اكتئاب ما بعد الولادة
اكتئاب ما بعد الولادة يعد من المشاكل التي تواجهها الأمهات في تلك الفترة، حيث إنها تمر بالكثير من الضغوطات النفسية والجسدية بهذه المرحلة؛ مما يؤدي إلى إصابتها بتلك الأزمة.
لذا من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع زيادة سنتعرف سويًا على كافة المعلومات المتعلقة باكتئاب ما بعد الولادة، وذلك بشيءٍ من التفصيل.
اكتئاب ما بعد الولادة
تعاني معظم الأمهات في الفترة الحالية من اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يتضمن الشعور بالبكاء والقلق والصعوبة في النوم، وتبدأ هذه الحالة من بعد الولادة بيومين أو أكثر وقد تستمر لعدة أسابيع.
يمكن أيضًا أن يصل بعضها إلى عدة أشهر، وهذا الشكل من الاكتئاب يسمى بالاكتئاب المزمن؛ فلا يعد هذا الاكتئاب ضعف في شخصية الأم، وهو ببساطة من مضاعفات الولادة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
قد تخلط الأم المصابة باكتئاب ما بعد الولادة بين شعورها بالاكتئاب بشكل عام وبين ذلك النوع من الاكتئاب، حيث إن الثاني قد يدوم لمدة طويلة.
كما أن الأمر قد يصل لعدم قدرة الأم على الاعتناء بالطفل، والقيام بالمهام اليومية وعادة ما تظهر هذه الأعراض في الأيام الأولى من بعد الولادة، وقليلًا ما تظهر أثناء فترة الحمل، وفيما يلي سنعمل على عرض عددًا منها:
- الرغبة في البكاء.
- الأرق.
- عدم القدرة على النوم.
- صعوبة التعامل مع الطفل والهروب منه وعدم التعلق به.
- فقدان الطاقة والتعب الشديد.
- محاولة إيذاء النفس أو الطفل.
- فقدان الشهية أوالعكس.
- البعد عن الأهل والأصدقاء.
مضاعفات اكتئاب ما بعد الولادة
ضمن إطار عرضنا لكافة الأمور المتعلقة بالاكتئاب الذي يحدث خلال الفترة التي تلي الولادة مباشرة؛ فتجدر الإشارة إلى أنه حال عدم الإسراع في علاج تلك المشكلة سيترتب على ذلك الأمر حدوث بعض المضاعفات، والتي منها “الذهان”.
يعد الذهان هو حالة مرضية نادرة تتشكل في الأسبوع الأول من بعد الولادة، وتتضمن الإصابة بالذهان علامات تدل عليها وهي:
- اضطراب في تحديد المكان والزمان.
- عدم القدرة على النوم.
- أفكار مأساوية بشأن الطفل.
قد يؤدي الذهان إلى وصول الأم للانتحار؛ لذا فإنها تحتاج لعلاج سريع والذهاب إلى المشفى، ويتضمن العلاج إما:
- العلاج الدوائي: بعض الأدوية المضادة للذهان، ومثبتات الحالة المزاجية للتحكم في المرض، وتجدر الإشارة إلى أن التقليل منها يؤدي لمحاولة الأم التعافي والتكيف مع هذا المرض، والتكيف أيضًا مع الطفل وشعور الأم بالرضا والاطمئنان.
- العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT): إذا كان هذا الاكتئاب شديد؛ فينصح الطبيب بإجراء جلسات كهربائية، وتتسبب هذه الصدمات الكهربائية إلى تغيرات في المخ، والتي يمكن أن تقلل من أعرض الذهان وتقلل من الاكتئاب، وخاصة إذا كانت الأدوية لم تنجح في علاجها.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
تجدر الإشارة إلى أن ذلك النوع من الاكتئاب ينتج عن مجموعة من الأسباب، وفيما يلي سنعمل على عرض عددًا منها:
- التغيرات الفسيولوجية أو الجسمانية: قد يؤدي انخفاض الأستروجين والبروجيسترون في جسم الأم إلى المساهمة في اكتئاب ما بعد الولادة، كما أن انخفاض بعض الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية قد يؤدي لشعور الأم بالكسل والحزن والإحباط.
- المشاكل النفسية: تعد هذه المشاكل هي أحد مسببات هذا الاكتئاب، كما أنه يترتب عليها عدم القدرة على النوم، أو التعامل مع المهام اليومية، أو التعامل مع الناس أو الطفل، إلى جانب الشعور بفقدان التحكم، والسيطرة على الأمور.
اقرأ أيضًا: اكتئاب ما بعد الولادة ما هو أعراضه وما هو علاجه
علاج اكتئاب بعد الولادة
يمكن للأم المواظبة على العلاجات المنزلية، ولكن بجانب علاج الطبيب، حيث عليها أن تضع توقعات لما سوف تقدر أن تقوم به في المهام اليومية العادية، وأن تحاول ألا تضغط نفسها، وتجعل هذه التوقعات في مقام المعقول وليس المستحيل بما تقدر عليه.
إلى جانب ذلك ينبغي عليها أن تضع نظام حياة صحية، كالمشي مع الطفل، أو الخروج إلى التنزه، أو ممارسة الرياضة الصحية، وتخصيص بعض الوقت للخروج مع الأصدقاء أو العائلة.
يُفضل أيضًا أن تخصص وقتًا لنفسها تحاول الخروج خلاله والتمشية، أو إيجاد هواية مفضلة لتمارسها، مع الابتعاد عن العزلة، حيث يجب عليها الاختلاط بالناس، وتجدر الإشارة إلى أن مساعدة الأهل والأصدقاء لها، وعدم تركها ومحاولة تشجيعها للنهوض والتخلص من هذا الاكتئاب تعد ضرورية جدًا؛ لذا ينبغي دعمها.
بالإضافة إلى ما سبق فعليها زيارة طبيبها الخاص أو المعالج النفسي، وكلما أسرعت بطلب المساعدة، كلما كانت أكثر استعدادًا للتكيف والشعور بالرضا التام، وسرعان ما ستشفى منه.
إن العلاج النفسي قد يساعد هذا العلاج على الكشف عما يدور داخل الأم، ومحاولة الأم التعبير عن المشاكل التي تتعرض لها وكيفية حلها، حيث سيقوم الطبيب أو المعالج النفسي بالتحدث معها مع محاولة حل هذه المشاكل والعثور على الطرق التي ستعين الأم على القيام بعملها والشعور بصحة جيدة.
بالإضافة إلى ذلك فإن مضادات الاكتئاب قد يوصي الطبيب بتناولها أثناء فترة الرضاعة، وذلك نظرًا لقدرتها على الحد من تلك المشكلة.
متى تزور الأم الطبيب؟
إذا شعرت الأم باكتئاب ما بعد الولادة بالأعراض التي ذكرناها؛ فعليها تحديد موعد مع الطبيب الخاص بها والذهاب إليه، وإذا كانت تعاني من أعراض الذهان؛ فعليها طلب المساعدة المباشرة.
بالإضافة إلى ذلك فتجدر الإشارة إلى أنه يوجد عدد من العلامات فينصح بالتوجه للطبيب المعالج مباشرة، ومن هذه العلامات ما يلي:
- أن الأعراض لا تختفي ولا تقل لأكثر من أسبوعين.
- أصبح الوضع أكثر سوءًا.
- وجود صعوبة في التعامل مع الطفل.
- صعوبة أداء الأعمال اليومية البسيطة.
- وجود أفكار لإيذاء الطفل أو إيذاء نفسها.
سوف يتحدث الطبيب مع الأم حول مشاعرها عادة وصحتها العقلية للتمييز ما بين حالة الاكتئاب الطويل أو أنه سيدوم وقت أقل وسينتهي.
سيجري الطيب تقييمًا للأم يتمثل في فحص للاكتئاب، ويتضمن استبيان عنها وعما تشعر به، إلى جانب اختبار دم لمعرفة مدى قيام الغدة الدرقية بعملها، وفحص هرموني البروجيسترون والاستروجين لدى الأم.
اقرأ أيضًا: اكتئاب ما بعد الولادة ما هو أعراضه وما هو علاجه
طرق الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة
إذا كانت الأم تعاني من أعراض الاكتئاب النفسي -خاصة ما يتعلق بفترة ما بعد الولادة- فعليها أن تخبر الطبيب أثناء فترة الحمل، حيث إنه يمكن له خلال تلك الفترة أن يراقب وجود عرض من الأعراض تظهر على الأم.
فيمكن السيطرة عليها في البدايات الأولي منها بمساعدة الطبيب، وفي حالات أخرى قد يقوم بالتوصية على بعض الأدوية حتى في فترة الحمل، والتي لا تضر بصحة الأم وطفلها.
أما بالنسبة لفترة ما بعد الولادة فقد يوصي الطبيب بخضوع الأم لعدد من الاختبارات، وذلك لمعرفة وجود هذا الاكتئاب من عدمه، فكلما تم اكتشاف هذا المرض أسرع كلما أدى ذلك لمحاولة التكيف معه والتقليل منه.
بذلك نكون قد أوضحنا لكم كافة المعلومات المتعلقة باكتئاب ما بعد الولادة، بدءًا من الأعراض التي تدل على وجود تلك الأزمة، والأسباب التي تؤدي إليها، بالإضافة إلى طرق علاجها، وكيفية الوقاية منها، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.