هل يمكن الشفاء من حمى البحر المتوسط

تحرير: سمر في 26 أغسطس 2022

هل يمكن الشفاء من حمى البحر المتوسط وما هي أعراضها؟ فلعلك عزيزي ترغب في الوصول إلى إجابةٍ شافية لهذا السؤال، الذي يشغل كل من كتب الله عليه أو على أحد من المحيطين به الإصابة بمثل هذا المرض، فالصحة تاج يزين رؤوس الأصحاء لا يشعر بقيمته إلا من ذاق طعم المرض، ولعل إجابة سؤالك بين يديك الآن، فتابعوا لتعرفوا هل يمكن الشفاء من حمى البحر المتوسط وغيرها الكثير عبر موقع زيادة.

هل يمكن الشفاء من حمى البحر المتوسط

يتساءل الكثير من الناس وخاصة الفئة الأكثر تعرضاً للإصابة بحمى البحر المتوسط، هل يمكن الشفاء من حمى البحر المتوسط وتكمن الإجابة في:

ويمكن أن نجيب على هذا السؤال بأنه للأسف الشديد لا يمكن علاج مرض حمى البحر المتوسط ولكن يمكننا أن نسيطر على أعراضه باستخدام علاج الكولشيسين، حيث ينصح الأطباء بتناول هذا العلاج لمن يعانون من مرض حمى البحر المتوسط مدى الحياة وبشكل منتظم، حتى مع شعور المريض أنه بخير وليس بحاجة لتناول العلاج.
وتتلخص مهمة دواء الكولشيسين في قدرته على مساعدة مريض حمى البحر المتوسط على أن يعيش حياة طبيعية دون التعرض للنوبات التي كانت تصيبه من قبل.
ويؤخذ دواء الكولشيسين عن طريق الفم، مرة أو مرتين بشكل يومي حيث يقوم الطبيب بتحديد الجرعة المناسبة تبعاً لسن المريض، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن العلاج بالكولشيسين قادر على منع نوبات المرض من الظهور، ولكن إذا أهمل المريض في تناوله وتعرض لنوبة مرض فليس لعلاج الكولشيسين قدرة على إيقاف النوبة، وستأخذ وقتها الطبيعي وتنتهي بدون التدخل العلاجي.
ويجب على المريض الحذر من أن يفوته أي جرعة من الكولشيسين، فنسيان تناول جرعة واحدة منه سبب كافي لتعرض المريض لنوبة مرض من جديد، أما في حالة الحفاظ على جرعات العلاج في مواعيدها المحددة وبنفس الجرعة التي حددها الطبيب المعالج، يستطيع مريض حمى البحر المتوسط أن يعيش حياة طبيعية كغيره من الناس.
وغالباً يصف الطبيب بعض أنواع العلاج الأخرى بجانب الكولشيسين لتعمل على منع حدوث الالتهاب.
حيث تختفي النوبات بعد تناول الكولشيسين عند حوالي ٦٠ %من مرضى البحر المتوسط مع الالتزام التام ببروتوكول العلاج، وتختفي الأعراض بشكل جزئي عند حوالي 30% من المرضى مع التزامهم التام بالعلاج.
ولكن وللأسف الشديد اكتشف المتخصصون مؤخراً عدم جدوى العلاج باستخدام الكولشيسين لحوالي من ٥% إلى ١٠% من المرضى وهنا يمكن أن يصف لهم الطبيب بدائل أخرى للعلاج.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع حمى البحر المتوسط

ما هي حمى البحر المتوسط؟

بعد أن أجبنا أعزاءي على سؤالكم هل يمكن الشفاء من حمى البحر المتوسط وقد عرفنا سوياً أنه وبكل أسف مرض مزمن لا يمكن الشفاء منه، فهو يلازم الإنسان طوال حياته، ولكن تقل أعراضه بالتدريج مع تقدم العمر، تعالوا بنا نتعرف سوياً على ماهية مرض حمى البحر المتوسط، وبعض المعلومات الأخرى المتعلقة به:

يعتبر مرض حمى البحر المتوسط من الأمراض التي لا يصاب بها الفرد إلا عن طريق الوراثة، وهو اضطراب معين في الجينات الموروثة من الأبوين، يسبب للمريض بعض الأعراض الشرسة.
والتي تتمثل في نوبات متكررة من الحمى مع الشعور بآلام شديدة في البطن حيث يعاني من نوبات البطن حوالي 90% من مرضى حمى البحر المتوسط ، وأحياناً يصاب المريض بنوبة في المفاصل حيث يعانى من آلام المفاصل حوالي 50-60% وقد يعاني المريض من نوبة في الصدر حيث يعاني من النوبات التي تحتوي على آلام في الصدر حوالي من 20-40%.
ويبدأ اكتشاف إصابة الإنسان بهذا المرض في مرحلة الطفولة، حيث يتعرض لنوبة حمى شديدة تستمر معه من يوم إلى ثلاثة أيام، وقد يستطيع الطبيب اكتشاف هذه المشكلة من خلال الكشف السريري ومتابعة أعراض المرض، أو من خلال تحليل الدم أو تحليل الجينات.
ويطلق على ذلك الجين المسؤول عن الإصابة بالمرض كلمة MEFV وهو يؤثر على البروتين المسؤول عن منع حدوث التورم في الجسم ويعطل عمله، ويتسبب عدم عمل هذا النظام بشكل سليم في التهاب الجسم وتورمه وتعرض الشخص لنوبات.
وتتراوح حدة النوبات التي يصاب بها مريض حمى البحر المتوسط من خفيفة جداً لدرجة أنه من الممكن أن يظن أن نوبة البطن التي يمر بها مجرد تلبك معوي عابر، وقد يتعرض لنوبة أخري تشبه حدة آلامها ما يشعر به مريض الزائدة الدودية، لذا يمكن أن يتعرض مريض حمى البحر المتوسط لعملية جراحية لا داعي لها قبل أن يكتشف أنه مريض حمى البحر المتوسط.
وقد يمر المريض في أحد النوبات بارتفاع طفيف جداً في درجة حرارة جسده وفي مرة أخرى بحمى شديدة الأعراض، وقد يتعرض المريض دائماً لنوع واحد من النوبات كنوبة البطن أو نوبة الصدر وقد يتعرض لأنواع مختلفة من النوبات.

اقرأ أيضًا: أعراض حمى البحر المتوسط

ما هي أعراض حمى البحر المتوسط؟

يحتاج مريض حمى البحر المتوسط إلى التدخل السريع للسيطرة على أعراض المرض قبل أن تتفاقم ويتعرض لمخاطر أخرى، ولحسن الحظ أن هناك بعض الأعراض التي تمكننا من الاكتشاف السريع لوجود هذه المشكلة عند الطفل، وإليكِ أهم هذه الأعراض، فتابع لتتعرف عليها بشيء من التفصيل:

ارتفاع ملحوظ في درجة حرارة الجسم، فقد سمي هذا المرض بحمى البحر المتوسط لأن الحمى هي أبرز أعراضه.
كما يصاحب ارتفاع درجة حرارة الجسم وجود ألم شديد في البطن.
كما يمكن أن يصاحب ارتفاع درجة حرارة الجسم وجود ألم في منطقة الصدر والمعاناة من ضيق التنفس، وربما تبدأ الأعراض بشعور الطفل بعدم قدرته على التنفس بشكل جيد.
وربما بصاحب ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل شعوره ببعض الألم في مفاصل جسده وتورمها، وخاصة مفصل الركبة أو الكاحل، نتيجة لتكرار التعرض للالتهاب المفاصل، وعادة يتألم المريض من مفصل واحد فقط في النوبة الواحدة.
وعادة يشعر مريض حمى البحر المتوسط بوجود ألم ملحوظ في عضلات الجسم وخاصة إذا تعرض لبذل مجهود بدني.
وربما يصاحب ارتفاع درجة حرارة جسم مريض حمى البحر المتوسط وجود طفح جلدي وخاصة في منطقة الساقين، وبالتحديد في أسفل الركبتين.
كما يعد التهاب الخصيتين عند الرجال وتورم كيس الصفن من أبرز أعراض الإصابة بالمرض لدى العديد من الرجال.

مضاعفات إهمال علاج حمى البحر المتوسط بالكولشيسين

يعتبر التأخر في اكتشاف وجود مشكلة حمى البحر المتوسط وبالتالي التأخر في علاجها، أمر شديد الخطرة لما له من مضاعفات خطيرة تؤثر على صحة الإنسان طوال حياته، كما يؤدي عدم الالتزام بجرعات العلاج وبالتالي التعرض لنوبات إلى نفس وإليك بعض المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها مريض حمى البحر المتوسط والتي قد تجعله يحتاج إلى اللجوء إلى المستشفيات:

تعتبر مشاكل الكلى من أخطر المضاعفات التي قد يتعرض لها المريض وقد يصل الأمر إلى الفشل الكلوي.
كما تعتبر التهابات المفاصل والتي من الصعب علاجها أيضاً من المخاطر التي يسببها المرض بسبب تعرض المريض للالتهابات المتكررة التي تؤثر عليه وتجعله عاجزاً عن ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية الأخرى حتى بعد انتهاء أعراضه والالتزام بتناول الكولشيسين، بسبب ما يشعر به من ألم في مفاصل جسده.
كما يعتبر التعرض لمشكلة الداء النشواني من أخطر ما قد يسببه المرض ويقصد بالداء النشواني تلف بعض أعضاء الجسم بسبب إفراز الجسم لبروتين غير طبيعي ناتج عن ما يحمله من الجينات الوراثية التي قد سببت له مشكلة البحر المتوسط.
يسبب بعض المشكلات في الخصوبة والإنجاب حيث تسبب بعض المشكلات في الأعضاء التناسلية الأنثوية التي قد تصل إلى العقم عند الإناث، وتسبب التهاب الخصيتين وتورم كيس الصفن عند الرجل فتقل خصوبته ولكن بمجرد تناوله للكولشيسين تعود خصوبته إلى مستواها الطبيعي من جديد ويستطيع الإنجاب.
وقد تصل خطورة الإضابة به وإهمال العلاج إلى ظهور أعراض أخرى نادرة مثل التهاب التامور المتكرر والذي يعني إصابة طبقة القلب الخارجية والتهاب السحايا والعضلات، أي تعرض الغشاء المحيط بالمخ والحبل الشوكي وجدار الخصية عند الرجل للالتهاب، وغالباً تتعرض خصية واحدة للالتهاب ولا تصاب الخصيتين في نفس النوبة.

الفئات الأكثر تعرضاً للإصابة بحمى البحر المتوسط

من المعروف أن حمى البحر المتوسط تنتقل فقط عن طريق الجينات الوراثية، فمن المستحيل أن يصاب بها أحد الأشخاص عن طريق العدوى أو غيرها من الأسباب، لذى يمكننا حصر الفئات المعرضة لهذه المشكلة، وهم أولئك الذين يحملون تلك الجينات الوراثية المسببة لحمى البحر المتوسط، وإليك أهم هذه الفئات:

فأكثر الفئات تعرضاً للإصابة بهذا المرض هم الأشخاص الذين يمتد عرقهم إلى سكان البحر المتوسط والشرق الأوسط.
وعلى رأسهم اليهود وخاصة المعروفون بالسفرديم، كما يعتبر الأتراك العرب والأرمان أيضاً من أكثر الفئات تعرضاً للإصابة بهذه المشكلة.
حيث يصاب من هذه الشعوب حوالي ثلاثة أشخاص من كل ألف شخص، ولكن يعتبر هذا الأمر من الأمراض النادرة للشعوب التي تنتمي إلى أصول عرقية أخرى.
فقد يحدث فقط في حالة تزاوج أحدهم من أبناء الشعوب التي تحمل جيناتها هذا المرض، لذا أصبح يصاب بهذا المرض حالياً أبناء الشعب الإيطالي والأمريكي واليوناني.

وختاماً نكون قد أجبنا على سؤالكم هل يمكن الشفاء من حمى البحر المتوسط وبالطبع قد عرفنا سوياً أن هذا مرض وراثي يستمر مدى الحياة لوجود الجينات التي تتسبب في هذا المرض، ولكن يمكن السيطرة على أعراضه والتخلص منها واستمرار الحياة بشكل طبيعي، مع استخدام العلاج بالكولشيسين، ولكن من الضروري الالتزام بجرعات العلاج في موعدها المحدد.