هل تقويم الأسنان حرام
هل تقويم الأسنان حرام؟ وهل فيه تغيير لخلق الله تعالى؟ فعادةً ما يقوم الشخص بعمل تقويم للأسنان في حالة حدوث خللٍ ما في أسنانه قد أدى لتغير شكلها أو ما شابه، لذلك نعرض لكم في هذا الموضوع إجابة سؤال هل تقويم الأسنان حرام أم لا، وهذا من خلال موقع زيادة.
هل تقويم الأسنان حرام
إن عمليات تجميل الأسنان قد تكون لمنفعة صحية أو للتجمل وتغيير ما خلق الله الإنسان عليه.
فالحكم في تجميل الأسنان لكي يتجمل بها الشخص، أي محبة منه في زيادة جماله أو إعراضًا منه على ما خلق عليه حقيقةً فهذا محرم شرعًا، حيث إن العلماء قد أجمعوا رأيهم في تغيير خلق الله تعالى ووصفوه بأنه تزيين من الشيطان باتباع الهوى وعدم الرضا بقضاء الله وخلقه.
أما لو كان التقويم للأسنان بسبب فساد أصابها، أو بسبب خلقة يكون فيها الشخص عرضة لاستهزاء الجهال من الناس، كأن تكون بشكل غير مألوف للناس مما يسبب الحرج لصاحبه على الدوام، فتعديل الأسنان وتقويمها في هذه الحالات جائز شرعًا.
اقرأ أيضًا: كيف يشدون تقويم الأسنان
هل تبييض الأسنان جائز شرعًا
إذا كانت الأسنان باهتة أو مصفرة أو داكنة في الأصل، فهذا مُجاز فالله جميل يحب الجمال، وكذلك في ذلك من النظافة الشخصية وقبول الآخر ما حث عليه الإسلام.
شريطة ألا تستخدم في تبييض الأسنان أي مواد محرمة أو نجسة وكذلك ألا يترتب على هذا التبييض ضرر على فاعله.
اقرأ أيضًا: مدة تقويم الأسنان لسد الفراغات
حكم عمليات تجميل الأسنان
لمن يسأل هل تقويم الأسنان حرام إفادة شافية من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبالحديث حول عمليات التجميل فهي عمليات التقويم التي تهدف إلى تعديل غير اضطراري في شكل الأسنان، ويندرج ذلك تحت مسمى تغيير خلق الله تعالى، وذلك منهي عنه تمامًا.
فقال تعالى: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَام وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) 119 النساء.
كذلك لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تطلب الحُسنِ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال “لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ والمُوتَشِمَاتِ، والمُتَنَمِّصَاتِ، والمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ، مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ“ رواه البخاري، حديث صحيح.
ذكر أن الإمام الطبري ذكر في كتاب فتح الباري أنه “لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها بزيادة أو نقصٍ؛ لالتماس الحُسْن لا للزوج ولا لغيره، ويستثنى من ذلك ما يحصل به الضرر والأذيّة، كمَنْ يكون لها سنّ زائدة، أو طويلة تُعيقها في الأكل، أو إصبع زائدة تؤذيها أو تؤلمها فيجوز ذلك” فتح الباري: 10/377
اقرأ أيضًا: معلومات عن تقويم الأسنان و مميزاته ونصائح بعد تركيبه
حكم تركيب تقويم الأسنان لوجود علة أو إعاقة
فإذا كان السائل بهل تقويم الأسنان حرام يستوضح مدى شرعية تقويم أسنان متراكبة أو بها اعوجاج أو لصغر أسنان الفك السفلي أو العلوي أو أن الأسنان بارزة للأمام خارج الفم، فهذا لا بأس به على أن يكون دون زيادة أو عبث أو تغيير مستتر لخلق الله.
كذلك حكم من يجب أن يقوم أسنانه لتيسير الأكل والمضغ فهذا مشروع، ويتبع نفس الحكم كذلك إزالة الأسنان الزائدة التي تعيق المضغ أو تسبب للشخص سخرية الجاهلين من الناس، فكل ذلك مشروع برحمة الله وفضله.
حول أسباب مشروعية تقويم الأسنان لضرورة الحاجة للسائل هل تقويم الأسنان حرام، فأخذ العلماء بالقياس على ما ثبت عن “عرجفة بن أسد” رضي الله عنه فقال: أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذت أنفًا من ورق فأنتن علي، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفًا من ذهب” رواه النسائي والترمذي وأبو داود
فعلاج الأسنان التي بها تقدم وتأخر أو طول ونقص لا حرج في تقويمها أو اقتلاعها أو تبديلها.
أما إن كانت الأسنان مرصوصة فأراد الشخص أن يفلجها أي يساوي بينها للحسن وزيادة الجمال ولم يكن بها ضرر أو مفسدة فهذا يدخل تحت مسمى تغيير خلق الله تعالى.
أمر تقويم الأسنان موزونٌ شرعًا على ضوابط نية الفعل وأسبابه ومسبباته، فمنها ما ينفع الناس ويرفع عنهم الضرر وهذا جائز ومنها ما فيه تغيير لخلق الله وهذا حرام.