كيفية جمع صلاة الظهر والعصر
كيفية جمع صلاة الظهر والعصر تعتمد على توافر الشروط المباحة للقيام بها، فقد كان الدين الإسلامي دومًا دين يسر، حيث حدد رخص الجمع بين صلاة الظهر والعصر، وهو ما ساعد المسلمين على عدم ترك الفروض خلال السفر، أو عند أي عذر.
لذا سوف نعرف كيفية جمع صلاة الظهر والعصر وشروط الجمع بينهما، والرخص التي أباحها الله وأقرها رسوله للمسلمين من خلال موقع زيادة.
كيفية جمع صلاة الظهر والعصر
إن صلاة الجمع هي من الرخص التي أباحها الله -عزو وجل- للمسلمين ليكون ميسر لهم في كافة أمور الحياة، فلا يكوننا الإسلام أبدًا بدين العسر على المؤمنون به، فقد قال –رسول الله صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف:
“يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وسَكِّنُوا ولا تُنَفِّرُوا”.
الراوي: أنس بن مالك | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري.
فيما سبق دليل على أن أمور الإسلام دومًا ميسرة للمسلمين، ولا يوجد بها عسر، فمنها إباحة صلاة الجمع برخصة منه سبحانه، والتي انقسمت لنوعين هما:
- جمع التأخير.
- جمع التقديم.
على الرغم من وجود نوعين من صلاة الجمع، إلا أن كيفية جمع صلاة الظهر والعصر تتمثل في إيجاز أن يصلي الظهر مع العصر، ويصلي المغرب مع العشاء في وقت واحد، وسوف نتعرف على كيفية الجمع تأخيرًا وتقديمًا بالتفصيل فيما يلي:
1- كيفية جمع صلاة الظهر والعصر جمع التأخير
يصلي المصلي صلاة الظهر في وقت العصر، وأن يصلي صلاة المغرب في وقت العشاء، بشرط أن يلتزم المصلي بالتوقيت المنصوص لكل منهم.
فلا يصلي العصر قبل الظهر ولا العشاء قبل المغرب، بل الالتزام بالترتيب الصحيح فيكون الظهر قبل العصر والمغرب قبل العشاء.
اقرأ أيضًا: هل صلاة الجمعة فرض
2- كيفية جمع صلاة الظهر والعصر جمع التقديم
هي بأن يصلي المصلي صلاة العصر في وقت الظهر، وأن يصلي صلاة العشاء في وقت المغرب، فيشترط أيضًا بأن يلتزم المصلي بالتوقيت اللازم للصلوات، فلا يصلي العصر قبل الظهر ولا العشاء قبل المغرب.
بل يجب الالتزام بالترتيب الصحيح فيكون الظهر قبل العصر والمغرب قبل العشاء في كل الأحوال.
حكم الجمع بين صلاة الظهر والعصر
رخص الله تعالى الجمع بين الصلوات مراعاة لأحوال المسلمين وأمور الدنيا، بذلك يكون الدين معطلًا لهم في أمور الدنيا بل معينًا، فيقول الله تعالى:
(مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون) (المائدة، 6).
لذلك كان حكم الدين في صلاة الجمع سواء كانت تقديم أو تأخير هو الجواز بشرط أن يتم استيفاء شروط كل منها، فإن كان المؤمن مستوفي للشروط فليس عليه حرج بأن يستخدم الرخصة التي أباحها له الله عز وجل، فقد جاء في حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قوله:
“أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في غزوةِ تبوكٍ، إذا ارتحلَ قبلَ زيغِ الشمسِ، أخَّرَ الظهرَ إلى أن يجمعَها إلى العصرِ، فيصليهِما جميعًا، وإذا ارتحلَ بعدَ زيغِ الشمسِ، عجَّلَ العصرَ إلى الظهرِ، وصلى الظهرَ والعصرَ جميعًا، ثم سار. وكان إذا ارتحلَ قبلَ المغربِ، أخَّرَ المغربَ حتى يصليها مع العشاءِ، وإذا ارتحلَ بعد المغربِ عجَّل العشاءَ فصلاَّها مع المغربِ”.
الراوي: معاذ بن جبل | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الترمذي
فبذلك لا حرج عن المسلمين باتباع الرخصة التي رخصها الله سبحانه وتعالى للمسلمين، حيث جاء أيضًا عن عبد الله ابن العباس –رضي الله عنه- قوله:
“صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ”.
الراوي: عبد الله بن عباس | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم.
فكان الحكم قاطعًا استنادًا على الحديثين الصحيحين وأوامر الله في كتابه الكريم، بجواز صلاة الجمع في حالة استيفاء شروطها فليس على المسلمين حرج ف باتباعها وسوف نذكر الأن شروطها في حالة التقديم والتأخير.
شروط جمع التقديم لصلاة الظهر والعصر
وضع العلماء وأئِمَّةٌ المذاهب الإسلامية شروط وأحكام يجب على المسلم استفائها حتى يجوز له جمع التقديم بين الظهر والعصر فكان رأي المذاهب هو:
1- حكم المذهب الشافعي والحنبلي بجمع التقديم
أوجب المذهبين توفر عدة شروط لتكون صلاة جمع التقديم مقبولة، ولا خلاف عليها فكانت شروطها كما يلي:
1- ترتيب الصلوات
فلا يجوز أن تقدم صلاة العصر عن الظهر وأيضًا صلاة العشاء عن المغرب، فيتبع المسلم الترتيب الصحيح للصلوات، ولا يخل به.
2- النية في الجمع بين الصلاتين
وجب أن تكون نية المسلم في التقديم بالصلاة الأولى صاحبة الوقت، فينوي أن يجمع العصر تقديمًا قبل الشروع في صلاة الظهر.
3- عدم الفصل
هي أن يصلي المسلم صلاة العصر عقب صلاة الظهر مباشرة، فلا يفصلهما بصلاة سنة، ولا يطول وقت الفصل بينهم.
4- وجود عذر
استمرار دوام العذر الذي يمنع المسلم عن أداء الصلاة في وقتها مثلا (السفر، المرض…).
اقرأ أيضًا: صلاة الجمعة للمسافر هل تقصر مع العصر
2- حكم المذهب المالكي بجمع التقديم
لم يختلف كثيرًا رأي المذهب المالكي عن الشافعي والحنبلي، لكن جاء فقط بذكر بعض النقاط مثل:
1- حكم جمع صلاة السفر
لا يجوز صلاة الجمع في حالة السفر إلا إذا كان السفر برًا، فإن كان غير ذلك فوجب أن تؤدى الصلاة في وقتها، وأن يكون المسافر قد عقد عزم السفر قبل أذان العصر، فإن كان سفره بعد ذلك فيلزم عليه أداء الصلاة في وقتها.
2- عدم الفصل
لا يجوز الفصل بين الصلاتين بكلام أو بأداء أي نافلة فكان ذلك مكروها، فيتم صلاة العصر عقب الانتهاء بين صلاة الظهر مباشرة.
فكان ذلك هو خلاصة قول العلماء فيما يخص جمع التقديم، فوجب علينا اتباعه، والعمل به حتى لا نقع في حرج ونستبيح رخصة الله لنا.
شروط جمع التأخير لصلاة الظهر والعصر
اجتهد العلماء في صياغة لنا الشروط الواجب اتباعها حتى نكون على علم ويقين بقبول الله لصلواتنا، فلا نشك أبدًا في ديننا ونستخدم رخص الله في حقها، فكانت آراء المذاهب هي:
1- حكم المذهب الشافعي والحنبلي بجمع التأخير
أوجب المذهبين لقبول الصلاة توافر عدة نقاط، والتي من خلالها سوف يكون للمسلم الحق في استخدام رخصته والعمل بها، وقد تمثلت تلك النقاط فيما يلي:
1- النية لجمع التأخير
وجب لسلامة صلاة التأخير أن تتوفر نية التأخير عند المسلم في بداية الأمر “الوقت الأول” فتكون نيته حاضره بتأخير الظهر إلى العصر في البداية.
2- وجود عذر
ألزم المذهبين بوجود عذر في حالة دوام، يكون حاضر من وقت الظهر ودائم حتى حلول وقت العصر، فإن كان هناك فرصة للصلاة خلالهما فلا يجوز الجمع بين الصلاتين.
2- حكم المذهب المالكي بجمع التأخير
الاتفاق على الشروط بين المذاهب واحد، فلا يوجد تضارب بينهم، وهما مكملين لبعضهما، فكانت شروط قبول الصلاة للمذهب المالكي هي:
1- عقد النية
فإن كان المصلي ينوي جمع التأخير بين الصلاتين فوجب عليه عقد نية ذلك قبل اصفرار الشمس أو وقت شروقها.
اقرأ أيضًا: هل يجوز في صلاة التراويح جمع أربع ركعات في تسليمة واحدة؟
2- زوال الشمس
يشترط زوال الشمس على المسافر أثناء السفر ليجوز له تأخير صلاة الظهر حتى العصر.
فكانت تلك هي الشروط الواجب اتباعها لنتمكن من استخدام كل ما أتاحه الله لنا بدون تجاوز، أو تمادي في حقوق الله وطاعته.
جمع الصلوات من الأمور التي أباحها الله، وهو ما يسر على المسلم خلال سفره أو مرضه، لذا يجب أن يكون المؤمن على علم بكيفية جمع صلاة الظهر والعصر.