فضل سورة المدثر

فضل سورة المدثر عظيم وله الكثير من الجوانب التربوية والدينية الجيدة التي يمكن أن يستفيد منها القارئ الذي يتدبر القرآن، وسورة المدثر من السور المكية التي نزلت على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كاملة، وفيما يلي سوف نبين لكم من خلال موقع زيادة فضل سورة المدثر.

فضل سورة المدثر

إن عدد آيات سورة المدثر 56 آية، ونزلت على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد سورة المزمل، وهكذا أصبحت هي رابع سورة نزلت على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من سور القرآن الكريم.

بدأت السورة العظيمة بأسلوب نداء وتقع في الجزء التاسع والعشرون، وهي من السور العظيمة التي يقرأها المسلم ويتعمق في معانيها ويشمل فضل سورة المدثر ما يلي:

• تحمل السورة العظيمة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأوامر المباشرة بالجهر بالدعوة وتبليغ وإنذار الكافرين بعقاب الله، لكي يصبح لديهم الفرصة للتوبة عن الذنوب والمعاصي.
• تحمل السورة أمر لرسول الله بنشر دعوة الله بين الناس جميعًا وتبليغ رسالة الله بين الناس.
• تتحدث السورة الكريمة وتصف حال النبي قبل الجهر بالدعوة بين الناس.
• تنذر هذه السورة العباد جميعًا بضرورة ترك الكسل والنوم، والتحلي بالنشاط واليقظة والتقرب من الله.
• تحمل السورة تعظيم وتكريم لله، وتحث على تقديم كل ما هو كبير وعزيز على النفس لننال رضاه ونُحسن طاعته.
• عدم الخوف من غير الله أو الإقدام على طاعة الأشخاص دون طاعة الله.
• تطهر الذات من المعاصي والذنوب التي لا تنتهي، ويُعد ذلك من أعظم صور فضل سورة المدثر.
• تشير الآية إلى ضرورة أن يقوم الإنسان بالحرص على نظافته ونظافة ثوبه من النجاسات والأمور الغير نظيفة، ونجد ذلك في قوله تعالى (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)] سورة المدثر: الآية 4[
• تبليغ للمسلم بضرورة ترك المعاصي والذنوب والتقرب من الله في السراء والضراء.
• عدم الغرور بصالح الأعمال، ومعرفة المرء أنه مهما قدم من الأعمال الصالحة الجيدة، فإن ذلك لا يعادل ما يمنحه الله من نعم كثيرة لا تنتهي في حياته.

اقرأ أيضًا: أول سورة نزلت كامل

أفضال أخرى لسورة المدثر

هناك الكثير من الأفضال التي تقدمها سورة المدثر لمن يقرأها والتي جاءت على لسان نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنها:

• الثبات وتحمل الابتلاءات والمحن وعدم فقدان الثقة في الله، والتوكل عليه في كل أمور الحياة.
• نجد أن الثبات على الابتلاءات وفضله يتجلى في الآية الكريمة: (ومَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)] سورة المدثر: الآية 31[.
• معرفة أسباب إعراض المشركين عن الإيمان بالله مع الخضوع له، ووصف حال المشركين ومقارنة أحوالهم بالصالحين والمؤمنين.
• أقسم الله في سورة المدثر بالقمر والصبح عند ظهوره والليل عند إدباره.
• تحدثت سورة المدثر عن أسس العقيدة الإسلامية، ووجهت هذه الأسس للمسلمين.
• تبين السورة الكريمة، سبب دخول سقر وهي نار جهنم التي حذر الله منها العباد الصالحين، أكد الله تعالى على أن عدم تأدية الصلاة والخوض مع الخائضين هي من الأسباب الرئيسة لدخول سقر.
• أمر الله تعالى سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالاجتهاد في العبادة.
• الأمر لنبي الله بالصبر على إيذاء قومه له وعدم الحزن من أفعالهم التي يقومون بها.
• الدعوة بترك عبادة الأصنام والأوثان لأنها رجز، وعبادتها هي شرك بالله.
• أمر الله تعالى رسوله بأن يقدم للناس ما استطاع، وعدم الاهتمام بالأشياء التي يقدمها الناس، فالخير في نهاية الأمر سوف يعود لله ليجازيه على فعله.
• احتساب الصبر عند الله تعالى، والتمسك به في الابتلاءات وعدم الجزع.
• وعد الله المؤمنين المخلصين بأن يكون يوم القيامة يسير عليهم، على عكس وعده للمشركين بأن يكون ذلك اليوم عسير عليهم وأن ينتهي بدخولهم النار.
• يصف الله لعباده كيف يكون الملائكة الواقفين عند سقر وهي درجة من درجات جهنم، ويحذرهم من القيام بالأعمال التي تتسبب في دخولهم سقر.
• نتعلم من هذه الآية أن الهداية بيد الله والضلال أيضًا بيد الله، فهو يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهو على كل شيء قدير.
• تشير الآيات إلى أن النفس سوف تحاسب بما كسبت سواء كان ذلك خير أو شر.

اقرأ أيضًا: سورة بدأت بوصف الخيل من 8 حروف .. ما هي؟

أسباب نزول سورة المدثر

أسباب نزول الآيات الأولى من سورة المدثر هي أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ اعتزل في غار حراء لمدة شهر، وعند نزوله من غار حراء إلى الوادي سمع جبريل خلفه يناديه فالتفت وأبلغه جبريل تلك الآيات.

نزلت آيات سورة المدثر في الحديث عن الوليد ابن المغيرة، حينما ذهب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقرأ عليه آيات كريمة، فرق قلب الوليد وحينما علم أبي جهل بذلك ذهب إليه وأخبره أن القوم سوف يجمعون له المال مقابل أن يقول كلامًا قبيحًا في القرآن الكريم ولكنه رفض.

عبر الوليد ابن المغيرة عن حقيقة مشاعره تجاه القرآن الكريم، وكيف أن كلام الله دخل قلبه فملأه سماحة ورضا وأن ذلك الكلام ليس إلا من عند الله.

اقرأ أيضًا: أطول سورة في القرآن

حقيقة ذكر فيروس كورونا في سورة المدثر

انتشرت مؤخرًا بعض الأقاويل على مواقع التواصل الاجتماعي التي تشير بذكر فيروس كورونا في سورة المدثر، ولكن جاء رد سريع وصريح من دار الإفتاء بنفي كل هذه الادعاءات الغير حقيقة.

أوضح الأزهر الشريف أن ربط آيات سورة المدثر بما يشهده العالم من جائحة كورونا يُعد افتراء على القرآن الكريم، فالقرآن الكريم لا يحمل أي تفسيرات فاسدة أو دلالات لا يوجد لها سند علمي أو دليل من الصحة.

قد حذرنا القرآن الكريم من الفتن ومن الافتراء على الله بالكذب وادعاء أمور مغلوطة ليس لها دليل وذلك في قوله تعالى:

(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [الأعراف: 33].

الدروس المستفادة من سورة المدثر

هناك الكثير من الدروس المستفادة والقيم العظيمة التي يمكن أن نتعلمها عند قراءة سورة المدثر ومنها:

• التقرب إلى الله تعالى في الثراء والضراء.
• عدم الغرور والتكبر بين الناس.
• فعل الخير دون انتظار المقابل.
• الابتعاد عن فعل المعاصي والذنوب وكل ما يؤدي بنا إلى سقر.
• ذكر الله تعالى وقيام الليل والصلاة.
• معرفة صفات المشركين والابتعاد عن السير على منهجهم.
• معرفة صفات المؤمنين والتحلي بها.
• معرفة نعم الله على عباده في كل وقت وحين.
• التعلم من أخطاء الآخرين.
• الابتعاد عما يغضب الله.
• فعل الخيرات.
• فعل الطاعات التي تقربنا من الله.
• المضي قدمًا في الطريق إلى الله.

بذلك نجد أن فضل سورة المدثر كبير وعظيم، وله الكثير من الجوانب التي يمكن أن نتعلمها ونستفيد منها في حياتنا.