هل خريج العلوم الطبية دكتور

هل خريج العلوم الطبية دكتور؟ ومتى يطلق لقب دكتور في العموم؟ فلا شك أن كلمة العلوم الطبية تمثل عاملًا إغرائيًا لأغلب الطلبة الغير الحاصلين على مجاميع تؤهلهم لكلية الطب، فيدفعهم الأمل لها رغبةً في لقب طبيب، فإن كنت أحد هؤلاء الطلبة فقد يكون هذا الموضوع من خلال موقع زيادة ذات نفع لك.

هل خريج العلوم الطبية دكتور؟

في بادئ الأمر يمكن أن نعتبر أن ذلك الموضوع سلاح ذو حدين، فمن جهة سيساعد على حفظ الحقوق وأحقية إطلاق المسميات، ومن جهة أخرى سيكون ذات إحباط للآخرين، لكن أولًا وأخيرًا نحن نسعى لتقديم المعلومة الحقيقية كاملة، دون اللجوء لتزييف الحقيقة لإرضاء فئة مهما كانت ذات قيمة وشعبية.

دعونا نكون أكثر دقة وتوضيح، هدفت كلية العلوم التطبيقية في بادئ الأمر إلى إعداد أجيال من التقنيين المحترفين للقيام بمساعدة الأطباء في بعض التخصصات الطبية المختلفة، والتي تتمثل في تقنيين التحاليل والأشعة والتخدير وأيضًا العظام والعناية المركزة.

أتت تلك المبادرة لما في تلك الوظائف الحساسة من أهمية بالغة في مساعدة الطبيب للتشخيص الصحيح ووصف الطريقة الأنسب لعلاج المريض، فتلك الوظائف الحساسة لا ينبغي أن تمتهن بواسطة أشخاص عاديين يتعلمونها أثناء العمل في المعامل والمراكز الطبية.

فبناءً على ما سبق أدركت بعض الجامعات الخاصة في بادئ الأمر أهمية وخطورة تلك الوظائف الحساسة وقامت بإعداد أجيال من التقنيين المدربين على التعامل مع تلك الأجهزة لمساعدة الأطباء على الوجه الأمثل، وذلك ابتغاءً للهدف الأسمى وهو معالجة المرضى وإنقاذ الحيوات.

لكن ومع مرور الوقت وتطور الزمن طالبت النقابات والكليات الخاصة بتقنيين كلية العلوم التطبيقية بتعديل المسمى الوظيفي لخريجي تلك الكلية ليصبح أخصائي بدلًا من تقني مساعد طبيب وهو المسمى الأصح والأول.

انطلاقًا من تلك النقطة يمكننا الإجابة على السؤال هل خريج العلوم الطبية دكتور، بأن التقنيين خريجين تلك الكلية لا يجب أن يطلق عليهم أطباء أو أخصائيين فهم وبحسب التسمية الأولى والأكثر صحة مساعدين أطباء.

اقرأ أيضًا:  ما هو مستقبل خريجي الهندسة الطبية الحيوية ؟

قرار مجلس الوزراء بشأن كليات العلوم الطبية

لم يكن في بادئ الأمر من السهل على المواطنين وخاصة الطلاب معرفة إجابة السؤال هل خريج العلوم الطبية دكتور؛ ويرجع ذلك إلى اللبس الحادث عند الناس بسبب لقب أخصائي الذي تم طرحه على تقنيين الأشعة أو التخدير، فلم يستطيعوا التفرقة بين كونهم أطباء حقيقين أو أنهم مساعدين للأطباء.

ما يزيد الأمر سوءًا هو محاولات قلة قليلة من مساعدي الأطباء للتحايل على المرضى واستغلال لقب أخصائي الذين حصلوا عليه مؤخرًا بهدف النصب أو التباهي بلقب طبيب وهو ما ليس بالحقيقة.

بناءً على ما سبق، وبعد اللبس الحادث عند المرض.

0ى إلى درجة كبيرة في عدم قدرتهم على الإجابة على هذا السؤال هل خريج العلوم الطبية دكتور، ومن هنا وانطلاقًا من تلك النقطة فقد حاربت كل الجهات المعنية بداية من نقابة الأطباء بغرض حفظ حقوق الهوية المهنية لها والمسمى الوظيفي كذلك.

بعد حلول عام 2020، قرر مجلس الوزراء وعند القرار رقم 141 لسنة 2020 إنصاف خريجي كلية الطب، وذلك بتعديل مسمى (كلية العلوم الطبية) لتصبح (كلية العلوم الصحية) ولا يحصل خريجها على لقب أخصائي.

اقرأ أيضًا: تخصصات جامعة دار العلوم

الخلاف بين نقابات الأطباء وكلية العلوم الطبية

في إطار حديثنا عن إجابة السؤال هل خريج العلوم الطبية دكتور، فمن الطبيعي أن نصطدم بآراء الأطباء خريجي كلية الطب والمقيدين في نقابة الأطباء حول مشكلتهم مع خريجي كلية العلوم الطبية والذين وفي حقيقة الأمر يستحقوا لقب مساعد طبيب أو تقني أو فني ليس إلا.

حيث أبدى الدكتور محمد عبد الحميد أمين صندوق النقابة العامة للأطباء انزعاجه من المحاولات المستمرة من خريجي كلية العلوم الصحية (الطبية سابقًا) في تسمية أنفسهم بلقب أخصائي، لما يراه من محاولة مباشرة لخداع المريض وتضليله، بالإضافة إلى محاولة استغلاله على النحو الذي يسيء لشرف المهنة.

كما اتبع الدكتور محمد عبد الحميد قائلًا في حديثة إلى موقع صدى البلد، أن لقب أخصائي الحاصل عليه الطبيب يعد مجازيًا بمشوار الألف ميل، فهي رحلة طويلة لا تقل عن خمسة عشر عامًا لاقي فيها خريج كلية الطب ما لاقى من الأهوال والجهد الشاق والتنقل من مكان إلى آخر حتى يسمو في آخر المطاف بلقب أخصائي.

فإن طالب كلية الطب يقضي ما لا يقل عن سبعة أعوام بالكلية للحصول على درجة البكالوريوس، ومن ثم يعمل كمتدرب أو كما يطلق عليها أكاديميًا (تكليف) لمدة عام أو أثنين.

ثم يعمل إلى جانب طبيب مقيد في التخصص لمدة تتراوح من أربعة وتنتهي ب السبع سنوات يحصل في نهايتها على درجة الدبلوم أو الماجستير أو الزمالة، وكل ذلك للحصول على لقب مساعد أخصائي، ويقضي ما لا يقل عن خمسة سنوات من العلم والتجربة للوصول للقلب أخصائي.

هنا يأتي تساؤله مستنكرًا، هل من الطبيعي أن يحصل خريج كلية العلوم الطبية على لقب أخصائي بين ليلة وضحاها؟ وهل من الإنصاف ألا يعرف الناس هل خريج العلوم الطبية دكتور أم لا؟

اقرأ أيضًا: تخصصات جامعة العلوم والتكنولوجيا

العلاقة بين لقب طبيب وكتور

على هامش حديثنا عن هل خريج العلوم الطبية دكتور، فوجب التنبيه على وجود فارق هام بين كلمة (دكتور) وكلمة (طبيب)، فبإيجاز الطبيب هو خريج كلية الطب والذي درس بها بمدة لا تقل عن سبع سنوات ثم أكمل مشواره في ذلك المجال.

على الجانب الآخر فإن لقب دكتور والذي قد لقي شيوعًا غير مسبوق هو ما نحتاج للوقوف عنده لتوضيحه.

في اللغة العربية الطبيب هو من يقوم بتوصيف المرض وكتابة الدواء للمريض حتى يشفى بإذن الله، أما على الجانب الآخر وفي اللغة الإنجليزية فالطبيب يطلق عليه لفظ دكتور (Doctor)، ومن هنا حصل اللبس، فبحكم العولمة وكون العالم تحول لتلك القرية الصغيرة التي تتأثر ببعضها البعض فقد أطلق على الطبيب وغيره لقب دكتور.

مع تطور العلم ودرجاته فأصبحت الدكتوراه هي درجة علمية معترف بها وتعد واحدة من أرقى وأعلى الدرجات العلمية، فبدأ الأمر مع المحامين في أواخر التسعينيات، فإذا حصل المحاميون على شهادة الدكتوراه في مجالاتهم القانونية يتم إطلاق لقب دكتور قبل لقب محامي.

مع زيادة المجالات العلمية وارتفاع أعداد طلاب الدراسات العليا فقد تحول الأمر إلى أن في كل التخصصات أصبح لدينا دكتور، فأصبح الدكتور في مجال التجارة أو مجال الزراعة أو مجال اللغة العربية حتى.

عندها حدث الخلط؛ حيث أصبح لدينا لقب دكتور وطبيب وأخصائي، ومن بينهم يقع المواطن العادي تائهًا غير عالمًا ولا مفرقًا لتلك الفروقات في الاصطلاحات، فضاع ما للأطباء من ميزة في المسمى الوظيفي كما كانت مسبقًا.

رسالة إلى طالب الثانوية العامة، لا تجعل الأسماء الجذابة للكليات أو مسمياتها الوظيفية تخدعك، أبحق عن نفسك أنت، ماذا تحب؟ ماذا تريد؟ في ماذا تبرع؟ وعليه فحدد كليتك وتوكل على الله.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.