حكم إزالة الشعر المتناثر أعلى وأسفل الحاجبين
من المواضيع الشائكة والتي جرى فيها التحريم عند بعض الناس دون علم، هو موضوع إزالة الشعر حول الحاجبين، فما هو حكم إزالة الشعر المتناثر أعلى وأسفل الحاجبين وهل إزالته جائزة؟
إزالة الشعر الزائد عن الحاجبين جائز للمرأة المسلمة، ولا بأس به، سواء كان هذا الشعر بين الحاجبين، أم فوقهما، أو تحتهما، خاصة إذا أزيل بأمر من الزوج، غير مذكور في العام ، فالمعروف أن الأصل في الأشياء هو الحلال ولا تحريم إلا بنص، ولم يرد في السنة المباركة ولا القرآن نص يحظر على المرأة إزالة الشعر حول الحاجب، بل يوجد نص يحظر على وجه التحديد النمص، والنمص في لسان العرب هو إزالة الحاجبين دون شعر وجه، والمناطق المحيطة بالحاجبين لا تعتبر من الحاجبين.
حكم إزالة الشعر المتناثر أعلى وأسفل الحاجبين
شعر الحاجبين هو الشعر الذي ينمو على العظم الموجود فوق العين، حيث قال ابن منظور رحمه الله أن الحاجبين هما العظمتان الواقعين فوق العينين بالجلد والشعر، والحاجب – على وجه التحديد – هو الشعر الذي ينمو على العظم، وقد سمي بهذا الاسم لأنه يحجب العين عن أشعة الشمس، والشعر الذي ينمو في منطقة عظم الحاجب، مرتبط بالجبين، ويأخذ حكم الإزالة منه فإزالته حلال.
من المعتاد أن يكون الحاجبين مختلفين.. بعضها دقيق ضيق، وبعضها سميك عريض، فهي فروق معتادة بين البشر، وما هو معتاد، لا يتعرض له الناس حيث أنهم لا يعتبرونه عيبًا، بل يعتبر من جوانب الجمال فيهم، وما لا يكون عيبًا، لا يحتاج الشخص إلى إزالته والتخلص منه.. ولكن الشعر الذي ينمو للمرأة في أماكن غير عادية، مثل الشعر الذي ينمو في الشارب أو اللحية أو الخد، يجب إزالته، لأنه يتعارض مع المادة المعتادة، ويعد تشوهًا.
اقرأ أيضًا : طرق إزالة الشعر من الوجه
حكم ترقيق شعر الحاجبين بهدف التجميل
وسئل الشيخ محمد بن عثيمين عن حكم إزالة شعر الحاجب أو ترقيقه بهدف الجمال والزينة، وقال في هذا أمران:
أن كان هذا يتم نتف شعر الحاجبين، بهذا ممنوع ومحرم، ويدخل في باب الكبائر.. ونهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح.
أما أن يتم ذلك عن طريق القطع والحف، فهذا الأمر اختلف عليه العلماء، فمنهم من اعتبروه يدخل في باب النمص ومنهم من اجازوه.
تحديد الشعر الزائد للحاجبين والذي لا يعتبر إزالته حرام
وضحنا حكم إزالة الشعر المتناثر أعلى وأسفل الحاجبين ولكن أي كيفية تحديد هذا الشعر، وخصوصًا إن الحواجب تختلف أحجامها حسب ما وضحنا في مستهل كلامنا.. غالبًا ما يتم إرفاق هذا الشعر الزائد بالحاجب، لأن الحاجب يتضاءل تدريجيًا في الجانبين.. فلنرى على سبيل المثال هذا النموذج وهذه السيدة التي تصف حالتها، فتقول: هناك منطقة أعلى الحاجب متصلة به حيث يكون الشعر كثيفًا نسبيًا، ولكن بكثافة أقل من الحاجب، فهل من الممكن نتف هذه المنطقة؟
وتكمل السيدة حديثها قائلة: يوجد أيضًا أسفل الحاجب – متصلة به – منطقة شعر كثيف، ولكن كثافتها أقل، فهل يمكن إزالة هذه المنطقة لدخولها واحتسابها ضمن منطقة الجفن؟ مع العلم أنه لا يوجد شعر في الجفن، وكذلك في المنطقة الوسطى، يتلاشى الحاجب تدريجيًا ليصبح مدمجًا.. فكيف يمكنني في هذه الحالة تحديد منطقة بين الحاجبين؟ في البداية فكرت في أن أبتعد عن المرآة بضعة أمتار، وما أراه أسود من بعيد فهو الحاجب، الذي لا يجوز إزالته، فهل هذه الطريقة مسموح بها؟ أريد إجابة دقيقة، مثل دقة الوصف الذي ذكرته، وإجابتي على كل منطقة ذكرتها بشكل منفصل، لأن زواجي اقترب، وحواجبي سميكة، وأخشى أن ينفر مني زوجي، وأخشى ما أخشاه أن أكون كشخص يحوم حول الحمى.
كما ترى عزيزي القارئ مسألة التحريم في هذا الشأن كادت تصل إلى حد الفوبيا عند البعض، فدعني أضعك أمام الإجابة التفصيلية على هذا السؤال عليها يكون فيها الإفادة لها ولآخرين غيرها.
الإجابة
الحاجب هو الشعر الذي ينمو على الحجاج، وهو العظم المستدير فوق العينين.. وكما جاء في لسان العرب: الحِجَاج: هو عظم مطبق على وقبة العين، وعليه منبت شعر الحاجب.. والمرأة ممنوعة بحكم الشرع من إزالة هذا الشعر سواء كان كثيفًا أو لا.
أما الشعر الموجود بين الحاجبين في الجزء العلوي من الأنف، فإزالته جائزة، حيث أنه يعد من النمص في شيء.
ويرتبط بهذا إذا كان هناك شعر على أطراف الحاجب، أو تحته ينزل عن عظمة الحجاج، فإن هذا سيدخل في شعر الوجه، والذي يمكن إزالته.
أما ما كان الشعر غير المعتاد الذي ينمو في الأماكن التي لم تكن معتادة فيها، كأن يكون للمرأة شارب، أو شعر على خديها، فلا بأس في إزالته، لأنه يختلف عن المعتاد، ويعد تركه شكلًا من أشكال التشويه.
أما بالنسبة للحاجبين: فالشيء المعتاد هو أن يكونا رقيقان، وحساسين، أو يكونا كثيفين وواسعين، فهذا أمر معتاد في كلا الحالتين، وما كان معتادًا لا يخضع له، لأن الناس لا يعتبرونه عيبًا، بل هو يعتبر آية من آيات الجمال، ولا يعد الأمر عيبًا وهو شائع، فالعيب ما يحتاج الأمر لإزالته.
اقرأ أيضًا : إزالة الشعر تحت الجلد نهائيا عن طريق الملح أو الليزر
النمص عند ابن منظور
ابن منظور هو الأديب والمؤرخ والعالم الفقيه الإسلامي، ولد في تونس 1232 وتوفي في القاهرة 1311 .. وهو من أهم علماء اللغة العربية، فيقول في تعريف النمص: أنه نَتْفُ الشَّعَرِ. ونَمَصَ شعرَه يَنْمِصُه نَمْصاً: نَتَفَه … وتَنَمَّصت المرأَة: أَخذت شَعْرَ جَبِينِها بِخَيْطٍ لِتَنْتِفَهُ.. قَالَ الْفَرَّاءُ: النامِصةُ الَّتِي تَنْتِفُ الشَّعَرَ مِنَ الْوَجْهِ، وَمِنْهُ قِيلَ للمِنْقاشِ مِنْماص؛ لأَنه يَنْتِفُهُ بِهِ.. وامرأة نمصاء تنتمص أي تأمر نامصة فتنمص شعر وجهها نمصا، أي تأخذه عنه بخيط.
والنمص والنميص: أول ما يبدو من النبات فينتفه.. وقيل: هو ما أمكنك جزه.. وقيل: هو نمص أول ما ينبت فيملأ فم الآكل.. وتنمصت البهم: رعته.
حكم تشبه المرأة بالرجال لإرضاء الزوج
وبعدما تطرقنا إلى حكم إزالة الشعر المتناثر أعلى وأسفل الحاجبين من جميع الآراء، وتعرضنا لمعظم جوانبه.. وطرحنا الخلاف فيه والاتفاق نتطرق سريعًا قبل أن ننهي حديثنا لمسألة شائكة أخرى، وإن كانت لا تشغل الكثير من الناس إلا انا وجدنا أنفسنا في معرض الأمر ففضلنا طرحها لتعم الفائدة.
ما حكم تشبه المرأة بالرجال في الملبس وتسريحة الشعر لإرضاء الزوج؟
تشبه المرأة بالرجال سواء بارتدائها ملابس تشبه ملابسهم أو بقص شعرها في صورة ذكورية هو أمر غير جائز شرعًا سواء كان لإرضاء الزوج أو غيره.
إذا كنت ترتدين ملابس رجالية، أو تقصين شعرك على هيئة ذكورية، فلا يجوز ذلك.
أما مبادرة زوجك في العلاقة، والمزاح معه بالطريقة فيها ملامح ذكورية، فهذا أمر مباح، ولكن على كل حال خافي من رغبة زوجك في هذا السلوك علها تكون نابعة عن ميول غير طبيعية، لذا يجب أن تسعى لمعالجته نفسيًا، حتى يعود إلى الفطرة السليمة التي خلق الله عليها الناس.