قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كاملة ومكتوبة

قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تعد أكثر القصص المليئة بالمواعظ والعبر، حيث تحمل العديد من الأحداث العظيمة، فقد وصفه الله تعالى بأنه صاحب خلق عظيم؛ لأنه كان معروفًا بين قبيلته بأنه الصادق الأمين، وذلك حتى قبل أن تظهر عليه علامات النبوة؛ لذلك كان رسول الله مثالًا طيبًا يُحتذى به، ومن خلال موقع زيادة سنقدم لكم قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كاملة.

قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

قصة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- تعتبر، من أعظم القصص على مدار التاريخ، فبعثه الله نذيرًا، وخاتم الأنبياء والمرسلين، وسنعرض عليكم قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، من ميلاده حتى وفاته، وذلك من خلال السطور التالية.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة سيدنا نوح عليه السلام مختصرة والدروس المستفادة منها

نسب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

اسم الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، امتدادًا إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام.

من خلال قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، سنتعرف على أن والد الرسول، عبد الله بن عبد المطلب تزوج من آمنة بنت وهب، وتوفى قبل ميلاد النبي، في عام الفيل.

مما يجدر الإشارة إليه أن عام الفيل هو العام الذي شهد محاولة هدم الكعبة من قبل أبرهة الحبشي، لكن الله سبحانه وتعالى قضى على جيشه، وجعلهم كعصفٍ مأكول، فقد أرسل عليهم طيرًا أبابيل تقضي عليهم، فيقول الله -تعالى-: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ  (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ  (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ  (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ  (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)“.

حليمة السعدية

إن رسول الله كان يرضع من حليمة السعدية، بعد أن رفض نساء بني سعد إرضاعه؛ ظنًا منهن أنهن لن يحصلوا على أجرٍ بسبب وفاة والده، بالإضافة إلى إنه كان للعرب عادة في أن يذهب الصغير إلى قبيلة في البادية يعيش فيها في الصحراء، في بيئة غير بيئة مدينة مكة المكرمة.

استكمالًا لقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد نشأ في بني سعد، وبعد أن أشتد عوده أرجعته حليمة إلى أُمهِ، ولكن خوفًا من أمه عليه من أن يصاب بالأمراض في مكة، عاد مع حليمة مرة أخرى.

حادثة شق صدر النبي

من الجدير بالذكر أنه تم شق صدر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة مرات، أول مرة عندما كان عند حليمة السعدية، وكان بهدف نزع العلقة التي قيل أنها حظ الشيطان منه.

جاء الحديث في ذلك ثابت صحيح ‏أخرجه مسلم وغيره ولفظ مسلم، “عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى ‏الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج ‏القلب فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب ‏بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني ظئره- فقالوا إن ‏محمدًا قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: أرى أثر المخيط في صدره”، وتعني ظئره، مرضعته، وهي حليمة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصص عن دعاء التعار من الليل وشروط الدعاء المستجاب

وفاة والدة النبي صلى الله عليه وسلم

توفيت أمه آمنة بنت وهب، وهو بسن ست سنوات، حينما كانت في زيارة إلى أخواله في منطقة «الأبواء»، فهكذا أصبح يتيم الأب والأم.

ثم أخذه جده عبد المطلب وعاش معه عامين، واعتنى به وأهتم بشأنه، فقد كان يخرج معه في الرحلات التجارية، وفي إحدى الرحلات، مر عبد المطلب على صومعة الراهب، رأى صومعة الراهب الرسول، قائلًا لعبد المطلب أن هذا الطفل سيكون له شأنًا عظيمًا، وكان عبد المطلب متأكدًا من هذا، ثم توفى عبد المطلب، وأصبح سيدنا محمد في كفالة عمه أبي طالب، في سن الثمانية، فأحسن إليه كثيرًا وأصبح من ضمن أولاده.

لقاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بخديجة

عندما كان رسول الله في سن الشباب، كان يعمل بالرعي في بادية مكة، فقد كان يرعى أغنام أهل مكة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا بَعَثَ اللَّه نَبِيًّا إِلا رَعَى الْغَنَمَ، فَقَال أَصْحابُه: وَأَنْتَ؟ قَالَنَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلى قَرارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ” رواه البخاري.

من خلال قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نوضح أنه كان يعمل بالتجارة أيضًا، مثل باقي رجال مكة، وأرتقى في هذا العمل بسبب أمانته ونزاهته مع الجميع، وانتشرت سمعته في وسط الأعمال التجارية؛ بسبب أخلاقه الكريمة في العمل التجاري.

فسمعت خديجة عنه وعن نزاهته وطيبته وأمانته، وأرادت منه أن يعمل في تجارتها، وبينما كان في قافلة تجارية، رآه راهب يدعى ميسره، قال أن ما هذا الشاب إلا النبي القادم الذي سيظهر في بلاد العرب، وهذا هو زمانه، لذلك طلبت منه خديجة الزواج، وأرسلت إليه من يقول له ذلك القول، وتزوج منها.

زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-

قال الله -تعالى-: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، فطبّق الرسول معاني الآية، موصيًا أصحابه بالنساء، وحثّهم على رعاية حقوقهنّ، ومعاملتهن معاملةً حسنةً.

كان رسول الله -صلى عليه وسلم- يحب زوجاته، ويراعي مشاعرهنّ، وكان يخرج معهنّ للتنزه؛ لزيادة المودة، فقد تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من إحدى عشر زوجة، وهن:

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة مريم عليها السلام للأطفال كاملة والدروس المستفادة منها

خديجة بنت خويلد

أول زوجةٍ للنبي، كما أوضحنا في السطور السابقة، ولم يجمع معها غيرها من الزوجات، وأنجب منها كلّ أبنائه وبناته، إلّا ابنه إبراهيم، الذي وُلد من مارية القبطية، التي كانت ملك يمينٍ عند الرسول، وكان القاسم أول مولودٍ للرسول، ثمّ رُزق بزينب، ثم أمّ كلثوم، ثم فاطمة، ثم عبد الله الذي لُقّب بالطيب الطاهر.

سودة بنت زمعة

تعتبر ثاني زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد كانت تتمنى عائشة أن تكون مثلها، توفيت سودة بنت زمعة في زمن عمر بن الخطاب.

عائشة بنت أبي بكر الصديق

كانت أحبّ أزواج النبي إلى قلبه بعد خديجة، وكان الصحابة يعتبرونها مرجعًا، فقد كانت من أفقه الناس في علوم الشريعة، ومن أفضالها أنّ الوحي نزل على رسول الله وهو في حِجْرها.

حفصة بنت عمر بن الخطاب

تزوجت من الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السنة الثالثة من الهجرة، وكانت تحتفظ بالمصحف وقت ما يُجمع.

زينب بنت خزيمة

تسمى بأم المساكين؛ لأنها كانت حريصة على تقديم الطعام لهم، وقضاء حوائجهم.

أم سلمة هند بنت أبي أمية

من خلال عرضنا لقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد تزوّجها الرسول بعد وفاة زوجها أبي سلمة، فقد دعا لها، وأخبرها أنّها من أهل الجنة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة موسى عليه السلام مع فرعون كاملة

زينب بنت جحش

تزوجها الرسول بأمرٍ من الله، فهي أوّل زوجةٍ كانت وفاتها بعد وفاة رسول الله.

جويرية بنت الحارث

تزوّجها الرسول بعد وقوعها أسيرةً في غزوة بني المصطلق، وكان اسمها بُرّة، فأسمّاها الرسول جويرية، وتوفيت في السنة الخمسين للهجرة.

صفية بنت حيي بن أخطب

تزوجت من الرسول -صلى الله عليه وسلم- مقابل عتقها بعد غزو خيبر.

أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان

تعتبر الأقرب لرسول الله نسبًا، فكان جدهما عبد مناف.

ميمونة بنت الحارث

هي آخر زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

قبيلة قريش

من خلال استكمالنا لقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تعتبر قبيلة قريش هي القبيلة المتحكمة في التجارة في مكة، فهي تعتبر من أكبر قبائل العرب، وكان سيدنا محمد معروفًا لديهم؛ بسبب صدقه وأمانته في التجارة، فقد كان معروفًا بالصادق الأمين.

ففي يومٍ من الأيام أتفقوا أهل مكة على هدم الكعبة؛ لحمايتها من السيول، وأتفق رجال مكة على أن يتم هدمها ثم بنائها بأموال طيبة، وقاموا بهدمها فعلًا، وبنائها مرة أخرى، حتى أن وصلوا إلى موضع الحجر الأسود، وحدث خلاف بينهم، في من يقوم بوضع الحجر الأسود.

تدخل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- واقترح أن يوضح الحجر الأسود في ثوب، ويمسكه كل واحد من قبيلة مختلفة؛ حتى يشتركوا في وضعه.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة عيسى عليه السلام في القرآن الكريم والدروس المستفادة منها

بداية النبوة

من خلال قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بدأت ملامح النبوة تظهر عليه، في عمر الأربعين، فكان يحب أن يختلى بنفسه، ففقد كان يترك بيته ويذهب إلى غار حراء، خصوصًا في رمضان.

ففي ليلة من الليالي أمر الله تعالى جبريل أمين الوحي، أن ينزل من السماء على سيدنا محمد، وينبئه بالوحي؛ ليكون نبيًا مرسلًا إلى الناس من الله تعالى.
تروي عائشة أم المؤمنين، قائلة “أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ} حتَّى بَلَغَ – {عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ}“، صحيح البخاري.

فبعد أن رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- جبريل، خاف كثيرًا حتى نزل من الجبل، ذاهبًا مسرعًا إلى خديجة، فطمأنته، فأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، فقد كان شيخًا كبيرًا في ذلك الوقت، وكان يكتب الإنجيل، وكانت لديه خبرة وعلم بالأديان السابقة.
فعندما أخبره رسول الله وخديجة بأمر الوحي، قال: “هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِي أكُونُ حَيًّا، ذَكَرَ حَرْفًا، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟ قالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ بما جِئْتَ به إلَّا أُوذِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ حَيًّا أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا”.

ثم انقطع الوحي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكنه مازال يذهب إلى غار حراء، إلى أن جائه صوت من السماء، وهو صوت جبريل -عليه السلام- يتلو قول الله -تعالى-: “يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ  (1) قُمْ فَأَنذِرْ  (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ  (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ  (5)“.

الدعوة في مكة

استكمالًا لقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كان في ذلك الوقت من الصعب أن تكون الدعوة جهرًا لعبادة الله -عز وجل- وذلك لانتشار عبادة الأصنام، وعبادة الأوثان في مكة؛ لهذا قام سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بدعوة أهل بيته في السر، وقد دخلوا في دين الله.

ثم بعد ذلك قام بدعوة أصحابه المقربين، وآمن به أبو بكر الصديق، والذي سانده في الدعوة، كما أسلم على يديه العديد من الصحابة، مثل: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله.

بعد ذلك أمر الله تعالى رسوله، بأن يدعوا إلى دين الله جهرة، فصعد في يوم على جبل الصفا، داعيًا قبيلة قريش جميعًا للدخول في الإسلام وتوحيدهم لله، ولكنهم استهزئوا به، وبدأوا في مضايقته؛ لذلك طلب من عمه أبي طالب حمايته.

قريش تحارب الدعوة إلى الدين الإسلامي

استكمالًا لقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بدأت قريش في تعذيب المسلمين، آملين في إنهم قد يرتدوا عن الدين الإسلامي، كما أنهم قاموا بمقاطعتهم، فحاصروهم في بني هاشم، وكتبوا صحيفة المقاطعة على باب الكعبة.

استمرت المقاطعة لثلاثة سنوات، ولكن أتى الله بمعجزة، فقد وجدوا أن الصحيفة أكلتها الأرض وهي في الكعبة، فلم يترك بها إلا بدايتها، وكلمة اسمك اللهم، فبهذا انتهى الحصار.

هجرة الصحابة إلى الحبشة

استكمالًا لقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أشار على أصحابه أن يهاجروا إلى الحبشة، لأن هناك ملكًا لا يظلم عنده أحدًا، وهذا ما رءاه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بسبب انتشار الدعوة وانتصارها في مكة؛ والذي أدى إلى زيادة تعذيب قريش للمسلمين.

هاجر عددٌ من الصحابة إلى الحبشة، وفشلت جميع المحاولات التي كانت تسعى إلى إعادتهم، فقد كان ملك الحبشة مناصرًا لهم ولم يخذلهم، ومن هذه المحاولات، أرسلت قريش عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص إلى الحبشة.

حاملين الهدايا إلى النجاشي؛ وذلك من أجل إعادة الصحابة إلى مكة، ولكنه رفض أن يعيدهم، وأنهم سيظلون في مملكته إلى أن يحين وقت عودتهم إلى أرضهم.

عام الحزن

من خلال قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نذكر أنه قد توفيت خديجة في هذا العام، ثم مرض أبي طالب، وتوفى أيضًا، فبهذا فقد رسول الله الدعم المعنوي والنفسي الذي كانت تمثله خديجة -رضي الله عنها- وكذلك السند الذي كان يمثله أبي طالب لرسول الله.

فأصبح الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مواجهة مباشرة لقريش في مكة، ففكر بالدعوة خارج مكة، فخرج إلى الطائف، طالبًا من ثقيف، وهي القبيلة المتحكمة في الطائف، الدخول في الإسلام، كما طلب منهم الدعم والحماية من قريش.

لكن بعد كل هذا لاقى الاستهزاء والسخرية من قبيلة ثقيف، ولم يستجيبوا له، وأخرجوه من المدينة، ثم عاد إلى مكة.

الإسراء والمعراج

حدثت حادثة الإسراء والمعراج في عام الحزن، وهذا بناءً على روايات السيرة النبوية، فهو العام العاشر من البعثة النبوية، وقبل الهجرة بثلاث سنوات، فأسرى رسول الله من مكة إلى بيت المقدس، ثم عُرج به إلى السماء السابعة.

فهذه الحادثة تمثل معجزة من معجزات النبوة لرسول الله، فقد أسرى به في جزء من الليل إلى بيت المقدس، ورأى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء، فالتقى فيها بأنبياء الله، مثل: آدم، وعيسى، ويوسف، وهارون، وإدريس، موسى، إبراهيم -عليهم أفضل الصلاة والسلام، ومن الجدير بالذكر أن الله فرض في هذه الحادثة على المسلمين الصلوات الخمسة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  اذكر قصة الثلاثة الذين حبستهم الصخرة ففرج الله عنهم

الهجرة إلى المدينة

من خلال قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لم تأتِ الهجرة النبوية فجأةً، بل أنه كان هناك تمهيدًا من رسول الله، وهي بيعة العقبة الأولى والثانية، فقد كان يذهب في موسم الحج للقبائل يدعوها للإسلام، واستجاب واحدًا من أهل يثرب، ودخل في دين الله.

فبعث معهم رسول الله مصعب بن عميرة؛ ليعلمهم شعائر الإسلام والدين والصلاة، على أن يأتوا في العام التالي إلى مكة، وهذا ما يسمى ببيعة العقبة الأولى.

أتى المسلمين من أهل المدينة في العام التالي، وهم أكثر عددًا حوالي 70 رجلًا، وامرأتين، وبايعوا رسول الله على النصر، وتلك هي بيعة العقبة الثانية، والتي تعتبر تمهيدًا للهجرة من مكة إلى المدينة.

هاجر المسلمون الضعفاء والصحابة من مكة إلى المدينة المنورة، إما سرًا أو جهرًا؛ خوفًا من قريش، ثم خرج رسول الله بعدما اجتمعت قريش، وأكدت على منع محمد -صلى الله عليه وسلم- من الهجرة، فقد اجتمعوا وقرروا قتله، ولكن حماه الله تعالى من أعينهم.

فأغشى الله أبصارهم، بعد ما حاصروا سيدنا محمد في البيت، وهكذا هاجر رسول الله من مكة، متخذًا طريقًا أخر، إلى أن وصل إلى قرب المدينة، وأقام عند عمرو بن عوف، وأسس مسجد قباء، فهو يعتبر أول مسجد بُني في الإسلام.

يعتبر هذا المسجد هو اللبنة الأولى من بناء دولة المدينة المنورة، فقد بُني المسجد على أرض كان يملكها غلامين يتيمين، واشتراها منهما الرسول، وكانت القبلة في البداية نحو بيت المقدس، كما كان رسول الله يجتمع بالمسلمين فيه؛ ليعلمهم أمور دينهم.

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

تعمد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يحقق المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار من المسلمين، على أسس العدل والمساواة، فلا تقام الدولة إلا بتوحد أفرادها، كما أقام بينهم علاقة على أساس حب الله ورسوله، والجهاد في سبيل الدعوة، وهكذا جعل الرسول مؤاخاتهم وثيقة بعقيدتهم.

وثيقة المدينة

استكمالًا لقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كانت تحتاج المدينة المنورة إلى أمرٍ لتنظيمها، ويضمن حقوق أفرادها؛ لهذا كتب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وثيقة المدينة، وهي وثيقة بمثابة الدستور، المنظم لأمور الدولة داخليًا وخارجيًا.

أقام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنودًا، فكانت عادلة في المعاملة مع اليهود، وكانت تتضمن بنودها على أربعة أحكام، خاصة بالشريعة الإسلامية، وهي:

  • أن الدين الإسلامي، هو الذي يعمل على ترابط المسلمين ووحدتهم وتماسكهم.
  • المجتمع الإسلامي يعتمد على تكافل وتضامن جميع أفراده، وأن يتحمل كل واحد منهم المسؤولية الخاصة به.
  • العدالة تظهر بشكل دقيق.
  • مرد المسلمين إلى حكم الله الواضح في الشريعة الإسلامية.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة يأجوج ومأجوج كاملة وصفاتهم ووقت ظهورهم

الغزوات

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخوض العديد من الغزوات والمعارك؛ لإقامة الحق ودعوة الناس إلى عبادة الله، وذلك من خلال إزالة العوائق التي تعوق نشر الدعوة.

أدّى تشدد العلاقات بين الرسول والقبائل في المدينة أو خارجها، إلى وقوعٍ عددًا من المواجهات القتالية بين الأطراف المختلفة، ويسمى القتال الذي يقوده الرسول بالغزوة، ومنهم:

غزوة بدر

التي حدثت في السنة الثانية من الهجرة، في السابع عشر من شهر رمضان المبارك؛ وكان سببها منع المسلمين لقافلة قريش المتّجهة إلى مكة، وكان ذلك بقيادة أبي سفيان، فجاءت قريش لحماية القافلة، وحدث قتال بين المسلمين.

قد بلغ عدد المشركين ألف مقاتل، بينما كان المسلمين ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا، ولكنها انتهت بانتصار المسلمين، وهزيمة المشركين، فقد قُتل فيها سبعين رجلًا من المشركين، وتم أسر سبعين آخرين، وعُتقوا بالمال.

غزوة أُحد

حدثت غزوة أُحد في السنة الثالثة من الهجرة، في الخامس عشر من شهر شوال، وكان سببها رغبة قريش في الثأر من المسلمين؛ بسبب ما حدث لهم في غزوة بدر، فقد بلغ عددهم ثلاثة آلاف مقاتل، بينما كان المسلمين سبعمائة رجلًا.

كان من المسلمين خمسين رجلًا على ظهر جبل أُحد، وعندما ظنوا أنّهم انتصروا، أخذوا يجمعون الغنائم، فانتهز خالد بن الوليد الفرصة، وكان حينذاك هو قائد قريش، والتفّ على المسلمين من وراء الجبل وقاتلهم؛ فانتصر المشركين على المسلمين.

غزوة بني النّضير

قوم بني النضير هم من اليهود، نقضوا العهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمر بإبعادهم عن المدينة، ولكن أخبرهم عبد الله بن أبيّ، أن يبقوا مقابل دعمهم بالمقاتلين، وانتهت الغزوة على جلاء القوم من المدينة ومغادرتهم لها.

غزوة الأحزاب (الخندق)

حدثت في السنة الخامسة من الهجرة؛ وذلك لأن رؤساء بني النضير توجهوا إلى قريش؛ لتحريضهم على قتال الرسول، وأشار سلمان الفارسي على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بحفر خندق، وانتهت بانتصار المسلمين.

غزوة بني قريظة

تأتي بعد غزوة الأحزاب، فقد وقعت في السنة الخامسة للهجرة، وكان بسبب أن يهود بني قريظة نقضوا عهدهم مع الرسول، وقاموا بتشكيل أحزاب مع قريش، ورغبوا في الغدر بالمسلمين، فخرج رسول الله مع ثلاثة آلاف مقاتل من المسلمين، وقاموا بمحاصرتهم خمسة وعشرين ليلة، فخضعوا له.

غزوة الحديبية

حدثت في السنة السادسة من الهجرة، من شهر ذي القعدة، بعدما رأى الرسول في منامه أنّه ذاهبٌ ومن معه إلى البيت الحرام، وهم آمنين، فأمر المسلمين بالتّجهز لأداء العمرة.

لم يأخذوا معهم إلّا سلام المسافر؛ حتى تعلم قريش أنّهم لا يريدون القتال، ووصلوا إلى الحديبية، ولكم منعتهم قريش من الدخول، فأرسل الرسول إليهم الرسول عثمان بن عفان؛ ليخبرهم بحقيقة مجيئهم، وأشيع أنّه قُتل، فرأى رسول الله أن يقاتلهم.

فأرسلوا سهيل بن عمرو؛ للاتفاق مع المسلمين على الصلح، وأنتهى بالصلح بمنع الحرب عشرة سنوات، وأن يمنع المسلمون من يأتيهم من قريش، ولا تمنع قريش من يأتيها من المسلمين، وتحلّل المسلمون من إحرامهم، وعادوا إلى مكّة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة قصيرة تتوفر فيها عناصر القصة

غزوة خيبر

حدثت غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة في أواخر شهر محرّم، بعد أن رأى رسول الله، أنه يجب التخلّص من تجمّعات اليهود، لتشكّيلها خطرًا على المسلمين، وخرج الرسول، وانتصر المسلمون.

غزوة مؤتة

حدثت في السنة الثامنة للهجرة في جمادى الأولى؛ وكان سببها غضب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مقتل الحارث بن عمير الأزدي، فقد أمّر على المسلمين زيد بن حارثة، وأوصى بإمارة جعفر، إن أُصيب زيد، ثمّ بإمارة عبد الله بن رواحة، بعد جعفر، طابًا منهم دعوة الناس للإسلام قبل البدء بالقتال، فانتهى القتال بانتصار المسلمين.

غزوة الفتح (فتح مكة)

حدثت في السنة الثامنة للهجرة من شهر رمضان؛ وكان سببها، اعتداء قبيلة بني بكر على قبيلة بني خزاعة، وقتل عدد منهم، فتجهزّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن معه للسير إلى مكة، وحينذاك أسلم معاوية بن أبي سفيان.

منح الرسول الأمان لمن يدخل بيته، وهذا تقديرًا لمكانته، ودخل الرسول إلى مكّة، وطاف حول الكعبة، وقام بتحطيم الأصنام، مُصليًا ركعتين عند الكعبة، كما عفى عن قريش.

غزوة حُنين

دارت في السنة الثامنة للهجرة، في اليوم العاشر من شهر شوال؛ وكان سببها اعتقاد أشراف قبيلتي هوازن وثقيف، بقتال الرسول لهم بعد فتح مكة؛ لذا قرّروا مبادرته بالقتال، وتوجّهوا إلى ذلك، وخرج إليهم رسول الله وكلّ من أسلم معه، حتى وصلوا إلى وادي حُنين.

كان في بداية القتال النصر لقبيلة هوازن وثقيف، ثمّ تحوّل إلى المسلمين بعد ثبات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن معه.

غزوة تبوك

دارت في السنة التاسعة للهجرة من شهر رجب؛ بسبب رغبة الروم في القضاء على الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة، فخرج المسلمون إلى القتال، وأقاموا في منطقة تبوك حوالي عشرين ليلة، ورجعوا دون قتال.

مُكاتبة الملوك والأمراء

نجح الرسول -صلى الله عليه وسلم- في تثبيت الدين الإسلامي في الجزيرة العربية؛ لهذا أصبحت فرصة كي يدعو ملوك وأمراء البلدان المجاورة الأخرى؛ للدخول في الدين الإسلامي.

أرسل الرسول:

  • عمرو بن أميّة الضمري، إلى النجاشي ملك الحبشة.
  • حاطب بن أبي بلتعة، إلى المقوقس ملك مصر.
  • عبد الله بن حذافة السهمي، إلى كسرى ملك فارس.
  • دحية بن خليفة الكلبي، إلى قيصر ملك الروم.
  • العلاء بن الحضرمي، إلى المنذر بن ساوي ملك البحرين.
  • سليط بن عمرو العامري، إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة.
  • شجاع بن وهب من بني أسد بن خزيمة، إلى الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق.
  • عمرو بن العاص، إلى ملك عُمان جيفر وأخيه.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: فضل الصلاة على محمد وآل محمد

وفود القبائل العربية

استكمالًا لقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، جاء إليه عددٌ من وفود القبائل العربية، تُبايعه ودخل في دين الله، ومنهم:

  • وفد عبد القيس، وتوافدوا مرتين، كانت الأولى في السنة الخامسة من الهجرة، والثانية في عام الوفود.
  • وفد دوس، فتوافدوا في مطلع السنة السابعة للهجرة، وكان رسول الله في غزوة خيبر.
  • فروة بن عمرو الجذامي، وقد توافد في السنة الثامنة للهجرة.
  • وفد صداء، وذلك في السنة الثامنة للهجرة.
  • كعب بن زهير بن أبي سلمى.
  • وفد عذرة، ذلك في شهر صفر من السنة التاسعة للهجرة.
  • وفد ثقيف، في شهر رمضان من السنة التاسعة للهجرة.

أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب، في نجران؛ ليدعوهم إلى الإسلام ثلاثة أيام، فدخل عددٌ منهم إلى الإسلام.

علمهم خالد بن الوليد أمور الدين وتعاليم الإسلام، وأرسل رسول الله أبو موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن، قبل حجّة الوداع.

حجة الوداع

رغب الرسول في الحجّ، وأظهر نيّته في ذلك، تاركًا المدينة، مؤمّرًا عليها أبا دجانة، وسار نحو البيت العتيق، وألقى خطبةً عُرفت بعد ذلك بخطبة الوداع، ومن ضمنها:

  • التحذير من الربا.
  • ضرورة التمسك بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

توفّي الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم الإثنين الموافق الثاني عشر من ربيع الأول، في السنة الحادية عشر من الهجرة، بعدما أشتد عليه المرض، طالبًا من زوجاته أن يمرّض ببيت أم المؤمنين عائشة.

كانت عادة رسول الله في مرضه أن يدعو الله ويُرقي نفسه، وكانت عائشة تفعل ذلك له أيضًا، وأثناء مرضه أشار بقدوم ابنته فاطمة الزهراء، وتحدّث إليها مرتين سرًّا، باكية في الأولى، ضاحكة في الثانية، فسألتها عائشة عن ذلك، فردت بأنّ الأولى روحه ستُقبض، أما في الثانية بأنّها ستكون أول من يلحق به من أهل بيته.

في يوم وفاته كُشف ستار حجرته، والمسلمين منتظمين للصلاة وتبسّم ضاحكًا، وظنّ أبا بكر أنّه يريد الصلاة معهم، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم- أشار عليه بإتمام الصلاة ثمّ أرخى الستار، ودفن مكان وفاته في حُفرةٍ حُفِرت تحت فراشه الذي تُوفّي فيه.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  اللهم صل وسلم على نبينا محمد مزخرفة بعدة طرق مختلفة
هذا وقد قدمنا قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كاملة، فقد ذكرنا قصته من يوم ميلاده، وذكرنا نسبه، وكذلك زوجاته، كما أوضحنا الغزوات التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يوم وفاته، ونرجو أن نكون قد استطعنا تقديم المعلومات الكافية حول قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. محمود يقول

    شكرا جزاكم الله خيرا