هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل
هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل أم يجب إن نلجأ للخلع؟ حيث يضع قانون الأحوال الشخصية شروط مختلفة للطلاق التي على أساسها لا يمكن استمرار الزواج، فهل بينها الخلافات؟
من خلال موقع زيادة سنوضح هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل؟ وما شروط الطلاق للضرر، والفرق بين الطلاق والخلع.
هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل؟
الزواج هو اتصال روحين قرر كل طرف منهم إن يهب حياتها بإكمالها لتتوج بالاقتران بحياة الآخر، فيحدث الرباط الروحي بالزواج بينهم فيكون كل فرد منهم هو شريك للآخر في فرحه وحزنه ومعاناته وانتصاراته.
حيث تكون حياة كل منهم أصبحت مقترنه بحياة الأخر، يضعون أحجار الأساس لترسيخ بناء صلب يكون موضع أمن وأمان كل منهم، فماذا إذا تحول ذلك البناء من محل الأمان إلى سجن مشيد القضبان، وأصبح مسبب الأذى النفسي لكل منهم.
فتكون حياتهم الهم الرئيس به هو اقترانهم بحياة شخص آخر يسبب لها الأذى والحزن والبؤس، في ذلك الوضع هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل؟
الإجابة هي نعم، فتلك تعد أحد حالات إيجاز طلب الطلاق، فيندرج ذلك تحت مسمى طلاق الضرر لسوء المعاشرة أو الطلاق لاستحكام الخلاف والشقاق.
اقرأ أيضًا: هل يجوز طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي
قانون الطلاق للضرر
إن طلاق الضرر هو الطلاق الذي يحدث عندما يسبب أحد الزوجين الضرر أو الإيذاء النفسي أو الجسدي للطرف الآخر، فعندها يحق للزوجة إن تطلب الطلاق للضرر وتأخذ كافة مستحقاتها كاملة، وأسباب الطلاق للضرر هي كالتالي:
- التعدي بالضرب: تلك الحالة تكون عندما يتعدى الزوج على زوجته بالضرب المتكرر، لكن يشترط في تلك الحالة وجود شهود على حدوث الضرب.
- هجر الزوجة: في حالة هجر الزوج لزوجته لمدى تتعدي الـ 6 شهور تكون من حق الزوجة طلب الطلاق من خلال إثبات ذلك بشهود، فيندرج ذلك تحت مسمى الطلاق لهجر الزوجة.
- سفر الزوج: في حالة سفر الزوج لمدة تتجاوز العام المتواصل، ويكون من حق الزوجة طلب الطلاق منه، فيكون إثبات ذلك من خلال شهادة التحركات.
- عدم النفقة: في حالة إن امتنع الزوج عن الإنفاق على الزوجة يحق لها طلب الطلاق منه لعدم النفقة، فيكون إثبات ذلك من خلال أحكام النفقات الصادرة من الزوج.
- استحكام الشقاق والخلاف: تلك الحالة تكون عند زيادة المشكلات بين الزوج والزوجة؛ مما يسبب أذى نفسي لأحدهم فيجوز وقتها الطلاق بسبب استحكام الخلاف بينهم، حيث لا يكون هناك مجال للصلح ورجوع الود بينهم.
حالات إيجاز طلب الطلاق
ما زال الكثيرين يتسألون هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل؟ في حالة لم تكون المشكلة هي أحد المشكلات السابقة، فإن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي يجوز بسببها طلب الطلاق وهي كالتالي:
- في حالة إثبات خيانة أحد الزوجين للآخر يحق له الطلاق تحت بند الطلاق للضرر.
- التدخل المستمر لأهل أحد الزوجين في شئونهم الحياتية الخاصة؛ مما يخترق خصوصية الآخر ويعكر عليهم حياتهم.
- وجود عيب خلقي للزوج لم تعلم به الزوجة قبل الزواج، ولا تقبله الزوجة، وإن طرأ شيء من العيوب التي تمنع الزوج من أداء أي من مهامه الشرعية فيجوز للزوجة طلب الطلاق.
- الخيانة الإلكترونية: كما ذكرنا الخيانة الزوجية المتعرف عليها، مع تطور العالم للرقمية، أصبح هناك نوع جديد من الخيانة التي قد تحدث بين الزوجين وهي الخيانة الإلكترونية، فيكون أحد الزوجين في علاقة افتراضية مع طرف آخر حتى لو لم تتحول تلك العلاقة لأرض الواقع.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الطلاق والخلع
الاختلافات بين الطلاق للضرر والخلع
يوجد العديد من الخلافات القانونية بين الخلع والطلاق للضرر، فعلى أساس تلك الخلافات تحدد الزوجة ما إن كانت تريد أن تنفصل عن زوجها من خلال الطلاق لضرر أو الخلع المباشر، فلكلٍ منها شروطه ومميزاته وسلبياته، فتتمثل تلك الاختلافات فيما يلي:
- الطلاق للضرر يجب إن يتم إثباته بسبب معين يؤدي لحدوث الطلاق، على عكس الخلع فهو لا يحتاج لإثبات يكفي فقط رغبة الزوجة في الخلع، فتكون عملية الانفصال من الخلع أسرع من الطلاق للضرر.
- في حالة اختيار الزوجة للخلع فإنها تتنازل عن العديد من حقوقها مثل: (نفقة المتعة، العدة، المؤخر)، على عكس الطلاق لضرر فإنها تأخذ جميع حقوقها كاملة دون نقصان.
- يحق للزوج حق استئناف حكم المحكمة في حالة إن الطلاق للضرر لإعادة النظر به، على عكس الخلع فإن الحكم به هو حكم نهائي لا استئناف به.
- في حالة الخلع يستوجب على الزوجة رد الصداق لزوجها كامل، باختلاف الطلاق للضرر فإن الزوجة لا ترجع أي شيء لزوجها بل تحصل على مستحقاتها فقط.
- يتفق الخلع والطلاق للضرر إن الشقة في كلا الحالتين من حق الزوجة في حالة إن كانت الزوجة حاضن الأطفال.
الجدير بالذكر أنه تسقط كل النفقات وحقوق الأطفال في حالة اختيار الزوجة لاختيار الخلع، فعند السؤال هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل، يكون الحكم الشرعي الايجاز، لكن الحكم القانوني بتطلب إثبات ذلك.
حكم الطلاق لكره الزوجة لزوجها
في حالة كراهية المرآة لزوجها لأي سبب ما مثلًا: (ضعفه، تكبره، سوء خلقه، سلوكه، ضعف دينه….) شرط أن يوجد سبب مذكور للطلاق.
فتكون المرأة غير قادرة على العيش معه، فلا تكون قادرة على أن تؤدي حقوق الله التي شرعها له فيؤخذ عليها في دينها وتُجزى يوم القيامة على فعتلها، فلها الحق أن تطلب الطلاق.
ذلك ما وضحه الدكتور علي فخر ـ المدير بإدارة الحساب الشرعي، والأمين بلجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، استنادًا على قول الله -عز وجل-:
«فَإن خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ» [البقرة:229].
حكم الطلاق لتزوج الزوج بأخرى
إن الزوجة الثانية تسمى للزوجة الأولى بالضُرة، وذلك اشتقاق من الضرر، فإن الزوجة الثانية تسبب للزوجة الأولى ضرر نفسي باقترانها بزوجها.
فإن كان ذلك الزواج تستطيع الزوجة الأولى التعامل معه فلا يؤدي إلى خراب بيت زواجهم، فيفضل إن تتحمل الأمر وتتجاوزه، لكن إن كإن ذلك الضرر سوف يسبب الأذى النفسي للزوجة فمن حقها طلب الطلاق.
كما صرح الدكتور علي جمعة ـ المُفتي بجمهورية مصر الأسبق والعضو بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، استنادًا على سنة النبي من الحديث الشريف القائل:
“إن أختَ عبدِ اللهِ بن أبي جاءت إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ فقالت: يا رسولَ اللهِ! واللهِ ما أعتِبُ على ثابتٍ في خُلقٍ ولا دينٍ ولكن أكرَه الكفرَ في الإسلامِ، فقال: أَتَرُدِّين عليه حديقتَه؟ قالت: نعم، قال: يا ثابتُ! اقبلِ الحديقةَ وطلِّقْها تطليقةً“
الراوي: عكرمة مولى ابن عباس | المحدث: البيهقي | المصدر: السنن الكبرى للبيهقي
اقرأ أيضًا: أسباب تجعل المرأة تطلب الطلاق
حكم طلب الزوجة الطلاق دون سبب
يقف القانون والشرع بجانب المرأة في حالة عدم قدرتها على تحمل العيش مع زوجها بسبب أحد الأسباب المذكورة سلافًا، فيعطيها حقوقها كاملة، وتملكها الشريعة من حقها بطلب الطلاق ويتوجب على زوجها الاستجابة، وإلا حصلت على حقها من خلال القانون.
لكن في حالة إن كانت الزوجة تطلب الطلاق دون سبب مذكور فيختلف ذلك الأمور كليًا، فكما ذكر الشيخ علي فخر ـ الأمين بدار الإفتاء للجنة الفتاوى، عن المرأة التي تطلب الطلاق من زوجها دون سبب مذكور يعد عليه فهي أثمة شرعًا، ولها عذاب شديد يوم القيامة، وذلك استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف:
“يُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ”
الراوي: ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح أبي داود
إن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله، لكن قد يكون القرار المناسب في عدة حالات لكلٍ منها شروطه الشرعية والقانونية.