لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم
لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم؟ ومن هم أصحاب الحجر؟ سورة الحجر هي إحدى السور التي نزلت في مكة قبل هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وتحديدًا في عام الحزن الذي فقد فيه رسول الله عمه أبو طالب والسيدة خديجة – رضي الله عنها -، وسوف نعرض لكم عبر موقع زيادة لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم.
لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم
قبل الإجابة عن سؤال لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم، يجب أن نذكر أن تلك السورة نزلت في أكثر الأوقات التي شعر فيها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالحزن الشديد جراء وفاة عمه أبي طالب الذي لطالما كان يحميه من أذى الكفار والمشركين.
كما أنه فقد أيضًا السيدة خديجة في هذا العام، وتعرض للاضطهاد والأذى الشديد من المشركين في هذا العام، فكانت تلك السورة طمأنة لقلب الرسول – صلى الله عليه وسلم –.
أما بالنسبة لسؤال لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم فإن الإجابة هي لأنها تحدثت عن قوم ثمود الذين أُرسل إليهم نبي الله صالح – عليه السلام – والذين أطلق عليهم أصحاب الحجر حيث قال الله – عز وجل في كتابه –: (وَلَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلينَ) [سورة الحجر: الآية 80]
الحجر هو اسم الوادي الذين كانوا يعيشون فيه، ويقع بين الشام والمدينة المنورة، فكانت تلك السورة تتحدث عن قصة النبي صالح مع قوم ثمود، كما أنها شملت على بعض الحكم لنبي الله محمد – صلى الله عليه وسلم – لطمأنته، فمن أبرز آيات الطمأنة من عند الله لنبيه هي قوله في تلك السورة الكريمة حيث قال: )فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين) [سورة الحجر الآيتين 94 و95]
كذلك قوله – تعالى – دعمًا لنبيه (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [سوره الحجر الآيات من 97 إلى 99]
فتعرض رسول الله – عليه أفضل الصلاة والسلام – للعديد من صور الأذى فكانوا يرمون عليه التراب ويتهمونه بالجنون، فحزن الرسول بسبب هذا فنزلت تلك الآيات.
اقرأ أيضًا: سورة بدأت بوصف الخيل من 8 حروف .. ما هي؟
قصة أصحاب الحجر
بعد معرفة لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم، وعرفنا أن اسم الحجر نسبة لوادي الحجر الذي عاش فيه قوم ثمود، ولذلك تمت تسميتهم بأصحاب الحجر، ويعود نسبهم لثمود ابن عامر ابن إرم ابن سام ابن نوح – عليه السلام -.
كما أنهم هم القوم الذين أرسل الله – تعالى – إليهم نبيه صالح – عليه السلام – فهم قوم منحهم الله القوة العظيمة والبنية الجسدية القوية، حيث كانوا ينحتون بيوتهم في الجبال، حيث قال – عز وجل –: (وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ) [سورة الحجر: الآية 82]
فجعلتهم قوتهم وحضارتهم العظيمة يشعرون بالتكبر، فكانوا يرتكبون المعاصي ويمارسون الرذائل ويعبدون الأصنام والأوثان، ويغشون في الكيل والميزان، فأرسل الله إليهم صالحًا – عليه السلام – ليهديهم لعبادة الله وحده.
فكانوا يكذبون دعوته هو وغيره من أنبياء الله الذين أُرسلوا إليهم، وهذا لقوله – تعالى -: (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ* وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ([سورة الحجر، الآيتين 80 و81]
قصة نبي الله صالح مع اصحاب الحجر
ضمن إطار عرض لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم يجدر الذكر بأنه بعد محاولات كثيرة من نبي الله صالح – عليه السلام – في دعوتهم لعبادة الله وحده وترك المعاصي وعبادة الأوثان التي لا تنفع أو تضر، فأرسل الله – تعالى – إليهم الناقة كفرصة أخيرة.
حيث أمر نبيه صالح – عليه السلام – أن يطلب منهم أن يقسّموا الماء بينهم وبين الناقة، بحيث يكون للناقة يومًا كاملًا تشرب فيه من الماء، ويومًا لهم يشربون فيه الماء.
كما نصحهم برعاية تلك الناقة المباركة وعدم إلحاق الضرر بها أو الإساءة إليها بأي شكل؛ حتى لا ينزل عليهم العقاب من الله، حيث قال – تعالى – في ذلك: (وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ) [سورة الحجر: الآية 64]
لكنهم بطبيعتهم المتغطرسة لم يطيعوا أمر نبي الله – عليه السلام – فعذبوا الناقة وذبحوها وتحدوا نبي الله بأن يأتيهم العذاب الذي يعدهم إياه استهزاءً به، فأنذرهم نبي الله بمجيء الصيحة فظنوا أن بيوتهم المنحوتة في الجبال سوف تحميهم من عقاب الله.
لكن خاب ظنهم وجاءت تلك الصيحة الشديدة التي قضت عليهم جميعًا، فتقول بعض المصادر إن الصيحة هي صاعقة شديدة من الله، وتقول أخرى إنها صوت عال جدًا لدرجة أنهم لم يتحملوه وماتوا جميعًا، ولم تغنِ عنهم قوتهم ولا حضارتهم من عقاب الله شيئًا.
قال الله – تعالى – في ذلك: (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ* فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ* فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) [سورة الحجر، الآيات من 82 إلى 84] ولكن نجا نبي الله صالح – عليه السلام – هو ومن آمن معه من أقلية قليلة من أهل القرية.
فتقول بعض الآراء بأن النبي ومن آمن معه ذهبوا إلى منطقة الرملة بفلسطين، وآخرين قالوا إنهم توجهوا إلى مكة المكرمة، وغيرهم قال إنهم ذهبوا إلى منطقة حضرموت.
اقرأ أيضًا: لماذا سميت سورة التغابن بهذا الاسم ؟
أسباب ومقاصد سورة الحجر
بصدد الحديث عن سؤال لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم، يجدر بنا تسليط الضوء على الأسباب والمقاصد الرئيسة التي يوضحها الله – تعالى – في تلك السورة الكريمة، وتلك الأسباب كالآتي:
1- التأكيد على أن القرآن هو نجاة المؤمن
فمن أهم أسباب نزول تلك السورة الكريمة هو توضيح أن القرآن الكريم هدفه هو إصلاح الأمة الإسلامية، وأن الإسلام هو سر نجاة المؤمن من عذاب الآخرة.
تأتي تلك الإشارة واضحة في بداية سورة الحجر، حيث قال – تعالى -: (رُبَما يَوَدُّ الَّذينَ كَفَروا لَو كانوا مُسلِمينَ* ذَرهُم يَأكُلوا وَيَتَمَتَّعوا وَيُلهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوفَ يَعلَمونَ) [سورة الحجر، الآيتين 2 و3]
2– مسألة المستقدمين والمستأخرين
استكمالًا للحديث في إطار لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم وسبب نزولها، ننتقل لذكر مسألة المستقدمين والمستأخرين، فيقول الفقهاء أن من أسباب نزول سورة الحجر هي مناقشة مسألة المستقدمين والمستأخرين، حيث يقول عبد الله ابن عباس – رضي الله عنه –:
“كانت امرأةٌ تصلِّي خَلفَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ؛ حَسناءَ مِن أحسنِ النَّاسِ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: لا واللَّهِ ما رأيتُ مثلَها قطُّ، فَكانَ بعضُ القومِ يتقدَّمُ حتَّى يَكونَ في الصَّفِّ الأوَّلِ لئلَّا يَراها، ويستأخرُ بعضُهُم حتَّى يَكونَ في الصَّفِّ المؤخَّرِ، فإذا رَكَعَ نظرَ من تحتِ إبطيهِ وجافَى يديهِ، فأنزلَ اللَّهُ تعالى: وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَأْخِرِينَ” [رواه عبد الله بن عباس، حديث صحيح]
حيث كانت هناك امرأة جميلة جدًا تصلي خلف الرسول – صلى الله عليه وسلم – فكان بعض الرجال يذهب للأمام حتى لا يراها أثناء صلاته، والبعض الآخر يتأخر حتى ينظر إليها أثناء ركوعه.
فنزلت تلك الآية عتابًا من الله – تعالى – للمستأخرين من الرجال في فعلهم هذا، فالصلاة لها حرمتها ولا يجوز إطلاق البصر أو ارتكاب المعاصي فيها، فيجب على الشخص أن يستحضر عظمة الله – تعالى – أثناء صلاته ويترك كل شيء في دنياه خلفه حتى يستطيع الخشوع في صلاته.
3- توضيح جزاء طاعة الله والإيمان به
من أسباب نزول هذه السورة الكريمة توضيح أن الإنسان الذي يمتثل لأوامر الله ويعمل على طاعته وتجنب نواهيه، فجزاؤه دخول الجنة، حيث قال – تعالى – في السورة الكريمة: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) [سورة الحجر، الآية 47]
فيوحي الله – تعالى – في تلك الآية الشريفة أن جزاء طاعة الله في الدنيا هو دخول الجنة في الآخرة، وفيها ينزع الله علقة الغل من قلوب أهل الجنة، وذلك عندما يشربون من عينا الجنة.
كما يجدر الذكر بأن هذه الآية نزلت في الصديق أبو بكر وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين – حيث إن أبا بكر – رضي الله عنه – أصابته الخاصرة، فقام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – بتدفئة يديه ووضعها على خاصرة الصدِّيق تخفيفًا لألمه.
كما أن الغل في تلك الآية هو الحقد القبلي في الجاهلية بين بني هاشم وبني تيم وبني عدي، فكانت تلك الأمم قبل الإسلام تتقاتل باستمرار ولكن بعد دخولهم الإسلام نوع الله الغل من قلوبهم وأصبحوا متآخين ومتحابين في الله.
4- التأكيد على رحمة الله ـ تعالى – وقدرته
نتابع حديثنا ضمن إطار لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم بذكر أحد أهم أسباب نزول هذه السورة المباركة وهو التأكيد على رحمة الله – تعالى – وأن مغفرته ورحمته وسعت كل شيء.
فإذا أذنب الإنسان ألف مرة بحكم طبيعته الخطّاءة واستغفر الله وجد الله غفورًا رحيمًا، وهذا ما جاء في الآية الكريمة حيث قال – تعالى -: (نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة الحجر: الآية 49]
كما أن الله – عز وجل – يؤكد أيضًا أن جزاء معصية الله والإصرار على المعصية هو العذاب الشديد، فالكثير من الأقوام أعطاهم الله القوة والنعم الوفيرة.
لكنهم لم يشكروا الله عليها وظنوا بأنهم لا شيء يقدر عليهم، ولكن ينتهي الأمر بنزول عذاب الله عليهم في الدنيا والآخرة، حيث قال : (وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ( [سورة الحجر، الآية 50]>
5- توجيه الإرشاد للمسلمين
يرى بعض الفقهاء أن هناك سبع قوافل محملة بالمؤن والبضائع والمرسلة إلى يهود بني النضير وبني قريظة، ولما رآها المسلمون تمنوا لو أن هذه القوافل تكون لهم، فأنزل الله – تعالى -: (وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِنَ المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ( [سورة الحجر: الآية 87]
فيقول الله – تعالى – للمسلمين أنه آتاهم سبع آيات أفضل وأغنى من تلك القوافل، كما أن الغمام الحسن بن الفضل قال بأن هذا الرأي ضعيف جدًا استنادًا إلى مكية هذه السورة، بينما كان اليهود يعيشون في المدينة المنورة.
كما يجدر الذكر بأن السبع مثان هي سورة الفاتحة، وهذا استنادًا لحديث أبو سعيد بن المعلى – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث قال:
“كُنْتُ أُصَلِّي، فَدَعانِي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذا دَعاكُمْ؟، ثُمَّ قالَ: ألا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ، فأخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرَدْنا أنْ نَخْرُجَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ قُلْتَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ” [رواه أبو سعيد ابن المعلى، صحيح البخاري].
6- التأكيد على خلق الإنسان من الطين وموقف إبليس من الإنسان
حيث يذكر الله – تعالى – في تلك الآية أن الإنسان خُلق من طين ينفخ فيه الله من روحه، كما وضح موقف إبليس عندما أمر الله تعالى الملائكة أن تسجد لنبي الله آدم – عليه السلام –.
فهو أول البشر فسجدوا له جميعًا ولكن إبليس لم يسجد لأنه شعر بالحقد عليه، فكيف يسجدون له وهو من طين ولا يسجدون لإبليس وهو من نار، فتكبر إبليس وعصى الله فلعنه الله وطرده من رحمته.
فتوعد إبليس بملاحقة الإنسان والعمل على إفساده في كل وقت وحين مجيء يوم القيامة، إلا عباد الله الصالحين فليس له عليهم سلطان، ولكن كيده ينحصر على ضعاف القلوب والنفوس، فكيد الشيطان ضعيف جدًا.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة التوبة
7- جبرًا لخاطر الرسول – صلى الله عليه وسلم –
بصدد الحديث عن لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم يجدر الذكر بأن من أهم أسباب نزول تلك السورة على النبي – صلى الله عليه وسلم – هو مروره بوقت عصيب والذي عُرف بعام الحزن.
حيث فقد فيه عمه وزوجته خديجة – رضي الله عنها – فكان في هذه السورة بعض الآيات التي تهوّن على قلب الرسول لما عاناه من حزن لفقدهما ولما لقاه من أذى من المشركين في هذا الوقت، حيث قال – تعالى –: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين) [سورة الحجر: الآية 95]
كما أن الله – تعالى – كان يعلم أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يشعر بالحزن والضيق من أفعالهم واستهزائهم به، فقال – تعالى -: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [سوره الحجر: الآيات من 97 إلى 99]
فأمر الله نبيه أن يستمر في دعوته حتى يفتح الله عليه، وبالفعل استمر الرسول في دعوته حتى تمكن من فتح مكة ونشر الإسلام بها.
سورة الحجر من السور القرآنية الكريمة التي تحمل العديد من الرسائل والعبر التي تدل على مدى قدرة الله ورحمته.