لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ سؤال يراود أذهان الكثير من المسلمين، فاهتزاز عرش الرحمن لموت شخص أمر غير عادي، الأمر الذي يجعلنا نتساءل، من يكون سعد بن معاذ وماذا فعل ليهتز عرش الرحمن من أجله، فبالتأكيد لن يهتز عرش الرحمن لأمر هين، فتابعوا معنا أعزائي ما يلي عبر موقع زيادة لتعرفوا إجابة سؤالكم المميز، لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
اقرأ أيضًا: قصة معاذ بن جبل رضي الله عنه
لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
اختلفت آراء العلماء وتعددت في محاولاتهم تقديم إجابة حاسمة للسؤال الذي تكرر من العديد من المسلمين، وهو لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، فمنهم من يرى أن اهتزاز عرش الرحمن عندما مات سعد بن معاذ يرجع إلى فرحه واستبشاره بقدوم سعد بن معاذ، وذلك بالقياس بحب جبل أحد لرسول الله، وأكد على ذلك أهل لغتنا العربية، فقالوا أن اهتز في لغتنا العربية قد ترد بمعنى فرح، لذا اهتز عرش الرحمن لفرحته بلقاء سعد،
ومنهم من يرى أنه قد اهتز تنبيهاً من الله تعالى لملائكته بقدوم سعد رضى الله عنه، ومنهم من قال أن اهتزاز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ كان تعبيراً عن مدى حب الله تعالى لسعد بن معاذ وفرحه بلقائه، فتابعوا أعزائي لنعرض لكم أهم آراء العلماء في حسم مسألة لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، وإليكم أهم الآراء:
الرأي الأول
يرى أصحاب الأول في إجابتهم عن سؤال لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ أن سبب اهتزاز عرش الرحمن هو فرحه واستبشاره بقدوم سعد بن معاذ، وذلك لأن سعد بن معاذ محبب إلى الله تعالى وإلى أهل الأرض والسماء جميعاً لشدة صلاحه وتقواه.
قال الحافظ بن حجر في الفتح في تفسيره لهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اهتز العرش لموت سعد بن معاذ).
والمقصود باهتزاز العرش هنا هو استبشاره وسروره بقدوم روح سعد بن معاذ، فيقال لكل من فرح بقدوم قادم عليه اهتز له، وسبب تفسيره لاهتزاز العرش بهذه الطريقة الغريبة، أنه كان من عادات العرب التعبير عن سعادتهم بقدوم شخص بقوله أنه قد اهتز إليه.
ويؤيد أيضاً “البراء بن عازب” هذا الرأي حيث يقول”
أن عرش الرحمن قد اهتز بشدة لموت سعد بن معاذ، استبشاراً بقدومه، الأمر الذي جعل أعواده تنفرج.
ويعتبر هذا الرأي من أرجح الآراء التي قدمها العلماء حتى يعرف المسلمون لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
الرأي الثاني
وهناك تفسير آخر لسبب اهتزاز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، ويرجع هذا الرأي لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله حيث يرى سيدنا عمر أن سبب اهتزاز عرش الرحمن لموت سعد، أنه كان اهتزازاً لأهل السماء، وخاصة حملة عرش الرحمن، والدليل على ذلك ما ورد في هذا الحديث:
أن جبريل قال: “من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء، واستبشر به أهلها”. أخرجه الحاكم.
ويعتبر هذا الرأي من أهم الآراء التي أوردها لنا العلماء للإجابة عن هذا السؤال، لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
اقرأ أيضًا: صفات عمر بن الخطاب الجسدية والخلقية
الرأي الثالث
حيث ذهب بعض العلماء إلى تفسير سبب اهتزاز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ والذي كان من كبار الصحابة وأرفع شباب قومه مكانة، أنه كان تنبيهاً للملائكة بأن تلك الروح الصاعدة إليهم هي روح أحد أولياء الله الصالحين، حيث اختص الله الاهتزاز لأولياء الله الصالحين دون غيرهم من بني البشر.
ويعتبر هذا الرأي من أهم تفسيرات العلماء التي حاولت معرفة لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، ولكن لا يمكن أن نجزم بصحته لعدم وجود دليل يثبت صحته.
الرأي الرابع
قال بعض العلماء في إجابتهم عن السؤال الذي يرغب الكثير من المسلمين عن إجابته وهو، لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ أن سبب اهتزاز العرش يرجع إلى شدة حب الله تعالى لسعد بن معاذ لصلاحه وقوة إيمانه، والدليل على ذلك:
ما ورد عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل».
وهناك دليل آخر يرجح هذا السبب وهو:
ما ورد عن ابن عمر حيث قال، قال صلى الله عليه وسلم: «هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش ،وفُتِّحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفا من الملائكة، لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك، ولقد ضُمَّ ضمة ثم أُفرِج عنه».
الرأي الخامس
كما أن هناك رأي آخر قد وافق علماء المسلمين بأن عرش الرحمن قد اهتز لموت سعد بن معاذ، فرحاً بقدومه وتنبيهاً لملائكة السماء بموته، ولكن اختلف معهم في كونه لا يرى أن المقصود باهتزاز عرش الرحمن هنا كرامة لهذا الصحابي الجليل الذي أحبه أهل الأرض والسماء، وهذا هو رأي المازري رحمه الله تعالى.
اقرأ أيضًا: سعد بن أبي وقاص الصحابي الذي أعتزل الفتنة الكبرى
الرأي السادس
وهناك رأي آخر يفسر سبب اهتزاز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، وهو رأي الحربي، حيث يرى الحربي في إجابته عن السؤال الذي شغل الكثير من المسلمين وهو لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، أن سبب اهتزاز عرش الرحمن هو الإشارة بحدوث أمر عظيم، وهو موت سعد بن معاذ، حيث كان من عادات العرب القديمة ربط الأحداث الكونية الهامة بالأحداث العظيمة.
الرأي السابع
وأثناء مناقشة هذا السؤال لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، ظهر رأي آخر غريب ومعاكس لكل الآراء، وهو رأي بن عمر، حيث يرى بن عمر أن العرش المذكور في الأحاديث النبوية التي تؤكد اهتزاز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، لا يقصد به عرش الرحمن، وإنما العرش الذي حمل فيه سعد بن معاذ جنازته، وأنه قد اهتز بسبب ثقله.
وقد أخذ هذا الرأي عن عطاء السائب، ولكن نختلف مع هذا الرأي ولا نؤيد صحته، حيث تعرض هذا الرأي للنقد الشديد، وذلك لأن عطاء السائب حينما قال هذا الرأي كان كهلاً تختلط عليه الكثير من الأمور فلا يمكن أخذ أراءه في هذا الوقت بمحمل التأكيد، وأيضاً لأن هناك حديث شريف رواه أنس بن مالك رضى الله عنه، يؤكد أنه لم يكن المقصود في حديث الرسول ذلك العرش الذي حمل فيه سعد في جنازته.
فيقول أنس بن مالك: (لَمَّا حُمِلت جِنازةُ سعدِ بنِ معاذٍ قالَ المنافقونَ: ما أخفَّ جِنازتَه، وذلِك لِحُكمِه في بني قُريظةَ، فبلغَ ذلِك النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ- فقالَ: إنَّ الملائِكةَ كانت تَحملُهُ).
وقال الحاكم أيضاً إنّ حديث اهتزاز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ لم يقم أحد بالتشكيك في صحّته سواء في صحيح البخاري أو في صحيح مسلم، وهو يؤيد قول من فسروا اهتزاز عرش الرحمن لموت سعد بفرح واستبشار أهل السماء بقدوم روحه.
اقرأ أيضًا: قصة سعد بن معاذ وإسلامه وغزواته
من هو سعد بن معاذ؟
بعد أن عرفنا سوياً لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ دعونا نتعرف سوياً من هو سعد بن معاذ وما هي قصة حياته فيما يلي:
إننا نتحدث هنا عن شاب عظيم أحبه أهل الأرض والسماء، وفرحت بقدومه الملائكة، ومن أجله اهتز عرش الرحمن، إنه سعد بن معاذ النعمان بن امرئ القيس سيد الأوس وبني عبد الأشهل، الذي كان له دور عظيم في انتصار الإسلام وانتشاره وتثبيت أركانه في المدينة المنورة.
فقد باع سعد بن معاذ نفسه وأهله وقومه من أجل رضا الله تعالى، فقد وهب سعد بن معاذ حياته فداءً للإسلام، فالإسلام هو أول وأهم شيء في حياته وآخر كل شيء، حيث يساوم أخصام الإسلام لمصلحة الإسلام، ويحارب من أجل الإسلام، ويعيش في ظل الإسلام، وتجري أمور حياته كاملة على أساس الالتزام بأوامر الله ورسوله، فهو رهن أوامرهم.
وقد وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان من أكثر الصحابة طولاً، وأشد أجسادهم قوة، ولقبه الرسول صلى الله عليه وسلم بسيد الأنصار لعظم مكانته بين قومه رغم صغر سنه، فهو أيضاً سيد الشباب وأرجحهم عقلاً.
قصة إسلام سعد بن معاذ
بعد أن عرفنا سوياً من هو سعد بن معاذ، و لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ هيا نتعرف سوياً على قصة إسلام سعد بن معاذ فيما يلي:
بدأت قصة إسلام سعد بن معاذ رضى الله عنه، بعد بيعة العقبة عندما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل مصعب بن عمير إلى المدينة المنورة، لكي يدعوا أهلها إلى دين الإسلام، ويعلمهم تعاليم هذا الدين الجديد وقرآن الله المجيد.
وكان أسيد بن حضير رضوان الله تعالى عليه من بين من أسلموا على يد الصحابي مصعب بن عمير رضى الله تعالى عنه، وكان أسيد بن حضير ابن خالة سعد بن معاذ رضى الله تعالى عنه، وعندما رأى أسيد السعادة والصلاح في الدين الجديد أراد له التوسع والانتشار.
ورغب أسيد في إسلام ابن خالته سعد بن معاذ، رغبة في أن ينال سعد من الخير والسعادة ما نال أسيد، وذلك دليلاً على نبل أخلاق أسيد بن حضير فهو يحب لغيره الخير كما يحبه لنفسه.
فذهب أسيد رضى الله عنه إلى سعد بن معاذ سيد بني أوس وابن خالته، وحدثه عن هذا الدين الجديد، فأثار ذلك غيظ معاذ، وسأله أن يدله إلى هذا الرجل الذي يدعوهم لدين الإسلام كي ينال منه، فقد جاء ليخرجهم عن دينهم ويبدله بدين غيره، فدله أسيد إلى مكان مصعب بن عمير، وهو يقصد أن يهدي الله تعالى قلب سعد إلى الإسلام ويستطيع مصعب بن عمير إقناعه بدين التوحيد.
فكان لمصعب قدرة كبيرة على الإقناع، وكان صادق الكلمة، وبالفعل ذهب سعد بن معاذ إلى مصعب بن عمير غاضباً متوعداً إياه أن يصب عليه الغضب صباً، فنصحه مصعب بعدم التسرع وأن يستمع إلى ما عنده أولاً ثم يحكم بناءً على ما قد سمع، فرأى معاذ أنه محقاً في ذلك فاستمع إليه، وقرأ مصعب على آذان سعد بن معاذ بعض آيات من القرآن، فانشرح صدره للإسلام، وبهذا أسلم سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير ولم يكن عمره قد تجاوز ثلاثون عاماً.
اقرأ أيضًا: سعد بن معاذ الصاحبي الذي اهتز لموته عرش الرحمن وشيعه 70 ألف ملك
مواقف جعلته يستحق اهتزاز عرش الرحمن لموته
هناك العديد من المواقف في حياة سعد بن معاذ جعلته يستحق أن يفرح أهل السماء بقدوم روحه ويهتز عرش الرحمن من أجله، وإليكم أهم هذه المواقف فتابعوا لتعرفوها:
الموقف الأول
بعد إسلامه قام بجمع بني الأشهل رجالاً ونساءً، الذين هم قوم سعد بن معاذ وكان زعيماً لهم، ثم سألهم جميعاً عن رأيهم في شخصه، فأجابوه أنه سيدهم وزعيمهم وكل ما يأمرهم به مطاع، فأخبرهم بأن يسلموا جميعاً وإلا سيحرم على نفسه التعامل معهم، فاستجابوا له جميعاً وشهدوا بأن “لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله”.
وكانت تلك بداية دخول دين الإسلام لكل بيت في المدينة المنورة، ويبين لنا هذا الموقف لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، فعلى يديه انتشر الإسلام ودخل كل بيوت المدينة المنورة الذين نصروا رسول الله عندما هاجر من مكة ولجأ هو ومن معه من المسلمين إلى المدينة وأهلها، وكانت ديار سعد وأمواله كاملة في خدمة المسلمين عندما هاجروا إلى المدينة المنورة، والدليل على صحة هذه الرواية:
ما قاله بن إسحاق حيث قال ابن إسحاق: «لما أسلم سعد وقف على قومه، فقال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا فضلاً، وأيمننا نقيبة. قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام، حتى تؤمنوا بالله ورسوله. قال: فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل لا امرأة إلا أسملوا».
الموقف الثاني
وهناك موقف آخر في حياة سعد بن معاذ جعله يستحق أن يهتز عرش الرحمن لوفاته، حيث في غزوة بدر وقبل أن تبدأ المعركة استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم جنود جيشه، لأنهم كانوا قد خرجوا ليحصلوا على قافلة تجارية من بني قريش ليعوضوا منها ما كان كفار قريش قد سلبوه منهم من قبل، حاملين معهم أسلحة خفيفة وعددهم لا يجوز أربعمائة رجل ولكن الله تعالى قد كتب عليهم القتال، ولم يكونوا قد استعدوا لذلك.
ففوض أبو بكر وعمر والمقداد وغيرهم من جنود المسلمين الأمر إلى رسول الله، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقصد هؤلاء فقد كان يقصد الأنصار أي أهل المدينة المنورة، فقد اعتاد رسول الله منهم أن ينصروه وهم داخل المدينة، وكانوا قد بايعوه على ذلك.
وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتأكد من استمرارهم في نصر الإسلام والمسلمين وحمايتهم وهم خارج المدينة وبعيدون عنها، ففهم سعد بن معاذ مقصد رسول الله وقال مقولته الشهيرة حيث قال:
يا رسول الله آمنا بك وصدقناك ونشهد أن ما جئتنا به هو الحق، ولك منا السمع والطاعة، ولقد أخذت منا على ذلك مواثيقاً وعوداً، فخذ من أموالنا ما شئت واترك لنا منها ما شئت فإنا والله ثابتون في الحرب وصابرون عند اللقاء، فامض يا رسول الله كيفما شئت ونحن معك، فأيم الله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، فإنا والله لا نكره أن تلق بنا الأعداء غداً، ولعل الله تعالى قد كتب بنا للإسلام نصراً عظيماً، فاستبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم وجهه وقال للمسلمين أبشروا سيروا على بركة الله فوالله كأني أرى مصارع القوم.
فيعتبر هذا الموقف من أكثر المواقف الذي يظهر فيها خدمة سعد بن معاذ للإسلام، واستعداده للتضحية بأي شيء في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين، ويخبرنا هذا الموقف ويجيبنا عن هذا السؤال، لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
الموقف الثالث
إن كنت عزيزي ترغب في معرفة مواقف أخرى تجيبك عن ذلك السؤال الذي طالما يراود عقلك ويشغل ذهنك، وهو لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، فمن مواقفه العظيمة تلك التي جعلته يستحق أن يهتز عرش الرحمن لوفاته هو ما فعله في غزوة الخندق.
حيث أنه بعد نجاح أعداء الإسلام في تضييق الخناق على المسلمين وحصارهم لمدة شهر، فكر رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم، في إقامة صلح مع المشركين، بحيث يعطيهم ثلث الثمار الموجود في المدينة المنورة ليذهبوا بقومهم و يغادروا أرض المسلمين.
ولكن عندما شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة، وعرض عليهما الأمر، اعترض سعد بن معاذ على التنازل والصلح، وأصر أن لا يواجه المسلمون أعداء الإسلام إلا بالسيف، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم “ليجهدا علينا”.
اقرأ أيضًا: من هم السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة؟
استشهاد سعد بن معاذ
لا شك أن للشهداء مكانة عظيمة، فهم أحياء عند ربهم يرزقون، فبالإضافة إلى المواقف العظيمة التي جعلت سعد بن معاذ يلقب بسيد قومه، إلا أن هناك حدثاً آخر جعله يستحق أن يحتفل أهل السماء فرحين بقدومه، وهو اختيار الله تعالى لسعد بن معاذ أن يكون شهيداً، بعد أن صدق في نيته للجهاد في سبيل الله.
حيث أصيب سعد بن معاذ في غزوة الخندق بعد أن أصابته رمية في كاحله وهو عرق موجود في منتصف ذراعه، من رجل من أهل قريش، يدعى باسم “حبان بن عرقل”، فأقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة خاصة به في المسجد ليرتاح فيها، وحتى يزوره رسول الله فيها بعد انتهاء الغزوة بسلام، وقد ورد عن السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها تحكي عن لحظات صعود روح سعد بن معاذ الطاهرة إلى ربه، فتقول:
ثمّ إنّ كلْمُ سعد قد تحجر للبُرء، فقال: اللهم إنّك تعلم أنه ليس شيء أحب إلى نفسي من أن أجاهد فيك قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت يا الله قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتي فيها.
قال فانفجرت الحرب لبّته، فلم يرعْهُم- وكان معه أهل الخيمة من بني غفار- إلا والدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الدم الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد جرحه ينزف دمًا؛ فمات سعد بن معاذ وصعدت روحه الطاهرة إلى ربه، ولعل استشهاده يخبرنا لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الملقب بسيد القراء
وختاماً نكون قد عرفنا سوياً، لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، وعرضنا لكم أهم الآراء التي قد ناقشت هذه المسألة، وقلنا أن أرجحها أن قد اهتز لشدة فرحته لقدوم روح سعد بن معاذ الطاهرة النقية، أو لفرحة رب العرش بقدوم سعد وحبه له، فعلى أية حال فاهتزاز عرش الرحمن أمراً ليس عادياً، فمن المؤكد أن اهتزاز العرش لموت سعد ميزة ميزه الله تعالى بها.
هذه خرافه لاأساس لها من الصحه وضعها مولف السيره في العهد العباسي للاثاره والتشويق… كون موقعكم يتشبث بمثل هذه الخرافات لدليل على اصراركم نشر التخلف والجهل بين العامه ..الرب الذي على فهمك يعلم الغيب لم يكن يدري أن معاذ هذا سيموت في المكان والزمان لكن موته كان مفاجئه للرب لذلك أهتز حتى تشققت الاعمده التي تحمله