حكم إفساد الزوج على زوجته
حكم إفساد الزوج على زوجته من الأمور الهامة نظرًا لما يترتب عليه من مفاسد ومضار كثيرة، فهذا الحكم من المهم للغاية التعرف عليه، وتختلف صور الإفساد التي يقوم بها بعض الأشخاص نتيجة اتباع وساوس الشيطان، لذا سنوضح من خلال موقع زيادة حكم إفساد الزوج على زوجته.
حكم إفساد الزوج على زوجته
قام المركز الأزهري العالمي بالتأكيد على أن حكم إفساد الزوج على زوجته هو حرام ولا يجوز شرعًا ومن المنكرات، ويكون هذا الأمر عبارة عن تزيين الطلاق في أعين الزوجين وتحسينه لهم، ويطلق عليه اسم التخبيب.
هذا الأمر يعتبر من الأمور العظيمة التي يأثم عليها الشخص تبعًا لقول رسول لله صلى الله عليه وسلم، فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:” ليسَ منَّا من خبَّبَ امرأة علَى زوجِها أو عبدًا علَى سيِّدِه” حديث صحيح.
كما جاء حديث آخر عن أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه سلم قال: “ لا يدخلُ الجنَّةَ بخيلٌ ولا خِبٌّ ولا خائنٌ سيِّئُ الملَكةِ وأوَّلُ من يقرعُ بابَ الجنَّةِ المملوكون إذا أحسَنوا فيما بينهم وبين اللهِ عزَّ وجلَّ وفيما بينهم وبين مواليهم” حديث إسناده حسن.
أما في حالة نجاح هذا الأمر المكروه سيسعد إبليس كثيرًا، وذلك لما جاء عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:
“إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ.” حديث صحيح، رواه جابر بن عبد الله.
اقرأ أيضًا: حكم مقاطعة الزوجة لحماتها
أدلة حكم تخبيب المرأة على زوجها
في إطار الحديث عن حكم إفساد الزوج على زوجته يهتم الإسلام بالحث على أن يكون المسلم محافظ على كل ما يتلفظ به من كلمات، فمن الممكن أن يقوم الشخص بقول كلمة لا يلقي لها بالًا تتسبب في حدوث مشكلة بين الأزواج، مما يتسبب في طلاقهما أو تخبيب المرأة على زوجها.
جاء تحذير الله الشديد بخصوص إفساد المرأة على زوجها، حيث جاء قول الله تعالى في كتابه الكريم: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) [سورة البقرة، الآية 102].
قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) [سورة النساء، الآية رقم 35].
كما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: (وَإِنِ امرأة خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) [سورة النساء، الآية رقم 128].
كما جاء حديث شريف عن مدى كراهية من يفرق بين الأزواج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ” حديث صحيح، رواه جابر بن عبد الله.
صور الإفساد بين الزوجين
في سياق التعرف على حكم إفساد الزوج على زوجته نتطرق إلى صور الإفساد المتعددة بين الزوجين، ومن ضمنها ما يلي
- التحدث بالنميمة بين الزوجين وإحداث الوشاية بينهما.
- مِلء ذهن المرأة بعيوب الرجل وتحريضها على الطلاق منه أو خلعه.
- حث امرأة على أن تطالب بأشياء ليست من حقها.
- تحريض أهل الزوج على الزوجة وذمها.
- عدم طاعة المرأة لزوجها.
- قيام رجل أجنبي بتكريه امرأة في زوجها وإقناعها بأن تطلب منه الطلاق ومن ثمّ الزواج منه هو.
- حالات تدخل أشخاص أجنبية للصلح بين الزوجين تعتبر أحد أسباب تفاقم المشكلة.
- سعي كل من الطرفين أو الأطراف المحيطة بهما في إحداث الطلاق.
- المرأة عاطفية بصورة كبيرة فتكون مشاعرها هي المسيطرة عليها وقت الغضب، مما يجعلها تكره زوجها أوقات الخصومة وتريد لو أن تبتعد عنه بصورة أبدية.
- التفرقة بين الأزواج من قبل الأشخاص الذين يكنون لهما الحسد والغضب، لذا يجب على كلًا من الزوجين أن يتجنبوا الجلوس مع أصدقاء السوء والأشخاص الذين يكنّون للزوجين الكره والحقد.
اقرأ أيضًا: حكم المداعبة الفموية في رمضان بالأدلة
نكاح المخبب بالمرأة التي خبب بها
في سياق معرفة حكم إفساد الزوج على زوجته، سنجد أن هذا الأمر من الأشياء الذميمة التي ينتج عنها تحمل الذنوب الكثيرة، ويعتبر هذا الفعل واحد من ضمن أفعال السحرة والأعمال الغير محمودة.
أما عن حكم نكاح المخبب بالمرأة التي خبب بها فيختلف فيه العلماء؛ فهناك علماء قالوا إن هذا النكاح يعتبر صحيحًا على الرغم من عدم جواز وتحريم عملية التخبيب نفسها.
بينما الشق الآخر من العلماء قالوا إن نكاح الشخص المخبب بالمرأة التي خبب بها من الأمور الباطلة التي لا يصح جوازها، ومن العلماء الذين اتفقوا على هذا الأمر هم أصحاب مذهب أحمد بن حنبل وأصحاب المذهب المالكي.
جاء عن الشيخ يوسف القرضاوي قوله في هذا الأمر استنادًا إلى مقولة “ من الحرام البين أن يحب الرجل امرأة متزوجة برجل آخر”، فيعمل هذا الرجل على إفساد حياتها الزوجية، لما يفعله من إشغال لقلبها وفكرها.
كما أنه من الممكن أن يتسبب في فساد حياتها وبالتالي تعرضها للاضطراب والمشاكل الكثيرة في حياتها، وستختفي السكينة والطمأنينة من حياتها الزوجية، فيكون فعل هذا الرجل من الأمور العظيمة التي يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم من يفعلها أنه ليس من أمته الإسلامية وأنه يبرأ منه.
نفس الأمر ينطبق على المرأة التي تحب رجلًا آخر غير زوجها وتفكر به وتنشغل بوجوده، كما أنها تبتعد عن زوجها أو شريك حياتها مما يجعلها تريد الانفصال عنه وطلب الطلاق، كما جاء قول الشيخ أحمد الشرباصي بتحريم زواج المرأة المتزوجة لما ورد في القرآن الكريم: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ) [سورة النساء، الآية رقم 24].
حكم نكاح المخبب
في ضوء التعرف على حكم إفساد الزوج على زوجته، نجد أن أحكام العلماء تنوعت حول نكاح المخبب، فكما سبق وأوضحنا أن مذهب الجماهير من أهل العلم يقولون إن نكاح المخبب بمن خبب بها يجوز، فالنكاح صحيح.
في نفس الوقت الذي يرى في أصحاب مذهب بن حنبل والمالكية أن هذا النكاح لا يجوز وباطل وتكون هذه هي عقوبته بسبب ارتكاب المعاصي، وأن جزاءهم هو التفرقة بينهما.
خلاصة القول إن الحكم المنتشر الذي يتم اتباعه بين الناس هو حكم مذهب أهل جمهور العلماء، والذي أشار أنه يجوز عندهم النكاح ولا حرمة فيه، بشرط أن كون نكاحًا شرعيًا تم على الطريقة الاسلامية، واعتبر جمهور العلماء أن التخبيب الذي سبق الزواج لا يعود عليه بأي إبطال.
اقرأ أيضًا: حكم إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية
أسباب التخبيب
هناك بعض الأسباب التي ينتج عنها التخبيب ومن ضمن هذه الأسباب ما يلي:
- يقوم الرجل بتخبيب زوجة صديقه وذلك بهدف الزواج منها.
- في حالة أن تكون المراة غير أمينة ووفية لصديقتها، فتعلم أن هناك مشاكل بينها وبين زوجها مما يجعلها تستغل هذه الفرصة وتقدم إليها التعليمات التي تضرها، فلا تزيد الأمور بينهما إلا شرارة، ومن الممكن أن تذهب هذه المرأة إلى الزوجة وتنقل كلامًا سيئًا على لسان الزوجة مما يجعل المطاف ينتهي بهم إلى الانفصال.
- قد تكون أم الزوج أو الزوجة هي السبب في التخبيب بينهم، وذلك لأن أيّ منهما يقوم بترديد المساوئ التي تتواجد في كل شخص من الاثنين مما يجعل الأزواج ينفران من بعضهما، ويبحثان عما ينقصهما في أشخاص آخرين، مما يعرضهم للوقوع في الخطأ.
- قد يكون السبب في التخبيب هو نصيحة رجل لصديقه بألا يهتم بزوجته ويتركها دون أي معاملة لطيفة، وينصحه بكيف يكون قاسي في التعامل معها مما يجعل المرأة تنفر من الزوج.
- جلسات النساء مع بعضهن البعض وحديث كل منهن عن زوجها يعتبر من أكثر الأمور المسببة في التخبيب.
اقرأ أيضًا: الدليل القاطع على خيانة الزوجة
قصة امرأة العزيز ويوسف الصديق
من الأمور الخطيرة التي قد يسببها التخبيب هو ارتكاب الفاحشة، سواء كانت بدايتها نظرة أو همسة أو لمسة، مما يتسبب في أمر أكبر خطورة وشدة، فقد أشار القرآن الكريم على أن امرأة متزوجة قامت بالوقوع في حب شخص وهي متزوجة، فكانت عاقبة هذا الأمر هو أنها ارتكبت الكثير من الفواحش والأمور الغير محمودة التي لا يرضى عنها الله سبحانه وتعالى.
القصة المشار إليها في السابق هي قصة امرأة العزيز وسيدنا يوسف الصديق عليه السلام، فحاولت امرأة العزيز أن تقوم بإغراء سيدنا يوسف بجميع الطرق، ولكن سيدنا يوسف لم يستجب لها، مما جعله يدعو الله سبحانه وتعالى بأن يسجن ولا يرتكب هذه الفاحشة، فألقت به في السجن.
ذلك لما جاء في القرآن الكريم من قول الله عز وجل: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) [سورة يوسف، الآية رقم 32].
قبل ذلك قامت بدعوة نساء البلاد وأخرجته عليهم وهن ممسكن بالسكين مما جعلهم يصيبن أنفسهم، فجاء قول الله تعالى: (قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ) [سورة يوسف، الآية رقم 32].
حكم إفساد الزوج على زوجته هو عدم الجواز والتحريم المطلق، واعتباره من ضمن الأمور العظيمة التي يحذر منها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ورسوله النبي الهادي في سنته النبوية.