تجربتي مع التهاب الدم
تجربتي مع التهاب الدم كانت مثمرة للغاية، فقد تعلمت من هذه التجربة أنه من الممكن أن يكون المرض بسيط أو يمكن علاجه في مراحله الأولى، لكن الإهمال، أو حتى التباطؤ في العلاج، يمكن أن يؤدي إلى أمراض أخرى أخطر وأشرس مما كان متوقع؛ لذا من خلال موقع زيادة سأعرض لكم تجربتي مع مرض التهاب الدم لتعم الفائدة.
تجربتي مع التهاب الدم
تجربتي مع التهاب الدم لم أمر بها شخصيًا والحمد لله، لكني كنت أجلس مع أصدقائي وكان من بينهم اثنين من الأطباء، وكان يدور بينهما حديث بمصطلحات طبية كثيرة لم أفهمها في البداية فطلبت منهم أن أفهم ما يتكلمون حوله، وقالوا لي أنهم يتحدثون عن حالة أصيبت بالتهاب الدم، فلم أفهم وظننت أنهم يتكلمون عن سرطان الدم.
لكنهم أوضحوا لي أن التهاب الدم ليس هو سرطان الدم فهما مختلفان اختلاف كلي، فكل مرض من هذه الأمراض له الأعراض الخاصة به، وطرق العلاج تختلف بين المرضين أيضًا، لكن المرضين بنفس درجة الخطورة.
فاهتممت بما يشرحوه ويمدوني به من معلومات، وطلبت منهم معرفة كل شيء عن هذا المرض من حيث التعريف به وبأسبابه، والأعراض التي يشعر بها الشخص المصاب به، وطرق العلاج، وهذا ما سأعرضه عليكم فيما يلي.
اقرأ أيضًا: مرض التهاب الدم
ما هو التهاب الدم
التهاب الدم هو مصطلح يطلق على مرض الاستجابة المناعية الشديدة، ويسمى في اللغة الإنجليزية Sepsis، وهو مرض شديد الخطورة، ويهدد من يصاب به بالموت في حالة عدم العلاج بأقصى سرعة.
كيفية الإصابة بالتهاب الدم
تحدث الإصابة بهذا المرض عندما يصاب أحد الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، وفي حالة التأخر في العلاج ويتسبب هذا الالتهاب بإصابة المريض بتعفن الدم، أو ما يسمى بتسمم الدم الذي يمكن أن يودي بحياة المصاب.
فعند إصابة أحد الأعضاء الحيوية يعمل الجهاز المناعي على محاربة مسببات المرض سواء كانت المسببات فيروسية أو بكتيرية، ويقوم بتحفيز الاستجابة المناعية التي تتعرف على الأجسام الغريبة التي دخلت إلى الجسم، وإثر ذلك تقوم الخلايا الليمفاوية بعملها بإنتاج الأجسام المضادة تعمل على القضاء على المرض، كل هذا إلى الآن طبيعي ويحدث في أي جسم.
أما غير الطبيعي هو أنه بسبب الإصابة بهذا المرض يستمر الجهاز المناعي بتحفيز الاستجابة المناعية، لكن دون جدوى مما يسبب تغيرات خطيرة في الأعضاء الحيوية للجسم تتسبب في أن تفشل في أداء وظائفها؛ فتشكل خطرًا يهدد حياة الإنسان.
ذكرت عند كيفية حدوث المرض أنه يحدث بسبب إصابة أحد الأعضاء الحيوية؛ لذلك وجب أن نعرف ما هي الأعضاء الحيوية؛ لأنني كنت لا أعرفها عندما ذكرت أمامي لأول مرة، فالأعضاء الحيوية هي التي تُبقي الإنسان على قيد الحياة وتشمل القلب، والكبد، الرئتين، والكليتين، والدماغ.
هل التهاب الدم معدي
مرض التهاب الدم في حد ذاته مرض غير معدى، لكن المسبب له أو بمعنى أدق العدوى التي أصابت الشخص وكانت سببًا في حدوث هذا المرض من الممكن أن تكون معدية مثل التهاب السحايا أو التهاب المجاري التنفسية.
أسباب الإصابة بالتهاب الدم
كما ذكرنا سابقًا أن أغلب أسباب الإصابة بالتهاب الدم تكون بسبب إصابة أحد الأعضاء الحيوية التي ذكرناها، ومن الإصابة التي تصيب الأعضاء الحيوية وتكون سببًا في الإصابة بالتهاب الدم ما يلي :
- الإصابة بالتهابات الكلى تكون سببًا في الإصابة بالتهاب الدم.
- الالتهاب الرئوي من الأسباب التي تجعل الشخص يصاب بالتهاب الدم.
- العدوى بالبطن من الممكن أن تتسبب في الإصابة بالتهاب الدم.
- تجرثم الدم أو ما يسمى بعدوى مجرى الدم من المسببات التي تجعل الفرد عرضة للإصابة بالتهاب الدم.
اقرأ أيضًا: هل يمكن الشفاء من التهاب الدم
تصنيفات مرض التهاب الدم
من خلال تجربتي مع التهاب الدم علمت أنه يتم تصنيف مرض التهاب الدم حسب درجة خطورته التي وصل إليها داخل الجسم، ويتم تصنيفه كالتالي:
- معتدل: فيحدث في هذه المرحلة ارتفاع بسيط في حرارة الجسم، ثم تحدث زيادة عي عدد ضربات القلب، مع التنفس بشكل سريع.
- حاد: ففي هذه المرحلة تتطور الحالة إلى الأسوأ ويصاب المريض بانخفاض عدد الصفائح الدموية، مع قلة كمية البول وقلة عدد مرات التبول، وتبدأ وظائف القلب في الهبوط فلا يستطيع ضخ الدم بالكفاءة المطلوبة، ويشمل ذلك آلام في البطن والصدر.
- تعفن الدم: فتعفن الدم أو ما يسمى أيضًا بالصدمة الإنتانية هي أخر مرحلة يصل إليها الشخص المصاب بالتهاب الدم ومن الممكن أن تودي بحياته، ففي هذ المرحلة يتسمم الدم وينتشر هذا التسمم في كل الجسم ثم يحد انخفاض واضح في ضغط الدم، ويؤدي ذلك إلى الوفاة.
أعراض الإصابة بمرض التهاب الدم
من خلال تجربتي مع التهاب الدم توصلت إلى أنه يتم التعرف على الشخص المصاب بالتهاب الدم عن طريق ظهور عدة أعراض عليه، وهذه الأعراض تختلف حسب درجة إصابة الشخص بالتهاب الدم، فسأذكر لكم الأعراض التي تصيب الشخص بالتهاب الدم فيما يلي:
أعراض التهاب الدم البسيط
التهاب الدم البسيط هي المرحلة الأول التي تظهر فيها الأعراض على الشخص المصاب بالتهاب الدم، وهذه الأعراض هي:
- يزيد معدل نبضات القلب لأكثر من 90 دقة في الدقيقة.
- تزيد سعة التنفس بمعدل يتجاوز العشرين نفس في الدقيقة الواحدة.
- ترتفع حرارة الجسم لـ 38 درجة مئوية أو أكثر، ويمكن في بعض الأحوال أن تنخفض درجة الحرارة إلى 36 درجة مئوية.
أعراض التهاب الدم الشديد
في هذه المرحلة يصاب الشخص بأعراض خطيرة، فهذه المرحلة إن لم يتم علاج المريض بأقصى سرعة ينتقل لمرحلة تعفن الدم والتي يصعب فيها نجاة المريض، فيجب الانتباه جيدًا لهذه الأعراض وهي كما يلي:
- يحدث فقدان الوعي مع ضعف شديد في الجسم.
- تحدث انخفاض في درجة حرارة الجسم مع إصابة المريض بالقشعريرة.
- انخفاض في عدد الصفائح الدموية.
- وجود صعوبة التنفس.
- الخلل في وظائف القلب من أعراض التهاب الدم الشديد.
- البقع الملونة التي تظهر على الجلد، من أعراض الإصابة بالتهاب الدم.
- يحدث للمريض بالتهاب الدم تغير في القدرات العقلية.
- عدم التبول بشكل طبيعي من الأعراض التي تصاحب مرض التهاب الدم الشديد.
تشخيص تسمم الدم
مما عرفته من خلال تجربتي مع التهاب الدم، ومما عرفته من حديثي مع صديقيّ الأطباء عن كيفية تشخيصهم لهذا المرض، قالوا لي أنهم في حالة شكهم في أن المريض قد أصيب بالتهاب الدم يطلبون عدة تحاليل للدم يتأكدون منها أنه أصيب بالتهاب الدم أم لا، والتحاليل التي ذكرت ما يلي:
- تحليل غازات الدم
- تحليل عدد الصفائح الدموية
- اختبار وظائف الكلى
- تحليل الدم التفاضلي، الذي يفصل بين خلايا الدم الحمراء والبيضاء
- تحليل تعداد خلايا الدم البيضاء
اقرأ أيضًا: علاج التهاب الدم بالعسل
علاج تسمم الدم
تتاح العديد من الأدوية التي تستخدم في علاج التهاب الدم، ومنها ما يلي:
- في المراحل الأولي للإصابة بالتهاب الدم يتناول المريض المضادات الحيوية لمحاولة إسعافه وعدم تطور الحالة للأسوأ.
- في المرحلة التالية نستخدم الأدوية التي تعمل على تضييق للأوعية الدموية، للعمل على زيادة ضغط الدم، في حالة تعرض المريض لانخفاض ضغط الدم الشديد، ويتم إعطاء هذه العلاجات عن طريق الوريد لضمان سريان مفعولها بسرعة.
- تستخدم السوائل الوريدية في حالة وصول الحالة إلى تعفن الدم، ويجب إعطاء المريض هذه السوائل خلال 3 ساعات.
- يتم إجراء جلسات غسيل كلوي للتخلص من الأنسجة المصابة، وفي بعض الأحيان يتطلب الأمر تدخل جراحي.
التهاب الدم عند الأطفال
عرفت من خلا تجربتي مع التهاب الدم أنه يحدث للأطفال في حالة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية أو عن طريق أي منتج سام، وتختلف شدة الإصابة بالتهاب الدم التي تبدأ من إصابة الدم بغزو بكتيري بعلامات مبكرة لضعف الدورة الدموية وتصل إلى التسمم.
من الممكن أن يصاب الطفل بالأعراض الآتية التي تأتي في شكل زيادة في معدل التنفس، واضطرابات وعدم انتظام في ضربات القلب، مع تذبذب في درجة حرارة الطفل حيث ترتفع تارة وتنخفض تارة أخرى.
تجدر الإشارة إلى أنه من الأعراض التي تصيب الطفل أيضًا هي توسع الدورة الدموية، وفي حدوث الأعراض السابقة، وعدم علاج الطفل بسرعة يؤدي ذلك إلى وفاة الطفل.
أسباب التهاب الدم عند الأطفال
توجد أسباب عديدة تؤدي إلى التهاب الدم عند الأطفال وسيتم ذكرها في النقاط التالية :
- الإصابة بالتهاب السحايا.
- العدوى الجلدية ثل التهاب الهلل، أو الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي، ومن الجدير بالذكر أن أغلب الإصابات للأطفال تأتي عن طريق الجلد حيث إنه البوابة التي تعبر من خلاله الفيروسات للطفل.
- إصابة الطفل بالالتهاب الرئوي.
- تلوث الدم أو تجرثم الدم، حيث إنه عند وصول هذه الجراثيم للدم يتم تحفيز الجهاز المناعي وتكون ردة فعله قوية تتسبب في التغيرات التي تحدث في الأعضاء الحيوية للطفل فيصاب بالتهاب الدم.
- العدوى التي تصيب الجهاز الهضمي مثل عدوى القولون أو التهاب المرارة أو عدوى المعدة أو التهاب الزائدة الدودية.
- الأمراض التي تصيب الكلى مثل عدوى المسالك البولية والمثانة.
اقرأ أيضًا: التهاب الدم عند الاطفال
أعراض تسمم الدم عند الأطفال
لا تختلف أعراض التسمم بالدم كثيرًا عن الأعراض التي تصيب الكبار الذين يصابون بالتهاب الدم، فتشمل الأعراض ما يلي:
- زيادة معدل نبضات القلب
- برودة في الأطراف
- تسارع معدل التنفس
- ارتفاع في درجة حرارة الطفل
- تلون وظهور بقع في الجلد
- تشنجات ورعشة
- القيء والإسهال
- نقص في عدد الصفائح الدموية
- خلل في وظائف القلب
- صعوبة في التنفس
- فقدان الوعي
- الضعف والإجهاد
- انخفاض شديد في ضغط الدم في حالة الوصول للمرحلة الأخيرة
علاج التهاب الدم عند الأطفال
من خلال تجربتي مع التهاب الدم توصلت إلى أن علاج الطفل في المراحل الأولى للمرض هو أهم شيء لاستقرار حالة الطفل، ونجاته من هذا المرض خطير، ويتمثل العلاج في ضبط تدفق الدم مع محاولة جعل الطفل يتنفس بصورة مستقرة، ويتم التركيز أيضًا على أن يتم التمثيل الغذائي بصورة صحيحة، ويتم ذلك عن طريق ما يلي:
- المحافظة على مستوى الهيموجلوبين في الدم.
- إعطاء الطفل مضادات للميكروبات، بأسرع وقت.
- إعطاء الطفل الكثير من السوائل التي تساعد على تدفق الدم وانتظام عمل الدورة الدموية بشكل طبيعي.
- العمل على ضبط كمية البول، ومحاولة عودتها إلى طبيعتها.
- يستخدم للأطفال حديثي الولادة والرضع جنتاميسين، والأمبسيلين، والسيفترياكسون، والسيفوتاكسيم.
- يتم إعطاء الأطفال الأكبر سنًا الفانمومايسين، والجيل الثالث من السيفالوسبورينات.
- الانتباه إلى أنه من الممكن الإصابة بقلة تعداد كرات الدم البيضاء، فيجب إعطاء الطفل المضادات الحيوية التي تغطي البكتريا السالبة الجرام والموجبة الجرام.
- في بعض الأحوال يلجأ الأطباء إلى التدخل الجراحي.
اقرأ أيضًا: علاج التهاب الدم عند الأطفال بالأعشاب
بهذا أكون قد عرضت لكم تجربتي مع التهاب الدم والتي أكسبتني معلومات جديدة وهامة عن مرض خطير من الممكن أن يصيب الكبار أو الصغار، وقد تعلمت بعد ما سمعته وعرفته عن هذا المرض أن الوقاية دائمًا خير من العلاج، وأتمنى أن أكون قد قدمت لكم الإفادة المرجوة.