هل يحق للزوج إرجاع زوجته المطلقة في عدتها رغما عنها

هل يحق للزوج إرجاع زوجته المطلقة في عدتها رغما عنها وما أنواع الرجعة؟ حيث تعتبر الرجعة  من الأمور التي شرعها الله للزواج، لعدم هدم الحياة الزوجيّة بسهولة ولكي يراجع كلًا منهما نفسه، وقد أحل الله لزوج أن يرجع زوجته في فترة عدتها ما دامت في الطلقة الأولى أو الثانية، وهذا سواء كان بإرادتها أو بغير إدارتها، وفي هذا المقال سنتطرق إلى معرفة إجابة سؤال هل يحق للزوج إرجاع زوجته المطلقة في عدتها رغما عنها مع الاطلاع على بعض التفاصيل حول باب الرجعة عبر موقع زيادة.

هل يحق للزوج إرجاع زوجته المطلقة في عدتها رغما عنها

هل يحق للزوج إرجاع زوجته المطلقة في عدتها رغما عنها

يحق لها إرجاعها على أن تكون في فترة العدة سواء للطلقة الأولى أو الثانية وهذا لما جاء في كتابه العزيز “والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك”.

أما إذا كانت الطلقة الثلاثة فلا يكون الحق في رجعتها إلا إذا تزوجت من غيره أي أن جواب هل يحق للزوج إرجاع زوجته المطلقة في عدتها رغما عنها هو: نعم، ولكن وفق الضوابط الشرعية.

اقرأ أيضًا: هل يحق للأب حضانة الأطفال في حالة الطلاق بدون رجعة

أنواع الرجعة بعد الطلاق

هناك اختلاف في الرجعة وهذا حسب عدد الطلقات ووقت الرجعة، وهي كالتالي:

الرجعة من الطلاق الرجعي

هي التي تختص بمن طلق زوجته الطلقة الأولى أو الثانية، وله الحق أن يرجعها ما دامت في عدتها.

الرجعة بعد الطلاق البائن بينونة صغرى

هي مختصة بمن طلق زوجته الطلقة الأولى والثانية وانتهت عدتها ولم يراجعها، فلا يحق له رجعتها إلا بعقد ومهر جديدين.

شروط الرجعة بعد الطلاق

يحق للزوج أن يرجع زوجته سواء بعد الطلقة الأولى أو الثانية بعدد من الشروط وهي على النحو التالي:

  • أن يكون الزوج قادر، ويجب أن يكون عاقلًا، وبالغًا، لأن المرتدين والسكر والمجنون والصبيان لا يحق لهم باستعادتها، لأنهم ليس لديهم إرادة كاملة.
  • الدخول الصحيح للزوجة، يلزمها الطلاق بعد الدخول، أما إذا كان الطلاق قبل الدخول فليس في هذا الطلاق رجعة، لأن المطلقة ليس لها عدة قبل الدخول.
    • لقول الله عز وجل “يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم النساء ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها”
  • الشروع في الرجعة سواء بالقول أو الفعل بعد الطلاق الرجعي.
  • الرجعة لا تكون بعد الطلقة الثالثة لأنها تكون بهذا طلاق بائن بينونة كبرى ولها أحكام خاصة، فهي بعد الطلقة الأولى والثانية فقط.
  • أن تكون خلال فترة العدة الأولى أو الثانية ولا تكون بعد انتهائها، فعدة المرأة التي خاضت ثلاثة قروء أما اللواتي لم يحضن ثلاثة شهور قمرية.
  • لا يكون الرجعة بعوض مادي، لأن الطلاق الرجعي ليس بعوض، وهذا يعتبر طلاق بائن بينونة صغرى.
  • لابد وأن تكون الرجعة بالصيغة المباشرة، وليست مشروطة بفعل شيء ما، ولا تحدد بزمن، مثل: أن يقول راجعتك إذا ذهبت إلى هناك، أو راجعتك بعد أسبوعين وهكذا.

أحكام تتعلق بالرجعة بعد الطلاق

هناك بعض الأحكام التي تتعلق بالرجعة ويمكن الاستفادة منها، وهي كالتالي:

  • قام الإسلام بالتوسيع في أحكام الرجعة، وإعطاء المطلق فرصة للنظر في أسرته واستقرارها، حيث أطال فترة العودة للحامل طوال مدة الحمل، والقروء الثالث للمرأة غير الحامل.
  • للمرأة بعد الرجعة لها كافة الواجبات والحقوق التي تمتلكها الزوجة، على الرغم من انخفاض عدد الطلقات المتبقية لها، إلا أنها لا تزال كما كانت قبل الطلاق.
  • إذا اختلف الزوجان على حدوث العدة، تتم الموافقة على أقوال الزوج وتقديم الدليل، وهذا إذا ادعى الزوج ذلك، وادعت المرأة عدم حصولها، فإن لم يكن لديه دليل، تؤخذ أقوال الزوجة على أن تحلف اليمين.
  • إذا اتفق الزوجان على قبول العودة واختلفا في الوقت، صدقت إفادة الزوجة، سواء كانت في العدة أو بعدها، لأنها أوضح.

اقرأ أيضًا: هل يجوز رد الزوجة بعد الطلاق عند المأذون

ما لا يشترط في الرجعة بعد الطلاق

بعض الأشياء ليست شروطًا لصحة الرجعة، وهي صحيحة بدونها، ومنها:

  • في الطلاق الرجعي لا يشترط الحصول على المرأة القبول والموافقة على العودة إلى الزوج، لأن الرجعة حق للزوج.
  • لا يشترط أن يعلم الزوجة بالرجعة، فهذا الأمر يعتبر مندوب.
  • أن يشهد الناس على الرجعة، ولكن فيه اختلاف بين العلماء، فقد ذهب بعضهم، إلى أن الإشهاد ليس شرطًا، لكنه مستحب، ألا تنكر الزوجة بعد انقضاء عدتها.
  • وذهب بعضهم إلى أن الإشهاد شرطًا لصحتها، واستشهدوا بقوله تعالى: “وأشهدوا ذوي عدل منكم”.

حكم الرجعة بعد الطلاق

الرجعة يكون الأصل فيها الإباحة، لكن مضمون الحكم يختلف باختلاف حالة الطلاق، وهي على النحو التالي:

الواجبة

  • وهي إذا طلق الرجل زوجته مرة واحدة وجب على المرأة طلاق رجعيًا، وهذا هو رأي الحنفية والمالكية.
  • أما الشافعية والحنابلة قالوا أنه في هذه الحالة تعتبر سنة، وإذا علم الزوج أنه يلحق الضرر بزوجته مع عدم قبولها لذلك وجب الطلاق.

مندوب

  • هذا تكون في حالة ندم الزوج مع وجود الأطفال، يندب بالرجعة لأن المصلحة العامة المتمثلة في تربية الأطفال وتربيتهم في بيئة خالية من الصراع والخصام لها الأسبقية على المصالح الخاصة.
  • وتكون مندوبة أيضًا في حالة جامع الرجل الزوجة في الطهر الذي طلقها فيه.

محرمة

تكون الرجعة محرمة إذا أراد الرجل أن يراجعها ليلحق الضرر بها بأي شكل من الأشكال، مثل الذي يراجع زوجته قبل انتهاء عدتها بمدة بسيطة ثم يطلقها ثانيةً لكي تبدأ عدتها مرة أخرى.

مكروه

إذا كان الزوج يعتقد أنه لن يقيم حدود الله وهذا بإعطاء كافة حقوقها المعنوية والمادية، والإحسان إلى زوجته.

مباح

إذا لم يكن كان من يمنع حصول الرجعة فتكون مباحة وهذا بإجماع الفقهاء، وهذا بدليل قوله تعالى: “وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحًا”.

كيفية الرجعة في الطلاق البائن

من المعروف أن الطلاق البائن ليس فيه رجعة، وإنما يتم إعادة الزوجة بالطريقة التالية:

  • إذا كان التراجع في طلاق بائن بينونة صغرى، فكأنه من طلق زوجته ثلاث طلقات، ولم يعيدها، وانتهت العدة، ثم أراد استئناف حياة الزوجين.
    • فله أن يقوم بإجراءات الزواج كاملة من جديد، حيث يشترط فيه الولي والصداق والعقد الجديد ورضاها.
  • إذا كانت الرجعة ناتجًا عن طلاق بائن بينونة كبرى، وهو الذي طلق زوجته ثلاثًا، فلا يمكنه الرجوع إليها حتى ولو كانت في العدة.
  • إلا إذا تزوجت وطلقت منه أو مات عنها، فيجوز له أن يتزوجها مرة أخرى، وهذا بعقد ومهر جديد والحصول على موافقتها على الزواج منها مرة أخرى.

الحكمة من مشروعية الرجعة

تتمثل الحكمة من جواز الرجعة في التالي:

  • أن الله عز وجل قد شرع الرجعة للزوجين رحمةً ورأفةً بهم، لأنه من الممكن أن يقع من الزوج لفظ الطلاق في وقت غضب وبدون تفكير فيما يقوله والعواقب الوخيمة التي تأتي من وراء الطلاق.
  • لذا فالرجعة نعمةٌ من الله عز وجل، وإذا أراد الرجل زوجته وتاق إليها فلا حل له بالرجعة.
  • وقد أجمع الفقهاء على أن مشروعيتها وهذا بدليل قوله تعالى: “وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فٱمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف”.
  • وما جاء في السنة عن عمر بن الخطاب “رضي الله عنه” أنه قال: “أن رسول الله “ﷺ” طلق حفصة ثم راجعها” وهذا مما يدل على مشروعيتها قال لزوجته “أنتِ عندي كما كنت”، فما الحكم؟ هذا يعتبر رجعة وأعادها إلى عصمته، لأن الرجعة تصح بالقول وهذا بإجماع الفقهاء.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الطلاق في رمضان

وبهذا نكون قد وفرنا لكم جواب هل يحق للزوج إرجاع زوجته المطلقة في عدتها رغما عنها وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. محمد عبد الواحد شديد يقول

    هل يتطلب مراجعة الزوجه دون رضاها اثناء العده اجراء رسمي كأنذار مثلا على يد محضر أو خطاب بعلم اد صول