لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم
لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم يعد واحد من ضمن التساؤلات الكثيرة التي وردت إلينا، فسورة البقرة من أفضل سور القرآن الكريم وأطولها، ولهذه السورة الكثير من الأفضال على من يداوم عليها.
لذا نجد أن الكثير من المسلمون يبحثون عن معلومات تخص هذه السورة المباركة، وهذا ما سوف نتناوله خلال مقال اليوم عبر موقع زيادة ، فتابعونا.
اقرأ أيضا: سورة البقرة كم جزء
لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم
لتسمية سورة البقرة بهذا الاسم سبب يعلمه أغلب المسلمون، وأيضًا يوجد الكثير من الأشخاص الذين يتساءلون عن السر وراء تسميتها، ولكننا يمكننا اليوم أن نجيب على هذا الاستفسار، وهو أن هذه السورة المباركة تحتوي على قصة البقرة وبني إسرائيل، وهذه القصة تمثل الآيات من الآية رقم 67 حتى الآية رقم 73، ومن الجدير بالذكر أن هذه القصة حدثت في عهد النبي موسى عليه السلام:
ويمكننا تلخيص سبب التسمية في أن المولى عز وجل أمر بني إسرائيل أن يذبحوا بقرة لها لمواصفات خاصة حتى يستطيعون معرفة من القاتل الحقيقي لواحدٍ منهم، بعد أن طلبوا من سيدنا موسى عليه السلام أن يكشف حقيقة القاتل.
حيث يجب على قوم بنى إسرائيل بعد أن يذبحوا تلك البقرة أن يضربوا الشخص الميت منهم بجزء منها، فيحيه المولى عز وجل مرة أخرى ويدلهم على القاتل بنفسه، وتبدأ هذه القصة العظيمة مع قوله تعالى:
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنَ لَّنَا مَا هِي قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صفراء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ *
قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هي إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شاء اللّه لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأرض وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فأدرأتم فِيهَا وَاللّه مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللّه الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ».
- وفي الحقيقة أن المولى عز وجل أراد بهم اليسر وهم من أرادوا لأنفسهم العسر، فأمرهم المولى عز وجل في بداية الأمر أن يذبحوا بقرة بدون أي مواصفات أو شروط عليها، ولكن هم من دعوا سيدنا موسى حتى يبين المولى عز وجل لهم مواصفات تلك البقرة، ويتضح ذلك في قوله تعالى:
«قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ».
- فرد عليهم المولى عز وجل وحدد لهم سن البقرة التي يرغب في ذبحها فقال تعالى:
«قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ».
- وحدد أيضًا بأن تلك البقرة لا هي كبيرة ولا صغيرة فقال تعالى:
«عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ».
- وبعدها شددوا على أنفسهم مرة أخرى في مواصفاتها، وطالبوا بتحديد لونها، ويتضح ذلك من قوله تعالى:
«قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا».
- وبعدها تساءلوا مرة أخرى عن صفات اكثر في قوله تعالى:
«قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْث مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ».
- وبعد أن تبينت لهم البقرة وعرفوها ذبحوها حقًا وضربوا ببعضها على الميت ونطق بأمر الله وقدرته ودلهم عن القاتل الحقيقي حيث كان واحدًا منهم.
- وبهذه القصة العظيمة أظهر المولى الحق وأذهب الباطل وعاقب المشركين على كذبهم وتسترهم على قاتل نفس بغير حق، فقال تعالى في ذلك:
(وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا».
اقرأ أيضا: معلومات عن سورة البقرة
خصائص سورة البقرة
- بعد أن تعرفنا على لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم لابد أن نتعرف على أنه لسورة البقرة الكثير من الخصائص التي تميزها عن غيرها.
- ومما يجب ذكره في هذا المقال أن سورة البقرة تبلغ عدد آياتها نحو 286 آية، وهي السورة الثانية في ترتيب المصحف الشريف.
- وبهذه السورة أخر آية نزلت على رسول الله صلَّ الله عليه وسلم وهي التي نزلت على رسول الله في منى يوم حجة الوداع، وهي سورة نزلت في المدينة إلا الآية الأخيرة منها.
- وهذه السورة أيضًا تعتبر من أكثر السور المريحة للقلوب وتحقق المرغوب لاحتوائها على آية الكرسي، وهي أعظم آيات القرآن الكريم.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سماع سورة البقرة
موضوعات سورة البقرة
بعد أن تعرفنا على لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم لابد أن نتعرف على الموضوعات التي تناولتها سورة البقرة، والتي سوف نوضحها لكم خلال الفقرات التالية:
- تناولت الآيات الأولى من سورة البقرة أصناف البشر، حيث قسمهم المولى عز وجل إلى 3 أقسام، وذكر صفات كلًا منهم.
- كما ذكرت السورة الكريمة تاريخ بعض اليهود وذكرت عقائدهم، وأوضحت أيضًا ما أصاب من أعرض منهم عن عبادة المولى عز وجل.
- أما عن النصف الأخير من هذه السورة المباركة، فاتضح من خلاله العديد من التشريعات التي تقوم بدورها في جعل المجتمع الإسلامي مجتمع يختلف عن المجتمعات الأخرى في كلًا من المعاملات مع بعضهم وأيضًا في عبادتهم.
- وأوضحت السورة أيضًا العديد من الأحكام التي لابد من إجرائها على الكثير من الحالات ومن أمثلتها القتل العمد، الصيام، الاعتكاف، الوصية، وغيرها الكثير من الأمور.
- هذه السورة أيضًا شملت العديد من أصول الدين الإسلامي، وفيها اتضحت الرؤية بالنسبة للتوحيد وأركان الإسلام والبعث، كما تناولت السورة بدء الخلق، علاوة على أحوال كلًا من المنافقين وأهل الكتاب والمشركين.
- هذا كله بالإضافة إلى قصة البقرة التي أمر الله سبحانه وتعالى المشركين بأن يذبحوها في عهد نبي الله موسى عليه السلام.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة البقرة لفك السحر
فضل سورة البقرة
سورة البقرة لها أفضال عديدة، والتي سوف نوضحها لكم من خلال مقال لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم، وأفضل من يوضحها لنا هي الأحاديث النبوية الشريفة:
«عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثًا وهم ذو عدد فاستقراهم فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن فأتى على رجل منهم من أحدثهم سنًا فقال ما معك يا فلان قال معي كذا وكذا وسورة البقرة قال أمعك سورة البقرة فقال نعم قال فاذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية ألا أقوم بها فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعلموا القرآن وأقروه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكئ على مسك».
عن معقل بن يسار -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً، واستخرجت اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ من تحت العرش فوصلت بها”.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-عن النبي قال: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان”
روي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-قال: “ما من بيت تقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله ضراط”. وقال: “إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لباباً، وإن لباب القرآن المفصل، وإن من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة: أربع من أولها، وآية الكرسي وآيتان بعدها، وثلاث آيات من آخرها”. وفي رواية: “لم يقربه يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه، ولا يقرآن على مجنون إلا أفاق”
روى أبو هريرة -رضي الله عنه-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-جعله على حفظ الزكاة في رمضان، قال: فأتاه آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فقال: لأرفعنك إلى رسول الله… فقص الحديث كاملاً فقال: “إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح”. فقال: “صدقك وهو كذوب، ذلك شيطان”.
عن بريدة عن أبيه -رضي الله عنه-قال: كنت جالساً عند النبي فسمعته يقول: “تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان (أو غيايتان) أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له: هل تعرفني فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى المُلْك بيمينه، والخُلْد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذّاً كان أو ترتيلاً”.
في الحديث عن النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول: “يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمهم سورة البقرة وآل عمران”. قال: وضرب لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ثلاثة أمثال ما نسيتهن، قال: “كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما”.
جاء في الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبو أمامه -رضي الله عنه-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: “من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت”
عن شداد بن أوس -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان” فينبغي المحافظة على ذلك والحصن عليه”.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة البقرة للزواج
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال اليوم، وقد تناولنا فيه الكثير من الأمور التي تدور حول سورة البقرة، ومن أهمها لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم، وتعرفنا على الكثير من الآيات التي تستخدم لفك السحر وكذلك الآيات التي تستخدم لتحصين المنازل، نرجو أن يكون المقال قدم شيئًا ذو منفعة لكم، ونتمنى مشاركته مع غيركم.