متى نزلت سورة الكهف
متى نزلت سورة الكهف؟ وما هي أسباب نزول هذه السورة الكريمة؟ فهي السورة التي تعد من السور ذات الفضائل العظيمة التي جعلها الله -عز وجل- في قراءة آيات هذه السورة، وفي السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم تاريخ نزول سورة الكهف، وما هو سبب نزول هذه الآية السورة المباركة على رسول الله وبيان ما في السورة من قصص وعرض بعض من تفسيرات القصص المذكورة في تلك السورة.
متى نزلت سورة الكهف؟
نزل القرآن الكريم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كاملًا في ثلاثة وعشرين سنة، منذ أن أرسل الله -عز وجل- الوحي على رسول الله في غار ثور بفواتح سورة العلق ثم المزمل فالمدثر، حتى آخر ما نزل من سور القرآن الكريم سورة النصر.
فسورة الكهف نزلت في السنوات الأولى من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتاريخ نزولها تحديدًا غير معلوم من سنوات بعثته عليه الصلاة والسلام، لكنها من السور المكية المتأخرة في النزول.
فترتيبها في النزول السورة التاسعة والستين هي سورة مكَّية عدد آياتها مائة وعشر آيات في الجزء السادس عشر من القرآن الكريم، أما ترتيبها في المصحف الشريف، فهي السورة الثامنة عشر بعد سورتي النحل والإسراء، وقبل سورتي مريم وطه.
تبدأ سورة الكهف بالحمد لله سبحانه وتعالى الذي أنزل القرآن الكريم، “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ ” (سورة الكهف الآية 1)، وتنتهي السورة بتقرير من رسول الله أنه بشر يوحى إليه، وإقرار بأن الله -عز وجل- إله واحد لا شريك له في الملك.
“قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا” (سورة الكهف الآية 110).
اقرأ أيضًا: فضل قراءة سورة الكهف
أسباب نزول سورة الكهف
قد يكون من غير المعروف على وجه التحديد متى نزلت سورة الكهف، لكن ما اتفق عليه العلماء أسباب نزول سورة الكهف على رسول الله، وهو ما سنعرضه عليكم في سطور هذه الفقرة.
أراد الكفار أن يظهروا رسول الله كاذبًا، فذهب رهط من قريش إلى أهل الكتاب الموجودين في مكة آن ذاك وكانوا من اليهود فسألوهم عمَّ جاء في سيرهم ليثبتوا به كذب رسول الله، فأخبرهم اليهود أن يسألوا رسول الله عن ثلاثة أشياء:
- فتية مؤمنين كانوا في الزمان الأول فروا من سلطان ظالم.
- رجل صالح علَّم موسى عليه السلام.
- ملك عادل صالح طواف في الأرض ملك الأرض من مشرقها إلى مغربها.
فذهب المشركين وسألوا رسول الله بما أخبرهم اليهود به، بغرض إحراج رسول الله، فأجابهم رسول الله سأجيبكم، ونسي ذكر إن شاء الله، فجاء التعليم والتهذيب الرباني بانقطاع الوحي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمدة أربعة عشر يومًا.
عندما نزل الوحي على رسول الله بعد هذه الفترة نزل بسورة الكهف كاملة، وجاء ترتيب السورة بداية بالحمد لله وهو ما يسمى ببراعة الاستهلال في اللغة العربية، ثم جاءت القصص الثلاثة على ذات الترتيب الذي سأل به الكفار.
فجاءت قصة الفتية “أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا” (الآية 9 سورة الكهف)، ثم قصة موسى “قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا” (الآية 66)، فقصة الملك العادل “وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا” (الآية 83).
كما جاء التعليم لرسول الله بذكر كلمة إن شاء الله عند الإقبال على فعل شيء في الآية الثالثة والعشرين “وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ“.
اقرأ أيضًا: اسباب نزول سورة الكهف
فضل قراءة سورة الكهف وأحب الأوقات لقراءتها
في السطور السابقة أجبنا عن سؤال متى نزلت سورة الكهف، كما عرضنا لكم سبب نزول سورة الكهف، وفي سطور الفقرة التالية سنعرض لكم فضل قراءة سورة الكهف كما جاء في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر العديد من العلماء من فضائل سورة الكهف، ولعل أبرز فضيلة لها هي الوقاية من أعظم فتنة على وجه الأرض وهي فتنة المسيح الدجال، فروي عن رسول الله بعض الأحاديث التي في معناها قراءة عشر آيات من سورة الكهف تكف عن قارئها فتنة الدجال.
لكن وجه الاختلاف كان في موضع الآيات العشرة ففي حديث ذكرت تارة العشر الأولى من سورة الكهف، وفي حديث آخر ذكرت العشر آيات في خواتيمهما.
لكن ما ذكر عن قراءة العشر الأولى من سورة الكهف هو الحديث الذي صححه مسلم، أما الحديث الآخر فقد ضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع.
من فضائل التي اختصت بها سورة الكهف أيضًا قراءتها في يوم الجمعة فحسب الحديث الصحيح الذي جاء عن رسول الله، ورواه قيس بن عباد، وذكره الألباني صحيحًا في صحيح الترغيب، أن قارئ سورة الكهف يوم الجمعة يضيء الله له ما بينه وبين البيت العتيق.
تفسير قصة أصحاب الكهف للشعراوي
الشيخ محمد متولي الشعراوي من أحد أشهر المفسرين المعاصرين للقرآن الكريم، وفي الفقرة التالية سنشرح لكم من تفسير قصة أهل الكهف للشيخ محمد متولي الشعراوي، بعد عرضنا إجابة سؤال متى نزلت سورة الكهف.
قال الشيخ أن فتية الكهف ذهبوا إلى الكهف من أجل الفرار من الملك الظالم، وشبه الشيخ القصة بدايتها بالبرقية، والآيات جاءت بتفصيل للقصة في الآية العشرين من سورة الكهف بعد إجمالها في بدايتها في الآية الحادية عشر من ذات السورة.
فسر الشيخ ذكر الله عز وجل “إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى“، لأن السن الصغير عرضة لعدم الانشغال عن الدين، وهم ثبتوا على دينهم، والربط على القلب، لأن القلب مركز الانفعال.
أما الضرب على أذنهم فكان للراحة، لأن الأذن هو أول آلة إدراك تؤدي مهمتها في تنبيه عقل الإنسان، والأذن هو الإدراك الوحيد الذي لا ينتهي من الإنسان، ونشر الله عز وجل في الكهف مقومات الحياة في الكهف الميت، فأغناهم الله عن المرافق.
لإن الكهف من أشد ما يزعج النائم، فإن الشمس إن أشرقت تحيد عن كهفهم يمينًا، وإن غربت تغرب عن شمالهم، وأن أصل القصة هو الأهم ولا يهم الجدال في عددهم، لأن إبهام أبطال القصة هو عين البيان في القصة، ليشيع خبرهم في الدنيا.
اقرأ أيضًا: القصص الواردة في سورة الكهف
بيان قصة موسى مع الرجل الصالح
في سطور هذه الفقرة سنشرح لكم من قصة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر، حسب ما أوردها الإمام الحافظ بن كثير في كتابه الموسوعي البداية والنهاية، والذي ذكر في تلك القصة من تفسيره للقرآن الكريم.
أورد ابن كثير اختلاف العديد في نسب الخضر، فمنهم من قال إنه ابن أبي البشر آدم عليه السلام، وقيل إنه ابن قابيل واسمه خضرون بن قابيل بن آدم، وقيل إنه من نسل العيص بن إسحاق بن إسماعيل، وقيل سمي الخضر لأن موسى قابله في أرض خضراء.
لكن ما يهم في هذه القصة حسب التفسير أن موسى رحل لطلب العلم غير الدنيوي، وأرشده الله عز وجل إلى لقاء الرجل الصالح، هو الخضر الذي مر بموسى بن عمران بثلاثة قصص.
القصة الأولى حسن تدبير الله لعباده، في السفينة التي خرقها الخضر خرقًا لا يغرقها، لأنهم مساكين، وتحت إمرة ملك ظالم يأخذ السفن غصبًا، والقصة الثانية كانت لبيان رحمة الله عز وجل بالأبوين المؤمنين.
فأراد الله إبدالهما بالولد الصالح عوضًا عن العاصي، الذي سيشقيهما في الحياة، والقصة الثالثة هي رحمة الله بالأبناء، في الجدار الذي يحتوي على كنز لغلامين صغيرين في قرية سكانها من أهل الطمع.
شرح قصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج
بعدما عرضنا لكم تفسير القصتين السابقتين لقصة ذي القرنين في السطور السابقة، وتوضيح متى نزلت سورة الكهف، سنشرح لكم من شرح قصة ذي القرنين للأستاذ الدكتور صابر عوض أستاذ علم اللغة بقسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة الإسكندرية.
ذكر الدكتور أن قصة ذي القرنين ذُكرت في القرآن الكريم كواحدة من قصص حُسن التدبير والتخطيط البشري، فعند التقاء ذي القرنين بالسكان بين الجبلين، عرضوا عليه بناء سدًا يمنع عنهم القوم الفاسدين، وهم يأجوج ومأجوج.
فحول ذي القرنين بعد الدراسة الميدانية للموقع السد إلى ردم لسببين، الأول لأنه أصلب من السد، والثاني لأنه مناسب لطبيعة بيئتهم، وتم بناء السد من صفائح الحديد التي جُعلت بين الجبلين، ثم صُبَّ عليه النحاس المنصهر فأصبح صلب زلِق.
فقول الله تعالى “فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا“، فالزيادة في الحروف زيادة في التأكيد، فكلمة (اسْطَاعُوا) تدل على التسلق وهو سهل، وكلمة (اسْتَطَاعُوا) تدل على هدم الردم وهو الصعب.
فإن جاء وعد الله عز وجل، هُدم السد وخرج يأجوج ومأجوج فيكون خروجهم بعد مقتل الدجال، والعلامتين من علامات الساعة الكبرى.
اقرأ أيضًا: قصة ذي القرنين في سورة الكهف
بذلك نكون قد عرضنا عليكم في سطور هذا الموضوع إجابة سؤال متى نزلت سورة الكهف، وعرضنا لكم من بيان فضائل سورة الكهف، والأوقات المحببة لقراءتها، ونرجو أن تكون إجابة هذا السؤال قد أفادتكم.