أبيات شعر عن فضل المعلم
أبيات شعر عن فضل المعلم يمكن من خلالها أن نعد ولو جزءًا بسيطًا من فضل المعلم علينا جميعًا، الذي لولاه لظلت الأمم كلها قابعة في غياهب الظلمات من المهد إلى اللحد.
سنقدم من خلال هذا المقال عبر موقع زيادة، أجمل الأبيات الشعرية التي تحدثت عن فضل المعلم ووصفته، لكي تضح لنا أكثر أهمية المعلم ومكانته بين الناس في شتى بقاع الأرض.
أبيات شعر عن فضل المعلم
إن الشعراء في مختلف العصور لم يكتفوا بالغناء للحب والشوق والسهد وغيرها من معاني العشق والاشتياق، وإنما تخطت موهبتهم وإبداهم تلك الحدود، فتغنوا بفضل المعلم والعلم، موضحين رفعة مكانة العالم وقدر العلم في الدنيا، ومن الأمثلة على أبيات الشعر التي امتدحت العلم:
قال أمير الشعراء الراحل أحمد شوقي:
“قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا”
إن المقارنة بين المعلم والجاهل طويلة، لا يسع للإنسان أن يبلغ ببصره مداها، ولا يمكن غض الطرف عن التغيير الجذري الذي يفتعله المعلم في حياة الإنسان، وهذا ما أكد عليه وأيده الكثير من الشعراء.
قال الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب:
“فلله در العلم كيف ارتقت به عقول أناس كُنَّ بالأمس بلّها
غذّاها نمير العلم من فيض نوره جَلَت عن محياها المتوج بالبها”
إن الإنسان مخير ومسير في كثير من أمور حياته، وخير ما يختاره هو أن يكون مُعلمًا أو متعلمًا.
قال الشاعر بن الوردي:
“كنْ عالمًا في الناسِ أو متعلّمًا أو سامعًا فالعلمُ ثوبُ فخارِ
منْ كلِّ فنٍّ خذْ ولا تجهلْ بهِ فالحرُّ مطَّلعٌ على الأسرارِ
وإذا فهمتَ الفقهَ عشتَ مصدَّرًا في العالمينَ معظَّمَ المقدار”
إن المعلم بحمله لواء العلم شق لنفسه طريقًا طويلًا، ذلك الطريق الشاق هو الذي يجعل من مكانته محرابًا مقدسًا لا شية فيه.
“يا شمعة في زوايا الصف تأتلق تنير درب المعالي وعي تحترقُ
لا أطفأ الله نورا انت مصدره يا صادق الفجر انت الصبح والفلقُ
أيا معلم يا رمز الوفا سَلِمتْ يمينُ أهل الوفا يا خير من صدقوا
لا فضّ فوك فمنه الدرّ منتثرٌ ولا حُرمْتَ فمنك الخيرُ مندفقُ
ولا ذللت لمغرورٍ ولا صَلِفٍ ولا مَسّتْ رأسَك الجوزاء والافقُ
يدٌ تخط على القرطاس نهج هدى بها تشرفت الأقلام والورقُ”
اقرأ أيضًا: كلمة عن يوم المعلم للاذاعة المدرسية
المعلم والشعراء
إن العلم والمعلمون هما الركيزة الأساسية لقيام الدولة، فإذا كان العماد ضعيفًا، كان البنيان أيلَا للسقوط، فلا نهضة حدثت في أي بقعة من بقاع الأرض إلا وكان فضل المعلم هو السبب فيها.
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
“تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالمًا وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ
وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِمًا كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ”
قال الشاعر الراحل خليل مطران:
إن المعلم وعلمه هما النور لكل ظلمة، وهما انكشاف لكل غمة، وهما المؤدب لمن تحتاج نفسه وفكره إلى التهذيب، وهما يقوي اللذان يقويان أواصر الإيمان بيننا وبين الله، ولا يمكننا أن ندرك مكانة العلم إلا إذا أدركنا مكانة العالم.
لقد قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
“العلم زين فكن للعلم مكتسباً وَكُنْ لَهُ طالبا ما عشْتَ مُقْتَبِسا
اركن إليه وثق بالله واغنَ به وكن حليماً رزين العقل محترسا
وَكُنْ فَتًى ماسكا مَحْضَ التُّقى ورعاً للدِّيْنِ مُغْتَنِما لِلْعِلْمِ مُفْتَرسا
فمن تخلقَ بالآداب ظلَّ بها رَئِيْسَ قَوْمٍ إِذَا ما فارق الرؤسا”
إن ما دفع الشعراء إلى كتابة أبيات شعر عن فضل المعلم في المقام الأول، هي التضحيات التي يقدمها لطلابه حتى على حساب نفسه وحياته الشخصية.
قال الشاعر صفي الدين الحلي:
حياة ُ مُعَلِّمٍ طفِئَتْ وكانتْ سراجاً يعجبُ الساري وضيَّا
سبقتُ القابسين إلى سَناها ورحتُ بنورها أحبو صبيَّا
أخذتُ على أريبٍ ألمعيٍّ ومَنْ لكَ بالمعلِّم أَلْمَعِيَّا؟
ورب معلِّمٍ تلقاه فظَّا غليظ القلبِ أَو فَدْماً غَبيّا
أهمية ومكانة المعلم
إن المعلم جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فأيًا كانت المرحلة الدراسية التي يمر بها الشخص فإن المعلم بعد الله هو صاحب المجهود الأحق بالتقدير، ومن أبرز النقاط في بحر أهمية ومكانة المعلم:
- إن المعلم هو الضمان الأول والأهم لصحة التحصيل الأكاديمي.
- يرعى المعلم طلابه كافة من دون تفريق، ولا يتوقف دعمه ورعايته لهم على الصعيد العلمي فقط، بل يتدعى ذلك النطاق لكي يبلغ الصعيدين الإنساني والنفسي.
- تعزيز تجربة التعليم وتوسيع نطاها، فالمعلم المتميز فعلًا يسعى لِأن يشرك الوالدين في العملية التعليمة الخاصة بولدهما.
- المعلم يشكل النموذج القويم الذي يحتذي به الطالب الناشئ، فكلما كنت القدوة مثالية أو أقرب إليها كلما ارتفعت احتمالية نشأة جيل جديد يميل كل الميل للمثالية.
- إن المعلم هو البنّاء الذي يعد شغله الشاغل هو قادة عظام، ليستثمر فيهم علمه وقدراته ليرى موطنه في المستقبل مكانًا آمنًا أقرب إلى الجنة.
- يسعى المعلم دومًا من أجل خلق بيئة تعليمية سليمة وقويمة للطلاب، لكي يصبحوا على أهبة الاستعداد من أجل مقاومة التحديات التي تواجههم في الحياة.
- إن المعلم يلعب دورًا هامًا في بروز نجوم وفناني المجتمع من الطراز الراقي، وذلك لأنه ينظر في أعين كل طالب يجلس أمامه، ويستطيع من خلال تلك النظرة أن يقوم بالكشف عن وجود موهبة مميزة لديه.
- المعلم هو السراج المنير الذي يرشد طلابه وأبنائه دومًا إلى الطريق الصحيح.
- يركز المعلم على هدف سامي وهو تطوير المهارات التي يراها في كل طالب من طلابه.
اقرأ أيضًا: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا للشاعر أحمد شوقي
مكانة المعلم في الإسلام
إن أبيات شعر عن فضل المعلم وحدها لا تكفي، فلا يجب أن نتغنى بالشعر لمدح المعلم والثناء عليه من دون ان نكون مدركين حقًا لمدى قيمته، والتي أقر بها النبي صلى الله عليه وسلم في عدة مواضع من أحاديثه الشريفة.
“عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ”
رواه أبو الدرداء، وحدثه الألباني، المصدر صحيح أبي داوود، حكم الحديث: صحيح.
إن الله ميز تمامًا بين مكانة كل من العالم والجاهل، واكد على أهمية ومنزلة رجل العلم وذلك في عدة مواضع من القرآن الكريم.
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة الزمر، الآية رقم 9]
إن المعلم هو الأعلى والأجل شئنًا فوق الذين لم يبلغوا ما بلغه من العلم، ولقد أكد الله سبحانه وتعالى على تلك الحقيقة في كتابه العزيز.
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)
[سورة المجادلة، الآية رقم 11]
إن الصحابة الكرام أيضًا أقروا بفضل المعلم وقيمته العظيمة ومكانته فيما بينهم، وكان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أوائل الصحابة الذين أقروا وقدسوا مكانة المعلم.
“ما الفخر إلّا لأهل العلمِ إنَّهمُ على الهدى لمن استهدَى أدلَّاءُ
وقدرُ كلُّ امرئٍ ما كان يحسنُه والجاهلون لأهلِ العـلمِ أعداءُ
ففُز بعلمٍ تعشْ حيًّا به أبدًا الناسُ موتى وأهلُ العلم أحياءُ“
صفات يجب توافرها في المعلم
إن أي أبيات شعر عن فضل المعلم ذكرت بعضًا من صفاته وليس كلها، كما أنها أغفلت بعض الشيء جانب هام في إطار سرد أبيات شعر عن فضل المعلم، وهذا الجانب هو الصفات الأساسية التي يجب أن يتسم ويتحلى بها المعلم، لكي يستحق وعن جدارة أن يحمل لقب المعلم، وتلك الصفات هي:
- التفاني كل التفاني في التدريس.
- الصبر والجلد وطول البال.
- الثقة بالنفس وعدم اليأس.
- الاهتمام بتطوير الذات بصفة دائمة.
- أن يكون مواكبًا لركب التطور الحضاري، لكي يصبح أكثر قدرة على التأثير بشكل إيجابي في حياة الطلاب.
- اللطف في المعاملة وحلاوة اللسان.
- الوعي التام بما يحتاجه الطالب وفقًا لطبيعته الشخصية.
- القدرة على الاستماع الجيد وحسن الإصغاء.
- القدرة على توطيد أواصر المحبة والتقارب مع الطالب.
اقرأ أيضًا: شعار يوم المعلم و اجمل كلمات عن يوم المعلم 1446
كيف نقابل فضل المعلم
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان وما يفعله المعلم هو الإحسان بعينه، لذا علينا إذا لم نستطع نثر أبيات شعر عن فضل المعلم ونتغنى بها إليه، علينا أن نراعي تصرفاتنا وسلوكنا خلال التعامل معه، وذلك يتم لنا من خلال:
- الدعاء للمعلم بظهر الغيب بكل ما هو خير.
- الاستماع إليه باهتمام تقديرًا لمجهوداته الجمة.
- إذا أخطأ سهوًا فلا نحط من شأنه، بل نتغاضى ونرفع من مكانته أكثر.
- عدم انتقاد عيوب المعلم ويكفي ملاحظتها لتجنب الوقوع فيها مستقبلًا.
- التحدث إليه بصيغ الاحترام.
- خفض وتحسين نبرة الصوت عند التحدث إليه.
- الاقتداء بسلوكه وطباعه الحسنة.
- التعامل مع بود ووقار وتقدير.
- السؤال عن حاله والتودد إليه حتى بعد انتهاء المرحلة الدراسية معه.
بعد تقديم أفضل أبيات شعر عن فضل المعلم، علينا إذا أردنا أن نتخذ من معلم مثالًا قويمًا يحتذى به، فليس لدينا خير من خاتم المرسلين فهو خير معلم للورى.