هل يحاسب الإنسان على الوسواس القهري الديني
هل يحاسب الإنسان على الوسواس القهري الديني وخصوصًا في حالة السب والكفر؟ فقد يصاب بعض الناس بما يسمى الوسواس القهري الديني، فهو من الأمور المعذبة للنفس وتسبب لها الكثير من المشاكل والوقوع في العديد من الأخطاء وقد تصل لحد المعصية، ولكن هل مريض الوسواس القهري أو المصاب به نتيجة تعرضه لبعض الأمور يحاسبه الله عليه؟ هذا ما سوف نتعرف عليه خلال السطور القادمة فسوف نوفر جواب شافي لسؤال هل يحاسب الإنسان على الوسواس القهري الديني عبر موقع زيادة.
هل يحاسب الإنسان على الوسواس القهري الديني
وعن تفاصيل الوسواس القهري الديني والحساب فتتمثل في:
- الشخص المصاب بالوسواس القهري قد يقوم ببعض الأفعال بشكل غير إرادي، وغالبا ما تكون تصرفات مخالفة لقواعد الدين والشريعة الإسلامية.
- فهو لديه شعور دائم بالمرض أو الجنون وعدم اتزان أفعاله وتصرفاته نتيجة لاختلال العقل، مما يدعوه إلى البحث الدائم عن سبل العلاج.
- وهناك من يحاول علاج نفسه من خلال قراءة بعض الكتب الدينية حتى يتعمق بالدين ويستوعب بعض المفاهيم.
- ولكن قد يزيد هذا الأمر من حدة المشكلة، لأن هذه الكتب تشعره بالألم وقد يصل لحد تجنب الأمور الدينية نهائيا وعدم سماع أي أذكار.
- وهناك أقاويل ودراسات تجد أن النساء هن أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري، نتيجة الشعور الدائم بالخوف والقلق.
- مما يجعلها تلجأ إلى العزلة والبكاء وعدم الرغبة في التعامل مع الأشخاص، أو سماع شيئا، فهي غالبا ما تخاف من الموت أو غيره من الأمور مثل الحساب والعذاب.
- فالوسواس القهري يندرج تحت الأمراض النفسية الخطيرة والمعقدة لأن المصاب بها قد يؤذي نفسه أو غيره.
- فهو يمكن علاجه من خلال الطبيب النفسي، ولكنه يحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل قد يصل لسنة أو أكثر في بعض الحالات، لذلك فإن جواب هل يحاسب الإنسان على الوسواس القهري الديني هو لا.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع فيتامين د والوسواس
هل يحاسب الله على حديث النفس بالسب والكفر
توجد الكثير من الحالات المصابة بالوسواس القهري مازال لديها خوف على دينها وتريد القيام بالعبادات رغم الآلام التي تواجهها والأفكار التي تعذبها فيروي أحد الشباب معاناته مع الوسواس القهري بأنه دائم التفكير بالكفر كما إنه يقوم بالسب والاستهزاء من الدين داخل عقله.
ولكنه يحاول دائما التصدي لهذه الوساوس واللجوء إلى الله تعالى لمساعدته فهو ملتزم بالصلاة والعبادات الأخرى ويخاف الله كثيرا، فعندما تأتي له هذه الوساوس يقوم بالاستغفار ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
فهو لا يرغب في التفكير بهذه الوساوس، ولكنها عبارة عن حرب بداخله يقاومها بكل ما يملك من قوة وطاقة ولكنه دائم السؤال هل سيحاسبه الله على هذه الوساوس التي لا ذنب له بها.
فكانت إجابة الفقهاء له هو أن الله رحيم بعباده فلا يحاسبهم إلا على الأقوال والأفعال، أما الوساوس الداخلية أو ما يتحدثون به في عقولهم دون أن يفعلوه فلا يأخذ الله به.
حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم).
وهذا الحديث يعني أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها فهو لا يحاسب على التخيلات والوساوس طالما لم ينطقها الإنسان أو يفعلها.
ما هي النصيحة الواجبة لمرضى الوسواس القهري
يعد الوسواس من الأمراض التي قد يبتلى بها أي إنسان خلال فترة من حياته، فلا تتعلق باختلالات عقلية أو جنون فيمكن أن يصاب بها دون سبب، فقد تحدث لأي مؤثرات تعرض لها في حياته.
وغالبا ما تسبب له هذه الوساوس مشاكل كبيرة ويصبح شخص بأس حزين يريد العزلة والانفراد بنفسه طوال الوقت ولكن الأمر لا يتحمل الاستسلام فلابد من التحدي والإصرار على التخلص منه بالعزيمة والإرادة.
فلابد أن يبدأ بالثقة بالله والتوكل عليه والإكثار من الدعاء له، ثم الاعتماد على النفس بالإرادة القوية فكل هذه الأمور كفيلة أن تشفي كل مريض وتبعد عنه الابتلاء وخاصة إذا كان يخص الأذى النفسي.
كما لابد أن يعلم أن له ثواب عظيم من الله تعالى، لأنه الله يجازي من يجاهد نفسه حتى يتخلص من الإضرار بها وأذيتها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان).
فمعنى ذلك أن يجب على المرء المصاب أن يجاهد ويملك المزيد من الإرادة والعزيمة حتى يواجه هذا الوسواس ويتصارع معه فيتمكن من التغلب عليه أو على الأقل السيطرة على أفكاره السيئة.
كما لابد أن يتبع الطرق الشرعية في العلاج وذلك من خلال: تجنب المحرمات، الحفاظ على الطاعات، الالتزام بالأوراد والأذكار الصباحية والمسائية بالإضافة إلى دور الطبيب الذي لا يمكن تجاهله في حال تفاقم المشكلة وعدم القدرة على المواجهة.
اقرأ أيضًا: دعاء الخوف والقلق والوسواس مجرب
هل هناك فرق بين حديث النفس والوسواس القهري
أما عن الفرق بين الوسواس القهري وحديث النفس فيتمثل في:
- أشار بعض علماء النفس إلى أن الوسواس يختلف عن حديث النفس.
- فهو أمر قهري لا يمكن للإنسان أن يتحكم به أو يسيطر عليه بسهولة مثل في حال الحديث مع النفس.
- وغالبا ما يكون للشيطان دور كبير به خاصة في حال الإصابة بالوسواس القهري الديني.
- فيوسوس لك الشيطان بما يريد أو يرى إنه يؤثر بك ويمثل نقطة ضعف لك، ثم يتركك، فتلاحظ أن الوسواس يأتي فجأة دون سابق إنذار.
- ولكن من رحمة الله علينا إنه ضعيف فيمكن العزم على إبعاده والتخلص منه، وسوف تنجح في فعل ذلك مع التوكل على الله تعالي، وذلك لأن الشيطان ضعيف ولا يوجد له سبيل أو تسلط على الإنسان.
- وقد يرتبط الوسواس أحيانا بوجود خلل ما في الكيمياء المتواجدة بالمخ، فلابد حينها من التوجه إلى الطبيب المعالج حتى يساعدك على اتباع الطرق السليمة للتخلص منه.
- لذلك لابد في كل الحالات أن تتحلى بالثقة بالنفس والهمة والقدرة على التصدي له، حتى تدافع عن دينك وعقيدتك الإسلامية.
- يذكر علماء الدين أيضا أن هناك جهة تحتية وفوقية للإنسان لا يستطيع الشيطان الاقتراب منها.
- وذلك لأن الجهة الفوقية تتمثل في نزول رحمة الله على عباده، لذلك فهو لا يملك السلطة عليها.
- أما الجهة التحتية فتتعلق بسجود العبد واقترابه من ربه عند القيام بالصلاة.
- فأقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد، لذلك عليه أن يكثر من الدعاء.
- فيقول الشيطان وقتها يا ويلتي أمر الله عباده بالصلاة والسجود فاستجابوا له، ومصيرهم هو الجنة، أما أنا فقد أومرت أن أسجد ورفضت ومصيري هو النار.
ما هي أفضل الأذكار للتخلص من الوسواس القهري
أوضح لنا العديد من فقهاء الدين ومن بينهم أحمد ممدوح أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك بعض الأذكار القادرة على طرد الوسواس والتخلص منه على الفور، ومنها:
- فعند الشعور به لابد من ذكر الله والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
- كما يمكن الإجهار بأسماء الله الحسنى وبالأخص ترديد (يا مقسط).
- والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم للعديد من المرات.
- بالإضافة إلى أهمية قول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير)
- فاحترس من دوامة هذا المرض ولا تسمح له أن يأخذك من عالمك لحياة أخرى مظلمة لا يوجد بها سعادة أو تفاؤل.
- فعليك أن تقضي عليه بكل الأمور الدينية والطبية الممكنة، ولا تتجاهل قوة الإرادة والعزيمة التي تمثل أهم طرق الجهاد.
اقرأ أيضًا: أعراض الوسواس القهري الجسدية
وبهذا نكون قد وفرنا لكم هل يحاسب الإنسان على الوسواس القهري الديني وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.