تجربتي مع توهم المرض
تجربتي مع توهم المرض وما معنى أن يتوهم الشخص المرض؟ وأسباب هذا التوهم وأعراضه وكيفية علاجه والفرق بين وسواس المرض وتوهم المرض هو حديثنا عبر السطور لتالية، حيث أن توهم المرض هي حالة من اختصاص الطب النفسي وعلم النفس، فهي حالة مرضية لابد لها من علاج، وهي من الحالات المشابهة لمرض الهيموفيليا، ومن خلال هذا هذا المقال عبر موقع زيادة سوف أسرد لكم تجربتي مع توهم المرض بشيء من التفصيل، فتابعوا.
اقرأ أيضًا: أعراض الخوف من المرض
تجربتي مع توهم المرض
عانيت كثيرًا خلال حياتي من مشكلة توهم المرض، ولم أجد لها حلًا إلا في الفترة الأخيرة وسوف أوضح لكم العلاجات التي استخدمتها لحالتي ولكن دعوني في البداية أسرد لكم تجربتي مع توهم المرض:
- كنت عندما أستيقظ في كل صباح أشعر بتعب في جسدي ولا أستطيع السيطرة على أعصابي والتحكم بها، فيخطر ببالي أنني مريضة بأحد الأمراض التي تصيب الأعصاب.
- فكنت أذهب مسرعة إلى أحد أطباء المخ والأعصاب ويطلب مني إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية والتحاليل، وكنت بالفعل أذهب إلى عملها في لحظتها ولكن عندما أعطي طبيبي الفحوصات المطلوبة يقول لي أن كل شيء على ما يرام، كيف هذا وأنا أشعر بهذا التعب الدائم، فيصف لي بعض العلاجات المهدئة فقط.
- فيقتنع عقلي بحديث الطبيب إنني بخير وهذه أمور طبيعية يشعر بها كافة البشر وهذا ليس دليل على أنني مريضة، وبعدها بأيام أشعر أن معدتي توجعني كثيرًا فأذهب إلى الطبيب المتخصص.
- وعند إجراء العديد من الفحوصات يقول لي الطبيب أن كل شيء على ما يرام، هذه الجملة سمعتها كثيرًا ولكن أنا أشعر بتعب حقيقي، فما السبب في ذلك.
- وخلال بضعة أيام بعدها أشعر بأنني أعاني من نفس أعراض المرض الخبيث (السرطان)، فينتابني القلق كثيرًا وأذهب مسرعة إلى الطبيب ليجري لي كافة الفحوصات ولكن كالعادة يقول لي كل شيء على ما يرام وأنني لم أعاني من مثل هذه الأمراض.
- كنت أحزن كثيرًا عند سماع تلك العبارات التي يجب أن أشعر بالبهجة عند سمعاها، فلا يوجد إنسان يتمنى أن يكون مريضًا.
- وهكذا شعرت مرارًا وتكرارًا بالكثير من الأمراض وأذهب إلى الطبيب المختص بكل مرض، ولكن تأتي الإجابة على عكس توقعاتي.
- عانيت كثيرًا وابتعدت عن حياتي العملية وعن أصدقائي وأهلي، وتملكت فكرة مرضي مني حتى أصبحت لا أهتم بشيء غيرها وأجلس لأترقب المرض الذي سوف أصاب به.
- ولكن نصحني أحد أصدقائي أن أذهب إلى طبيب نفسي وأحكي له ما يدور داخل ذهني تقريبًا كل صباح وكل دقيقة، وعندما ذهبت إلى الطبيب وسردت له تجربتي مع توهم المرض وأنني أعاني منها دائمًا، قال لي إنها حالة منتشرة بين العديد من البشر ولست وحدي هكذا.
- كما وصف لي بعض العلاجات، وتحدث معي عن أسباب توهم المرض الذي يصيبني وما هي أعراضه الشائعة، وكل هذا سوف أذكره لكم في النقاط التالية.
اقرأ أيضًا: كيف أتعامل مع المريض النفسي
ما معنى توهم المرض؟
نظرًا لأهمية هذا المرض واختلاف تشخيصه وأسبابه نجد أن له العديد من التعريفات ومنها:
- هو إضراب نفسي، بحيث يشعر الفرد دائمًا بأن المرض يتملك منه ومن جسده رغم عدم صحة هذا، فيلجأ إلى زيارة الأطباء باستمرار ولكن لا توجد أدلة أو أعراض لوجود المرض الجسدي الذي يدعي وجوده.
- هو شعور الفرد بكثرة المرض الذي يتملك من جسده، فهو يشعر دائمًا أن هناك خطأ مما يؤدي إلى تمركز عقله وتفكيره حول هذا المرض باستمرار، مما يجعله لا يفكر بأي امر أخر من أمور حياته.
- هذا المرض يجعل صاحبه يتجنب من حوله من أشخاص ويسيء التعامل معهم، فيصبح شخص غير سوي.
- الفرد الذي يصاب بتوهم المرض يعتقد باستمرار أنه مصاب بالعديد من الأمراض، وقد يصل الأمر إلى اعتقاده أن هذه الأمراض خطيرة وأنها قد تؤدي بالضرورة إلى وفاته، مثل أمراض القلب أو السرطان أو السل وغيرها من الأمراض الخطيرة.
- هو أيضًا الشخص الذي يذهب إلى الطبيب يوميًا بسبب شعوره بالإرهاق والتعب وعندما يخبره الطبيب بأن صحته لا يوجد بها أي مشكلات يحزن كثيرًا.
- وهو أيضًا الشخص الذي يجري العديد من الفحوصات الطبية أسبوعيًا، وعندما ينكر له الطبيب إصابته بأي مرض يتوقعه يبدأ في توهم أنه مصاب بمرض أخر ويبدأ في إجراء الفحوصات الخاصة به.
اقرأ أيضًا: وسواس النوبة القلبية
أسباب توهم المرض
وبعد أن سردت لكم تجربتي مع توهم المرض، ينبغي أن أوضح لكم ما هي أسباب توهم المرض:
- من أولى أسباب إصابتي بتوهم المرض هو الضغط العصبي الشديد الذي كنت أعاني منه في الفترة الأخيرة قبل إصابتي بهذا المرض.
- الحساسية النفسية، بمعنى أنني سمعت كثيرًا عن جميع الأمراض التي كنت أشعر بها وعن أعراضها من خلال الإنترنت ومن خلال الأطباء.
- عادة ما يكون توهم المرض هروبًا من المسؤولية، وذلك في الحالات التي يشعر المريض فيها بالفشل في حياته سواء العملية أو الدراسية أو الزوجية.
- العدوان المكبوت من أحد المسببات التي جعلت لديَ الشعور بالمرض وتوهم وجودة باستمرار.
- يمكن في بعض الحالات أن يكون توهم المرض نتيجة تذكر الفرد أن أحد والديه كان يهتم كثيرًا بصحته وصحة الأطفال، فهو بذلك يمكن أن يكون شيء معدي لمن حولك.
- الخوف من الإصابة ببعض الأمراض قد يؤدي إلى توهم الإصابة بالفعل، وهذه من أشهر الأسباب التي حدثني عنها الطبيب خلال سردي له تجربتي مع توهم المرض.
- وإذا أصاب شعور توهم المرض الأشخاص خلال فترات التقدم في العمر مثل فترات الشيخوخة قد يكون ذلك بسبب الخوف من الموت واقتراب الأجل.
- التركيز المستمر لدى الشخص على حالته الصحية وحالة جسده، والأمراض التي تصيب غيره واعتقاده أنها في طريقها لإصابته هو الأخر.
- يلجأ المريض إلى هذا المرض عندما يشعر بخيبة الأمل والإحباط في الحياة، وعندما يرى أن كل من حوله يعيشون حياة كريمة وهو الوحيد الذي ينقصه العديد من الأشياء الضرورية.
- تذكر الطفل لمراحل نموه، وبالأخص إذا كان يعاني من مرض ما خلال حياته المبكرة، فيأتي شعوره أنه سيصاب بهذا المرض بمرة أخرى أو بغيره من الأمراض.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين المرض النفسي والعقلي؟
أعراض توهم المرض
توجد العديد من الأعراض التي يعاني منها الأشخاص المصابون بتوهم المرض وأنا كنت واحدة منهم، ومن هذه الأعراض:
- الوسواس الدائم بأن الفرد مصاب بأمراض خطيرة.
- الإحساس الشديد بالمرض والألم والتوهم.
- المبالغة الزائدة في الشعور ببعض الآلام، فقد يكون الفرد بالفعل يعاني من بعض الآلام إلا أنها لا تستدعي كل هذا القلق والتوتر.
- كثرة زيارة الأطباء وفي كل المرات تكون إجابة الطبيب على حالتك أنك لست مصابًا بأي مرض يجعلك تشعر بهذه الأعراض التي تعاني منها.
- الانشغال الدائم بالجسد وبمظهره والصحة.
- تكبير الأعراض البسيطة وشعور الفرد بأنها كارثة يجب اللحاق بها.
- الانعزال والانسحاب عن المجتمع والشعور بالنقص من أولى الأعراض التي يشعر بها المريض في بداية إصابته بتوهم المرض.
- الانشغال الزائد بأعضاء الجسم وكيفية عملها، وقد يصل الأمر إلى القراءة عنها طوال اليوم والفضول حول التعرف على الأمراض التي قد تصيبها.
- الشكوى المستمرة نتيجة الشعور بالألم، وبالنظر إلى هذا الألم نجده شيء لا يذكر وأنه أمرًا طبيعيًا ولكنه عند صاحبه أحد الألآم التي تسبق الموت.
- اعتقاد الفرد المصاب بتوهم المرض بأن أعراضه حقيقية برغم إنكارها من قبل الأطباء إلا أنها بالنسبة له شيء واقعي والأطباء لا تعرف ما به من ألم، ويستهينون بحالته.
- قد يصاحب الإصابة بتوهم المرض الكثير من الأمراض الأخرى، ومنها الاكتئاب والفصام والهستيريا.
- وبالنظر إلى الحالات التي تعاني من توهم المرض نجد أن أعضائه لا تعاني من أية ألام ولكن الحالة النفسية له هي التي تعاني من الكثير من الأزمات والمشاكل.
- قد يشعر الفرد الذي يصاب بتوهم بالعديد من الأزمات النفسية ومنها الشك بمن حوله أو كرههم وذلك نتيجة أنهم يحاولون باستمرار إقناعه بأنه لا يعاني من أية ألآم أو أمراض.
اقرأ أيضًا: القلق والتوتر والخوف من المرض
كيفية علاج توهم المرض
هناك العديد من الطرق العلاجية التي عمل بها طبيبي عندما ذهبت لأتعالج من الشعور بتوهم المرض، ومنها:
- العلاج بواسطة بعض العلاجات الكيميائية، والعلاجات النفسية الوهمية، فوصف لي بعض العلاجات المهدئة وغيرها.
- والعلاجات الكيميائية من واقع تجربتي مع توهم المرض لا تأتي بالنتائج المرجوة بمفردها، بل اتبع مع الطبيب بعض طرق العلاج الأخرى.
- العلاج النفسي الذي يعتمد في الأساس على كشف الصراعات الداخلية للمريض والأسباب المؤدية لها واستنتاج الطبيب من خلال التحدث مع المريض الطريقة التي يمكن أن يعالجه بها.
- توجيه النصح للمريض وللأسرة من حيث كيفية التصرف مع المريض عند توهم المرض.
- ينصح الأطباء المريض بتوهم المرض أن يندمج مع غيره ويحاول أن ينسى جميع الأفكار التي تراوده.
- محاولة ممارسة الرياضة والخروج والتنزه.
الفرق بين وسواس المرض وتوهم المرض
لا يعرف الكثير من الأشخاص الفرق بين وسواس المرض وتوهم المرض ويعتقدون أن هذه الحالة المرضية واحدة وهذا ليس بصحيح، وسوف نوضح الفرق بينهم:
- فالشخص المصاب بوسواس المرض يخاف من إصابته لبعض الأمراض نتيجة سماعه عنها ولا يعترف إطلاقًا بوجود هذه الأمراض لديه.
- أما توهم المرض هي حالة اضطراب المريض بحيث يتخيل انه مصاب بجميع الأمراض التي عرفها الطب، فهو يعترف بمرضه رغم عدم وجوده.
اقرأ أيضًا: أعراض الوسواس القهري الجسدية
وفي النهاية وبعد أن تناولت بالحديث تجربتي مع توهم المرض، يمكنني القول إن الطبيب النفسي وحده القادر على علاج هذه الحالات فإذا كنت تعاني من هذا المرض عليك الاعتراف به والذهاب إلى أحد الأطباء النفسية.