قصص السلوك العدواني
قصص السلوك العدواني لها أشكال متعددة يمكن أن نتعلم منها مظاهر هذا السلوك وخطورته على مجتمعنا وابنائنا، فمن منا لم يسمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة عن شكل من أشكال السلوك العدواني مع طفل أو مع زوجة…
اليوم نسلط الضوء على هذا السلوك الخطير، ونتعرف على قصص واقعية تعرض أصحابها للظلم أو للموت في بعض الأحيان، قصص السلوك العدواني نقرأها معًا عبر موقع زيادة.
قصص السلوك العدواني
السلوك العدواني هو واحد من أهم المشاكل التي نتعرض لها في حياتنا، فالعديد من الأسر تقوم بالسلوك العدواني تجاه الأبناء أو الزوجة، وهو شيء لا يقبله دين أو قانون أو مبادئ في حياتنا.
من خلال عرض عدة قصص السلوك العدواني نتعرف على العديد من القصص التي تبين السلوك بشتى أشكاله، الذي أصبح للأسف منتشر في الفترة الأخيرة.
اقرأ أيضًا: بحث متكامل عن السلوك العدواني عند الأطفال
قصة الأب وابنه (أعد إلي يداي)
أول قصة معنا في قصص السلوك العدواني هي قصة الأب وابنه، وتحكي أنه في زمن قريب، كان هناك أب عنيف، يعنف ابنائه باستمرار، وكان يضربهم على أبسط الأخطاء، كما أنه كان شديد القسوة والجفاء معهم.
ظل الأبناء يعانون من معاملة الأب لهم ومن السلوك العدواني معهم، وقد غضب الأبناء كثيرًا من هذه المعاملة القاسية، بل أنهم صاروا يكرهون أبيهم، ويكرهون تواجدهم معه في مكان واحد.
ثم كان يوم من الأيام، أحضر الأب سجادة غالية الثمن، ثم وضعها في أكبر مكان في البيت لاستقبال الضيوف.
فكر أصغر الأبناء سرًا في محاولة مضايقة الأب أو الانتقام منه، كما فكر في خياله، فما كان من الابن إلا أن قام بإحضار سكين كبير حادة للغاية، ثم عمل على تقطيع السجادة وتمزيقها، فهذا التصرف يعكس ما يشعر به من كره تجاه الأب العنيف معه.
عندما جاء الأب من العمل لم يلاحظ أي شيء، فالسجادة في مكان استقبال الضيوف، لكن عندما جاء أحد الضيوف إلى البيت، وشرع الأب باستقباله في المكان المخصص للضيوف ليتباهى أمامه بما أحضر من سجادة ثمينة غالية، تفاجأ الأب أن السجادة ممزقة.
رد فعل الأب والنهاية المأساوية
تعد قصة الأب قصة حقيقية من حكايات السلوك العدواني، واستكمالاً لها، عندما رأى الأب السجادة على هذا الحال صرخ الأب في ابنائه ليعرف من الذي تسبب في هذه الكارثة، وبدأ الأب في ممارسة أشد أساليب العنف والقسوة تجاه ابنائه، مما دفع أحد الأبناء إلى الوشاية بأخيه الصغير، ليدفع عن نفسه وباقي إخوته، الأذى والشر الذي يلحقه به أبيهم.
أمسك الأب الابن الصغير ليعاقبه بمنتهى القسوة، ثم ربط يديه بحبل بقوة شديدة، حتى لا يتمكن من فك الحبل والهرب، ظل الطفل يصرخ ليسترجى عطف أبيه أن يفكه من قيده، فالحبل شديد القوة ولا يستطيع الاحتمال.
لكن الأب لم يلتفت إلى صراخ الطفل الصغير، وتركه ودخل لينام، ليصبح النهار ويجد أن الطفل في حالة إغماء وإعياء شديدين.
أخذ الأب ابنه وهرع به إلى المستشفى، ليخبره الطبيب أن الحبل قد تسبب في غرغرينة في يد الطفل، وأن الحل الوحيد هو بتر يدي الطفل الصغير.
بعد انتهاء العملية وإفاقة الطفل، نظر إلى يديه ليجد أنهما تم بترهم، ليبكي الطفل بشدة ويعتذر لأبيه، ويقول له أنه لن يعود إلى فعلته مرة ثانية ولن يمزق أي شيء، ولن يشكو من ضرب أبيه أبدًا، وأخذ يتوسل لأبيه أن يعيد إليه يديه.
لم يحتمل الأب أن يرى ابنه بهذه الحالة بسبب ما فعله به، مما دفع الأب إلى الانتحار بإلقاء نفسه من نافذة المستشفى، لينسدل الستار على شعور الأب بالذنب في حق ابنائه ثم انتحاره، لكن بعد ماذا؟ بعد أن تم بتر يدي ابنه.
قصة العروس العنيفة
قصة أخرى من قصص السلوك العدواني، وهي العروس التي تجردت من قلبها معاني الرحمة، وتحكي القصة… كانت هناك فتاة معروفة بحدة طباعها وسلوكها العنيف تجاه الجميع وخاصةً الأطفال…
ففي يوم عرسها وأثناء ما كانت العروس ترتدي فستان العرس، كان ابن اختها يلعب وهو سعيد بأن خالته قد صارت عروس جميلة، وعندما اقترب منها ليهنئها، كانت يداه ملطخة بالشيكولاتة، فتسبب في اتساخ فستان العرس.
استشاطت العروس غضبًا بسبب ما حدث لفستان العرس، وأخذت تعنف الطفل وتضربه، لم تكتفي بهذا، با أنها خلعت حذائها وصارت تضرب ابن أختها على رأسه بكعب الحذاء مرات متكررة.
لم يحتمل الطفل كل هذا العنف والسلوك العدواني، ولم تحتمل رأس الطفل كل هذه الضربات بكعب الحذاء، ووقع الطفل صريع عنف خالته، ومات على الفور.
بهذا فقد انقلب الفرح إلى عزاءٍ كبير، بسبب فقد العروس إنسانيتها وقتلها لابن أختها، وكل هذا ناتج عن سلوكها العدواني الذي لم تحاول في يوم أن تعالجه، والذي راح ضحيته في النهاية طفل بريء، لا ذنب له سوى أنه كان يلعب، وهذه واحدة من القصص الواقعية عن السلوك العدواني.
حتى لو ذبحني أبي ما راح يقف معي أحد
قصة واقعية أخرى من قصص السلوك العدواني، ترويها لنا بطلة الحكاية، أميرة من السعودية:
تقول أميرة إنها كانت تدرس في المرحلة الثانوية عندما تقدم ابن عمها لخطبتها، لكنها رفضت لأنها تريد أن تستكمل تعليمها، حاول أبيها إجبارها على الزواج لكنها رفضت بشدة لأنها تريد استكمال تعليمها، فما كان من الأب إلا أنه اتهمها في شرفها، واتهمها بإقامة علاقات جنسية مع شباب مما يجعلها ترفض من يتقدم لها.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أنه قام بسحبها من شعرها على الأرض، فأدخلها الحمام وحاول قتلها بالخنق في الحمام، لولا تدخل أخيها وإنقاذه لها، لكانت الآن في عداد الموتى.
خافت أميرة كثيرًا، وهربت إلى غرفتها وأغلقت الباب على نفسها، ثم اتصلت بمركز بلاغات العنف الأسري، للتبليغ عن والدها، فلم تعد أميرة تحتمل سلوكه العنيف معها باستمرار، لتعد حكايتها واحدة من أشهر القصص السلوك العدواني.
موقف مركز بلاغات العنف الأسري
لكن عندما اتصلت بهم، سألتها المسئولة عن تلقي الشكاوى، العديد من الأسئلة الخاصة بالاستفسار عن العنف الذي تتعرض له من قبل والدها، وقد أجابت عن كل الأسئلة، لكن المسئولة قالت لها أن الشكوى سوف ترفع إلى وحدة الحماية، ثم سيعاودوا الاتصال بها لاحقًا لاستكمال الإجراءات.
كما أخبرتها مسئولة الشكاوى أنه في حالة كان الوضع خطيرًا أو حرجًا، فستتدخل الجهات الأمنية في خلال ساعتين كحد أقصى وبسرية تامة، وبالفعل أخبرتهم أميرة أن الوضع جدًا حرج، لكن ما حدث لم يكن في الحسبان.
فقد اعتقدت أميرة أن اتصالها سوف يحل مشكلتها مع أبيها ذو السلوك العدواني معها، لكن الحقيقة أن مركز تلقي شكاوى العنف الأسري لم يتصل بها سوى في اليوم التالي، بالرغم من أن أميرة أخبرتهم أنها واقعة تحت خطر القتل من أبيها، وأنها تود الخروج فورًا من المنزل، فهي حبيسة غرفتها لتحمي نفسها من السلوك العدواني لأبيها ضدها.
تقول أميرة إنها حين اتصلت بالمركز، كانت تعتقد أنهم سوف يأتون لأخذ أبيها وسجنه، فلم تعد تحتمل كل هذا العنف من جانب أبيها، لكن هذا لم يحدث، بل أن الأغرب من هذا أن الحماية اتصلوا بها في اليوم التالي وطلبوا منها إعادة القصة عليهم مرة ثانية…
تقول أميرة أن أباها كان من الممكن أن يقتلها في خلال هذه الساعات الفاصلة بين اتصالها في المرة الأولى، وتأكيدهم الاتصال عليها في المرة الثانية.
بل كانت الصدمة لأميرة أن مركز العنف الأسري بعد كل هذا، كل ما فعلوه أنهم استدعوا أبيها، وعندما ذهب الأب وجدهم يطرحون عليه بعض الأسئلة فقط لا غير، ثم خرج سريعًا من المركز دون اتخاذ أية إجراءات ضده.
عاد الأب ليبدأ في ضرب أميرة مجددًا بسبب إبلاغها عنه مركز العنف الأسري وشكوتها لهم من تصرفاته الوحشية، وتعد هذه القصة واحدة من القصص الحزينة عند رواية أحد روايات السلوك العدواني.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني
موقف الشرطي من أميرة
نستكمل معًا قصص السلوك العدواني ونستكمل قصة أميرة، فبعد أن قررت أميرة الهروب من المنزل، اتصلت بالشرطة ليحضروا دورية لتأخذها من البيت، ولكن الغريب في الأمر، أن الشرطي الذي رافقها إلى مركز الشرطة قال لها “خايفة من أبوكي، حتى لو ذبحك أنا بوقف معه” وقد سجلت أميرة هذا بالصوت والصورة.
تأكدت أميرة أنها لن تجد من يقف معها، ولا مفر من السلوك العدواني الذي يمارسه أبوها ضدها.
تقول أميرة أن والدها عندما ذهب إلى مركز الشرطة قدم لهم تبريرات وهمية لتصرفاته الهمجية في حقها، لينتهي الأمر بتوقيعه على تعهد، لتعود أميرة مرة ثانية معه إلى المنزل، وتقع تحت التهديدات الدائمة سواء بوقف دراستها أو أخذ راتبها، أو حتى قتلها.
تحكي أميرة أن أباها رجل مجرم عنيف ومستبد، لا تعلم من أين استمد كل هذه الوحشية، لكنها تحقد عليه وتكرهه، ودائم التهديد لها بالقتل بأبشع الطرق.
حاول والد أميرة أن يوقف حياتها فلا تتعلم ولا أي شيء وتتزوج، لكنها وقفت أمامه ولا زالت تقف في وجهه بهدف استكمال تعليمها، وتحكي أميرة أنها عكس والدتها التي رضخت في البداية للزواج في سن صغيرة جدًا وهو الرابعة عشر عام.
كما أنها غضبت من ابنتها بسبب إبلاغها الشرطة، وحجة الأم أن ابنتها سوف تعرضهم لخطر الفضيحة، في حين أن الأم ترى في زواج أميرة فرصة جيدة للهرب من وحشية الأب واستبداده، لتعد قصص وحكايات عن السلوك العدواني هي السمة الأبرز في حياتنا.
خلود وأبيها والسيجارة
أحد القصص السلوك العدواني التي استوقفتني هي قصة خلود، تقول القصة إن الطفلة خلود ذات الستة عشر عامًا جلست في جانب من الغرفة لتبكي في صمت، حتى لا تضرب للمرة الثانية، وجسمها يحمل كل علامات العنف والكدمات في كافة أنحاء جسدها، في حين تقف أختها الكبرى هالة تبكي بسبب عجزها عن حماية أختها الصغرى.
أما الأم فتقف خارج الغرفة تفكر فيما ستقوله في الغد للجيران بسبب صراخ ابنتها بهذا الشكل، في حين يجلس الأب ليدخن سيجارته وفي يده عصا كبيرة من الخيزران، وهو يجلس أمام التلفاز، لا يشغل باله بأي شيء.
قصة أخرى من قصص السلوك العدواني، تحكي هاله أن أباها قد اعتاد على معاملتهن بوحشية وقسوة، وتعنيفهن طوال الوقت على أبسط الأسباب.
فقد طلب الأب من الابنة الصغرى أن تشتري له علبة من السجائر، بالرغم من علمه أنهم في وقت الحظر وقد أغلقت كل المحال التجارية، لم تجد البنت ما طلبه والدها، كما أن الشوارع كانت خالية إلا من الكلاب، مما دفع البنت إلى العودة سريعًا إلى المنزل.
لم يرق للأب أن البنت لم تنفذ طلبه وتذهب للبحث عن أي مكان يبيع السجائر حتى وإن لم يكن قريب، فسحب ابنته من شعرها وانهال عليها بالضرب بالعصا وبيديه وقدميه، حتى كادت البنت أن تموت بين يديه.
تقول هالة أنها عندما حاولت الدفاع عن أختها دفعها الأب وضربها وأنذرها أنها ستلقى ما تلقاه أخته الصغرى من الضرب، مما جعل هالة تقف بعيدًا عاجزة عن الدفاع عن أختها الصغرى من وحشية الأب وسلوكه العدواني.
ترى أميرة أنها وأختها لا تشعرا بالأمان مطلقًا في البيت خاصةً عندما يكون والدهم موجود في البيت، وترجو أن تتفهم والدتها أن كلام الجيران ليس مهم، وأنهم أحق باهتمامها من أي شيء آخر.
إيمان والعنف ضد المطلقات
في إطار عرض قصص السلوك العدواني تأتي إيمان لتقول إنها مطلقة بعد سنوات من العذاب مع زوجها السابق وقد طلقها ومعها طفلها، لتذهب وتعود إلى بيت أهلها حيث يعيش أخواتها الرجال مع أمها.
تحكي إيمان أنها تتعرض للعنف والضرب وكل مظاهر السلوك العدواني من جانب أخواتها، وحين طلبت منهم أن تسكن هي وابنها في بيت مستقل لتبتعد بابنها عن كل مظاهر العنف، هددها أخواتها وأمها أنهم سيقولون إنها تعمل في الدعارة إذا فكرت في مثل هذا الأمر.
تروي لنا إيمان أنها تتعرض للضرب والسحق بالأقدام على وجهها، في حال لم تسمع كلام أحد من أخواتها في أعمال المنزل، حتى وإن كانت مريضة أو أنها مشغولة بابنها.
هربت إيمان أخيرًا من بيت أهلها إلى بيت صديقتها، لتخرج في لايف عبر شاشات التلفاز وتحكي تجربتها المريرة، وتطلب من سمو ملك الأردن أن ينقذ المطلقات من العنف الذي يقابلهم من قبل أهلهم.
منى وزوجها العاطل
تتحدث منى ذات الأربعة وعشرون عاما، وتروي واحدة من القصص السلوك العدواني، وتقول إنها قد تزوجت في سن صغير من عامل يومي، وأنجبت ابنتها، وتحكي عن زوجها أنه رجل عبوس، ويحملها بوابل من اللوم والضرب عندما تحدث له مشاكل في العمل.
لكن ومع انتشار فيروس كورونا، فقد أصبح زوجها عاطل، وعليها أن تحتمل يوميًا العنف بالضرب والسب لها على أتفه الأسباب.
ثم جاء في يومٍ وأخبرها أنها مسرفة وعليها أن تتحكم في الأمور المادية بشكل أكبر، لكن الحقيقة أنه بالفعل لا ينفق عليها ولا على ابنتها، فكانت الصاعقة الكبرى بالنسبة له أن منى قالت هذه الجملة…
فانهال عليها بالضرب بوابلٍ لا ينتهي من اللكمات والركل والخنق حتى كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة في يده، مما جعله يتركها خوفًا أن تموت في يده ويعاقب قانونيًا.
كان زوجها كلما تعب من ضربها يخرج ليستريح، ثم يعود إليها مرة ثانية ليضربها حتى يتعب، وهكذا ظل طوال اليوم على هذا الحال، وكانت حجته في هذا التصرف الوحشي، أنه عاطل عن العمل في هذه الأيام وسوف يعيد تربيتها لأن أهلها فشلوا في تربيتها.
حتى نام من التعب، فانتظرت منى حتى غط في سبات عميق، وسرقت هاتفه واتصلت بوالدها لينجدها من العذاب الذي تعانيه.
تقول منى أنها لن تعود إليه أبدًا فقد يقتلها ويقتل ابنتها، لتختم قصة واقعية أخرى من قصص السلوك العدواني.
هدى وأخوها الغاضب
هدى فتاة جميلة في منتصف العشرينات من عمرها، وتدرس الدراسات العليا في الجامعة، تقول هدى إن من أبرز قصص السلوك العدواني هي قصتها، فهي تعيش مع أمها وأخيها، الذي يعنفها طوال الوقت، فقد أعطاه والديه الحق في التحكم المطلق في حياتها، فهو حتى لا يقدر أنها أكبر منه عمرًا، ويضربها طوال الوقت.
فعندما تسمع هدى أن أخيها قد جاء البيت، تدخل إلى غرفتها مسرعة، لكنه يدفع الباب عنوة، ليأخذ منها الهاتف ويفتش فيه، بحجة مراقبتها حتى لا تكون على علاقة بشاب فتجلب لهم العار، ثم يبدأ في ضربها بكل أساليب التعذيب بحجة أنها لم تنظم له غرفته، أو أن الأكل لا يعجبه.
تقول هدى أنه ينهال عليها بوابل من اللعنات والسباب، على أتفه الأسباب، فمن يعطي الحق أن يتصرف أخ مع أخته بهذا السلوك العدواني المشين؟ لتعبر لنا عن مأساتها في شكلٍ آخر من حكاوي السلوك العدواني.
الأب يقتل ابنته بدافع الشرف الوهمي
من أخطر قصص السلوك العدواني، نجد قصة الطفلة اليمنية مآب ذات الاثنى عشرة ربيعًا التي لاقت حتفها على يد أبيها، بعد أن استخدم معها أبشع أنواع التعذيب مستخدمًا في هذا المكواة الكهربائية، بل أنه أيضًا قد استخدم كاميرا الموبايل لتصوير كل هذا العذاب.
متباهيًا أنه يؤدب ابنته بحجة أن ابنته قد مارست الرذيلة، لكن بعد كل هذا العذاب الذي عانت منه الفتاة قبل أن ترتاح من عذابها، وتلقى ربها لتنعم بالسلام الذي لم تجده في حياتها.
يأتي تقرير الطب الشرعي على يد ثلاثة من أكبر الأطباء، والذي يقول إن الضحية كانت بكرًا ولم يمسسها أي شخص، وتنتهي حياتها بسبب شك غير صحيح من أبيها وتنهي رواية قصيرة للسلوك العدواني.
هادي والعسل
هادي طفل يبلغ من العمر إحدى عشر عام، فقد تعرض لشكلٍ بشع من أشكال العنف التي وجدناها عند بحثنا عن قصص السلوك العدواني، حيث قام والده بارتكاب سلوك عنف لا يمكن أن يقوم به أب مع ابنه، فقد قام بتجريد هادي من كل ملابسه، ثم دهن جسده بالعسل والسكر، وتركه فوق سطح المنزل ليلة كاملة، لتلتهمه الحشرات.
السبب في هذا أن الأب اكتشف أن ابنه دخن سيجارة، فبدلًا من أن ينصحه قام بهذا هذه الجريمة النكراء.
يقول هادي أن ما فعله به والده في تلك الليلة حفر كره والده في قلبه للأبد، ولن ينسى ما حدث له في تلك الليلة حتى آخر يوم في حياته، ونرجو من الله ألا يقوم هادي بفعل ما يُوحي بأحد تلك القصص عندما يكبر، بعد ما تعرض له من وحشية على يد أبيه.
وليد والعصابة
تقول أخصائية الطفل النفسي إنها قابلت حالة مرعبة من قصص السلوك العدواني، وهو الطفل وليد الذي لم يتعدى الخامسة عشر من عمره، تقول إن وليد يعاني من العنف من قبل والده الذي يعنفه بالضرب والسب منذ نعومة أظافره، لاعتقاد الأب أنه يربى ابنه ليصبح رجلًا بهذه الطريقة.
لكن الحقيقة عكس ذلك، فقد أصبح وليد عنيف وعصبي إلى أبعد الحدود، كما أنه لا ينتظم في الذهاب إلى المدرسة، حتى أن مستواه الدراسي ضعيفٌ جدًا، حتى تحول في النهاية إلى شخصية غير سوية، فقد قام بتشكيل عصابة من الأطفال في نفس سنه، بغرض السرقة، وزرع الفوضى ومضايقة الناس.
تقول الأخصائية النفسية إنها عندما التقت وليد، اكتشفت أنه يتمتع بحس الفكاهة، كما أنه يمتلك جسد رياضي ويستطيع عمل بعض حركات الجمباز، مما يبشر ببطل رياضي، لكن مع استمرار عنف الأب تجاه ابنه، لم يستمر وليد في الجلسات النفسية، وتركها كما ترك المدرسة.
ليكمل طريق الضياع الذي وضع والده خطوطه العريضة ليستكملها الابن، ويبدأ قصة أخرى من قصص السلوك العدواني…
قصي والموت بالكهرباء
الطفل قصي الذي كان يبلغ من العمر السادسة عشر عامًا، والذي لاقى حتفه بسبب صعق أبيه له بالكهرباء، فكان هذا الموقف من أكثر القصص المؤلمة في بحثنا عن قصص السلوك العدواني.
تبدأ القصة عندما انفصل الأب عن الأم، وذهب الأطفال الثلاثة إلى حضانة الأم، حتى طالب الأب بحضانة ابنه الأكبر، ذهب قصي إلى حضانة والده ليرسله ليتعلم العلوم الدينية لمدة عامين.
عاد قصي بعد هذه المدة وهو متم لعلوم الدين، عمل قصي مع والدة في بيع الخضروات في السوق، وفي الوقت ذاته كان قصي إمام المسجد الموجود بالمنطقة.
في يوم من الأيام طلب قصي من عمته أن تعطيه مبلغ بسيط، فافترض أن ابنه سوف يشرب الدخان، فقام بضرب قصي في السوق، ثم أخذه إلى المنزل وجرده من ملابسه، وظل يضرب فيه بسلك الكهرباء.
ثم قام بصعق ابنه بالكهرباء كنوع من أنواع التأديب من وجهة نظر الأب، لكن ماذا؟ لقد تعرض قصي لأبشع أنواع التعذيب على يد أبيه.
فلم يحتمل قصي كل هذا العذاب، ولقى حتفه في الحال، اعتقد الأب أن ابنه في حالة إغماء، فذهب به إلى المستشفى، لكن قصي كان قد فارق الحياة، وعندما أخبرته المستشفى تم فتح تحقيق لتحديد سبب الوفاة.
قال الأب أن سبب الوفاة هو التعرض لحادث صعق بالكهرباء، لكن الطب الشرعي أثبت أنه يوجد علامات تعذيب تملأ جسد الولد الصغير، ليتم التحقيق بشكل موسع ويتم التوصل إلى أن الأب هو الجاني وراء وفاة الولد، وتنتهي حياته بنهاية مأساوية من قصص السلوك العدواني.
اقرأ أيضًا: ما هو العنف الروحي
أسباب السلوك العدواني
قرأنا معًا قصص السلوك العدواني المتعددة، ولكن ما السبب وراء هذا السلوك المشين؟ يرى الأطباء والباحثين أن السلوك العدواني له العديد من الأسباب النفسية السيئة وهي:
- الخبرات السيئة: من أكثر أسباب العنف والسلوك العدواني في حياتنا هي التجارب السيئة التي تعرض لها الشخص منذ الطفولة، مما جعله شخص مؤذي لكل من حوله.
- التقليد: يسعى بعض الأشخاص وخاصةً الشباب على فرض سيطرتهم على أخواتهن بدافع إظهار القوة والتقليد الأعمى لمظاهر العنف التي يراها حوله.
- قمع الحرية منذ الصغر: يتعرض بعض الأشخاص إلى الردع والكبت منذ الصغر، مما يجعلهم يمارسون سلوك العنف عند الكبر على زوجاتهم وأبنائهم في وقتٍ لاحق.
- الشعور بالنقص والفشل والإحباط عوامل هامة لاتباع السلوك العدواني عند الشخص.
- تشجيع الأسرة على استخدام السلوك العدواني من أبرز المشاكل التي تسبب تسلط الأخ في انتهاج السلوك العدواني مع أخواتهم.
قصص السلوك العدواني هي قصص حزينة للغاية، فلا يمكن أن يتخيل أي إنسان أنها حقيقة، لكنها للأسف هي قصص واقعية حدثت في مجتمعنا، ونرجو من الله أن ينتهي هذا النهج في العالم كله.