هل استسقاء البطن خطر
هل استسقاء البطن خطر، وهل يعرض حياة المريض إلى خطر الوفاة، وهل يمكن علاجه، جميع تلك الأسئلة تدور في أذهان مرضى استسقاء البطن وذويهم، وذلك كنوع من المحاولة للاطمئنان على الحالة الصحية للمريض، فمرض الاستسقاء له العديد من الأشكال المختلفة، ومن الممكن أن يُصيب الاستسقاء أجزاء مختلفة من الجسم، ومن خلال هذا المقال عبر موقع زيادة سنتعرف على الكثير من التفاصيل المتعلقة باستسقاء البطن.
تعريف استسقاء البطن
استسقاء البطن أو ما يعرف باسم احتباس السوائل في البطن يعد واحدًا من الأمراض شديدة الخطورة التي يزداد احتمال الإصابة به بشكل كبير لمرضى الكبد في حالة وصولهم إلى مرحلة متأخرة من المرض.
استسقاء البطن هو عبارة عن كمية من السوائل يحدث لها تجمع داخل التجويف البريتوني للبطن، وهو الموجود في الجهة السفلية من تجويف الصدر، ويقوم الحجاب الحاجز بالفصل بينهما، وفي حالة الإصابة به فإن ذلك يعد بمثابة مؤشر إلى تعرض الجسم لمشكلة صحية شديدة الخطورة.
اقرأ أيضًا: طريقة تدليك البطن للتخلص من الغازات
أسباب حدوث استسقاء البطن
تتعدد العوامل المسببة لحدوث استسقاء البطن، أو التي يزداد معها احتمال التعرض للإصابة به، ومن أهم تلك العوامل ما يلي:
- بعض الأنواع المحددة من مرض السرطان.
- أمراض الكبد.
- الفشل الكلوي.
- قصور القلب الاحتقاني.
- جلطات الدم التي تصيب الأوردة التي تمر بالكبد.
اختلف الأطباء فيما بينهم حول تحديد السبب العلمي الرئيسي الذي ينتج عنه حدوث الاستسقاء، بينما النسبة الأكبر من الدراسات والنظريات تؤكد بنسبة كبيرة إلى أن هذا السبب هو حدوث ارتفاع في ضغط الدم داخل الوريد الكبدي البابي المصحوب بانخفاض في مستوى الألبومين، وهو عبارة عن بروتين يتم حمله في الدم، وهو ما ينتج عنه الإصابة بالاستسقاء.
أعراض الإصابة باستسقاء البطن
هناك مجموعة من الأعراض الجانبية المصاحبة للإصابة بالاستسقاء، والتي تعد مؤشر قوي للإصابة به، ومن أهم تلك المؤشرات ما يلي:
- حدوث انتفاخ واضح وملحوظ في البطن.
- حدوث تورم في الجسم مما ينتج عنه زيادة كبيرة في وزن الجسم بصورة سريعة.
- إصابة أوردة الجسم بالانتفاخ بجانب ظهور بعض العلامات الناتجة عن تمدد البطن.
- المعاناة من مشكلة ضيق التنفس، والتي تنتج عن الضغط الكبير على الرئتين.
- الشعور بالامتلاء بمجرد تناول أقل كمية من الطعام.
- الشعور بشكل دائم بالغثيان.
اقرأ أيضًا: انتفاخ البطن من الأعلى أبسط الطرق لعلاجه
فحوصات الاستعلام عن الاستسقاء
نتيجة لتعدد الأعراض الجانبية ففي أغلب الحالات يحتاج الطبيب من المريض أن يقوم بإجراء بعض الفحوصات الطبية للتأكد من الإصابة بالاستسقاء، ومن أهم تلك الفحوصات ما يلي:
- فحص دم.
- فحص للبول.
- تحليل البول على مدار اليوم.
- إجراء عملية بزل للبطن، وذلك لأخذ عينة من الاستسقاء وفحصها.
- إجراء موجات فوق صوتية على منطقة البطن.
- إجراء منظار على البطن.
هل استسقاء البطن خطير
في بعض الحالات المصابة بالاستسقاء قد يحدث تطور في الأعراض مما قد يعرض المريض إلى الإصابة بعض المضاعفات الخطيرة والتي تؤثر على صحته بشكل كامل، وتتمثل تلك المضاعفات في الآتي:
- تأثر عملية التنفس بشكل واضح، وحدوث نهجان بشكل مستمر.
- زيادة احتمال إصابة المريض بفتق في منطقة البطن.
- نتيجة لحدوث انتفاخ في البطن فإن ذلك يقلل من القدرة على تناول الطعام بشكل طبيعي.
- التعرض لحدوث نزيف في الكبد أو المريء.
- زيادة احتمال إصابة المريض بأحد أنواع العدوى البكتيرية التي تصيب الغشاء البريتوني، وهي عبارة عن عدوى تشكل تهديد على حياة الإنسان في حالة التأخر في علاجها.
- الإصابة بفشل كلوي.
اقرأ أيضًا: ادوية لعلاج الانتفاخ والغازات أمنة
علاج استسقاء البطن
من الممكن علاج مشكلة استسقاء البطن، ولكن لابد أولًا من معالجة العامل الأساسي المسبب له، ويتم العلاج من خلال وصف علاج دوائي للمريض، بجانب ضرورة اتباع نظام غذائي محدد يصفه الطبيب، وسنتعرف فيما يلي على أهم أنواع علاج الاستسقاء التي تساعد في علاج المشكلة بشكل فعال:
أهم الأدوية المستخدمة لعلاج استسقاء البطن
تتعدد أنواع الأدوية التي يتم الاعتماد عليها بشكل كبير في علاج استسقاء البطن، ومن أهمها الآتي:
- الأدوية المدرة للبول التي تزيد من عملية إدرار البول، وهو ما قد يساعد في التقليل من كمية السوائل الموجودة داخل البطن.
- الحصول على لقاحات التهاب الكبد في حالة كان الاستسقاء نتيجة لوجود أحد أمراض الكبد، حيث تساعد تلك اللقاحات في التقليل من الضرر الذي يصيب الكبد.
- تناول المضادات الحيوية التي تعمل على منع العدوى التي تنتج عن البكتيريا ومكافحتها.
النظام الغذائي
هناك بعض العناصر الغذائية التي يحرص الطبيب على توفرها في النظام الغذائي الخاص بمريض استسقاء البطن، والذي يساعد بشكل كبير في علاج المشكلة، ويتمثل هذا النظام الغذائي في الآتي:
- يحتاج مريض استسقاء البطن إلى التقليل من كمية الملح والصوديوم الموجودين في الطعام، حيث يجب أن تقل كمية الصوديوم التي يتم تناوله يوميًا عن 2 جرام، وهو ما يساوي ربع ملعقة صغيرة.
- في حالة عدم نجاح محاولة تقليل كمية الصوديوم في التقليل من كمية السوائل الموجودة في البطن فقد يحتاج إلى التقليل من كمية السوائل التي يتم تناولها على مدار اليوم، بحيث لا تتجاوز لتر واحد فقط في اليوم.
العمليات الجراحية
هناك أكثر من عملية جراحية قد يحتاج مريض استسقاء البطن إلى اجرائها لعلاج تلك المشكلة، ومن أهم أنواع تلك العمليات ما يلي:
بزل البطن
هي عبارة عن عملية يتم خلالها سحب للسوائل المتجمعة داخل منطقة البطن بواسطة إبرة، ويتم إجراء تلك العملية مع تخدير المريض، وفي حالة عودة السوائل مرة أخرى للتجمع داخل البطن قد يحتاج المريض إلى تكرار تلك العملية مرة أخرى.
زراعة الكبد
في حالة وصول الكبد إلى درجة شديدة الضرر فقد يكون الحل الوحيد في تلك الحالة هو زراعة الكبد للتخلص نهائيًا من مشكلة الاستسقاء.
جراحة تحويلية بابية
هي عبارة عن تحويلة تتم داخل الكبد، ويتم اللجوء لها لعلاج الحالات المتقدمة من الاستسقاء، وذلك بعد فضل البزل في التخلص من السوائل المتجمعة في البطن، وفي تلك الجراحة يقوم الطبيب باستخدام قسطرة ليزيد من كمية الدم المتدفق في الكبد، وهو ما يعمل بشكل فعال في التقليل من كمية السوائل المتجمعة في البطن.
الدعامة الوريدية
خلال تلك العملية يقوم الطبيب بإدخال أنبوب طويل يمر أسفل الجلد من الصفاق، ليصل حتى الوريد الوداجي الموجود في الرقبة ليتم من خلاله تصريف للسوائل المتجمعة في منطقة البطن، ويعد هذا الحل هو الحل الأخير الذي يتم اللجوء إليه في حالة فشل جميع المحاولات السابق ذكرها.
هل يمكن الشفاء من الاستسقاء
في بعض الحالات يكون من الممكن علاج الاستسقاء، أما في الحالات التي يصعب علاجها فعلى المريض أن يلتزم بالخطة العلاجية التي يصفها للمريض، وفيما يلي توضيح لمجموعة من النصائح الهامة التي تساعد المريض في الالتزام بالخطة العلاجية:
- مراقبة الوزن يوميًا للتأكد من الوزن الذي يتم فقده يوميًا، والتأكد إذا كان هذا الوزن المفقود أكثر أو أقل من الوزن المطلوب فقده عند تناول العلاج، ولذلك فلابد من قياس الوزن بشكل يومي ومتابعة أي تغيير يحدث فيه بشكل دقيق.
- اتباع نظام غذائي يتسم بالكميات القليلة الصوديوم وفقًا للنسبة التي يحددها الطبيب، ومن الممكن أن يستبدل المريض الصوديوم بالليمون أو التوابل العشبية، كما يجب أيضًا تجنب تناول الجبن، وأي أطعمة معلبة.
- التقليل قدر الإمكان من النشاط الحركي الذي يتم بذله لتجنب حدوث زيادة في كمية السوائل المتجمعة داخل البطن.
- اتخاذ الحذر الكامل عند استخدام بعض أنواع المسكنات مثل البروفين أو الفولتارين، حيث قد ينتج عن استخدامهما حدوث بعض المضاعفات الخطيرة لمرضى الاستسقاء، مثل التعرض لحدوث بعض المشاكل في الكلى، أو حدوث نزيف في المعدة.
- يجب التأكد من الأعراض المصاحبة لاستسقاء البطن في أغلب الأحوال تكون مزعجة بشدة في حالة الإهمال في الالتزام بخطة العلاج التي يصفها الطبيب، ولذلك لابد من الاهتمام بالعلاج بأكبر قدر.
بهذا ينتهي مقالنا عن الإجابة على تساؤل هل استسقاء البطن خطير، والذي تعرفنا من خلاله على أنه بالفعل من المشاكل الصحية الخطيرة، إلا أنه من الممكن أن يتم السيطرة عليه في حالة الالتزام بالعلاج.