حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض
حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض يتطلب المعرفة بالعديد من الأحكام المرتبطة بالحيض بشكل عام، ويشمل ذلك تعريف الحيض والفرق بينه وبين الاستحاضة، وذلك لما يترتب عليه من طهارة للبدن وطاعة وامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى، فهي من أهم الأحكام الشرعية التي يجب على كل مسلم ومسلمة الإلمام بها، والجهل بها يعد إثم وذنب كبير وَاجب التوبة منه، ومن خلال من السطور التالية سنتعرف على كافة التفاصيل بخصوص هذا الموضوع عبر موقع زيادة.
تعريف الحيض لغةً وشرعًا
يتم تعريف الحيض في اللغة على أنه هو السيلان، في حين يتم تعريفه من قبل الشرع على أنه الدم الذي يصيب المرأة بعد مرحلة البلوغ ويخرج من أقصى الرحم في موعد غير المحدد للولادة، بحيث يتم نزوله في نفس الموعد من كل شهر، ويتم تميزه باللون الغامق واَلرائحة الخاصة به.
وللحِيض العديد من الأحكام المتعلقة به داخل الشريعة الإسلامية سوف يتم التعرض لها بالتفصيل فيما بعد.
اقرأ أيضًا: حكم إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية
الفرق بين الحيض والاستحاضة
حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض قد يختلف عنه في فترة الاستحاضة، لذلك يجب التفريق ما بين الحيض والاستحاضة كما يلي:
-
تعني الاستحاضة الاستمرار في خروج الدم لدى النساء بعد انتهاء الموعد المحدد لنزول الحيض، ومكان نزوله من عرق يسمى العاذل ويختلف عن الحيض في كونه ذو كثافة رقيقة ولا تصاحبه رائحة.
-
هو حدث مستمر لذلك تتابع معه المرأة ما فرض عليها من عباَدات من صوم وصلاة عكس الحائض.
-
رؤية علامة الطهر من الحيض ثم ملاحظة وجود الصفرة أو الكدرة، تعد في هذه الحالة استحاضة.
-
الحكم الشرعي للاستحاضة هو الوضوء لكل صلاة.
حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض
حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض، هي كبيرة من الكبائر التي يقع فيها فاعلها في ذنب عظيم ومخالفة فادحة لأوامر الله سبحانه وتعالى، وذلك على الفرد العالم بالتحريم والمعتمد، وكفارة إتيان الزوجة في نهاية الحيض هي الندم والتوبة إلى الله والتعهد بعدم فعل هذا الأمر مرة أخرى، كما توجد بعض الآراء الفقهية في إخراج كفارة، ومنها:
-
رأي المذهب الحنبلي وجوب التصدق في هذه الحالة بنصف دينار من الذهب، في حين يرى جمهور الفقهاء الأمر على الاستحباب.
-
يرى المذهب الحنفي والشافعي باستحباب التصدق بدينار من الذهب في حالة الإتيان في بداية الحيض ونصف دينار في آخره.
اقرأ أيضًا: إذا طلق الرجل زوجته ثلاث طلقات كيف يرجعها
دليل تحريم إتيان الزوجة في نهاية الحيض
تأتي مشروعية حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض من قول الله سبحانه وتعالى الآية رقم 222 من سورة البقرة “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” والتي تفيد تحريم هذا الفعل بشكل قاطع.
حكم الاستمتاع بالزوجة دون الإتيان في نهاية الحيض
بعد التعرف على حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض وهو التحريم القطع، يأتي التساؤل عن حكم الاستمتاع بالزوجة في نهاية الحيض دون الإتيان، والإجابة فيما يلي:
-
يحرم الاستمتاع بالزوجة في نهاية الحيض في المنطقة ما بين السرة إلى الركبة بدون وجود حائل، وهذا رأي جمهور الفقهاء.
-
يحرم إتيان الزوجة التي انقطع حيضها ولكنها لم تطهر منه بالغسل.
-
المذاهب التي أجازت ذلك هي الحنفية والشافعية، في حين منع المذهب الحنفي النظر إلى ما دون الحائل، في حين أجاز ذلك المذهب الشافعي والمالكي ولو حدثت الشهوة.
الأحكام العامة للحيض
بعد ورود حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض بشكل خاص، لابد من التطرق إلى بعض الأحكام الخاصة بالحيض في العموم، وهذه الأحكام هي التالي:
الطهارة
يرى كل من مذهب الشافعية والمذهب الحنبلي عدم جواز الوضوء أو الاغتسال للمرأة في فترة الحيض مثل القيام بذلك للعبادات.
الصيام
يحرم الصيام على الحائض بإجماع من جمهور الفقهاء، سواء كان صيام فرض أو نفل، ولكن يجب عليها قضاء ما عليها من صيام الفرض وهو ما أفطرته خلال شهر رمضان خلال فترات طهرها.
أما في حالة صيام الكفارة وهي شهرين مُتتابعين فعلى المرأة الامتناع عن الصيام خلال فترة الحيض ومُواصلة الصيام بعد الطهر، ولا يخل ذلك بشرط من شروط صيام التابع في شئ.
الصلاة
اجتمع الفقهاء على عدم جواز قيام الحائض بفريضة الصلاة وكذلك المرأة النفساء، حيث يفسد كل من خروج دم الحيض والولادة حكم الصلاة بشكل مؤقت حتى توقف نزول الدم والتطهر منه، كما أنه لا يجب على المرأة الحائض قضاء ما عليها من صلوات عكس الصيام.
الحج
حالة خروج المرأة للحج ثم خرج منها الدم الخاص بالحيض فعليها ما على الحاج من شعائر ما عدا الطواف بالبيت الحرام، فمثلًا يجوز الاغتسال للحج أو بغرض الوِقوف بجبل عرفة.
أما الطواف بأنواعه ومنها طواف الإفاضة وهو ركن ثابت أو طواف القدوم وهو سنة يسقط عنها في حالة كونها حَائض عند بلوغ المدينة.
لكن لا يسقط عنها طواف الإفاضة فعليها أن تطوف بعد التطهر اجتمع على هذا الرأي جميع الفقهاء ما عدا أهل المذهب الحنفي الذين يرون كراهته فقط، ويصح أن تخفف الحائض في طواف الوداع بعد إتمام طواف الإفاضة بعد الطهر.
مس المصحف وحمله
اتفق رأي الفقهاء على تحريم مس المصحف للمرأة في فترة الحيض، ويسمح أصحاب المذهب المالكي بمسه في حالة التعليم أو التعلم.
أجاز أصحاب المذهب الحنفي حمل المصحف بحائل فيما يكرهون فعل ذلك بواسطة الأكمام إلا بغرض التعلم.
قراءة القرآن
تم الإجماع من قبل الفقهاء والعلماء على تحريم قراءة القرآن للمرأة في فترة الحيض، ويوجد بعض العلماء من قاموا بوضع بعض الشروط للمرأة الحائض عند الرغبة في قراءة القرآن ومنهم المذهب الشافعي الذي يجيز القراءة القلبية دون إخراج ألفاظ وحروف القرآن الكريم، في حين يجيز المذهب الحنبلي قراءة جزء من آية فقط لا الآية كاملة، وقد خالف المذهب المالكي كل ذلك بإجازة قراءة المرأة الحائض القرآن الكريم على الإطلاق.
دخول المسجد
اتفق الفقهاء وأهل العلم على عدم جواز الحائض الجلوس في المسجد أو المكوث داخله بأي حال من الأحوال. مع جواز المرور به نتيجة وجود أمر طارئ،،حيث يكره وجود المرأة الحائض في المسجد دون ضرورة.
أما بالنسبة لأصحاب المذهب المالكي والحنفي فيَمنعون جلوس المرأة الحائض في المسجد لأي سبب من الأسباب، ولكن يختلف كل من المصلى المخصص لصلاة العيد وكذلك المصلى الخاص بالجنازة في جواز المكُوث فيهِم.
الجماع
يحرم الجماع على المرأة الحائض والرجل بصورة نهائية، حيث كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتي زَوجاته في فترة الحيض ولكن فيما دون الفرج.
اعتمد بعض الفقهاء على سنة النبي الكريم في جواز إتيان الزوجة في نهاية الحيض إذا كان من خلال حائل أو إزار.
في حين منع عدد من الفقهاء لتجنب الوقوع في الإتيان الكامل للزوجة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز ارجاع الزوجه بعد الطلقه الاولى بدون علمها
الذكر
أجاز جميع العلماء والفقهاء تلاوة الذكر للمرأة الحائض، ،حيث تقول ما تشاء من تهليل وتكبير وتسبيح وصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم-واستغفار، وذلك على عكس الحكم في باقي العبادات خلال هذه الفترة.
الطّلاق
لا يقع طلاق المرأة وهي في فترة الحيض، والدليل على ذلك حديث تمت روايته في صحيح الإمام مسلم عن ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه أنه قام بتطليق زوجته وهي حائض، فعندما قام سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بذِكر ذلك لرسول الله-صل الله عليه وسلم قال ” مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا”.
حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض، يستدل عليه من كتاب الله وسنة نبيه بشكل قاطع، مع وجود بعض الأحكام الملزمة للمسلم والمسلمة خلال هذه الفترة لابد من الإحاطة الكاملة بها.