دعاء الانتهاء من الوضوء

دعاء الانتهاء من الوضوء سهل الحفظ وقصير الجمل، وهو ما جعله من السهل على المسلم نطقه بعد الانتهاء من وضوئه، والزيادة من الحسنات الموجودة في رصيده وميزانه حسناته.

لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم دعاء الانتهاء من الوضوء الذي ورد في سُنة رسول الله وأثره، وبعض أحكام الوضوء الصحيحة، وكيفية الوضوء الصحيحة.

دعاء الانتهاء من الوضوء

الوضوء في لسان العرب من الجذر (و.ض.ء)، وقيل في تعريف اللفظة اصطلاحًا إنه النظافة والطهارة الشرعية التي شرعها الله سبحانه وتعالى للمسلم قبل الصلاة، ومنهم من اختص بالوضوء بتعريف مغاير.

فمنهم من قال إن الوضوء هو الماء الذي يستعمله المسلم في غسل الأعضاء التي يمسح عليها قبل الصلاة، والوضوء جاء في آيات القرآن الكريم في الآية السادسة من سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِۚ).

إذن فالوضوء هو أول ما يقوم به العبد من أجل التوجه إلى الصلاة، وعليه أن يحسن الوضوء إحسانًا، فهو يتطهر ليذهب ليقف بين يدي مالك الجن والعالمين، ومالك الفردوس والجحيم سبحانه وتعالى.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه هو خير المثال لتعليم الوضوء، فكان الوضوء كما يلي:

1. كان رسول الله يبدأ بغسل كفيه ثلاث مرات.
2. ثم يتمضمض صلى الله عليه وسلم ثلاثًا.
3. الاستنشاق والاستنثار.
4. غسل الوجهه، ثم الذراعين حتى المرفقين “مفصل أعلى الذراع، والكوع مكانه في الرُسغ”.
5. المسح على الرأس مرة، والمسح على الأذن مرة.
6. غسل الرجلين إلى الكعبين “الكعبان هما عظمتان بارزتان ما بين القدم والساق، بينما الجزء الموجود خلف القدم هو العرقوب”.

كانت هذه طريقة وضوء رسول الله، وبعد الانتهاء من الوضوء يقول أذكار بعد الوضوء “دعاء الانتهاء من الوضوء”، وهي كما جاء في الحديث الذي رواه عقبة بن عامر.

“ما منكم من أحدٍ يَتوضَّأُ فيَبلُغ- أو فيُسبِغ- الوضوءَ، ثمَّ يقولُ: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُ الله ورسولُه، إلَّا فُتِحَت له أبوابُ الجنَّةِ الثَّمانيةُ، يَدخُل من أيِّها شاءَ“.

اقرأ أيضًا: هل غسل الجمعة يغني عن الوضوء

أدعية بعد الوضوء

في الفقرة السابقة عرضنا لكم أحد الأدعية والأذكار الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء، وهو دعاء الانتهاء من الوضوء، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم حكم الحديث السابق، والروايات والأذكار الأخرى التي وردت عن الدعاء بعد الوضوء.

البداية ستكون مع الحديث الذي رواه عقبة ابن عامر، وحكمه أنه حديث صحيح، فقد أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، أما الرواية الثانية التي رواها الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“هذا وضوئي ووضوءُ الأنبياءِ قبلي ووضوءُ إبراهيمَ خليلِ الرَّحمنِ من توضَّأَ ثمَّ قالَ أشْهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشْهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ اللَّهمَّ اجعلني منَ التَّوَّابينَ واجعَلني منَ المتطَهِّرينَ فتحَ لهُ ثمانيةُ أبوابُ الجنَّةِ، يدخلُ من أيِّها شاءَ“.

هذا الحديث أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي في الخلافيات في الجزء الأول برقم 485، على أن حكمه غير ثابت، لكن لا حرج في أن يقرأ هذا الذكر بعد الانتهاء من الوضوء، فهو غير منافٍ للشريعة الإسلامية.

أما الذكر الآخر الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي رواه الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري، وأخرجه الألباني في تمام المنة ضعيفًا لانقطاعه، والحديث هو:

“اللَّهمَّ اغفِر لي ذَنبي، ووسِّع لي في داري، وبارِكْ لي في رِزقي فقُلتُ يا رسولَ اللَّهِ سَمِعْتُكَ تَدعو بِكَذا وَكَذا، قالَ: وَهَل ترَكْنَ مِن شيءٍ“.

الأدعية التي تقال أثناء الوضوء

عرضنا لكم في السطور السابقة الأدعية التي تقال بعد الوضوء، ودعاء الانتهاء من الوضوء، لكن هل هناك أدعية تقال أثناء الوضوء، في هذه الفقرة سنجيبكم عن هذا السؤال، وسنعرض لكم هذه الأدعية ومدى صحتها عن رسول الله إن وجدت.

إن إجابة سؤال الأدعية التي تقال أثناء الوضوء هي إجابة بالإثبات، لما ورد في الأثر الصالح، وأقوال الصحابة والتبعين، فقال بعض التابعين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول “اللَّهمَّ اغفِر لي ذَنبي“، وهو ما ورد في الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري.

كما ورد عن أبو سعيد الخدري حديث رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من توضَّأ فقالَ سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ أشهدَ أن لا إلهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ كُتِبَ في رَقٍّ ثمَّ طُبِعَ بطابعٍ فلم يُكسَر إلى يومِ القيامةِ“.

هذا الحديث أخرجه أبو العلاء المباركفوري في تحفة الأحوذي، وهو من الأحاديث المختلف في رفعها فهو إما مرفوع، أو موقوف، فإن كان حكمه الرفع فهو ضعيف، وإن كان حكمه الوقف فهو صحيح.

“الحديث الموقوف هو الذي ينتهي سنده عند صحابي من صحابة رسول الله، أما الحديث المرفوع فهو الحديث الذي رفع إلى رسول الله مباشرة، وحكم العمل بهما متوقف على صحته”.

اقرأ أيضًا: فضل الدعاء بعد الوضوء ما هو؟ إليكم الإجابة

الدعاء الذي يقال قبل الوضوء

عرضنا لكم دعاء الانتهاء من الوضوء، والدعاء الذي يقال عند الوضوء، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم الأدعية التي تقال عند بداية الوضوء، والتي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ما أجمع عليه العلماء عند بداية الوضوء هو البسملة، وذكر “بسم الله“، وأخذ العلماء هذا من شاهد واحدٍ فقط في الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل أنس بن مالك، وأخرجه البخاري في صحيحه.

الحديث هو: “فرَأَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وضَعَ يدَه علَى الإناءِ الذي فيه الماءُ، ثُمَّ قال: تَوَضَّؤوا بِسمِ اللهِ“، وأخرج هذا الحديث أيضًا شعيب بن أرناؤوط في تخريج سنن الدراقطني صحيحًا برقم 221.

أما الحديث الذي يُنسب إلى رسول الله: “لا صلاةَ لمن لا وضوءَ له ولا وضوءَ لمن لم يذكُرِ اسمَ اللهِ عليه“، فمختلف في راويه، فقال ابن القيسراني عن الإمام علي، وقال النووي أبا هريرة.

الحديث غير معروف راويه، ولذلك فإن حكمه بين الضعيف والغير صحيح، فذكر ابن أرناؤوط، والنووي، أن الحديث ضعيف، وأورد ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ أنه لا يصح.

اقرأ أيضًا: هل سحب الدم ينقض الوضوء

قول العلماء المحدثين في قول أذكار الوضوء في الحمام

في الفقرات السابقة عرضنا لكم دعاء بعد الوضوء، ودعاء قبل الوضوء، ودعاء أثناء الوضوء كما جاء في سنة رسول الله وأثره، لكن هل ذكر أدعية الوضوء تجوز في الحمام؟

لأن أماكن الضوء كلها أصبحت في حمامات المنازل، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم إجابة هذا السؤال في ضوء أقوال العالمين الجليلين عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ومحمد بن صالح آل عثيمين.

قال الشيخ ابن عثيمين أن الدعاء عند دخول لحمام لقضاء الحاجة يكون في الذكر أو الدعاء بقول: “اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث“.

أما إن دخل للوضوء في الحمام فيجب عليه قول البسملة، ولا حرج في ذلك لأن البسملة ليست من القرآن بل من الذكر.

أما الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز فقال إن الأولى في حالة كان الحمام في مكان لقضاء الحاجة الخروج للوضوء في الخارج إن تيسر له الأمر، وفي حالة عدم تيسير هذا الأمر فيتوضأ وهو في الحمام.

كما عليه التسمية في حالة الوضوء وهو في الحمام حتى، واتفق العلامة ابن باز في هذا القول مع العلامة ابن عثيمين بأن البسملة من الذكر، ولا صلة لها بالقرآن، كما أن البسملة من السنن المؤكدة في الوضوء، وتزول الكراهة في حالة البسملة للوضوء.

الوضوء هو الركن الأول من الصلاة، فإن فسد الوضوء فسدت الصلاة، لذلك عليك بإحسان الوضوء ومعرف الصحيح من أذكار الوضوء.