس كما هي، وذلك لأمانته، فهل يا ترا من هو الشخص الذي يمكن أن يكون قدوةً لي أجدر منه.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الأم
2- الرحمة
على الرغم من الأفعال المشينة التي كان يقوم بها الناس ضد الرسول، إلا أنه كان رحيم معهم، وذلك يتضح من خلال أنه كان يقوم بدعاء الناس للدخول في الإسلام باكيًا، كما نهى السؤال عن الأمور المسكوت عنها.
ذلك حتى لا ينتشر هذا الأمر ويُعد هو محض اهتمام جميع الناس، لذلك قام النبي الرحيم بنهي هذا الأمر، يُعد الأطفال هم أكثر فئة كان الرسول رحيم معهم، حيث كان يشفق عليهم، ويقبلهم، ويخالطهم، ويتحبب إليهم، وفي بعض الأوقات كان يلعب معهم.
3- تبسم وضحك النبي
كان الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- شديد التبسم وقليل الضحك، فقد كان يستقبل كل من يأتي له بابتسامة جميلة توضح مدى سماحته، ومن الأحاديث التي تُثبت هذا هو حديث صحيح عن الإمام البخاري وهو منقول عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- أنها قالت: “ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُسْتَجْمِعًا قَطُّ ضَاحِكًا، حتَّى أرَى منه لَهَوَاتِهِ، إنَّما كانَ يَتَبَسَّمُ“.
4- الرفق واللين
كان الرسول من أكثر الأشخاص لين وسهولة على الناس، وذلك لأنه كان سهل المعاشرة، لطيف المجالسة، ويتمتع بالرفق واللين، ومن أجمل الأحاديث التي قالها الرسول عن هذا الأمر هو:” إنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ في الأمْرِ كُلِّهِ“.
من الأحاديث الأخرى التي قالها الرسول أيضًا عن هذا الأمر:” إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شانَهُ“، نستنتج من هذه الأحاديث أن الرسول لم يكن فقط يتمتع باللين والرفق، بل كان أيضًا يدعو الناس ليكونوا مثله، فاللين والرفق من خصائص الله عز وجل، فلا بد من أن يحاول الإنسان أن يتخلى بمثل هذه الخصائص الجميلة.
5- الزهد
بطبيعة الحال كان الرسول أكثر الناس زهدًا في الحياة، وذلك لأنه لم يكن يتطلع على الحياة وملذاتها، بل كان يتطرق بالنظر إلى الحياة الأخرى وهي الآخرة، حيث كان يكتفي بتناول التمر والماء في أغلب الأوقات، وفي أوقات أخرى كان يكتفي بتناول الخبز فقط، فكان الرسول الكريم بسيط الملبس، حيث لم يكن يتكلف في ثيابه، بل كان يرتدي ما يتوفر أمامه، ونفس الشيء قياسًا على بقية جوانب حياته.
يمكننا أن نستدل على هذا الأمر من خلال الحديث الصحيح الذي ورد على لسان أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت:” لقَدْ تُوُفِّيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وما في رَفِّي مِن شيءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ في رَفٍّ لِي، فأكَلْتُ منه، حتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ”.
6- الصبر
عند الحديث عن هذه الصفة التي كان يتمتع بها الرسول الكريم، فلا بد من ذكر كل الأفعال المشينة التي كان يقوم بها الناس في طوال نشره لرسائل الله وخاصةً في بداية الدعوى، حيث كان يصل الأمر إلى التعذيب والإهانة، ولكنه لم يكن يصغى إليهم وكان يستمر في نشر رسالته على الأرض إلى النهاية.
كما كان يتهمه المشركين بالكذب والخانة والكثير من الادعاءات الكاذبة التي كانوا يطلقونها عليه، فيمكننا أيضًا أن نستدل على ذلك من خلال الحديث الذي ورد على لسان ابن مسعود -رضي الله عنه وأرضاه -:” بيْنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَاجِدٌ، وحَوْلَهُ نَاسٌ مِن قُرَيْشٍ، جَاءَ عُقْبَةُ بنُ أبِي مُعَيْطٍ بسَلَى جَزُورٍ، فَقَذَفَهُ علَى ظَهْرِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ فأخَذَتْهُ مِن ظَهْرِهِ، ودَعَتْ علَى مَن صَنَعَ”.
من الأشياء الأخرى التي تُعد دلالة على صبر الرسول الكريم، هي صبره على الفراق، حيث مات عمّه أبو طالب، وماتت زوجته خديجة، وقتل عمه حمزة بن عبد المطلب، وماتوا جميع أولاده في حياته إلا ابنته فاطمة هي التي بقيت له، ومع ذلك كان يحمد الله على كل شيء وكان يرضى بما قسمه الله له.
7- الثقة بالله عز وجل
تعرض النبي إلى العديد من المواقف التي كان يُكذب فيها سواء هو ورسالته، أو تكذيب وجود الله عامةً من المشركين، ولكنه كان يقف أمام هذه المواقف ثابتًا لا يهتز ولا يتوارى خلف كل هذه الأكاذيب أو الآراء التي كانت تقال له، وذلك ناجم عن ثقته في الله عز وجل.
فقد كانت ثقته في الله سبحانه وتعالى خير مُعينٍ له في أي من الشدائد والمصاعب التي كان يتعرض لها في حياه وخاصةً أثناء نشرة لرسائل الله، فكان واثقاً بأنّ الله يحميه ويحفظه من كلّ شرٍّ.
حيث يقول أحد المستشرقين عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-:” إنّما بُعث النبي ليتمم مكارم الأخلاق، وكان أحسن الناس أخلاقاً؛ فقد امتاز بالصدق والأمانة والزهد والشجاعة والصبر والرفق واللين”.
اقرأ أيضًا: بحث عن حياة الرسول ونشأته
أسماء الرسول
تتعدد أسماء الرسول- صلى الله عليه وسلم- حيث وُردت هذه الأسماء في العديد من الأحاديث النبوية سواء المنقولة على لسان الرسول أو على لسان أحد الصحابة، حيث يُمكننا تحديد خمسة أسماء للرسول من خلال هذه الأحاديث وهي: مُحمّد، وأحمد، والحاشر، والماحي، والعاقب.
كما يوجد حديث صحيح عن النبي، ويقول فيه:” إنَّ لي أسْماءً، أنا مُحَمَّدٌ، وأنا أحْمَدُ، وأنا الماحِي الذي يَمْحُو اللَّهُ بيَ الكُفْرَ، وأنا الحاشِرُ الذي يُحْشَرُ النَّاسُ علَى قَدَمَيَّ، وأنا العاقِبُ الذي ليسَ بَعْدَهُ أحَدٌ“.
أما عن فضائله فهي تتعدد، وقد وُردت هذه الفضائل في القرآن الكريم، ولذلك سنعرض لكم الآن بعض من هذه الفضائل التي ذُكرت له في القرآن الكريم وفي الأحاديث الشريفة في النقاط التالية:
- قال تعالى في سورة الأحزاب الآية 40: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)، تُدل هذه الآية على أن سيدنا محمد هو آخر الأنبياء والمُرسلين.
- قول الله تعالى في سورة الأنبياء الآية 107: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، تُعد هذه الآية دلالة قوية على تمتع النبي بالرحمة.
- قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “أنا أكْثَرُ الأنْبِياءِ تَبَعًا يَومَ القِيامَةِ، وأنا أوَّلُ مَن يَقْرَعُ بابَ الجَنَّةِ”.
- قال -صلّى الله عليه وسلّم-: “أنا أوَّلُ شَفِيعٍ في الجَنَّةِ، لَمْ يُصَدَّقْ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ ما صُدِّقْتُ، وإنَّ مِنَ الأنْبِياءِ نَبِيًّا ما يُصَدِّقُهُ مِن أُمَّتِهِ إلَّا رَجُلٌ واحِدٌ”.
- قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “بُعِثْتُ مِن خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ، قَرْنًا فَقَرْنًا، حتَّى كُنْتُ مِنَ القَرْنِ الذي كُنْتُ فِيهِ”.
- قال -عليه الصلاة والسلام-: “مَثَلِي ومَثَلُ الأنْبِياءِ مِن قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيانًا فأحْسَنَهُ وأَجْمَلَهُ، إلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِن زاوِيَةٍ مِن زَواياهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ به ويَعْجَبُونَ له ويقولونَ: هَلّا وُضِعَتْ هذِه اللَّبِنَةُ قالَ فأنا اللَّبِنَةُ، وأنا خاتَمُ النبيِّينَ”.
اقرأ أيضًا: قصيدة عن الرسول للإذاعة المدرسية
الاقتداء بالرسول
في إطار حديثنا حول من هو الشخص الذي يمكن أن يكون قدوةً لي، فكما سبق القول إنه عند الإجابة عن هذا السؤال لا بد من أن يكون الشخص الذي سوف نقتدي به، يستحق أو يكون جدير بهذه المكانة، ولن ولم نجد شخص جدير بهذه المكانة سوى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
وذلك لتمتعه بالعديد من الصفات الحميدة التي لم تكفي كلماتنا عن وصفها، حيث يوجد العديد من الصفات الأخرى التي كان يتحلى بها الرسول.
لعل في سؤالك من هو الشخص الذي يمكن أن يكون قدوةً لي إشارة إلى كونك شخص حكيم ترغب في اتباع خطوات َالعظام، ولعل في إجابتنا شفاء لذلك التساؤل، فكن على درب خير الأمم تكن أفضل الناس.