الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم
بسبب عدم انتشار الثقافة الطبية، أصبح هناك لبس بين الأمراض متشابهة الأعراض أو الأمراض التي تصيب نفس العضو، كصعوبة التمييز بين الإنفلونزا الموسمية وكوفيلد-19 المعروف بين الناس باسم الكورونا، نسبة لعائلة الفيروسات التي ينتمي إليها.. ولكن هذا ليس موضوعنا، حيث نهتم اليوم بتوضيح الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم حيث أن هناك تشابه في الأعراض الأولية مما يجعل كثير من حديثي الإصابة بالبواسير يصابون بالذعر، خوفًا من أن يكونوا مصابين بسرطان المستقيم.
الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم
في البداية حتى نتحدث بطريقة صحيحة علينا أن نميز بين مرض البواسير والبواسير في حد ذاتها كتراكيب وعائية في القناة الشرجية، وهي في حالتها الطبيعية تعمل كوسائد تساعد بعملية التحكم في البراز.. وتصبح مرضًا عند تورمها أو التهابها.
أما سرطان المستقيم فهو يعد تطورًا لسرطان القولون، وهو النمو غير الطبيعي للخلايا التي لديها القدرة على الغزو أو الانتشار في أجزاء أخرى من الجسم.. وقد تشمل أعراض وجود دم في البراز، وتغيير في حركة الأمعاء، وفقدان الوزن، والشعور بالتعب طوال الوقت.
وبعد هذه الإشارة السريعة لكل منهما والتي نظن أنها غير كافية لتعريف الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم وجب علينا توضيح كل منهما على حدا..
مرض التهاب البواسير
السبب الدقيق لالتهاب البواسير لا يزال غير معروف حتى الآن، إلا أنه يعتقد أن هناك عددًا من العوامل التي تزيد من الضغط في البطن.. قد يشمل هذا الإمساك والإسهال والجلوس على المرحاض لفترة طويلة.
النساء الحوامل هن الأكثر عرضة للإصابة بالبواسير.. ويتم التشخيص بالنظر بالعين المجردة..
وهناك أعتقاد خاطئ بأن أي أعراض تحدث حول منطقة الشرج تسمى “البواسير” ويجب استبعاد الأسباب الخطيرة للأعراض.
في كثير من الأحيان، لا يحتاج مريض التهاب البواسير لعلاج محدد.
اقرأ أيضًا : الم في المستقيم واسفل البطن
التدابير الوقائية لتلافي الإصابة بالتهاب البواسير
تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف بشكل مكثف تعد أحد التدابير الفعالة، وشرب السوائل، ومضادات الالتهاب للمساعدة في تخفيف الألم والراحة.
يمكن وضع الكريمات العلاجية على المنطقة، ولكن الأدلة العلمية المتاحة على فاعليتها قليلة.
يعاني حوالي 50٪ إلى 66٪ من الأشخاص في العالم من مشاكل البواسير في مرحلة ما من حياتهم.. ويتأثر بها كل من الذكور والإناث بصورة متساوية.
تؤثر البواسير على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 65 عامًا. وهي أكثر شيوعًا بين الأغنياء.
أول ذكر معروف للمرض كان من بردية مصرية من الدولة الفرعونية القديمة 1700 قبل الميلاد.
البواسير الخارجية
إذا لم يتم تخثرها، فقد تسبب البواسير الخارجية بعض المشاكل، ومع ذلك، عند تجلط الدم، قد تكون البواسير مؤلمة للغاية.. إلا أن الألم يزول عادةً في غضون يومين إلى ثلاثة أيام..
قد يستغرق التورم بضعة أسابيع حتى يختفي.. وقد تبقى الزوائد الجلدية بعد الشفاء.
إذا كانت البواسير كبيرة وتسبب مشاكل في النظافة، فقد تسبب تهيج الجلد المحيط، وبالتالي حكة حول فتحة الشرج.
البواسير الداخلية
تظهر البواسير الداخلية عادة مع نزيف أحمر غير مؤلم أثناء أو بعد حركة الأمعاء.
عادة ما يغطي الدم البراز، أو على ورق التواليت، أو يسقط في وعاء المرحاض.
عادة ما يكون البراز نفسه ملونًا بشكل طبيعي. قد تشمل الأعراض الأخرى إفرازات مخاطية، وكتلة حول الشرج إذا تدمرت من خلال فتحة الشرج والحكة وسلس البراز. عادة ما تكون البواسير مؤلمة فقط إذا أصبحت مخثرة أو نخرية .
تم تصنيف البواسير الداخلية عام 1985 إلى أربعة درجات بناءً على درجة تدليها:
الدرجة الأول: لا تدلي، فقط الأوعية الدموية البارزة
الدرجة الثانية: التدلي عند الإنزال، ولكن بالخفض التلقائي
الدرجة الثالثة: التدلي عند التحمل يتطلب تخفيض يدوي
الدرجة الرابعة: التدلي مع عدم القدرة على التخفيض يدويًا.
اقرأ أيضًا : علاج البواسير الخارجية بزيت الزيتون وكيفية تحضيره
مرض سرطان المستقيم
إكمالاً لمحاولة التمييز وتوضيح الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم نشرح مرض سرطان المستقيم بشكل مبسط، وقدر المستطاع كما وضحنا طبيعة مرض تورم أو التهاب البواسير.
ترجع معظم سرطانات القولون والمستقيم إلى الشيخوخة وعوامل نمط الحياة، مع وجود عدد قليل فقط من الحالات تسببت بها الاضطرابات الوراثية الكامنة.
عوامل الخطر الأخرى تشمل النظام الغذائي والسمنة والتدخين ونقص النشاط البدني.
تشمل العوامل الغذائية التي تزيد من المخاطر اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والكحول.
عامل خطر آخر هو مرض التهاب الأمعاء، والذي يتضمن التهاب القولون.
أما الإصابة بسرطان المستقيم نتيجة العامل الوراثي فلا يمثل إلا 5 ٪ من الحالات.
سرطان المستقيم يبدأ عادةً كورم حميد، ويصبح بمرور الوقت خبيثًا.
معلومات عامة عن سرطان المستقيم
سرطان المستقيم هو مرض تتشكل فيه الخلايا السرطانية الخبيثة في أنسجة المستقيم.
يؤثر التاريخ الصحي للمريض على نسبة خطر الإصابة بسرطان المستقيم.
تتضمن علامات سرطان المستقيم تغييرًا في عادات الأمعاء أو دمًا في البراز.
تُستخدم الاختبارات التي تفحص المستقيم والقولون لاكتشاف وتشخيص سرطان المستقيم.
هناك عوامل معينة تؤثر على فرصة الشفاء وخيارات العلاج.
سرطان المستقيم هو مرض تتشكل فيه الخلايا السرطانية الخبيثة في أنسجة المستقيم
المستقيم جزء من الجهاز الهضمي للجسم.. يأخذ الجهاز الهضمي المغذيات (الفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات والدهون والبروتينات والمياه) من الأطعمة، ويساعد على إخراج الفضلات من الجسم.. يتكون الجهاز الهضمي من المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والكبيرة.
القولون (الأمعاء الغليظة) هو الجزء الأول من الأمعاء الغليظة ويبلغ طوله حوالي 5 أقدام.
يشكل المستقيم والقناة الشرجية معًا الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة ويبلغ طولهما من 6 إلى 8 بوصات.
تنتهي القناة الشرجية عند فتحة الشرج (فتحة الأمعاء الغليظة إلى خارج الجسم).
تشخيص المرض
يمكن تشخيص سرطان المستقيم عن طريق الحصول على عينة من القولون أثناء التنظير السيني أو تنظير القولون.. يتبع ذلك التصوير الطبي لتحديد ما إذا كان المرض قد انتشر.
الفحص فعال لمنع وتقليل الوفيات بسبب سرطان القولون والمستقيم.
يوصى بإجراء الفحص باستخدام إحدى الطرق، بدءًا من سن 50 إلى 75.
أثناء تنظير القولون، يمكن إزالة الزوائد اللحمية الصغيرة إذا تم العثور عليها.
إذا تم العثور على ورم كبير أو صغير، يمكن إجراء خزعة للتحقق مما إذا كان هذا التورم سرطانيًا.
الأسبرين والعقاقير الأخرى المضادة للالتهابات غير الستيرويدية تقلل من المخاطر.
لإجراء العملية، يجب على المريض الاستلقاء على جانبه على طاولة الفحص، ويقوم الطبيب بإدخال أنبوب مرن قصير مضاء في المستقيم ويوجهه ببطء إلى القولون.
يسمى الأنبوب بالمنظار السيني.. وهو ينقل الصورة من داخل المستقيم والقولون، حتى يتمكن الطبيب من فحص بطانة هذه الأعضاء بعناية.
ينفخ المنظار أيضًا الهواء في هذه الأعضاء، مما يؤدي إلى تضخيمها لمساعدة الطبيب على الرؤية بشكل أفضل.
قد يكون التنظير السيني الصلب مفيدًا في أمراض المستقيم مثل النزيف أو أمراض المستقيم الالتهابية، خاصة في الممارسة العامة وطب الأطفال.
الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم (توضيح أخير)
كما وضحنا في هذه المقالة، ليس هناك أي علاقة بين البواسير أو التهاب البواسير – إن أردنا الدقة – وسرطان المستقيم، حتى أعراض كل من المرضين غير متشابهة.. وعلى الرغم من أن أغلب إصابات البواسير شائعة ولا تستدعي الخوف، إلا أن الإهمال من الأمور التي يمكن أن تزيد من الأزمات وتجعل الأمراض تتفاقم.. فراجعوا الطبيب المختص فور الشعور بتوعك.