تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري
تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري كانت سبب في شفائي لاحقًا من مرض السكر الذي يعد واحد من أكثر الأمراض المنتشرة في العالم، حيث تظهر عدة مؤشرات قبل الإصابة به.
وتسمى بمرحلة ما قبل السكري التي قد تكون سبب في تخطي المرض وعدم التعرض للإصابة به لاحقًا، لذا أسرد لكم عبر موقع زيادة تجربتي بالتفصيل وكل ما يخص المرحلة بدءً من الأعراض وإلى طرق الوقاية بالمقال التالي.
اقرأ أيضًا: أنواع مرض السكري
تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري
تتمثل تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري في السطور التالية:
في الواقع لم أكن أعلم أن هناك مرحلة تسمى ما قبل السكري إلا بعد إصابتي بها، والتي تعرف بأنها ارتفاع في معدل الجلوكوز داخل الدم بصورة تزيد عن المعدل الطبيعي والمسموح به، وعند إهمال هذه المرحلة يصبح خطر الإصابة بداء السكر مضاعف.
من خلال تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري تمكنت من معرفة أن الأنسولين الذي مازال البنكرياس قادر على إفرازه داخل الجسم لا يقوى على التخلص من تجمع السكر داخل الدم، لكن أدركت أيضًا أن هذه المرحلة تحتاج لعناية فائقة واهتمام شديد لتخطيها دون حدوث ضرر.
بدأ الأمر عندما ظهرت أعراض مقاومة الأنسولين والتي لم أتمكن من معرفة السبب وراء حدوثها، مثل: عدم القدرة على أداء المهام اليومية البسيطة، الإكثار من تناول الطعام، الإحساس بالتعب والإرهاق مقابل أقل مجهود كالسير مثلًا.
لذا لجئت إلى الاختبارات المعملية لاكتشاف الأمر، حينئذ أكتشف الطبيب أن ما أعاني منه هو حالة ما قبل الإصابة بداء السكر النوع الـ2، ولكن نصحني الطبيب بعدم الخوف وإتباع الخطة العلاجية ومجموعة من النصائح التي ستساعدني على التخلص من تلك المرحلة في سلام.
تتمثل تلك النصائح في تناول مجموعة من العلاجات الدوائية التي وصفها لي الطبيب حسب وضعي الصحي، ثم الحرص على التخلص من الوزن الزائد فهو عامل من عوامل الإصابة بتلك الحالة، تغيير نظامي الغذائي بحيث يحتوي على الأكلات الصحية الطازجة مثل: الخضروات، والفواكه، وتقليل معدل السكر المستهلك.
بالإضافة إلى تجنب التوتر والضغوطات النفسية، الحصول على ما يكفي من الراحة، بدأت بالفعل في تنفيذ نصائح الطبيب التي سرعان ما ظهر تأثيرها على جسدي في أقل من شهر، حيث أصبح وضعي الصحي أفضل بكثير من ذي قبل، بدأ جسدي يصبح رشيقًا، تمكنت من إنجاز مهامي اليومية بسهولة دون الإحساس بإرهاق أو تعب.
حتى جاء اليوم المحدد لقياس معدل السكر داخل الدم، ومعرفة ما إذا أصبح ضمن الحدود الطبيعية المسموح بها أم أنه مازال مرتفعًا، بعد الفحص تبين أن معدل السكري لدي أصبح طبيعيًّا وأن كل نصائح الطبيب والخطة العلاجية باءت بالنجاح، لذا أنصح الجميع بعدم الإهمال لاسيما عند ظهور الأعراض التي سبق وقمت بذكرها.
والتوجه على الفور إلى الاستشارة الطبية لتحديد ما يلزم الحالة وما يناسبها من خطط علاجية ونصائح طبقًا للوضع الصحي لها، مع عدم الإكثار من تناول السكر وتناوله ضمن الحدود المعقولة، كل هذه نصائح بسيطة ولكن أثرها بالفعل ذي أهمية عظمى على الصحة سواء الجسدية أم النفسية.
أعراض مرحلة ما قبل السكري
في الغالب قد لا تظهر علامات واضحة على الحالة تشير إلى الدخول في تلك المرحلة، ومع ذلك تتمثل أعراض مرحلة ما قبل الإصابة بداء السكري المحتملة فيما يلي:
- الإحساس بالعطش بصورة غير طبيعية.
- الإرهاق والضعف.
- التبول بصورة زائدة عن الحد الطبيعي.
- عدم القدرة على أداء أقل المهام مجهودًا.
- الرؤية الضبابية.
- الإكثار من تناول الطعام لاسيما الحلوى.
اقرأ أيضًا: علاج هبوط السكر لغير المصابين بالسكري
أسباب الدخول لمرحلة ما قبل السكري
من خلال تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري أدركت أنه هناك مجموعة من العوامل التي قد تكون سبب في الدخول إلى هذه المرحلة، والتي تتمثل فيما يلي:
1_ أسباب متعلقة بالنظام الغذائي
- الإكثار من تناول الطعام، تحديدًا المقلية، المكررة والطعام الدهني غير المشبع.
- استهلاك الكثير من الكربوهيدرات والسكر.
- قلة استهلاك الألياف.
- انخفاض الفيتامينات والعناصر المعدنية الهامة في الجسم، لاسيما: فيتامين د، الأوميجا 3، الكروم، فيتامين ج، والماغنسيوم.
- قلة استهلاك الخضروات، مثل: القرنبيط، البروكلي، الحنظل، والخرشوف.
- رد الفعل التحسسي تجاه بعض الأطعمة، مثل: حساسية اللبن ومشتقاته، حساسة الغلوتين.
2_ أسباب متعلقة بأسلوب الحياة
- عدم ممارسة التمارين الرياضية أو الحركة بصورة كافية.
- التعرض للبلاستيك، السموم البيئية، المبيدات الحشرية، الترددات الكهرومغناطيسية بكثرة.
- الإصابة بالفيروسات التي قد تؤدي إلى ضعف المناعة الذاتية في الجسم.
- الإجهاد الذي يتسبب في إفراز هرمون الكورتيزول داخل الجسم والذي يؤدي إلى التعرض للاضطرابات الصحية، أبرزها استنزاف الأكسجين من المخ وإنتاج الكثير من مادة الأنسولين وفي الأخير التعرض لمرحلة ما قبل الإصابة بداء السكر.
3_ أسباب أخرى
- الوزن الزائد يزيد من خطر الإصابة بتلك المرحلة.
- العوامل الوراثية.
- قلة البروبيوتك والبكتيريا النافعة داخل الجسم مما يتسبب في الإصابة باضطرابات القناة الهضمية وبالتالي زيادة الأنسولين.
- أمراض المناعة الذاتية.
- الإصابة بسكري الحمل.
- ضغط الدم المرتفع.
- زيادة معدل الكوليسترول في الدم.
كم تستمر مرحلة ما قبل السكري؟
- في الواقع من خلال تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري أدركت أن تلك المرحلة من الممكن أن تستمر إلى سنوات لكن لا تزيد عن 10 سنوات، وقد لا تظهر أيًّا من أعراضها على الحالة وبالتالي يكون من الصعب تشخيصها، لذا ينصح دائمًا بالمتابعة الدورية وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد معدل السكر داخل الدم لمعرفة التشخيص الصحيح.
اقرأ أيضًا: تحليل السكر التراكمي
طرق تشخيص مرحلة ما قبل السكري
في حالة وجود أكثر من عامل للإصابة بداء السكري، فمن الضروري أن يتم إجراء فحوصات بصورة دورية للكشف عن وجود مقدمات للإصابة به أم لا، وتتمثل تلك الفحوصات فيما يلي:
1_ فحوصات سكر الصائم
قبل عمل ذلك الاختبار يجب الصيام عن تناول الأكل والمشروبات، وذلك لمدة لا تقل عن 8 ساعات، وتظهر النتائج كما يلي:
- إذا كان معدل السكر داخل الدم يقل عن 100 إذن النتيجة طبيعية.
- في حالة تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري كانت النتيجة تتراوح من 100 إلى 125.
- إذا كانت الحالة مصابة بالفعل بداء السكر فيكون المعدل 126 أو ما يزيد عنه.
2_ فحوصات سكر الفاطر
يأتي ذلك الفحص بعد اختبار سكر الصائم وفيه يجب احتساء مشروب سكري ثم إجراء تحليل الدم بعد مرور 120 دقيقة، وتكون النتيجة كما يلي:
- إذا كان معدل السكر داخل الدم يقل عن 140 إذن تكون النتيجة طبيعية.
- في حالة تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري كانت النتيجة تتراوح من 140 إلى 199.
- عند الإصابة بداء السكر تكون النتيجة 200 أو ما يزيد عنها.
3_ فحص السكر التراكمي
يعمل ذلك الفحص على إظهار معدل السكر داخل الدم في الفترة من 60 إلى 90 يوم الماضية، ويلجأ الأطباء إلى إجراء ذلك الاختبار بهدف الكشف عن المرحلة التي تسبق الإصابة بداء السكري، وتكون نتائجه كما يلي:
- تكون النسبة الطبيعية هي 5.6% وما يقل عنها.
- في حالة تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري كانت النسبة تتراوح من 5.7 إلى 6.4%.
- عند الإصابة بدا السكري تكون النسبة 6.4% أو ما يزيد عنها.
مضاعفات مرحلة ما قبل السكري
في حالة عدم معالجة تلك المرحلة فسوف ينتج عنها بعض المخاطر الصحية، والتي تتمثل فيما يلي:
- الإصابة بمشاكل في الرؤية والعينين.
- الاضطرابات القلبية وأمراض الأوعية الدموية.
- الإصابة بقصور في وظائف الكلى.
- الاضطرابات العصبية.
- يذكر أنه في بعض الحالات قد ينتج عن المعدلات المرتفعة من الأنسولين اضطرابات صحية إضافية غير معروفة.
اقرأ أيضًا: الوقاية من مرض السكري
الطعام المسموح بمرحلة ما قبل السكري
- خلال مرحلة ما قبل الإصابة بداء السكري ينبغي على المرضى تناول أطعمة محددة والتي تساهم في علاج تلك المرحلة وتخطيها دون حدوث أي ضرر على الصحة، ويتمثل الخيار الأفضل في تناول الكربوهيدرات المعقدة، على سبيل المثال: الحبوب الكاملة، الفاكهة، والخضار.
- حيث من السهل أن يتم هضم هذه الأطعمة ببطء شديد، مما يؤدي إلى المحافظة على معدلات السكر داخل الدم، وإمكانية الحصول على نسبة 40% من إجمالي السعرات الحرارية للكربوهيدرات المعقدة التي يتم استهلاكها بصورة يومية.
علاج مرحلة ما قبل السكري
- في حالة ظهور نتائج الفحوصات المعملية وأكدت بالفعل دخول الحالة بمرحلة ما قبل الإصابة بداء السكري، فمن المحتمل أن يقوم الطبيب بوصف دواء ميتفورمين لتقليل معدل السكر داخل الدم، وعلاج الحساسية تجاه مادة الأنسولين، بجانب المحافظة على معدلات الجلوكوز داخل الدم.
- كما يساهم تغيير أسلوب الحياة إلى فقدان الوزن الزائد، والتغذية السليمة تساهم في علاج مقدمات داء السكري.
اقرأ أيضًا: اعراض مرض السكري في بدايته
كيفية الوقاية من مرحلة ما قبل السكري
من خلال تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري أيقنت أنها ليست مرحلة خطيرة ما إذا تم إتباع النصائح التي يحددها الطبيب، بل على العكس، فقد ساعدتني على أن يصبح نمط حياتي أفضل من السابق، فضلًا عن إنقاذي من الإصابة بداء السكري، ويمكن الوقاية من تلك الحالة بإتباع النصائح التالية:
1_ ممارسة التمارين الرياضية
- تعتبر ممارسة الرياضة من الأمور الهامة للغاية تحديدًا لخفض معدل السكر في الدم، والقدرة على إزالة الدهون المتجمعة في الجسم.
- في حالة عدم ممارسة الرياضة على الإطلاق فإنه يمكن البدء برياضة السير ثم ممارسة التمارين البسيطة أو صعود الدرج، بحيث يصبح إجمالي الوقت المحدد للرياضة في الأسبوع هو 150 دقيقة لا أقل.
2_ خفض الوزن
في حالة المعاناة من الوزن الزائد فإن خسارته يقلل من فرص الإصابة بداء السكري بنسبة تزيد عن 58%، حيث يجب على الأقل خسارة من 5 إلى 10% من إجمالي وزن الجسم وبالتالي المساعدة على الوقاية من داء السكري.
3_ المداومة على زيارة الطبيب
إن الزيارة الدورية للطبيب كل 3 أو 6 أشهر من الأمور التي يجب المداومة عليها، وذلك بهدف الالتزام بأسلوب غذائي صحي، والاطمئنان على الحالة الصحية من خلال إجراء اختبارات تحديد معدل السكر في الدم وإتباع النصائح اللازمة.
4_ إتباع أسلوب غذائي صحي
- يساهم نظام الغذاء الصحي بصورة كبيرة في تقليل احتمالية الإصابة بداء السكر لاحقًا، حيث يجب إدخال الخضروات الطازجة، مثل: السبانخ، والبروكلي، القرنبيط إلى النظام الغذائي.
- تغيير الأرز الأبيض وتناول الأرز الأسمر بدلًا عنه.
- تناول الفواكه الطازجة بصورة معتدلة، وذلك بمعدل يبدأ من 1 إلى 3 حبات بصفة يومية.
- الإكثار من تناول الألياف، الكربوهيدرات المعقدة، والحبوب الكاملة.
- تناول المنتجات قليلة السعرات الحرارية، على سبيل المثال: تناول الحليب منزوع الدسم بدلًا من كامل الدسم.
- الابتعاد عن تناول الحلوى، والسكريات البسيطة، على سبيل المثال: المخبوزات لاسيما التي يدخل الدقيق الأبيض في تحضيرها، حيث تتسبب في رفع معدل السكر داخل الدم بصورة مفرطة.
5_ النوم والراحة لفترات كافية
إن البقاء في بيئة مليئة بالتوتر، القلق والضغوطات النفسية وعدم الراحة يعد واحد من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكر فيما بعد.
كذلك عدم النوم لفترات كافية، لذا ينصح بالنوم لمدة لا تقل عن 8 ساعات بصورة يومية مع تجنب الضغوطات النفسية قدر الإمكان.
6_ الدعم المعنوي والنفسي
من خلال تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري أيقنت أنه قد يتمكن الكثيرون من إتباع النصائح التالية بسهولة، ومع ذلك لا يقوى معظمهم على الاستمرار في إتباعها.
لذا فإن الدعم النفسي والمعنوي من قبل الأشخاص المحيطين بالفرد أمر هام للغاية، حيث يساهم ذلك الدعم في دفع الأفراد إلى الالتزام بالنصائح والاستمرار على إتباعها.
اقرأ أيضًا: كيفية الوقاية من مرض السكري
في ختام تجربتي مع مرحلة ما قبل السكري أنصح الجميع بضرورة إجراء الفحوصات المعملية بهدف فحص نسبة السكر داخل الدم بصورة دورية، حيث يساعد ذلك الإجراء الوقائي على إنقاذ الكثير من الحالات قبل إصابتها بداء السكر لاحقًا، فضلًا عن أهمية تناول غذاء صحي، وممارسة الرياضة والحركة بصفة عامة، وأخيرًا الابتعاد دائمًا عن كل ما يسبب ضغط نفسي على الصحة.