أدوات نصب وجزم الفعل المضارع
أدوات نصب وجزم الفعل المضارع تعتبر أدوات ذات أهمية قصوى في تحويل معنى الجملة الفعلية في اللغة العربية، وتغيير إعراب اللبنة الأساسية فيها وهو الفعل المضارع.
لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم أدوات نصب وجزم الفعل المضارع، كما سنعرض لكم بعض الأمثلة التوضيحية من القرآن الكريم وإعرابها.
أدوات نصب وجزم الفعل المضارع
اللغة العربية تعد واحدة من أقدم لغات العالم، وتعد في المستوى الخامس من حيث الصعوبة، فهي تحتاج إلى أكثر من ثمانية وثمانين أسبوعًا من أجل تعلمها، وترجع كل هذه المدة إلى قواعد النحو العربي الصارمة.
فالنحو في اللغة العربية يحدد الكلمة في أكثر من فئة، منها الأسماء ولها النصيب الأكبر من علم النحو، فهناك أسماء تعرب، وهناك أسماء مبنية، وهذا له جانب آخر في علم النحو، الأفعال أيضًا ليست أفضل حالاً من الأسماء.
فالأنواع الثلاثة للأفعال مختلفة في الإعراب والبناء، فالماضي والأمر مبنيان دائمًا، والمضارع يبنى في حالات ويعرب في حالات أخرى، وإعراب المضارع أيضًا فيه تفرع، فالأصل فيه هو الرفع، لكن إن سبق المضارع ناصب فينصب.
أما إن سبق المضارع جازم فيجزم، لذلك قسم النحويون أدوات المضارع إلى أدوات نصب وجزم الفعل المضارع، وتختلف الأدوات في عملها وفي أشكالها.
فحروف نصب الفعل المضارع هي (أن، لن، كي، حتى، لام التعليل، فاء السببية، واو المعية، لام الجحود)، بينما حروف جزم الفعل المضارع فهي (لم، لام الأمر، لا الناهية).
البداية ستكون بشرح حروف نصب الفعل المضارع، حيث توجد خمسة حروف من حروف نصب الفعل المضارع تنصب المضارع بعدها وجوبًا دون الحاجة إلى شروط لعملها، وهذه الأدوات هي (أن، لن، كي، حتى، لام التعليل).
لكن الأدوات الثلاثة الأخرى فهي تحتاج إلى بعض الشروط اللازمة كي تنصب الفعل المضارع، وإما سيكون المضارع مرفوعًا في أصله، ففاء السببية وواو المعية تنصبان المضارع بشرطين وهما:
- النفي التام.
- الطلب مثل الأمر أو الاستفهام.
أما لام الجحود فعملها يختلف، فيجب أن تسبق بكون منفي، والكون المنفي هو نفي لكان أو إحدى أخواتها.
اقرأ أيضًا: متى ينصب الفعل المضارع
أدوات جزم الفعل المضارع
في السطور السابقة تحدثنا عن أدوات نصب وجزم الفعل المضارع بصورة عامة، بل اقتصرنا على أدوات نصب المضارع، لذلك في سطور هذه الفقرة سنعرض لكم أدوات جزم الفعل المضارع، وما هو الجزم.
الجزم في اللغة العربية هو القطع، فالفعل المضارع المجزوم هو فعل مضارع قطعت منه علامة إعرابه الأصلية وهي الضمة، فلم يعوض بعدها بعلامة إعراب فأصبح الحرف الأخير منه ساكنًا، لذلك يجزم المضارع على السكون.
أدوات جزم الفعل المضارع هي ثلاث أدوات (لم، لام الأمر، لا الناهية)، وإعراب هذه الحروف فيه قولين، الأول هو إعراب هذه الحروف مبنية على حركتها مثل الآتي:
- لم: حرف جزم للفعل المضارع مبني على السكون.
- لا: حرف جزم للفعل المضارع مبني على الفتح.
تعمل هذه الأدوات دون الحاجة إلى شروط فهي؛ تأتي قبل الفعل المضارع فيصبح مجزومًا، لكن هذه الأدوات ليست الأدوات الوحيدة التي تجزم الفعل المضارع، حيث توجد بعض الأدوات الأخرى التي تقوم بالعمل ذاته، وهي أدوات الشرط الجازمة.
هي سبع أدوات (إنْ، من، ما، مهما، متى، أين، أينما)، هذه الأدوات تكون مكونة لأسلوب على هذه الصورة (حرف الشرط+ فعل الشرط+ فعل جواب الشرط).
إن كان جواب الشرط وفعل الشرط كلاهما مضارع فيجزما إلا في حالة واحدة جاءت في ألفية ابن مالك:
“اسمية طَلَبِيَّةٌ وَبِجَامِدٍ *** وَبِمَا وَلَنْ وَبِقَدْ وَبِالتَّسويف”
أي لا يجزم فعل جواب الشرط إن كان جملة اسمية، أو طلب، أو فعل جامد، أو سبقه ما أو قد، أو سين الاستقبال، أو سوف، والفارق بين الحالتين كالآتي:
- إن تذاكرْ تنجحْ (الفعلان كلاهما ساكن الآخر لأنهما مجزومان فعل طلب وجوابه).
- إن تذاكرْ سوف تنجحُ (تذاكر فعل مضارع مجزوم، بينما تنجح مرفوع لاستباقه بسوف).
اقرأ أيضًا: أدوات جزم الفعل المضارع
علاقة الفعل المضارع المجزوم بالأمر
الشاهد فيما ذكرناه هو أدوات نصب وجزم الفعل المضارع، لكن ما علاقة الفعل الأمر بالفعل المضارع؟ وهل يتأثر إعراب فعل الأمر بإعراب الفعل المضارع، في هذه الفقرة سنعرض لكم إجابة هذا السؤال.
إن فعل الأمر لا إعراب له، بمعنى أنه فعل مبني، وقاعدة بنائه مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعلامة إعراب المضارع، فالقاعدة في إعرابه هي “الأمر يُبنى على ما يُجزم به مضارعه“.
أي الإعراب الصحيح لفعل الأمر يجب اشتقاق المضارع منه ثم جزمه ثم إعرابه مجزومًا لاستخراج إعراب فعل الأمر، ولعل المثال التالي يوضح القاعدة:
كلوا طعامكم، فعل الأمر هنا هو كلوا، يشتق منه مضارعه (يأكلون) ثم يجزم (لم يأكلوا) فيعرب مضارعًا مجزومًا بحذف حرف النون، بالتالي يكون إعراب فعل الأمر (كلوا) فعل أمر مبني على حذف النون.
علامات نصب وجزم المضارع
علامات نصب الفعل المضارع وجزمه تنقسم إلى نوعين، إما علامات أصلية، أو علامات فرعية، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم العلامات الأصلية والفرعية في إعراب المضارع المنصوب والمجزوم.
الأصل في جزم الفعل المضارع السكون، والأصل في نصب الفعل المضارع الفتحة في حالة لم يكونا من الأفعال الخمسة في المنصوب والمجزوم أو من الأفعال المعتلة في المجزوم فقط، لكن ما هي الأفعال الخمسة؟ وما هي الأفعال المعتلة؟
الأفعال الخمسة هي أي فعل مضارع اتصل بواو الجماعة أو ألف الاثنين أو ياء المخاطبة، وتكون علامته في الرفع ثبوت النون، وفي النصب والجزم حذف النون.
أما الأفعال المعتلة، فهي أي فعل كان أوله أو أوسطه أو آخره حرفًا من حروف العلة، وهي ثلاثة (الواو، الألف “ا”، الياء)، وفي حالة الجزم تحذف حروف العلة الموجودة في وسط الكلمة، وفي آخر الكلمة.
في آخر الكلمة تحذف لأن حرف العلة ساكن، والمضارع المجزوم ساكن، فيُحذف حرف العلة ويعوضه حركة، مثل لم يسمُ بدلاً عن الواو في يسمو، أما حرف العلة في وسط الكلمة فيحذف لعدم التقاء ساكنين، وهو سكون حرف العلة، وسكون الحرف الأخير من الفعل.
اقرأ أيضًا: متى يُجزم الفعل المضارع
أمثلة من القرآن على المضارع المجزوم والمنصوب
أدوات نصب وجزم الفعل المضارع جاءت في القرآن الكريم، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم الشواهد القرآنية على نصب المضارع وجزمه.
- الآية السادسة والتسعين بعد المائتين من سورة البقرة (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ).
الفعل المضارع (يجد) مضارع مجزوم بالسكون، بينما الفعل المضارع (يكن) مبني على السكون وحذف حرف العلة الأجوف لعدم التقاء ساكنين، وأصله يكون.
- الآية الثانية والتسعين من سورة آل عمران (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، تنفقوا جاءت في هذه الآية مرتين، وكلّ منهما مر بإعراب مختلف.
فجاءت بعد حتى مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وجاءت بعد حرف الشرط الجازم “ما”، وصار الإعراب من مضارع منصوب إلى مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
- الآية رقم 179 من سورة آل عمران (مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ).
الأفعال المضارعة الموضحة في هذه الآية منصوبة، لكن تختلف في علامة إعرابها، فالأفعال (ليذر، ليطلعكم، يميز) هي أفعال منصوبة بالفتحة، بينما الفعل (تؤمنوا) هو منصوب بحذف حرف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
- الآية الرابعة والأربعين من سورة إبراهيم (أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ)، تكونوا فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والهمزة في (أولم) للاستفهام.
الأفعال تعد أصل الكلمات في اللغة العربية، وعلى الرغم من عدم وجود الكم الكبير من الإعراب في الأفعال، إلا أن إتقان إعراب الأفعال يزيد من الحصيلة اللغوية للدارس.