أسباب تعدد الشخصيات وعلاجه
أسباب تعدد الشخصيات وعلاجه متعددة، ومن الممكن أن يكون أمرًا سهلًا إذا تم تداركه في البداية، مع رغبة المريض في الخضوع إلى طرق المعالجة الصحيحة.
يعد مرض تعدد الشخصيات من الأمراض النفسية التي تبدو عويصة، والتي يُقدمها لكم موقع زيادة من خلال موضوع أسباب تعدد الشخصيات وعلاجه أملًا في الحد من ذلك المرض.
أسباب تعدد الشخصيات وعلاجه
تعدد الشخصيات هو مرض نفسي، يعمل على اضطراب الهوية، فيتسبب في انفصامها أو ما يسمى بالانفصال الشخصي، حيث يشعر فيه المريض بأنه عدد من الشخصيات، ويعيش في كل واحدة منهم فترة معينة من الوقت، وهو لا يدرك أنه يعاني من مرض نفسي محقق.
أما عن أسباب تعدد الشخصيات أو انفصام الشخصية، فهي أسباب مؤثرة بشكل قوي قد تعرض لها المريض في فترة صغره على الأغلب، كالحوادث، الحروب، الكوارث الطبيعية والتحرش الجنسي وغيره، وسنتناول كل منها على حدة بشكل تفصيلي من خلال الفقرات القادمة.
بشكل مجمل تعرفنا على أسباب تعدد الشخصيات وعلاجه يكمن في جزئين، وهما العامل الأسري والنفسي والعلاج الطبي، وسنتعمق بشكل أوسع في ذلك.
اقرأ أيضًا: هل يشفى المريض النفسي تماما ؟
ما هو مرض تعدد الشخصيات؟
كما ذكرنا سلفًا فهو مرض يصيب الشخص فيسبب له الاضطرابات النفسية، والتي تظهر على هيئة تقمص الأشخاص المتعددة، ويصيب هذا المرض الإناث أكثر من الذكور، لأن الفتيات لا يستطعن التحكم في مشاعرهن مثل الجنس الآخر، مما يتسبب في سرعة تأثرهن بالعوامل المحيطة، والتي قد تؤدي إلى الإصابة بالانفصام الشخصي.
الجدير بالذكر أن مرض الانفصام الشخصي من الأمراض التي تحدث في أي عمر، ولكن ترتفع نسبة الإصابة به في السن الصغير، حيث تبدأ الأعراض البسيطة في الظهور، ومن ثم يتفاقم الأمر بشكل تدريجي.
أسباب مرض تعدد الشخصيات
مرض تعدد الشخصيات وطرق العلاج من الأشياء التي تبدو معقدة في بداية الأمر، حيث إنها تأتي من كبت المشاعر وكتمها في الصغر، خاصة إذا كان المجتمع لا يكترث بمشاعر الأطفال ولا مشكلاتهم بالشكل الكافي.
مما يدفع العقل اللا واعي إلى خلق الخيالات والشخصيات الوهمية، مما يزيد الأمر سوءً، فلا يميز المريض أكان ما يعيشه حقيقة، أم من وحي خياله.
لكن فيما يلي سوف نسرد عليكم أهم أسباب تعدد الشخصيات وعلاجه والأعراض الخاصة به، من أجل الإلمام بكافة الأمور نحو ذلك المرض وسهولة التخلص منه.
أولًا: التربية الحادة
من أهم أسباب تعدد الشخصيات وعلاجه يأخذ وقتًا طويلًا، هو المعاملة القاسية من قبل الأبوين، والتي تتمثل فيما يلي:
- عدم إعطاء الحنان وإبدائه للطفل.
- السلبية وعدم الاهتمام به.
- التوبيخ والاتهام بالإهمال والتقصير.
- الشتم والسب بأبشع الألفاظ، فتحت أي بند لا يسمح لأحد الأبوين أن يسب طفله، مهما كانت فعلته، لما في ذلك من نشر سلوكيات خاطئة، علاوة على التأثير السلبي الذي يقع على الطفل جراء ذلك.
- المقارنة بين الأطفال وبينه، مما يشعره بالنقص، كونه ليس مصدر فخر لهما.
- سوء المعاملة الجسدية، من خلال الضرب والتعنيف.
- الأمر والنهي دون مناقشة، مما يجعله ضعيف الشخصية لا يقوى على التعبير عن رأيه.
- السخرية منه والتنمر على أشياء ليس له يد فيها.
كل ذلك يعمل على خلق المشاعر السيئة في نفس الطفل، مما يتسبب في خلق شخصية ضعيفة عرضة لمرض الانشقاق عن الهوية، تعويضًا عن الكبت الذي عاصره في طفولته، وذلك من خلال اكتسابه شخصية جديدة معاكسة لطبيعته بشكل كامل.
ثانيًا: الخيال المفرط
الخيال من أجمل ما قد يعيشه الإنسان، ولولا الخيال ما كان للمرء أن يحقق الكثير من الأحلام، ولكن الإفراط في التخيل من الأمور التي تتسبب في إصابة الشخص بتعدد الشخصيات، حتى ولو لم يتعرض للعنف الأسري أو أي من الأسباب الأخرى.
حيث إن المريض بتعدد الشخصيات يجد في خياله ما يتماشى مع النمط الذي يود أن يعيشه، فيبدأ في خلق شخصيات جديدة يعيش بها في الواقع، مما يفصله بشكل تام عن الحياة الحقيقة والمجتمع الواقعي الذي يعيش فيه.
ثالثًا: الصدمات الجنسية في الطفولة
من أهم أسباب تعدد الشخصيات، هو الاعتداءات الجنسية أو التحرش التي قد يتعرض له الطفل في صغره، سواء من الأقارب أو من الغرباء، مما يتسبب في إيذاء الطفل نفسيًا بشكل كبير.
جراء كتم ما حدث وعدم البوح به لأي أحد، يشعر الطفل في مرحلة تكوين شخصيته أنه مهزوم وضعيف، فهو لم يستطع حماية نفسه والدفاع عنها، أو سرد ما حدث له لأحد أبويه، مما يجعله يشعر بانتقاص نفسه، ورغبته في التحول إلى شخصية أخرى أكثر قوة.
هنا يبدأ الطفل في تقمص شخصية أخرى لها قدرات أعلى من قدرته، يعمل فيها على تفريغ حمولته النفسية، والتي لا يقدر على حملها لمدة أطول من ذلك.
رابعًا: الحروب تسبب تعدد الشخصيات
نعم، فإن معايشة الأطفال لمشاهد الحروب من الأمور التي تترسخ في أذهانهم مما يؤدي إلى إيذائهم نفسيًا، فيشكلون حياة أخرى في عقولهم، خالية من المشاهد الدموية وأصوات معدات الحرب المرتفعة.
تبدأ تلك الشخصيات بالنمو في داخلهم، حتى تصبح جزءًا لا يتجزأ من طبيعتهم، وهنا يبدأ تعدد الشخصيات.
خامسًا: الكوارث الطبيعية
الحادثات الطبيعية مثل الزلازل والبراكين، تسبب الصدمات لدى الأطفال، وترسخ أحداثًا ليست جيدة في ذاكرتهم، مما يجعل لهم الرغبة الشديدة في التخلص منها، وذلك بالهروب إلى الشخصيات المفتعلة التي تعيش حياة طبيعية وتنعم بالهدوء النفسي.
سادسًا: العزلة الطويلة
إذا قام الشخص باعتزال الناس لفترة اكتئاب أو مرض ما، فهو أكثر عرضة للإصابة بتعدد الشخصيات.
ذلك بسبب تواجده بمفرده، والذي يفتح له المجال في توسيع المخيلات، فيبدأ في تكوين شخصيات جديدة يعيش معها ويتعايش بها، فيخرج من تلك الفترة مريض بتعدد الشخصيات، ويظهر الأمر للعامة، إذا لم يتنبه المريض لما أصابه.
اقرأ أيضًا:كيف تعرف انك مريض نفسي الأعراض وطرق العلاج
سابعًا: صدمات الفقد
قد يفقد الشخص عزيزًا لديه في طفولته، كأحد الأبوين أو أخ أو أخت، فينتج عن ذلك الألم النفسي القوي، فلا يستطيع التعبير عن احتياجه إلى المفقود، مما يقوده إلى خلق شخصية مماثلة له في عقله والتعايش بها من أجل تعويض ذلك.
أو في حالة أخرى قد يؤدي الفقد إلى اضطرابات عقلية، فلا يستطيع المرء أن يعي أن المفقود قد توفي ولن يعود إلى الحياة مرة أخرى، فيظل على قيد الحياة في مخيلته ويتقمص دوره ويعيش معه ويجعله شخصيته البديلة، وهو من أهم أسباب تعدد الشخصيات وعلاجه يصعب قليلًا.
ثامنًا: عدم القدرة على الدفاع عن النفس
إذا تعرض الشخص لأمر لموقف ما في صغره، ولم يتمكن من نيل حقه أو المدافعة عن نفسه، قد ينقلب الأمر بأزمة نفسية، حيث يغلق الشخص على نفسه كافة محاور الحياة، وينعزل عن العالم، مكونًا في مخيلته شخصيات متعددة يمكنها القيام بما لم يستطع القيام يه في السابق.
أعراض تظهر على مريض تعدد الشخصيات
بعد معرفتنا بأسباب تعدد الشخصيات وعلاجه، تظهر على مريض تعدد الشخصيات العديد من الأعراض، والتي يمكن من خلالها تسهيل عملية التشخيص، والتي تتمثل فيما يلي:
- الفقدان الجزئي للذاكرة، حيث يظهر على مريض تعدد الشخصيات نسيانه لفترات من الزمن الماضي، ويتكرر الأمر بكثرة، حتى يصبح ملحوظًا.
- هفوات للمهارات المكتسبة، فقد يعاني مريض تعدد الشخصيات من فقد مؤقت للمهارات المكتسبة لديه، كأي يفقد قدرته على التعامل مع حاسوبه الشخصي، أو ينسى كيفية قيادته لسيارته الخاصة، ولكن الأمر لا يدوم طويلًا.
- الهلاوس السمعية والبصرية، فقد يخيل لمريض تعدد الشخصيات وجود أشياء ليست موجودة بالفعل، فيقوم بالتعامل معها في الأماكن العامة وأمام الأشخاص، مما يؤكد لهم إصابته.
- اضطرابات في تناول الطعام، فقد تجد مريض الانفصام يتناول الطعام تارة بكثرة ونهم، وتارة أخرى تجده لا يقترب من أي نوع من أنواع الأكل.
- شرب الكحوليات او تعاطي المخدرات، فقد يلجأ مريض تعدد الشخصيات إلى تعزيز حالته التي يستمتع بالتعايش معها، بشرب الكحول أو تناول العقاقير المخدرة، والتي يتم اكتشافها من خلال الأعراض الخاصة بها والتي تبدو واضحة عليه.
- اضطرابات النوم، فمريض تهدد الشخصيات من أكثر الناس عرضة للأرق، وعدم النوم بالشكل الكافي مما يؤثر بشكل خاص على جهازه العصبي.
- الاكتئاب وأعراض اضطرابات المزاج، ففي بداية ظهور المرض يبدأ الشخص بالتعصب على أتفه الأشياء، في حين أنه يغرق في نوبات الضحك أوقات كثيرة بلا داعي، ويتطور الأمر فيصل إلى الانعزال بسبب الاكتئاب.
- الأفكار الانتحارية، نتيجة تفاقم المشكلة وعدم التفكير في حل جذري، قد تراود الشخص أفكار الانتحار، كون عقله لا يستطيع استيعاب الكم الهائل من الشخصيات التي يتعامل على هيئتها.
علاج اضطراب تعدد الشخصيات
من خلال التعرف على أسباب تعدد الشخصيات وعلاجه الذي يكمن في عدة أجزاء، سنتناول كافة ما يتعلق بالتخلص من الانفصام الشخصي، حيث أن التعافي من ذلك المرض يكمن في عدة أجزاء سنتناولها بالتفصيل، وهي:
- العلاج السلوكي، وهو من خلال وضع يد المريض على المشكلة التي يعاني منها، بهدف تعديل سلوكياته، من أجل أن يعيش حياة سوية وسليمة.
- العلاج النفسي التقليدي، بعد معرفة المريض بطبيعة المرض الذي يداهمه، يأتي دور الطبيب النفسي، الذي يعمل على استرخاء عقل المريض من خلال عدة جلسات، ليتمكن المرض من العودة إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى.
- العلاج البيئي، حيث يجب على المحيطين بالمريض أن يعملوا على رفع الروح المعنوية له من أجل استكمال فترة العلاج.
- العلاج الدوائي، قد تحتاج الحالة المرضية إلى التدخل الطبي، من خلال تناول بعض العقاقير المعنية بالتخلص من الاكتئاب مع بعض المنومات، والتي لا يتم وصفها إلا تحت إشراف الطبيب المختص.
اقرأ أيضًا: كيف أتعامل مع المريض النفسي وما تصرفات المريض النفسي
هناك عدة أمراض لا يجب الاستهانة بها، وتتعدد أسباب تعدد الشخصيات وعلاجه فيجب التعامل مع الوضع بجدية، ومتابعة الأعراض من بداية ظهورها.