حق الزوجة على زوجها المسافر
حق الزوجة على زوجها المسافر ينبغي تلبيتها، فالزوجة تتأثر بغياب زوجها عنها، وللزوجة حقوق على زوجها يجب أن يلبيها لها، وتلك الحقوق شرعية وإنسانية.
فلقد أوصى الدين الإسلامي الزوج بزوجته في الكثير من الآيات والأحاديث، وبسبب سفر كثير من الرجال ومعاناة زوجاتهم من غيابهم اهتم موقع زيادة بتوضيح حق الزوجة على زوجها المسافر.
حق الزوجة على زوجها المسافر
لتوضيح حق الزوجة على زوجها المسافر يجب أن نتطرق لحقوق الزوجة على زوجها في العموم، والتي يتسبب سفر الزوج في إهمال بعضه، إن الحياة الزوجية حياة تحدد مصير الزوجين، بجانب تحديد مصير الأبناء، وفراق الزوجين، يعني ضياع الأولاد بينهم.
لذلك حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم– على الوفاق بين الزوج وزوجته، ومن حقوق الزوجة على زوجها المسافر ما يلي:
- أن يرسل لها مالًا للإنفاق، ولابد من أن هذا المال يكفي لحاجتها وحاجة أولاده.
- عدم الغياب لمدة تفوق الـ 6 أشهر، خاصة في حالة عدم صبر الزوجة على غياب زوجها.
- في حالة كانت الزوجة لا ترغب في بعد زوجها عنه، فوجب عليه أخذها معه، أو الجلوس بجانبها طالبًا للرزق في نفس البلد وعدم السفر.
- بينما إذا لم يستطيع أخذها معه فعليه، أن يرسل إليها نفقاتها، ويحاول العودة في أقرب وقت ممكن.
- في حالة تضرر المرأة من سفر زوجها، وعدم رغبته في إبداء أي حلول ترضيها، فمن حقها اللجوء للمحكمة الشرعية، ولكن من الأفضل أن يتقي الله ويحاول إيجاد الحلول التي ترضيها.
- من حق الزوجة على زوجها المسافر أيضًا، أن يتحدث إليها كل يوم، ويطمئن عليها، لكي يشعرها بعدم غيابه، خاصةً مع توافر الطرق الحديثة للاتصال والتواصل.
اقرأ أيضًا: كيف تصبر الزوجة على سفر زوجها
حقوق الزوجة على زوجها في الإسلام
بعض واجبات الزوجة على زوجها والتي حث عليها ديننا الإسلامي، هي كما سنذكرها فيما يلي:
- حق المهر.
- حق النفقة.
- حق السكن.
- المودة والرحمة والرفق بها.
- عدم الإضرار بها.
- المعاشرة بالمعروف.
- في حالة الزواج من أخرى عليه أن يعدل بينهم.
تأثير سفر الزوج على حياة زوجته
في سياق الحديث عن حق الزوجة على زوجها المسافر، نريد أن نوضح لك تأثير سفر الزوج على زوجته فيما يلي:
- تزداد المسؤوليات والأعباء على الزوجة نتيجة سفر زوجها، خاصة في حالة وجود أبناء، مما يضطرها إلى القيام بدور الأب والأم في نفس الوقت.
- نتيجة لكثرة المسؤوليات، تشعر المرأة بضغط دائم، مما يؤثر على علاقتها بأبنائها وطريقة التعامل معهم.
- يتسبب بعد الزوج عن زوجته لفترات طويلة في الشعور بالوحدة والاكتئاب والتوتر، والضغط العصبي.
- كما تشعر المرأة بالحرمان العاطفي، مما يدفعها للعصبية المفرطة طوال الوقت.
- تزداد المشاكل والخلافات بينها وبين زوجها بسبب البعد.
- تشعر دائمًا بالشك اتجاه زوجها نظرًا لشعورها بحرمان عاطفي، فهي تعلم أنه يشعر نفس الشعور.
- قد تشك أيضًا الزوجة في حب زوجها لها، بسبب بعده وعدم اهتمامه.
- بعد عودة الزوج من سفره، تحدث فجوة بينه وبين زوجته وأبنائه، بسبب تعوده على عدم تحمل المسئولية، وبسبب محاولة الزوجة الدائمة في إرجاع زوجها كما كان قبل السفر، من حيث اهتمامه بها وبأبنائهم.
حكم سفر الزوج في الإسلام
الزواج علاقة مبنية على ميثاق غليظ بين الزوجين، وهذا الميثاق يعتمد على الحب والمودة والرحمة، لذلك يجب على كلا الزوجين مراعاة الله في بعضهم والاعتناء ببعضهم، لذلك يجب على الزوج ألا يغيب عن زوجته لفترات طويلة.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحدد فترات سفر الجنود وبعدهم عن زوجاتهم، بأن تكون أقصى مدة هي 6 شهور، وكان يبعثهم إلى زوجاتهم إن مر 6 شهور على سفرهم، فمن غير المستحب أن يغيب الزوج عن زوجته أكثر من 6 شهور.
لكن مدة الستة أشهر في هذا العصر المليء بالفتن تعتبر فترة طويلة، لذا من الأفضل أن تقل المدة عن 6 شهور، ففي حالة اضطرار الزوج للسفر أكثر من 6 شهور، كحالة الدراسة أو العمل، فمن الأفضل أن يأخذ زوجته معه.
إذا لم يستطع الزوج أخذ زوجته وكانت الزوجة موافقة على سفره، فعليه أن يتقي الله في زوجته، ويطمئن عليها بين الحين والآخر ومن الأفضل أن يتركها تجلس في بيت أهلها، مع سؤاله المستمر عنها.
في حالة كانت الزوجة متضررة من سفر زوجها والبعد عنه، وتكلمت معه ولم يستجيب لها، فعليها إذن اللجوء للمحاكم الشرعية، والتي تتواصل مع الزوج وتأمره بالعودة، وفي حالة رفضه توثق المحكمة طلاقهما، وتعطي للزوجة حريتها، وهذا حق الزوجة على زوجها المسافر.
اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة بعد وفاة زوجها حسب الشرع
عدم رغبة الزوجة في سفر زوجها
يحرم الإسلام سفر الزوج دون رغبة زوجته، وهذا يعتبر أفضل واجبات الزوجة على زوجها المسافر في ديننا الإسلامي، فالدين الإسلامي يحث على التشاور والتفاهم، ولأن سفر الزوج قد يتسبب في ضرر للزوجة، وللأبناء، وبالتالي فهو يؤثر على العلاقة بينهم، لذا يجب أن يكون السفر عن تراضي بينهم لمستقبل أسرتهم.
مشاورة الرجل لزوجته لا ينقص من رجولته، بل التشاور يتسبب في علو شأنه، وارتفاع قيمته في نظر زوجته وأبنائه، لكن الجدير بالذكر، أن سفر الزوج دون رغبة زوجته ليس محرم شرعًا لعدم وجود نص صريح يدل على ذلك، وليس من الفرض عليه أخذ إذنها قبل السفر، بشرط ألا يتعدى المدة الشرعية المسموح فيها بالغياب عن زوجته.
وصايا الإسلام للزوجين
هناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث التي تشير إلى حق الزوجة على زوجها، كما سنذكر جزء منها فيما يلي:
- لقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (21) سورة الروم.
معنى الآية أن الله خلق النساء من الرجال، لتكون له السكن، والأمان والراحة، وجعل بين الزوجين المودة والرحمة.
- كما قال تعالى في سورة الطلاق:
(لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (7) سورة الطلاق.
يحث الله المسلم على الإنفاق على أهل بيته، حتى وإن كان رزقه قليلًا، فينفق ما يستطيع منه.
- في حث رسول الله -صلى الله عله وسلم– الرجل على زوجته قال: “كفى بالمرءِ إثمًا أنْ يُضيِّعَ مَن يقُوتُ” رواه عبد الله بن عمرو، المحدث الألباني.
يحث الرسول على الإنفاق في سبيل الله، وأن من أفضل وجوه الإنفاق، هي الإنفاق على الأبناء.
- حث رسول الله عليه الصلاة والسلام على نفقة الرجل على أهل بيته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أَفْضَلُ دِينارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ، دِينارٌ يُنْفِقُهُ علَى عِيالِهِ، ودِينارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ علَى دابَّتِهِ في سَبيلِ اللهِ، ودِينارٌ يُنْفِقُهُ علَى أصْحابِهِ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ أبو قِلابَةَ: وبَدَأَ بالعِيالِ، ثُمَّ قالَ أبو قِلابَةَ: وأَيُّ رَجُلٍ أعْظَمُ أجْرًا، مِن رَجُلٍ يُنْفِقُ علَى عِيالٍ صِغارٍ، يُعِفُّهُمْ، أوْ يَنْفَعُهُمُ اللَّهُ به، ويُغْنِيهِمْ“ صحيح مسلم.
- كما حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الزوج على زوجته فقال: “خيارُكم خيارُكم لنسائِهم” صحيح الألباني.
اقرأ أيضًا: حق الزوج على الزوجة في الإسلام
فوائد تعود على الزوجة من سفر زوجها
مثلما تتضرر الزوجة من سفر زوجها في الكثير من الحالات، ولها حقوق الزوجة عند زوجها المسافر فإن هناك بعض الحالات الأخرى قد يعود سفر الزوج على زوجته بالمنافع العديدة، حتى في حالات ضررها من السفر.
فعلى الأقل قد تنتفع بواحدة من تلك المنافع، والتي هي تعتبر من حق الزوجة على زوجها المسافر، كما سنذكرها فيما يلي:
- سفر الزوج يرفع من على عاتق الزوجة مسؤولياته عليها، مما يتيح لها الكثير من الوقت، لتقوم بالعديد من الأشياء، والنشاطات التي لا تستطيع أن تفعلها في وجوده، مثلا حضور دروس لتعلم لغة جديدة، ودورات تعليم الأشغال اليدوية، وتعلم الخياطة، والقراءة.
- كما أن عدم وجود الزوج يتيح لها الفرصة للخروج من أصدقائها، ودعوتهم للمنزل وعمل حفلات الشاي، دون الحرج من وجود زوجها.
- يتسبب البعد في اشتياقهم لبعضهم البعض مما يزيد من حرارة لقائهم، كما أن التحدث من خلال وسائل الاتصال عن بعد أثناء سفر الزوج، يعيد كلًا منهم لمشاعر فترات الخطوبة، والاشتياق.
- الحصول على حياة كريمة، ورفع مستوى المعيشة للأسرة، في حالة السفر للعمل.
- تأمين مستقبلها ومستقبل أولادها، في حالة السفر للعمل وجني المال.
موضوع حق الزوجة على زوجها المسافر يختلف من أسرة لأخرى نتيجة لاختلاف العادات والتقاليد، والثقافات، والطرق التربوية التي طبقت على الزوجين وعاشوا في محيطها.