هل نقطة الدم تفسد الصيام
هل نقطة الدم تفسد الصيام؟ وكيف تفرق المرأة بين الدم المفسد للصوم من غيره؟
تحرص المسلمة على الالتزام بتعاليم الدين فيما يخص الصلاة والصوم والشعائر الدينية، لذلك نجدها في تشكك دائمًا إذا ما رأت بضع القطرات المدممة أثناء الصوم، حينها يراودها تساؤل هل الدم يفسد صومي أم لا؟
لذلك سنرد على كافة الأسئلة التي تخص ذلك من خلال موقع زيادة.
هل نقطة الدم تفسد الصيام؟
الحيض هو أمر طبيعي يحدث للمرأة كل 21 إلى 35 يوم حسب المدة التي تعتاد المرأة عليها، فقاعدة مواعيد الطمث الشهري تختلف من امرأة إلى أخرى، كما أن الحيض من الأشياء التي تبطل الصوم والصلاة.
فالله عز وجل شرع للمرأة أن تفطر أثناء فترة طمثها الشهري، وعليها القضاء بعد ذلك، كما أجاز لها الانقطاع عن تأدية الصلوات وليس عليها قضاء.
فرؤية قطرة من الدماء في أول موعد الدورة الشهرية من المفطرات التي تفسد الصيام، وتوجب القضاء امتثالُا إلى أمر الله عز وجل، أما إذا كان الدم بعد انقضاء الدورة الشهرية وخروج القصة البيضاء، والتي سنتحدث عنها لاحقًا، كان الدم غير مفسدًا للصوم.
كذلك الأمر إذا كان الدم ناتجًا عن بعض الأسباب الأخرى غير الحيض والنفاس، مع تأكد المرأة من ذلك، فعليها أن تكمل صومها ولا وزر عليها، وبذلك نكون قد أجبنا على تساؤل هل نقطة الدم تفسد الصيام؟
اقرأ أيضًا: ما حكم الصلاة والصوم عند نزول إفرازات قبل الدورة الشهرية؟
أعراض الدورة الشهرية التي تفسد الصوم
بعد أن أجبنا على تساؤل هل نقطة الدم تفسد الصيام؟ علينا التعرف على أعراض الدورة الشهرية التي تسبق نزول الدم حتى إذا نزل الدم في نهار الصوم، وكانت المرأة لا تتذكر موعدًا آخر للدورة، يتنسى لها تمييز دم الحيض وقطع الصوم، حيث تتشكل أعراض الطمث الشهري فيما يلي:
- الشعور ببعض التقلصات في منطقة أسفل البطن، نتيجة تشنجات الرحم في تلك الفترة، تهيئة لخروج الدورة الشهرية.
- التقلبات المزاجية، حيث يتسبب اقتراب موعد الطمث الشهري في شعور المرأة ببعض التغيرات النفسية الكئيبة، والرغبة في الصياح نتيجة الشعور بالقلق والتوتر، ويرجع ذلك إلى التغير الهرموني الذي تعاني منه المرأة في تلك الفترة.
- الرغبة في النوم والاستلقاء على البطن، من أجل الحصول على قسط أوفر من الاسترخاء.
- ظهور بعض الحبوب في الوجه، حيث إنها من أشهر علامات اقتراب الطمث الشهري، هو ظهور بعض حبوب الشباب الصغيرة في البشرة.
- الشعور بألم في الثديين، حيث إن تغيير الهرمونات في فترة ما قبل نزول الدورة الشهرية، من شأنه أن يتسبب في تحجر الثديين والشعور بألم فيهما، ولكن هذا العرض سرعان ما يزول بعد انقضاء فترة الدورة الشهرية.
- الشعور ببعض الاضطرابات الخاصة بالجهاز الهضمي حيث إنها من العوامل التي تتسبب في حدوث الانتفاخات والتقلصات المعوية المزعجة.
- الصداع وآلام في الرأس، ويرجع ذلك إلى التغير في مستوى هرمون الأستروجين في تلك الفترة العصيبة.
- تورم الجسم، ففي فترة ما قبل نزول الدورة الشهرية تجد المرأة أن جسمها مصابًا بالانتفاخ، ويعود ذلك إلى احتباس السوائل، والتي تخرج بنزول الدورة الشهرية.
إذا تعرضت المرأة لتلك العلامات قبل رؤيتها للدم في نهار الصوم، سواء أكان رمضان، أم نافلة من النوافل فعليها قطع الصوم.
دم الاستحاضة وعلاقته بالصوم
بعد أن تناولنا أهم أعراض الدورة الشهرية، والتي تبطل الصوم وتوجب القضاء، وذلك من خلال إجابتنا على تساؤل هل نقطة الدم تفسد الصيام، دعونا نتعرف على الاستحاضة، فهي الفترة التي تتبع الدورة الشهرية بعد انقضائها، ولها عدة علامات تتمثل فيما يلي:
- رؤية القصة البيضاء، وهي علامة الطهر من الدورة الشهرية، حيث تكون عبارة عن إفراز مهبلي أبيض اللون يشير إلى انتهاء دم الحيض النجس، ويمكنك تمرير فوطة على المهبل لرؤية إذا كان هناك دم أم لا في حالة عدم تمييز القصة.
- فإذا خرجت الفوطة بيضاء، دل ذلك على انقضاء فترة الطمث الشهرية، وضرورة قضاء أيام الصوم.
- أما إذا كانت الفوطة متعكرة باللون الأحمر، دل ذلك على ضرورة الانتظار، إذا كانت فترة الحيض لم تتجاوز السبعة أيام، فيما عدا ذلك فإن اليوم الثامن يعتبر استحاضة.
- دم الاستحاضة عبارة عن بقع بنية أو حمراء اللون تتميز بعدم كراهية رائحتها، مثلما في دم الدورة الشهرية.
- تستمر فترة الاستحاضة من يوم إلى يومين بعد الدورة الشهرية ولا تزيد عن ذلك.
دم الاستحاضة غير موجب للفطر ولا يفسد الصوم لحديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:
“جَاءَتْ فَاطِمَةُ بنْتُ أبِي حُبَيْشٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فلا أطْهُرُ أفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، إنَّما ذَلِكِ عِرْقٌ، وليسَ بحَيْضٍ، فَإِذَا أقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي – قالَ: وقالَ أبِي: – ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ، حتَّى يَجِيءَ ذلكَ الوَقْتُ” (صحيح).
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصوم للمرأة الحامل في الأشهر الأولى
دم التعشيش والصوم
بعد أن تناولنا العديد من جوانب الرد على سؤال هل نزول الدم يبطل الصيام؟ علينا أن نتطرق إلى نوع آخر من الدم الذي يخرج من المهبل، والذي لا تعرفه الكثيرات، ألا وهو دم التعشيش أو الانغراس.
فالتعشيش هو الدم الذي ينزل بعد تلقيح البويضة، حيث تأخذ سبيلها في الرحم من أجل الالتصاق بالجدار الرحمي، مما يسبب بعض التهتكات في الأنسجة الدموية، والتي تؤدي إلى نزول دم التعشيش.
الجدير بالذكر أن هذا الدم ليس مفطر على الإطلاق ولا يجب على المرأة في تلك الحالة أن تقطع الصوم وتقوم بالقضاء، فهو ليس بالدم النجس، ومن أهم أعراضه:
- نزول قطرات بسيطة من الدم أحمر اللون عديم الرائحة بعد 7 إلى 12 يوم من انتهاء أيام التبويض للمرأة.
- كراهية تناول بعض الأطعمة مع انفتاح الشهية على بعض الأطعمة الأخرى.
- الشعور بالرغبة في القيء عن اشتمام بعض الروائح.
- الغثيان والشعور بالدوار خاصة في الاستيقاظ.
- الشعور ببعض التقلبات المعوية، كالشعور بالإمساك أو الإسهال على حسب استجابة جسم المرأة للتغيرات الطارئة عليها.
- دم التعشيش لا يستمر أكثر من يومين، وقطرات الدم تكون خفيفة ولا تزيد مع الوقت.
- انتفاخ الأثداء وتورمها، نتيجة تغير الهرمونات.
- الشعور بالثقل أسفل البطن.
- الشعور بارتفاع الحرارة الخاصة بالجسم.
دم الحامل والصوم
بعد أن تعرفنا على دم التعشيش وعلاقته بالصوم، في إطار إجابتنا على سؤال هل نقطة الدم تفسد الصيام، دعونا ننتقل إلى الدم الخارج من الحامل إذا وجد وعلاقته بالصوم.
لقد رخص الله للحامل أن تقوم بالإفطار في نهار رمضان إذا كانت لا تستطيع الصوم، حتى لا تجمع بين تعب الحمل وعناء الصوم، وعليها قضاء ذلك بعد أن تضع، ويكون القضاء بمثابة صيام الأيام التي فطرتها.
أما إذا أعانها الله على الصوم دون أن تتأثر صحتها وصحة جنينها ورأت قطرات من الدم، فهو لا يفسد الصوم كونه ليس دم حيض أو نفاس.
اقرأ أيضًا: هل نزول نقطة دم بعد الاستحمام من الدورة يبطل الصيام
بعض مسببات النزيف التي لا تبطل الصوم
بعد التعرف على نزول الدم الذي يبطل الصوم وبعد أن أفدناكم بجواب سؤال هل نقطة الدم تبطل الصوم، دعونا ننتقل إلى الأسباب التي قد تؤدي إلى نزول بعض قطرات الدم، ولكنها لا تفسد الصوم ولا توجب القضاء، والتي تتمثل فيما يلي:
- التهابات عنق الرحم، فبعض الالتهابات في تلك المنطقة تتسبب في النزف الدموي البسيط الذي لا يؤثر على الصوم أو الصلاة.
- الحمل خارج الرحم، مما يتسبب في التسربات الدموية المهبلية.
- بطانة الرحم المهاجرة، وهي التي تتسبب في حدوث النزيف الدموي المتدفق لفترة ما إلى أن يتم معالجتها، وهي لا تؤثر على الصوم ولا تعامل معاملة الطمث الشهري.
- سرطان الرحم، المهبل أو المبايض، حيث إن وجود النتوءات المسرطنة في تلك الأماكن من شأنه أن يتسبب في خروج قطرات الدم من فتحة المهبل.
- خدوش العلاقة الزوجية، من الممكن أن يكون النزف المهبلي نتيجة العنف أثناء العلاقة الزوجية، وهو لا يؤثر على الصوم بتاتًا.
- تركيب اللولب، وهو أحد وسائل منع الحمل، والتي يتسبب تركيبها في نزول بعض قطرات الدم، والتي لا علاقة لها بالصوم ولا تؤثر عليه.
ديننا الإسلامي دين الرحمة، فأجاز الله فيه الصوم والإفطار والقضاء، ووضع الرخص لذلك، ولكن كان علينا توضيح الفروقات التي تدخل في جواب سؤال هل نقطة الدم تفسد الصيام.