طريقة الاغتسال من الجنابة للرجل
طريقة الاغتسال من الجنابة للرجل الطهارة في معناها اللغوي تعني النظافة والنزاهة، فعلى المسلم أن يكون جامع للخصال الحميدة، وطهارته لا تعني فقط تخلصه من أوساخ البدن أو الملبس، بل عليه أن يكون طاهر ونقي النفس، لذا بالتطهر من شروط الإيمان، لذا تابعوا معنا السطور التالية عبر موقع زيادة .
يجب على كل مسلم ومسلمة التعرف على كيفية الصلاة الصحيحة خطوة بخطوة كما ورد في الشرع، لذا نقدمها عبر موضوع: كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم وشروط أدائها
الطهارة فى الاسلام
- الطهارة في الإسلام اشتملت على نظافة الظاهر والباطن، أي أن المسلم يجب أن يكون طاهرًا من كل دنس أو وسخ، لذا نجد أن المسلم وجب عليه أن يكون طاهر البدن، وأن يكون ملبسه خالي من كل الأوساخ.
- كذلك الحال مع مسكنه فيجب عليه الاهتمام بطهارته بأن يتخلص من كل ما هو مسبب للدنس، كما وجب على المسلم أيضًا أن يتناول الطعام الطاهر الطيب.
- الطهارة عند المسلم لم تقف فقط عند الحد الظاهري للمسلم كبدنه، ملبسه، وطعامه، مسكنه بل امتدت أيضًا لتشمل خلقه ونفسه.
- ترتبط طهارة النفس بأن ينقيها المسلم من كل ما يغضب الخالق وما يؤذي إخوانه من المسلمين، فالمسلم يجب عليه أن يطهر النفس من الشرك بالله، الالتزام بوحدانيته، الابتعاد عن الذنوب، أداء العبادات والأعمال الصالحة.
دلالات القرآن والسنة عن الطهارة
- مكانة الطهارة في الإسلام عظيمة لأنها تعد من أهم الشروط لقضاء أعظم الفرائض ألا وهي الصلاة كما أن نبينا الكريم دعا ربه أن يطهره دومًا.
- كما ورد في صحيح مسلم بقوله “اللهم لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ.”
- الحث على الطهارة ورد في نصوص القرآن وفي آيات كثيرة ومن ذلك قوله تعالى: “وَثِيَابَكَ فَطَهِّر” سورة المدثر، وقوله تعالى: “وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ” سورة التوبة، وقوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” سورة البقرة.
- ذُكر الأمر بالغسل في قوله تعالى: “وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا “سورة المائدة
- أي اغتسلوا، وفي قوله تعالى: “لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا” سورة النساء.
- وطالبنا الإسلام في عدة مواضع مختلفة بطهارة الظاهر والباطن، وأمرنا باتباع خطوات من شأنها أن يظل المسلم طاهرًا قادرًا على أداء عباداته و فرائضه.
- ولأن الطهارة انقسمت إلي شق معنوي وأخر حسي نجد أيضًا أن الشق الحسي للطهارة انقسم إلى نوعين كلي وجزئي بما يتناسب لتحقيق الطهارة، حسب النجاسة التي قد تصيب المسلم.
ضوابط الطهارة الحسية
اتفق جمهور العلماء أن الطهارة الحسية تكون بإزالة حدث والحدث هنا هو ما يسبب النجاسة، كما اتُفق أيضًا على أن إزالة الحدث لتحقيق الطهارة يجب أن يكون بالماء الطهور.
لم تترك عملية الطهارة هكذا بل وضعت لها الضوابط من أجل صحتها وهي:
- لا تصح طهارة الكافر ما لم يكن على دين الإسلام فإن أنعم الله عليه بالإسلام وجب عليه التطهر من جديد.
- كذلك الحال مع الزوجة من أهل الكتاب فيجب على الزوج إلزامها بالغسل والطهارة بعد الحيض أو النفاس قبل أن يطأها.
- عُرفت الطهارة بعملية ازالة حدث لذا يجب إزالة كل ما يسبب النجاسة العينية من على البدن والملبس قبل الشروع في الطهارة.
- يجب أن يبلغ الفرد من السن والوعي كي تستوجب ضوابط الطهارة.
- ويعفى من ذلك الصبي الذي يُحرم عنه وليه فعليه الوضوء قبل الطواف.
- الزوجة المختلفة عقليًا فعليها الغسل بعد الحيض وقبل مباشرة الزوج لها.
- وجب على المسلم أن ينوي التطهر وإزالة ما يمنع وصول الماء للبشرة وسائر البدن.
هناك عدة أشياء يمكنها أن تكون السبب في نقض الوضوء للرجال والنساء، وقد كشف عنها الشرع، لذا عبر موضوع: ما هي نواقض الوضوء الستة عشر للنساء والرجال
الشروط الذي يجب توافرها بالماء المستخدم للطهارة
وضعت أيضًا الشروط للماء المستخدم في التطهر وهي:
- وجب أن يكون الماء محتفظًا بخواصه التي وجد عليها من أجل أن يكون صالحًا.
- أن يكون الماء خالي مما يغير لونه وطعمه أو حتى رائحته حيث يصلح استخدامه والتطهر به.
- مياه الأنهار والبحار والعيون و الآبار و الينابيع صالحة لاستخدامها طالما انطبقت عليها الشروط.
- ما إن تعذر استخدام الماء يصلح استخدام الأتربة بشرط أن يتعسر العثور على الماء الطاهر من أجل استخدامه.
- كما يجب على المسلم أيضا أن يتحقق من سلامة التراب أو الرمل الذي يستخدمه في التطهر بأن لا يكون قد مسه ما ينجسه ويجعل منه غير صالحًا للتطهر به.
أصل الجنابة في اللغة
- أصل الجنابة في اللغة هي البعد والمقاطعة لذا ما إن وطئ الرجل زوجته وانتهى، وجب عليه الغسل من الجنابة ليعود طاهرًا، ويؤدى الفرائض والشعائر.
- كما أن الرجل عليه إتباع ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كي يكون غسله صحيح ويصبح طاهرًا.
مواضع الاغتسال
حُددت أيضًا المواضع التي توضح للمسلم متى وكيف يغتسل لتحقيق الطهارة وللغُسل حسب الشريعة طريقتان:
- الأولى منه ما هو واجب مثل الغسل المجزئ وفيه وجب على المسلم أن ينوي الطهارة بالإضافة إلي المضمضة والاستنشاق والاكتفاء بصب الماء على عموم الجسد.
- الغسل الكلي وهى الطريقة الثانية هي الصفة الكلية للغسل ويستحب إتباعها عند الاغتسال من الجنابة، وفيها يجُمع ما بين الغسل الواجب وإتباع ما فعله الرسول الكريم لتحقيق الغسل من الجنابة.
قد حثنا الإسلام على الطهارة ومن أسس الطهارة التي تخص المرأة هو الطهارة من الحيض، وللتعرف على الخطوات المفروضة دعني اقدمها لك عبر موضوع: كيفية الطهارة من الحيض
طريقة الاغتسال من الجنابة للرجل
- وجب على الرجل الجنب الغسل والطهارة بعد زوال الحدث لأن عدم التطهر يحرمه من أداء العبادات كالصلاة، الصيام، الطواف بالبيت الحرام، قراءة القراْن، الصوم، مس المصحف والقراءة منه، كما أنه يحرم من كتابة القرآن عند المالكية.
- كما رُوي عن السّيدة عائشة رضي الله عنها عن كيفية غسل رسولنا الكريم عليه الصّلاة والسّلام من الجنابة قولها “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّي اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ على شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّي إذَا رَأَي أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ على رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. ثُمَّ أفَاضَ على سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ.”
- في الحديث السابق ذكره نُقلت خطوات الغسل عن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وفيما اتفق جمهور العلماء على تفصيل الحديث إلى خطوات توضح كيفية الاغتسال من الجنابة عند الرجل.
وجب في الجنابة الغسل الكلي وإتباع الخطوات العشر ليصبح بذلك الرجل طاهرًا وهي:
- وجب على المسلم استحضار النية قبل الشروع في أي شيء والغسل من الجنابة من الأمور التي وجب فيها استحضار النية والبدء بها.
- البسملة أو التسمية أي أنه يجب على المسلم البدء بقول بسم الله الرحمن الرحيم قبل الشروع في عملية الغسل.
- غسيل اليدين أي يجب على الرجل أن يبدأ بغسل اليدين ثلاث مرات.
- غسل الأذى ويقصد بتلك الخطوة أن يقوم الرجل بغسل موضع الجنابة وإزالة ما التصق أو وجد به من أذى وهو ما يعني أن الرجل يغسل الفرج.
- الوضوء يقوم المسلم بإتمام عملية الوضوء أنه سيؤدي الصلاة وطبقًا للسنة يترك غسل القدمين على أن تكون الخطوة الأخيرة والتي يتم بها عملية الغسل.
- غسيل الرأس ثلاثًا ويحرص فيها أن يتخلل الماء الشعر وأن يصل به إلي أصوله في الرأس.
- يجب على الرجل غسل اللحية حال وجودها ويتأكد أن يتخللها الماء كما فعل مع شعر الرأس.
- صب الماء على كافة أنحاء الجسد وإفادته على الجسد يعد ركنًا أساسيًا في الاغتسال من الجنابة ويجب الحرص على إفاضة الماء من أجل التأكد من إزالة الحدث و طهارة الجسد.
- عند صب الماء وجب البدء بالشق الأيمن، وغسله جيدًا بتمرير اليد عليه، وبعد الانتهاء ينتقل الشق الأيسر حتى ينتهي من غسل الجسد كله بالماء.
- إن أنتهي الرجل من إتمام غسله وجب عليه الانتقال من مكان الغسل والشروع في غسل القدمين ليكون بذلك أتم الغسل وأصبح طاهرًا.
موجبات الاغتسال عند الرجل
- خروج المني بشهوة ووجب معه الغسل الكامل ولكن إن كان نائمًا ولا محل للشهوة وهو ما عُرف احتلامًا فلا يجب معه الغسل الكامل.
- التقاء الختانين وهو ما يعنى عملية الجماع سواء كان هناك نزول المني أم لم يحدث فوجب الغُسل إتباعًا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “إذا جلس بين شُعَبِها الأربع، ثمّ جَهَدَها فقد وَجَبَ الغُسل وإن لم يُنزِل”.
- إسلام الكافر ما أن أسلم الكافر وجب عليه التطهر حسب شروط أهل السنة.
فوائد الغسل من الجنابة للرجل
وجب على المسلم الغُسل من الجنابة ولا يجوز ترك هذ الأمر أو تأخيره وذلك بإجماع جمهور العلماء والغسل من الجنابة فوائد عديدة:
- خروج المني من الجسد ليس كخروج البول، والمني يخرج من سائر أعضاء الجسد لذا أسماه العلى القدير سلالة لذا فالغسل منه فائدة للروح والبدن.
- تعد الجنابة من مسببات الكسل لذا فالغُسل منها يمنح المسلم نشاطًا وحيوية.
من الأمور التي يجب الإهتمام بها والتي قد حثنا الشرع عليها هو الاغتسال من الجنابة، كما ذكر لنا الشرع كيف يتم هذا الاغتسال وعدد مرات كل غسل، ولذا قد جمعناه لكم عبر موضوع: كيفية الاغتسال من الجنابه
الغسل المستحب
كما أشرنا سابقًا إلى مواضع الاغتسال، هناك مواضع يستحب فيها الغسل والذي أطلق عليه الغسل المستحب مثل:
- الاغتسال بعد غسل الميت فقد سن لمن قاموا بتغسيل الميت أن يقوموا بالاغتسال بعد الانتهاء.
- الاغتسال عند الإحرام والطواف و الاغتسال لدخول مكة المكرمة والوقوف بعرفة والمبيت بالمزدلفة كما أنه يجوز الغسل أيضًا عند رمى الجمرات.
- يمكن الغسل لصلاة الاستسقاء والغسل في أوقات الخسوف والكسوف.
- الغسل بعد الإفاقة من الإغماء أو الأزمات النفسية فقد وجب الغسل لهؤلاء من أجل التخلص من أي حدث قد يؤدي إلى نجاسة و عدم طهارة البدن.
- ذلك تحقيقًا لما ورد فى قول السيدة عائشة عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قد أغمي عليه فى مرضه فلما أفاق طلب الماء للاغتسال.
بناءً عن كل ما سبق في موضوع طريقة الاغتسال من الجنابة للرجل ، فإن حتمية الاغتسال من الجنابة أمر واجب، والطهارة واجبة سواء للرجل أو المرأة، ومن عظمة الدين الإسلامي أنه مهد لعباد الله أكثر من وسيلة للطهارة سواء بالماء أو باستخدام التراب والرمل شرط توافر الضوابط.