هل يجوز شراء القطط
هل يجوز شراء القطط ؟ يبحث الكثير من المسلمين حول أحكام شراء الحيوانات الأليفة وتداولها، ومنها القطط والكلاب وغيرها، وذلك نظرا لخوفهم من أن يكون هناك شكوك في تحريم المعاملات الشرائية للكائنات الحية بغرض التربية وجدوى تربيتهم من الأساس، وهو ما سوف نوضحه لكم فيما يلي بالتفصيل من خلال موقع زيادة.
اقرأ أيضًا: أنواع القطط أشهر سلالات وما هي مميزاتها بالصور
هل يجوز شراء القطط ؟
هل يجوز شراء القطط ؟ القطط من الحيوانات الأليفة التي يرغب البعض في تربيتها في المنزل ويمكن بيعها وشراءها، حيث يتفق معظم العلماء على أنه لا حرج في تربية القطط وبيعها، وأن من يفعل ذلك لا حرج عليه، أما بالنسبة إلى بيعها وشراءها فقد اختلف العلماء في ذلك كما نوضح لكم فيما يلي:
أولا: حكم تربية القطط في المنزل
- استدل أهل العلم في حكم تربية القطط في المنازل على ذلك من الصحابي عبد الله بن صخر الدوسي، لأنه كان يلقب بـ “أبو هريرة” وسبب تسميته بهذا الاسم بأنه حمل قطة في كمه، وقيل: إنه عنده قطة كان يضعها على الشجرة ليلاً، عندما يأتي النهار يأخذها معه.
- كما ورد عن عبد الله بن عمر “ادَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ”.
- وعليه فلا حرج في تربية القطط؛ لأنه إذا كان غير جائز لجاء في الحديث إنه غير جائز تربيتها.
ثانيا: الحكم في هل يجوز شراء القطط ؟
- اختلف العلماء بحديث رواه جابر بن عبد الله قال:
(نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمن الكلب والقط).
- قيل في فتاوى اللجنة الدائمة للرياض:
(لا يجوز بيع القطط والقرود والكلاب ونحو ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها وأدانها، ولأنها مضيعة للمال).
- ذكر ابن القيم نهى بيعه في زاد المعاد، قال: بهذا أصدر أبو هريرة رضي الله عنه فتوى وهي مذهب الطاووس والمجاهد وجابر بن زايد وجميع أهل الظاهر، وإحدى روايتين عن أحمد.
- قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
(يُجوز بيع القط المنزلي بغير خلاف بيننا الشافعية، القط طاهر وينتفع منه، وفيه وجد جميع شروط البيع مع الخيار، فيجوز بيعه كالبغل والحمار)
- وقد نوه العلماء بجواز الحديث الذي رواه أبو هريرة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ مِنْ جَرَّاءِ هِرَّةٍ لَهَا، أَوْ هِرٍّ، رَبَطَتْهَا؛ فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تُرَمْرِمُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا).
- اختلف الفقهاء في حكم تربية وشراء وبيع القطط على وجهين:
- القول الأول: يعتبر تربية القطط من المباح التي لا تحرم فيها، يشارك هذا الرأي جمهور الفقهاء.
- القول الثاني: قالوا: يحرم اقتناء وشراء القطط، وهذا المذهب من مذاهب الظاهرية، وبناء على أمر ابن القيم، فقد ثبت أنه واثق من تحريم بيع القطط، وقد فعلوا ذلك بناء على ما نقله الإمام مسلم في صحيحه عن طريق ما قيل عن أبي الزبير.
اقرأ أيضًا: تربية القطط في المنزل وفوائد واضراره تربية القطط على الانسان
حكم بيع أو شراء القطط
اختلف علماء الفقه على ضوابط بيع أو شراء القطط في الماضي والحاضر، ومنهم من عارضه والبعض الآخر رأى جواز الأمر، وفيما يلي ملخص لآراء الفقهاء وأقوالهم وأدلتهم على أمر بيع وشراء القطط، وهل يجوز شراء القطط من الأساس وإثبات الأدلة على كل منهما:
أولا: تحريم بيع وشراء القطط
- قال بعض العلماء إن بيع وشراء القطط حرام شرعا، ومن العلماء الذين ذهبوا إليه الإمام ابن حزم الظاهري والإمام أحمد بن حنبل في الرواية عنه، وقد نقل هذا القول عن أبي هريرة على ما رواه ابن المنذر.
- وأما سبب النهي عن بيع وشراء القطط عند العلماء الذين قالوا ذلك، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك صراحةً، وروى أبو الزبير في صحيح مسلم أنه قال:
(سَأَلْتُ جَابِراً عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ، قَالَ: زَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ).
- وقد ثبت هذا أيضا في سنن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – أنه قال:
(نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ).
- وبناء على رواية ابن القيم، فقد ثبت أنه قال في حكم بيع الهرة:
(كما أصدر أبو هريرة رضي الله عنه فتوى وهي مذهب الطاووس والمجاهد وجابر بن زايد وجميع شهود الظاهر، وإحدى روايتين عن أحمد، “وهو الصحيح لصحة هذا الحديث وعدم وجود ما يناقضه”).
ثانيا: جواز بيع وشراء القطط
- نص عليه أكثر العلماء وعلى رأسهم أربعة فقهاء وهم (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل في إحدى روايتين عنه)، كما يقول معظم الفقهاء والعلماء.
- أما من قال بإمكانية بيع وشراء القطط، فقد اعتمد على عدة نقاط رئيسية، ومنها أن الأصل في جميع الأمور هو جوازها إذا لم يوجد نص نهائي يمنعها، ولا يوجد حظر نهائي على بيع وشراء القطط شرعاً.
- وأما ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أجبروه أصحاب هذه الجماعة على منع بيع وشراء القطط البرية التي تضر بالناس، وهذا النهي لا يسري إلا على نوع معين من القطط، لا تشمل جميع القطط، وفيما يلي بيان أدلة المجموعة التي تسمح ببيع وشراء القطط:
-
- يُسمح باستخدام وتربية القطط بموجب الشريعة الإسلامية ولا يحظرها القانون، وهذا يدل على أن شرائها وبيعها صحيح أيضًا لأن القرار يبقى مع الأصل.
- القطط طاهرة الأصل، مثل الحيوانات الأخرى مثل البغال والحمير، حيث سُمح بشراء وبيع القطط عن طريق القياس مع الحيوانات الأخرى، للانتفاع بها شرعًا.
- فالحديث الوارد في تحريم بيع القطط هو بيع أو شراء القطط البرية التي تضر بالناس وتؤذيهم، فيحرم شرائها لأنها تضر بالناس لا لأنها قطط.
- يحظر شراء القطط إذا كان الناس يستخدمونها لوسائل للترفيه فقط؛ وهكذا تحولت نية شراء القطط إلى مفاخرة، وصرف عليها مبالغ طائلة، وتنافست الشركات والمؤسسات في ذلك بقصد إظهار إسرافها.
اقرأ أيضًا: تربية القطط في الاسلام وما حكم تربية القطط
الرفق بالحيوان في الإسلام
إن الرفق بالحيوان من الأمور التي أثيرت في الشريعة النبيلة، ومن فضائل هذا الدين العظيم الذي لم يترك أي جانب من جوانب الحياة دون أن يولى له الاهتمام الواجب:
- قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري: “في كلِّ كبدٍ رَطبةٍ أجر”.
- كما قال النووي في هذا الحديث:” الحثّ علَى الإِحسَان إلَى الحيَوَان المُحتَرَم، وهُوَ ما لا يؤمَر بقتْلِهِ، فيحصل الثَّواب بسَقيِهِ والإحْسَان إليْهِ أَيضًا بإطعَامِهِ”.
حُكم تربية القطط
وبعد أن تعرفنا بالتفصيل على إجابة سؤال هل يجوز شراء القطط سنتناول الآن حكم تربيتها، حيث يجوز للمسلم أن ينتفع بكل مباح وأن يمتلكها ما لم يكن أحد قبله يملكها وينتفع بها، لأن الناس شركاء في هذا الأمر وعلى سبيل المثال، فإن هذه الأشياء المقبولة هي أخذ الحطب أو الأخشاب من الغابات واستخدام الأشجار للانتفاع بها.
وبالمثل يجوز أخذ القطط بغرض تربيتهم وإيوائهم، بشرط ألا يتعدى ذلك على حقوق أي من الناس، على سبيل المثال إذا كانت هذه القطط مملوكة، أو إذا كان لديهم مرض يسبب عدوى تضر بالإنسان والمجتمع، وإذا ثبت أن لا أحد يملكها، وأنه لا ضرر في امتلاكها، فلا حرج في ذلك بشرط أن يطعمها، ويسقيها، ولا يعذبها، وإن لم يستطع إطعامها فعليه أن يتركها لتأكل من خشاش الأرض.
أما إذا كان هناك مبالغة واضحة في تربية القطط بسبب الحرص الشديد عليها والمبالغة في تزيينها والإنفاق عليها، وهذا غير مقبول لأنه من الأنسب للمسلم أن يهتم بإطعام أسرته إذا كان لديه ما يكفيهم، والاهتمام بما يمكن أن يقدمه لفقراء المسلمين، فضلًا عن الاهتمام بتربية القطط وتزيينها، بل هو إسراف وتبذير، لا يعتبران من الدين، بل يحرمه الإسلام.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن القطط طاهرة من تلقاء نفسها وأن نظافتها تخل بأجسادها جميعًا حتى لعابها وفمها، فالإناء الذي تأكل منه لا ينجس، والطعام الذي يمسّه لا ينجس، وإذا كانت قطة تعيش في أحد المنازل تشرب من وعاء، أو تأكل من طعامهم، فإنها لا تنجس ما لمسته وما أكلت منه.
اقرأ أيضًا: حكم بيع القطط وحكم تربيتها
ما هي فوائد تربية القطط؟
يقول العلماء إن القطط تساعد في تخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجية، حيث أن قضاء 15-30 دقيقة مع القطط تعمل على تحسين الحالة المزاجية وهي مرتبطة بتحفيز إنتاج هرمون بالسيروتونين، وهي مادة كيميائية موجودة في الدماغ تعزز الشعور بالرفاهية والسعادة، ومع ارتفاع مستوى السيروتونين في الجسم، ينخفض مستوى الكورتيزول وهو مادة مرتبطة بمستويات التوتر في الجسم.
كما اتفق العلماء في مجال علم النفس بالإجماع على أن تربية الحيوانات الأليفة تساعد في تكوين شخصية صحية لدى الطفل، حيث تساهم في استيعاب العديد من الصفات الحميدة، فعندما يتحمل طفل صغير المسؤولية عن حيوان ويهتم بأكله وشربه، فإنه يطور إحساسًا بالمسؤولية تجاه الحيوان، وكذلك اكتساب صفة الرحمة والمحبة للآخرين، وكذلك تعلم النظام، لأنه يعطيها طعامًا في وقت معين، فإن تربية القطط المنزلية لها فوائد تعليمية عديدة للأطفال منها:
- تعتبر القطط من أنظف الحيوانات، فهي تستغرق ساعات لتنظيف نفسها، وبالتالي فهي تمثل نموذجًا حيويًا في النظافة العامة.
- تفيد تربية القطط لأطفالنا حيث إنهم يراقبونها وهيا تتحرك وتنمو ويعرفون قدرة الله تعالى وعظمة خلقه، فإنها تعلمهم احترام الحياة والله سبحانه وتعالى.
- تجعلهم يكتسبون المسئولية والرحمة من خلال اهتمام الطفل بتغذيتها ورعايتها، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“عُذِّبت امرأةٌ في هرَّة، حبسَتها حتَّى ماتت فدخلَت فيها النَّار لا هي أطعمَتها وسقَتها، إذ هي حبَستها، ولا هي تركَتها تأكلُ من خَشاش الأرض”.
- التواصل الجيد مع كائن حي يتحرك بعد أن يقضي أطفالنا ساعات طويلة في الدراسة أو أمام أجهزة الكمبيوتر.
- يحفز وجود القطط التعلم والإبداع لأطفالنا حيث يتعلمون منهم السلوك الاستكشافي عندما تدخل قطة لأول مرة موقعًا جديدًا وتتعلمها وتستكشفها.
- لا تزال القطة صيادًا ماهرًا للفأر، حيث يتعلم أطفالنا من خلالها مهارات الصيد والاستعداد لها.
اقرأ أيضًا: علامات شفاء القطط من الفطريات وأعراضها
وفي النهاية نكون قد أجبنا بالتفاصيل عن سؤال يدور في ذهن الكثير من الأشخاص وهو هل يجوز شراء القطط ؟ كما تعرفنا معكم على حكم تربية القطط في المنازل وحكم شرائها وبيعها، ونرجو أن يكون المقال أعجبكم.