المشتقات في اللغة العربية
المشتقات في اللغة العربية متنوعة ولكل منها استخدام محدد، تتميز اللغة العربية أنها لغة اشتقاقية تختلف عن اللغات الأخرى، الاسم في اللغة العربية ينقسم إلى جامد ومشتق، وتختلف المشتقات في صياغتها وكيفية عملها واستخداماتها في الجملة، هذا ما سنعرفه من خلال موقع زيادة.
المشتقات في اللغة العربية
الاشتقاق في اللغة العربية دليل على مرونة اللغة فالاشتقاق لغة يعني إخراج الشيء من الشيء، أما الاشتقاق اصطلاحًا: فهو أخذ كلمة أو أكثر من كلمة أخرى تشترك معها في الجذر اللغوي، وتنقسم المشتقات في اللغة العربية إلى:
1– اسم الفاعل
هو اسم مشتق للدلالة على من قام بالفعل، وتتم صياغته من الفعل الثلاثي والفعل غير الثلاثي، كما يلي:
- صياغة اسم الفاعل من الفعل الثلاثي (فَعِل)على وزن فاعل مثل: (كتب- كاتب) (فهم- فاهم) (شرب- شارب)، وإذا كانت عين الفعل حرف ألف تُقلب همزة في اسم الفاعل مثل: (قال- قائل) (باع- بائع).
- صياغة اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي على وزن المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميم مضمومة وكسر ما قبل الآخر، مثل (انتصر- ينتصر- مُنتصِر) (استخرج- يستخرج- مُستخرِج).
كما أن إعراب اسم الفاعل: يُعرب حسب موقعه في الجملة سواء مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا مثل:
- الصانع ماهر: يعرب فاعل مرفوع بالضمة.
- أكرمت الفائز: مفعول به منصوب بالفتحة.
شروط عمل اسم الفاعل
يعمل اسم الفاعل عمل الفعل المبني للمعلوم فيرفع فاعل وينصب مفعول به، من شروط عمل اسم الفاعل:
الشرط الأول: إذا كان مُحلى ب (ال) التعريف مثل: الله الغافر الذنوب.
- الله: لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- الغافر: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة، اسم الفاعل يعمل عمل الفعل فرفع فاعل وهو ضمير مستتر تقديره هو.
- الذنوب: مفعول به لاسم الفاعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
الشرط الثاني: أن يكون مجردًا من (ال) التعريف وحينها يعمل اسم الفاعل بشرطين: الأول أن يكون للحال أو الاستقبال مثل: محمد قارئ درسه، فلا يصح إطلاقه على الماضي، أما الثاني أن يعتمد على استفهام أو نفي أو مبتدأ أو موصوف مثل:
- أفاهم أخوك الدرس؟
- ما مُقدِم إلا الشجاع.
- هذا طالب فاهم درسه.
اقرأ أيضًا: أمثلة على اسم الفاعل
2– صيغة المبالغة
من أهم المشتقات في اللغة العربية صيغة المبالغة وهي بنفس معنى اسم الفاعل مع المبالغة في الفعل وتُعرب حسب موقعها في الجملة، ولها أوزان خاصة بها هي:
- فعَّال: مثل جبَّار- بنَّاء- علَّام.
- مِفْعَال: مثل مِقْدام- مِعْطاء- مِفْهام.
- فعول: مثل شكور- صبور- طموح.
- فعيل: مثل عليم- عظيم- سميع.
- فَعِل: مثل حَذِر- مَرِح- فَطِن- يَقِظ.
من شروط عمل صيغة المبالغة:
- أن يكون مُحلى ب (ال)
- أن يكون مجردًا من (ال) ويُشترط حينها أن يدل على الحال والاستقبال أو يعتمد على نفي أو استفهام أو مبتدأ أو موصوف.
3– اسم المفعول
اسم المفعول مُشتق من الفعل المبني للمجهول ويدل على من وقع عليه الفعل، ويُعرب حسب موقعه في الجملة، يُصاغ اسم المفعول كالآتي:
- من الفعل الثلاثي على وزن مفعول مثل (مكتوب- معروف- مسموع- مطلوب).
- إذا كان الفعل معتل الوسط (ألف) نأتي بالمضارع لمعرفة أصل حرف العلة مثل (قال- يقول- مقول) (صام- يصوم- مصوم) (باع- يبيع- مبيع) (عاب- يعيب- معيب).
- إذا كان الفعل معتل الآخر نأتي بالمضارع لمعرفة أصل حرف العلة مثل (دعا- يدعو- مدعو) (رجا- يرجو- مرجو) (قضى- يقضي-مقضي) (رمى- يرمي- مرمى)
- من الفعل غير الثلاثي نأتي بالمضارع ثم نستبدل حرف المضارعة ميم مضمومة وفتح ما قبل الآخر، مثل: (أُرسِل- يرسل- مُرسَل) (انتظر- ينتظر-مُنتظَر).
شروط عمل اسم المفعول
يعمل اسم المفعول عمل الفعل المبني للمجهول فيرفع نائب فاعل في حالة كونه متعدِ لمفعول واحد، وينصب مفعول به إذا كان متعدِ لمفعولين، وإذا كان الفعل لازم كان نائب الفاعل الجار والمجرور أو الظرف المختص أو المصدر المختص مثل: الحق مُعتمَد عليه؛ عليه هنا في محل رفع نائب فاعل لاسم المفعول قبله.
قد يتجرد اسم المفعول من الدلالة على ما وقع عليه الفعل فلا عمل له مثل: ذهبت إلى المؤسسة، ومن شروط عمل اسم المفعول:
- أن يكون مُحلى ب(ال) مثل المُحترَم رأيه زعيم.
- أن يكون مجردًا من (ال) ويُشترط حينها أن يدل على الحال والاستقبال أو يعتمد على نفي أو استفهام أو مبتدأ أو موصوف.
4– الصفة المشبهة
هي اسم مشتق من الفعل الثلاثي اللازم للدلالة على من قام بالفعل على وجه الثبوت مثل: هذه الفتاة كريمة، فصفة كريمة هنا تدل على صفة ثابتة في البنت، وتُسمى بالصفة المشبهة لأنها تشبه اسم الفاعل في دلالتها على ذات قام بها الفعل وتختلف عنه أنها تدل على الثبوت والدوام بينما اسم الفاعل يفيد التجدد والاستمرار.
لا تأتي الصفة المشبهة إلا من الفعل اللازم الثلاثي ولها أوزان مختلفة:
- تُصاغ من الفعل الثلاثي على وزن (فَعِل) على الأوزان التالية:
- وزن فَعِل للمذكر وفَعِلة للمؤنث مثل الأفعال الدالة على فرح أو حزن (فَرِح- فَرِحة) (قَلِق- قَلِقة)
- وزن أَفْعَل للمذكر وفَعْلاء للمؤنث مثل الأفعال الدالة على لون أو عيب أو حلية (أزرق- زرقاء) (أعرج- عرجاء).
- وزن فَعْلان للمذكر وفَعْلَى للمؤنث مثل الأفعال الدالة على خلو أو امتلاء مثل (جوعان- جوعى) (عطشان- عطشى) (ريَّان- رَيَّا).
- لها أوزان عديدة من الفعل الثلاثي على وزن (فعُلَ) منها:
- فعيل مثل شريف- عظيم- كريم.
- فُعال مثل شُجاع- فُرات.
- فَعْل مثل صَعْب- ضَخْم.
- فَعَال مثل جَبَان- حَصَان.
- فَعَل مثل حَسَن- بَطَل.
- فُعْل مثل صُلْب.
- تأتي على وزن فَعَلَ مثل طيب- سيد- حلو- شيخ.
كما يأتي معمول الصفة المشبهة على ثلاث حالات:
- يكون فاعل مرفوع، مثل: دخلت بستانًا جميلًا منظره.
- يكون تمييز منصوب مثل زارني صديق عظيم خُلقًا.
- يكون مجرور بالإضافة إذا كان مقترنًا ب (ال) مثل: الجندي شجاع القلب.
اقرأ أيضًا: أمثلة على اسم المفعول
5– اسم التفضيل
هو اسم مشتق على وزن (أَفعلَ) لتمييز شيء على آخر ومؤنثه (فُعْلَى) مثل (أكبر- كبرى)، يُطلق على ما قبل اسم التفضيل مفضلا وما بعد اسم التفضيل مفضلًا عليه، مثل محمد أكبر من أحمد.
يُصاغ اسم التفضيل من الفعل الثلاثي التام الذي يجوز التعجب منه مباشرة وليس الوصف منه على وزن أفعلَ الذي مؤنثه فعلاء، فإن استوفى الشرط يُصاغ منه اسم التفضيل مباشرة مثل العلم أنفع من المال، ويجوز أن تأتي بأَفْعَل من فعل مساعد تأتي بعده بمصدر من هذا الفعل منصوبًا على أنه تمييز، مثل: العلم أكثر نفعًا من المال.
إذا كان الفعل غير ثلاثي أو الصفة منه على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء نأتي باسم التفضيل من فعل مساعد مستوفٍ الشروط وبعده المصدر الصريح للفعل المفاضل فيه منصوبًا على أنه تمييز، مثل: القاهرة أكثر ازدحامًا من الإسكندرية.
إذا كان الفعل المفاضل فيه منفيًا أو مبنيًا للمجهول جئنا باسم تفضيل من فعل مناسب مستوفٍ للشروط، وبعده مصدر الفعل مؤولًا مثل الوطني أجدر ألا يخون وطنه.
لا يأتي اسم التفضيل من الأفعال الناقصة مثل كان وأخواتها ولا الفعل الجامد مثل عسى ونِعم وبئس، أما عن استخدامات اسم التفضيل:
- إذا جاء مجردًا من (ال) والإضافة يجب إفراده وتذكيره ويأتي بعده المفضل عليه مجرورًا ب (مِن) مثل: هذه الطالبة أكبر من أختها.
- إذا جاء اسم التفضيل مقترنًا ب (ال) يجب مطابقته للمفضل في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والتعريف ولا يُذكر المفضل عليه في الكلام مثل المجتهد هو الأفضل.
- إضافة اسم التفضيل إلى نكرة يجب معه الإفراد والتذكير والتنكير ويكون المفضل عليه المضاف إليه مطابقًا في النوع والعدد للمفضل مثل المكافحُ أحسن رجلٍ.
- إضافة اسم التفضيل إلى معرفة يجوز معه الإفراد والتذكير والتنكير وأن يكون مطابقًا للمفضل، مثل الفدائي أفضل الرجال منزلة.
6– اسم الزمان واسم المكان
اسما الزمان والمكان هما اسمان يُشتقان على وزن واحد ويختلف اسم الزمان عن اسم المكان حيث اسم الزمان يدل على زمن وقوع الفعل، اسم المكان يدل على مكان حدوث الفعل ويعرب اسما الزمان والمكان حسب موقعهما في الجملة.
يُصاغان من الفعل الثلاثي على وزنين:
- مَفْعَل: إذا كان معتل الآخر مثل مسعى، أو إذا كان الفعل صحيح الأول والآخر مفتوح العين في المضارع مثل ملعب.
- مَفْعِل: إذا كان الفعل صحيح الأول والآخر مكسور العين في المضارع مثل منزل، أو إذا كان الفعل معتل الأول صحيح الآخر مثل موعد.
يُصاغ من الفعل غير الثلاثي على وزن اسم المفعول أي ميم مضمومة وفتح ما قبل الآخر، مثل مُستخْرَج ونفرق بينهما من سياق الكلام.
كما جاءت أسماء زمان أو مكان على وزن مفعِل وقياسها مفَعَل مثل مسجِد- مشرِق، وجاءت أسماء على وزن مفعَل وقياسها مَفَعِل مثل مطار- مسار.
اقرأ أيضًا: تدريبات على أسلوب النداء
7– اسم الآلة
هو اسم مشتق يدل على الآلة التي تم بها الفعل ويُعرب حسب موقعه في الجملة ويُصاغ اسم الآلة على الصيغ التالية:
- مِفعال مثل مِفتاح- مِنشار.
- مِفْعَل مثل مِبْرَد- مِغْزَل.
- مِفْعلَة مثل مِبْرَاة- مِنْقَلة.
- فَاعُول مثل حاسوب.
- فاعِلة مثل ساقية.
- فعَّالة مثل ثلاجة- غسالة.
جدير بالذكر الإشارة إلى أن اسم الآلة قد يأتي جامدًا مثل: قَدوم- قلم- سيف- سكين- ساطور- رمح- خنجر- فأس- رحى.
المشتقات في اللغة العربية تدل على مرونة اللغة العربية وزيادة مفرداتها وتتنوع المشتقات ولكل منها استخداماته المنفردة.