علاج آلام العظام والمفاصل بعد الولادة
علاج آلام العظام والمفاصل بعد الولادة يختلف ما بين طرق طبية وطرق منزلية، وتلك الآلام من الأمور الشائعة والطبيعية التي تتعرض لها النساء بعد أسابيع أو شهور قليلة بعد الولادة.
ففي هذه الحالة تتردد السيدات بعد الولادة على أطباء العظام لهذه الشكوى، لكن لا داعي للقلق فهذه من الشكاوى الطبيعية بعد الولادة، وسنعرض لكِ من خلال موقع زيادة أسباب وطرق علاج آلام العظام والمفاصل بعد الولادة في هذا الموضوع.
علاج آلام العظام والمفاصل بعد الولادة
هناك نوعان من علاج آلام العظام والمفاصل بعد الولادة، والنوعان ضروريان مع بعضهما البعض للشفاء سريعًا وبصورة تامة بعد فترة قليلة، النوع الأول معتمد على الالتزام بعلاج الطبيب المعالج من أدوية مسكنة لتخفيف شدة الألم، وأخذ حقن الستيرويدات للتخفيف من شدة الالتهاب واستخدام الدهانات المناسبة.
أما النوع الثاني فمعتمد على بعض الإرشادات الواجب اتباعها في المنزل مع نفسك ومع طفلك، والتي بدورها يمكنها علاج آلام العظام والمفاصل بعد الولادة من تلقاء نفسها بعد فترة قليلة وتقليل الألم تبعًا لشدّته، والتي يمكن توضيحها كالتالي:
- وضع كمادات باردة على مناطق الألم.
- إنقاص الوزن قدر الإمكان وممارسة التمارين الرياضية، لتقوية عضلات الجسم بالأخص الظهر والبطن بعد فترة النفاس؛ لتجنب حدوث تقلصات حادة في عضلات الجسم.
- أخذ حمام دافئ مائل للسخونة دائمًا، ليساعد على ارتخاء العضلات.
- بالإضافة إلى بعض التمارين الرياضية المناسبة، ممارسة بعض تمارين الإطالة قدر المستطاع.
- تجنبي عمل التمارين التي تُجهدك وتُزيد الضغط على عضلاتك.
- اهتمي بعمل تمارين إحماء قبل التمارين الرياضية.
- تدليك المفاصل بنفسك أو الخضوع لجلسات علاج طبيعي، وتدليك عضلات الظهر.. حيث يمكنها التخفيف من آلام المفاصل بصورة تدريجية.
- توخي الحذر أثناء رضاعة الطفل، حافظي على الوضعية المناسبة له ولكِ أثناء الرضاعة الطبيعية.
- حمل الطفل بشكل صحيح ومريح، وتجنبي حمله لفترات زمنية طويلة، فالأفضل حمله لفترات زمنية أقصر؛ لتجنب تفاقم آلام العظام والمفاصل وزيادة المشكلة بعد الولادة.
- ارتداء الكورسيه أثناء ممارسة التمارين الرياضية، لشد عضلات البطن ومنع ارتخائها.
اقرأ أيضًا: طريقة استخدام حب الرشاد للمفاصل والعظام
الوقت المناسب لبدء التمارين الرياضية بعد الولادة
أوضحنا سابقًا التمارين الرياضية التي تساهم بشكل كبير في علاج آلام العظام والمفاصل بعد الولادة، لكن ما هو الوقت المناسب لبدء التمارين؟
يختلف الوقت على حسب إذا كانت الحامل مفتقدة النشاط أثناء فترة الحمل، أو كانت معتادة على ممارسة بعض التمارين الرياضية أثناء ذلك، فتبعًا للجمعية الأمريكية لأطباء النساء، في حالة إذا كانت المرأة مفتقدة لنشاطها خلال فترة الحمل، عليها البدء بالتمارين الرياضية المناسبة تدريجيًا بعد الولادة بـ 6 أسابيع.
أما إذا كانت المرأة معتادة على ممارسة التمارين الرياضية أثناء فترة الحمل، وكانت الولادة طبيعية وليست قيصريّة، فتستطيع البدء بعمل بعض التمارين الرياضية الخفيفة بعد أيام قليلة من الولادة، مثل المشي مرتين أو ثلاثة أسبوعيًا، وكلما تعافت الأم أسرع كلما استطاعت زيادة الرياضة تدريجيًا، إلى أن تصل إلى تمارين الإطالة والدفع.
أما في حالة الولادة القيصريّة، يُوصي الأطباء بألا تبدأ المرأة بعمل أية تمارين رياضية إلا بعد مرور مدة لا تقل عن ستة إلى ثمانية أسابيع من الولادة، كما يُنصح ببدء التمارين الرياضية تحت إشراف أخصائي علاج طبيعي أو طبيب، حيث تُصاب مفاصل الجسم والأربطة بالارتخاء بعد الولادة لمدة ثلاثة إلى خمسة أشهر.
فالتمارين التي تركز على تمدد عضلات الظهر والبطن هامة وضرورية، لكن دون الإفراط في ممارستها لدرجة زيادة الضغط على العضلات، مما يقلل فرصة الشفاء ويزيد المشكلة؛ لذا يُوصى بعمل التمارين تحت إشراف طبي.
هل تؤثر التمارين الرياضية على الرضاعة الطبيعية؟
ليس لممارسة التمارين الرياضية أي تأثير على حليب الثدي وكميته أو تكوينه، ولكن التمارين العنيفة والإفراط في ممارستها لحد الضغط على عضلات الجسم يمكن أن يتسبب في حساسية الثديين، كما يُفضل ارتداء حمالات صدر رياضية أثناء ممارسة التمارين، وأثناء إرضاع الطفل قبل البدء بالتمارين.
اقرأ أيضًا: أفضل مرهم لعلاج آلام أسفل الظهر وطريقة الاستخدام
مخاطر التمارين الرياضية الواجب الحذر منها لتجنب تفاقم الآلام
كما وضحنا سابقًا أنه يُوصى بتجنب الإفراط في التمارين الرياضية لحد الإجهاد والألم، لتجنب تفاقم الآلام والإضرار بالمفاصل وعضلات الظهر والبطن، كما وضحنا التوقيت المناسب لبدء التمارين الرياضية، والذي يختلف من حالة لأخرى.
ففي حالة الولادة الطبيعية يختلف توقيت البدء عن حالة الولادة القيصريّة، وفي حالة توقف النشاط خلال فترة الحمل يختلف عن في حالة ممارسة بعض التمارين أثناء الحمل، لكن من أكثر المخاوف التي تواجه المرأة هي الإضرار بعضلات البطن بعد تمارين البطن، لذا يجب التنويه عن الإرشادات التي تقي من الإضرار بالعضلات البطنية.
يتسبب الحمل في حدوث انشقاقات بعضلات البطن، بسبب تمددها خلال فترة الحمل والولادة، فقد تتعرض الأم لعدة مخاطر في حال ممارستها لتمارين البطن قبل انسداد تلك الانشقاقات، لذا يُوصي بالتأكد من انسداد تلك الانشقاقات قبل البدء بالتمارين.
تحتاج تلك الانشقاقات لانسدادها واستعادة وضعها الطبيعي مدة زمنية لا تقل عن شهر إلى شهرين بعد الولادة، لذا يفضل عند البدء باتباع التمارين أن يقوم الشخص بذلك تحت مراقبة الطبيب.
أسباب آلام العظام والمفاصل الحادة بعد الولادة
مشكلة آلام العظام والمفاصل بعد الولادة مشكلة شائعة وتسبب القلق لكثير من السيدات، لذا يجب التعرف على أسباب الإصابة بها، والتي هي كالآتي:
- أشهر أسباب مواجهة الكثير من الأمهات للآلام الحادة بعظام ومفاصل الجسم هو زيادة الوزن، الذي تكتسبه الأم خلال فترة حملها، حيث يتزايد وزن الطفل طوال فترة الحمل، فتكون ردة فعل طبيعية للجسم الإجهاد والألم نتيجة تحمل هذا الوزن الزائد.
- إذا كانت الأم تعاني من قبل من التهابات المفاصل وآلام مزمنة بالعظام، فهذا بدوره يجعلها أكثر عرضة لآلام العظام والمفاصل بعد ولادة الطفل، وتكون الحالة أشد خطورة وأكثر ألمًا.
- زيادة الوزن الذي اكتسبته الأم خلال فترة حملها ليس هو السبب الوحيد لآلام العظام والمفاصل بعد الولادة، بل هناك هرمونات تُفرز خلال الحمل قد تؤدي أيضًا لآلام العظام والمفاصل بعد الولادة.
- تلعب تلك الهرمونات دورًا مهمًا في فترة الحمل والولادة، حيث تعمل على زيادة الاسترخاء العضلي والنفسي، واسترخاء أربطة الجسم أثناء الحمل والولادة، وهما هرموني الاستروجين والبروجسترون.
- تساهم تلك الهرمونات في نجاح عملية الحمل والولادة، حيث تساعد الأم على تحمل وزن الطفل وإتمام عملية الولادة بنجاح، وبعد الولادة تأخذ هذه الأربطة بعض الوقت لتعود إلى حالتها الطبيعية ووضعها الأصلي، مما قد يؤدي إلى بعض آلام العظام والمفاصل أيضًا.
مدة استمرار آلام العظام والمفاصل بعد الولادة
تستمر آلام العظام والمفاصل بعد الولادة أسابيع أو شهور، ففي الحالات الطبيعية تستمر أسابيع، أما في الحالات الحادة بعض الشيء فتستمر من 4 أشهر لـ 6 أشهر، وهذا بالطبع كغيره من سائر الأمراض تبعًا للحالة الصحية للمرأة، بالإضافة إلى أن ذلك يرجع لطريقة تعامل المرأة مع جسمها بعد الولادة.
فإذا كانت تتمتع الأم بصحة جيدة بالإضافة إلى الحمل والولادة الجيدين، وتَتّبع بعد الولادة أنظمة غذائية صحية ومناسبة، وتقوم بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة المناسبة، فقطعًا فرصتها في التعافي تكون أفضل وأسرع، وفرصتها في علاج آلام العظام والمفاصل بعد الولادة تكون أعلى.
اقرأ أيضًا: أسباب آلام الركبة عند صعود الدرج
بعض الشكاوى الشائعة بعد الولادة
من الأعراض الأكثر شيوعًا بالإضافة لآلام العظام والمفاصل خاصة الركبتين، الشعور بالتنميل في أصابع يد واحدة أو اليدين عند ثبات اليد في وضع معين، أو استعمالها بصورة كبيرة، ويزداد هذا الإحساس ليلًا مما يدعو الأم للقلق.
لكن لا داعي للقلق فهذه الحالة تكون مؤقتة نتيجة تغيير مستويات الهرمونات بالدم، مما يسبب زيادة السوائل بالجسم والضغط على أعصاب اليدين، وفي أغلب الحالات تختفي الشكوى بعد شهور قليلة بعد الولادة، بعد اختفاء السوائل الزائدة من الجسم وعودة الهرمونات لمستواها الطبيعي بالجسم.
ومن الأعراض الشائعة أيضًا آلام الحوض والتعب العام من أقل مجهود، ويرجع ذلك إلى نقص نسبة عنصر الكالسيوم Ca بالعظام خلال فترة الحمل، ويُعرف بلين العظام، ويمكن علاجه بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالـ Ca مثل اللبن والزبادي والجبن القريش، وأخذ جرعات من ال Caو Vit D، ويجب عمل تحليل أنيميا لأن نقص الحديد بالدم يُزيد الشعور بالإجهاد والإرهاق من أقل مجهود.
نُوصيكِ بممارسة التمارين الرياضية قبل الحمل للتقوية من عضلات البطن والظهر، مما يُخفف ويُسهل عليكِ علاج آلام العظام والمفاصل بعد الولادة.