هل يحق للزوج استرجاع المهر إذا طلبت الزوجة الطلاق

تحرير: سمر في 30 يونيو 2022

هل يحق للزوج استرجاع المهر إذا طلبت الزوجة الطلاق وما هي حالات طلب الطلاق؟ الكثير منا لا يعرف أغلب الأحكام الشرعية، لذا يبدأ في السؤال لمن هم أصحاب الشرع أو البحث في جوجل عن إجابة لسؤالهم، حتى لا يقع في خطأ، ومن بين الأسئلة التي تخطر في الأذهان هل يحق للزوج استرجاع المهر إذا طلبت الزوجة الطلاق هذا ما نعرفه في السطور أدناه مع معرفة بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالطلاق عبر موقع زيادة.

هل يحق للزوج استرجاع المهر إذا طلبت الزوجة الطلاق

إجابة هل يحق للزوج استرجاع المهر إذا طلبت الزوجة الطلاق هي: نعم يتم التنازل عنه ويرجع إلى الزوج لأنها هي من طلبت الطلاق، وهذا يعرف ب الخلع، ولها أن تتنازل عن كل مستحقاتها من نفقة ومهر.

وهذا لما ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس “رضي الله عنه” أن امرأة ثابت بن قيس: أتت النبي “ﷺ” فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله “ﷺ”: أتردين عليه حديقته، قالت: نعم، قال رسول الله “ﷺ”: أقبل الحديقة وطلقها تطليقة”.

الحالات التي يجوز للمرأة طلب الطلاق

ربما وصل الزوجان إلى مرحلة لا يستطيعان فيها مواصلة حياتهما الزوجية، فالمعاشرة تسبب الألم والخلاف ولا يمكن التوفيق بينها وبالتالي فإن الطلاق قد شُرع لهذا، وقد منح الإسلام الزوجة حق طلب الطلاق في ظل ظروف محددة، وهي على النحو التالي:

وجود عيب في الزوج

قد يكون الزوج معيبًا، أو قد يتسبب العيب في نفور الزوجة عنه، لذلك إذا كان الزوج معيبًا وغير قادر على إكمال الحياة الزوجية.
فيمكن للزوجة أن تطلب الطلاق، والعيب من الممكن أن يكون عقلي أو جسدي أو غير ذلك.
للزوجة الحق في طلب الطلاق، لوجود عيبًا في الزوج وهذا بإجماع الفقهاء، والأدلة التي ذكروها تدل على جواز ذلك، بما في ذلك:
- ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة منها: “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان”.
- أما السنة فقد جاء في حديث النبي “ﷺ” “لا ضَرر ولا ضِرار”.
- أما الإجماع فقد ثبت أن كل الصحابة أجمعوا على جواز طلب المرأة للطلاق مادام في الزوج عيبًا.

عدم الإنفاق

إعالة الزوجة من واجبات الزوج، فلا يجوز للزوج أن يقصر في نفقته على زوجته لسبب أو بدون سبب، وإذا كان امتناعه بلا سبب، فكان للفقهاء آراء وهي كالتالي:
- ذهب الحنفية إلى أن الزوجة لا يحق لها طلب الطلاق إذا كان زوجها فقيرًا معسرًا، أما إذا كان حالته ميسرة فيحق لها طلب الطلاق.
- أما المالكية والشافعية والحنابلة فذهبوا إلى أن لها الحق في طلب الطلاق سواء كان فقيرًا أو ميسرًا ولا ينفق عليها، لأن في كلتا الحالتين نفقته على زوجته واجبه.

النزاع والشقاق

هو أن يضرب الزوج زوجته، أو ينتهك الحقوق القانونية للزوجة، مثل إهمال إعالتها، أو منعها، أو الإساءة ، وما إلى ذلك.
فيعتبر الأذى الذي يلحقه الرجل بزوجته انتهاك وغير عادل، وهو ما تحرمه الشريعة الإسلامية.
وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أحقية الزوجة في طلب الطلاق ما دام هناك ضرر من الزوج عليها.

الضرر

يعتبر الضرر من الأشياء التي حرمها الله تعالى ومن بينها ضرر الزوج بزوجته وهذا باتفاق الفقهاء وقد اختلفوا على كون الضرر سببًا في التفريق وجاءو على النحو التالي:
- ذهب الحنفية والشافعية إلى أن إذا ذهبت الزوجة إلى القاضي وطلبت منه التفريق بسبب الضرر من زوجها فيقوم القاضي بتهديد الزوج، وفي حالة عدم توقفه عن ذلك فيعاقب ولكن لا يصل الأمر بينهما إلى الطلاق.
- أما المالكية والحنابلة فذهبوا إلى أن للزوجة حق في طلب التفريق أو البقاء مع زوجها مع طلب إيقاف الضرر الواقع عليها.

التفريق للحبس أو الفقد

إذا غاب الزوج مدة طويلة، ولم يُعرف مكان وجوده، فعند الفقهاء حكمه كالغائب وزيادة ويحق للزوجة طلب التفريق.
لكن إذا حبس الزوج مدة عن زوجته، فلا يمكنها طلب التفريق بأي حال مهما كانت فترة حبسه وهذا هو رأي الجمهور.
- أما المالكية ذهب إلى أن لها الحق في طلب التفريق بسبب الحبس إذا ادعت زوجته الضرر بشرط أن يكون مر عام على حبس زوجها.

الغيبة

هو غياب الزوج مدة عن زوجته وقد اختلف الفقهاء في هذا الأمر فقد ذهبوا إلى:
- الحنفية والشافعية: قالوا إن الزوجة ليس لها الحق في طلب التفريق لأن زوجها ليس معها مهما طال غيابه طالما أنه يعطيها نفقة كافية.
- الحنابلة: قالوا وجوب استمرار الجماع، وإذا تغيب لفترة من الوقت بغير سبب يحق لها أن تطلب منه الطلاق، وإذا كان لديه سبب للتغيب فلا يحق لها طلب الانفصال عنه.
- المالكية: قالوا إذا تغيب الزوج مدة من الزمن لسبب أو بغير سبب، فللزوجة أن تطلب التفريق من زوجها.

حكم الطلاق وأركانه

الطلاق مشروع بنصوص من القرآن الكريم والسنة والإجماع والعقل، وهي:

القرآن: فقد ورد في القرآن الكريم نصوص كثيرة منها قوله تعالى: “يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن”.
أما السنة ما ورد أن النبي”ﷺ” قد طلق السيدة حفصة “رضي الله عنها” ثم راجعها، وقد فعل عدد كبير من الصحابة هذا.
أما الإجماع فقد أجمعت الأمة الإسلامية على مشروعية الطلاق.
العقل: من الممكن أن يحصل بين الزوجين مشاكل ومفاسد قد تؤدي إلى هدم المنزل وقد شُرع لهذا الغرض حفاظًا على بنية المجتمع.

أركان الطلاق

حتى يتم الطلاق لابد وأن يتم أربعة أركان على الوجه الصحيح، وهما على النحو التالي:

الزوج

لابد وأن يقع الطلاق من الزوج لأنه لو وقع من غيره فلا يصح لأنه لا يملك عقد الزواج.

الزوجة

هي التي تربطها رابطة زواج حقيقي بينها وبين زوجها مثل المعتدة من بائنة بينونة صغرى أو الطلاق الرجعي، كما أنه لا يقع الطلاق على من بانت ثلاثًا.

صيغة الطلاق

أن يقول لفظ الطلاق كنايةً أو صريحًا، لأن النية ليست كافية في وقوع الطلاق.

القصد

هو أن يقصد الزوج لفظ الطلاق الذي يوجبه.

الفرق بين الخلع والطلاق

وعن الفرق بين الخلع والطلاق فهو:

الطلاق

الطلاق ينشأ من الإطلاق أي ترك وهذا في اللغة.
معناه في الشريعة الإسلامية: فسخ عقد الزواج والعلاقة الزوجية.
والطلاق ينقسم إلى قسمين:
- رجعي، ويمكن للزوج أن يرجع، ما دامت الزوجة في العدة.
- ومنه ما هو بائن فلا رجوع عنه، وليس للزوج حق بعد الطلاق.

الخلع

هو من خلع الشيء إما إزالته أو نزعه أو خلع الثوب؛ لأن كل زوج هو لباس للآخر. قال الله تعالى: “هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ”.
يعرِّفه الفقهاء بأنه فراق الرجال عن زوجاتهم مقابل بدل.

إذن الفرق بين تعريف الطلاق والخلع هو:

الطلاق هو تفريق بلا أجر، ويمكن للزوج إعادة النظر في إرجاع زوجته، بشرط عدم انقضائها للعدة أو طلاقها ثلاث مرات.
أما الخلع، فهذه طريقة لحل العصمة بتعويض المادي وأن ترد إليه ما قدمه لها، ولا يمكن للزوج أن يرجع زوجته.

ملاحظة

يجب أن ننوه إلى أن الخلع في جمهورية مصر العربية معتمد على حكم النهائي الذي يقرره القاضي وليس على الحكم الابتدائي.
وهناك فترة ثلاثة أشهر أو ثلاث دورات شهرية من تاريخ الحكم النهائي.
ومن ثم يمكن أن تتزوج مرة أخرى حتى لو أخبرها زوجها بأنك ما زلت زوجتي، وتركته يتحدث مع نفسه ويتزوج.
لأنها لم تعد زوجته، وهذا يكون حكم القاضي مطبق أمام الناس ظاهرًا، وأمام الله تعالى باطنًا.

هل الخلع فسخ للزواج أم طلاق

هناك اختلاف بين العلماء فمنهم من رأي فسخًا وهذا هو رأي الإمام الشافعي، وفي الفقه الحديث قد غير رأيه وقال بأنه طلاق ولها عدة ثلاث حيضات.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الطلاق في رمضان

وبهذا نكون قد وفرنا لكم هل يحق للزوج استرجاع المهر إذا طلبت الزوجة الطلاق وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.