علاج التفكير السلبي والوسواس

علاج التفكير السلبي والوسواس لا يمكن أن يتم للشخص من تلقاء نفسه، ولا يمكننا علاج العرض من دون أن نعالج السبب الأساسي، فتلك المشكلة ليست بهينة.

سنقوم من خلال موقع زيادة بالتعرف إلى علاج التفكير السلبي والوسواس، لكي يتثنى لكل من يعاني من هذه المشكلة أن يعرف كيف سيتعامل معها.

علاج التفكير السلبي والوسواس

إن علاج التفكير السلبي والوسواس القهري علاجًا نفسيًا بحتًا، ويتم علاج كل منهما على حدا كالآتي:

1- علاج التفكير السلبي

التفكير السلبي يمكن علاجه بالاعتماد على القوة الذاتية والإرادة في المقام الأول، فالشخص الذي يعاني من الوسواس القهري يجب عليه فعل ما يلي:

  • البعد تمامًا عن كل ما يتسبب بالتوتر أو الخوف.
  • التركيز على أي شيء آخر لتشتيت الانتباه، عند بدء التفكير بإحدى الأمور السلبية.
  • شغل النفس بأي نوع من أنواع النشاط الحركي، وذلك عند الخوض في دوامة التفكير السلبي.
  • الحرص على متابعة الأحداث المبهجة التي تدخل السرور على النفس.
  • تجنب الأشخاص الذين يبثون الأفكار والمشاعر السلبية.
  • متابعة الحالة دومًا مع طبيب نفسي مختص.
  • الالتزام بمواعيد الأدوية التي قررها الطبيب النفسي.

2- علاج الوسواس

إن علاج الوسواس القهري يكمن في مدى إيمان الشخص المصاب به، ثم في مدى قدرته على المقاومة، والشخص الذي يعاني من الوسواس عليه أن يسير على بعض الخطوات العلاجية، حتى يستطيع السيطرة على تلك المشكلة وهذا من خلال:

  • اليقين أن الوسواس القهري ما هو إلا من فعل الشيطان، فهو يتعهد للإنسان دومًا بالأذى والضرر حيثما كان.
  • التأكد من أن أفكار الوسواس القهري كلها، أفكار واهية لا أساس لها من الصحة.
  • مقاومة الطلبات الملحة التي ينادي بها الوسواس القهري.
  • الإيمان بعكس الأفكار التي ينادي بها الوسواس القهري.
  • تجنب التمعن أو التركيز في الأفكار التي تطرأ على الذهن نتيجة الوسواس القهري.
  • تجنب الجلوس أو البقاء على انفراد لفترات طويلة، وهذا عن طريق الحرص على مجالسة الآخرين والتحدث إليهم.
  • البعد عن الأفكار المحزنة ولا سيما الذكريات الأليمة الماضية.
  • عند التعرض إلى فكرة ملحة من أفكار الوسواس القهري، من الأفضل أن يحرص الشخص على قراءة القرآن أو ذكر الله بشكل مستمر، حتى تتلاشى تلك الأفكار.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع التلبينة والوسواس

ما هو التفكير السلبي

إن التفكير السلبي لا يمكن تعريفه علميًا لكن من الممكن وصفه، فهو عبارة عن الاعتقاد بالأسوأ في كل شيء، وتوجد الكثير من الأسباب التي تدفع إلى تفكير الشخص بطريقة سلبية مثل التعامل شبه المستمر مع الشخصيات السلبية أو الحساسة بطريقة مفرطة.

كما يعد التأثر بالماضي المؤلم من أكثر الدوافع للتفكير بطريقة سلبية بالإضافة إلى التعرض للخيبات والاحباطات بصورة متوالية هذا بجانب معاناة الشخص من ضعف بالثقة في النفس أو التربية والتنشئة الخاطئة والتفكير المتزايد.

كيفية مقاومة التفكير السلبي

إن التفكير السلبي يمكن السيطرة عليه وإبعاده قدر المستطاع من خلال الآتي:

  • التركيز على الأفكار التي تبعث على السعادة.
  • كتابة الأهداف الشخصية على ورق للتذكير بها دومًا فهذا من شأنه أن يزيد من الحماس والإحساس بالإيجابية.
  • ممارسة بعض التمارين الرياضية التي تساعد على تحسين الحالة النفسية مثل اليوجا.
  • المشي يوميًا فإن رياضة المشي تعمل على تفريغ الطاقة السلبية الكامنة في العقل.
  • الخروج من أجل التنزه في نهاية مل أسبوع.
  • تسجيل كل الإنجازات التي تم تحقيقها خلال الأسبوع، مهما كانت صغيرة فهذا من شأنه أن يولد الشعور بالإيجابية.
  • المشاركة في الندوات والمبادرات التي تركز على التأهيل النفسي.
  • التجديد من لغة الجسد مثل الجلوس بشكل مستقيم، بدلًا من الانحناء بالإضافة إلى التبسم في وجه الآخرين.
  • المصارحة بكمائن المشاعر والأحاسيس مع شخص مقرب وموثوق به، لأن الكتمان الزائد من أكثر العوامل المسببة في التفكير السلبي بشكل مرضي.
  • جعل الماضي مهما كان صعبًا ومؤلمًا مجرد درس عابر، أو مصباح يضيء لنا الآفاق القادمة.
  • البعد عن الأشخاص المحبطة والسلبية، والتقرب من الأشخاص الإيجابيين.

ماذا يعني الوسواس القهري

لا يمكننا الحديث عن علاج التفكير السلبي والوسواس دون أن نعرف أولًا ما هو الوسواس القهري، يمكننا تعريف الوسواس أو الوسواس القهري على أنه مشكلة نفسية مزمنة ومنتشرة الحدوث، يشعر فيها المريض بحاجة قوية وملحة في القيام ببعض التصرفات، بصورة متكررة وقهرية وخارجة عن إرادة الشخص.

تأتي للمصاب أفكار وهواجس تسبب له التوتر والقلق، ويمكن تشبيه القلق هنا بأنه نظام لتنبيه أو إنذار للجسم لحمايته من خطر ما ويقوم الوسواس القهري باستنزاف نظام الإنذار ويكأنه يعمل على تشجيع هذا النظام دون وجود أي مسبب أيًا كان حجمه على أنه خطر يهدد حياة الشخص.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع وسواس الموت والأحلام

أعراض الوسواس القهري

في إطار عرضنا لعلاج التفكير السلبي والوسواس، لا بد لنا من ذكر أعراض الوسواس القهري، حيث إن الشخص الذي يصاب بالوسواس القهري تظهر عليه بعض الأعراض، أو العلامات التي تشير إلى إصابته به، ومن أشهر تلك الأعراض ما يلي:

  • الخوف شبه المستمر من البكتيريا والتلوث.
  • الخوف الزائد من الأفكار التي تتعلق بالأمور المحرمة كتلك المتعلقة بالجنس والمعتقدات الدينية والأفكار العدائية تجاه الذات وتجاه الآخرين.
  • ظهور هاجس النظافة والإفراط في عدد مرات غسيل اليدين أو التنظيف.
  • تنظيم الأشياء وترتيبها دومًا بشكل مثالي والثورة والغضب الغير مبرر عند تغيير نظامها.
  • التأكيد والتدقيق في الأشياء بصفة متكررة كالتأكد من إغلاق الأبواب والشبابيك أكثر من مرة.
  • القيام بعد الأشياء وحسابها بصورة قهرية خارجة عن الإرادة.
  • القيام بعمل تصرفات فجائية ولكنها متكررة بالرغم من قصرها، مثل الغمز بالعينين بشكل متكرر أو هز الكتفين والرأس أو تجهم الوجه.

علاج الوسواس القهري

إن علاج الوسواس القهري لا يقتصر على اعتماد الشخص على نفسه فحسب ولا يقتصر أيضًا على طريقة واحدة وموحدة للعلاج بل هناك أكثر من وسيلة لعلاج هذه المشكلة ومن أهمها:

العلاج الدوائي

في حالات علاج الوسواس القهري يلجأ الأطباء إلى استخدام بعض الأدوية التي تسمى Serotonin reuptake Inhibitor أو كما تسمى بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، وتلك الأدوية يتم تصنيفها ضمن قائمة الأدوية الخاصة بعلاج حالات الاكتئاب.

يجب توضيح أنه لا تنجح الأدوية المضادة للاكتئاب دومًا في علاج الوسواس ولم يتم تحديد آلية معينة لعلاج هذا الأمر أو حتى السيطرة عليه فتلك الأدوية لا تفعل شيئًا إلا أنها تؤثر في نسبة السيروتونين الموجودة في المخ.

يحدث خللًا في عملية التواصل بين الأعصاب الموجودة في المخ عند وجود الحالة التي لا يكون السيروتونين متواجدًا بنسبة كافية، في بعض الأحيان يحدث الاكتئاب نتيجة لحالة الوسواس القهري وفي تلك الحالة يتم علاج العرضين معًا باستخدام هذا الدواء.

من المهم في استخدام العلاج الدوائي للوسواس القهري أن يعلم المريض أن جرعة الدواء لا يتم تناولها فقط عند الإحساس بالتوتر أو القلق، بل يجب تناولها بصورة يومية في مواعيد منتظمة من أجل الحفاظ على نسبة السيروتونين داخل الدماغ.

إن نصف نسبة المصابين بالوسواس القهري يتوقفون عن تناول الجرعة المنتظمة من العلاج بسبب ظهور الأعراض الجانبية له عليهم، ومن المهم في هذه المرحلة أن يرجع المريض إلى الطبيب لكي يخبره بالأعراض الجانبية التي طرأت عليه ومناقشته في إمكانية تغيير نوع الدواء المستخدم.

العلاج النفسي

إن العلاج النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي يعد أهم طرق علاج التفكير السلبي والوسواس، وهو يعد من الطرق الأكثر فاعلية في علاج مشكلة الوسواس القهري، ويوصف بالعلاج بالتعرض ومنع الاستجابة، وهذا يتم عن طريق التعرض إلى المواقف أو الأفكار التي تتسبب في القلق.

تلك الأفكار من شأنها أن تحفز ظهور الهواجس التي يعاني منها الشخص المصاب بالوسواس القهري، أما بالنسبة لمنع حدوث الاستجابة فهو الاختيار المطلق لعدم القيام بالتصرف القهري من خلال تحفيز الهواجس أو القلق لسبب يفتعله الطبيب.

يتم الالتزام بهذا الروتين في العلاج لفترة حتى يتم تدريب المريض من أجل السيطرة على الأعراض التي تطرأ عليه بمساعدة الطبيب، ولكن بعدها أو بعد إتمام التدريب يعمل المريض على تطبيق هذا بالاعتماد الكامل على النفس، من أجل مقاومة أعراض الوسواس القهري.

هذا النمط العلاجي ما هو إلا تحدٍ للقلق الذي يصيب الشخص ولكن بالصورة التي تتناسب معه ومن الضروري أن يتعهد المريض بألا يستسلم ويرجع إلى تصرفات الوسواس القهري، وإن عدم حدوث تلك التصرفات القهرية مع الوقت يعني أن مستوى القلق سيقل تدريجيًا لدى المريض.

ناقرأ أيضًا: أعراض الاكتئاب عند المراهقين

عوامل خطر الإصابة بالوسواس ومضاعفاته

توجد بعض العوامل التي يؤدي وجود إحداها إلى ارتفاع معدل خطر الإصابة بمرض الوسواس القهري، ومن هذه العوامل ما يلي:

  • وجود تاريخ للمرض مع العائلة، مثل ظهور بعض علامات اضطرابات الوسواس القهري على أحد الوالدين.
  • التعرض إلى صدمة قوية.
  • الإصابة بحالة من الاكتئاب.
  • تعاطي أحد أنواع المواد المخدرة.

إن مضاعفات الإصابة بالوسواس القهري، تتمثل في احتمالية الإصابة بمرض الالتهاب الجلدي التماسي، الناتج عن تكرار عدد مرات غسل اليدين، كما أن المصاب بالوسواس قد يفكر في تصرفات إجرامية أو مؤذية كالانتحار.

بعد التعرف إلى علاج التفكير السلبي والوسواس، على كل منا أن يدرك حقيقة أنه معرض إلى الإصابة بهذه المشكلة، لذا فيجب التعرف إلى أسبابها حتى يتجنب التعرض للإصابة بها.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.